الذئاب المضطهدة تعود... وهولندا تردع الخطر

تقتل نحو 65 ألف حيوان أليف في الاتحاد الأوروبي سنوياً

الذئب كأنه ينتقم لاضطهاده بعودةٍ مُهدِّدة (شاتر ستوك)
الذئب كأنه ينتقم لاضطهاده بعودةٍ مُهدِّدة (شاتر ستوك)
TT

الذئاب المضطهدة تعود... وهولندا تردع الخطر

الذئب كأنه ينتقم لاضطهاده بعودةٍ مُهدِّدة (شاتر ستوك)
الذئب كأنه ينتقم لاضطهاده بعودةٍ مُهدِّدة (شاتر ستوك)

لمواجهة ظاهرة هجوم الذئاب على البشر، أصدرت محكمة هولندية حكماً يبيح استخدام ما تُعرف ببنادق كرات الطلاء، بعدما تبيّن أنه «لا حلّ آخر». وذكرت صحيفة «التلغراف» أنّ الذئاب عادت للظهور في هولندا عام 2015، بعدما انقرضت هناك قبل قرنين، نتيجة السماح باصطيادها؛ وذلك بعد عبورها الحدود من ألمانيا.

مؤخراً، أثارت أنثى ذئب في حديقة عامة قلق المتنزّهين وراكبي الدراجات، بعد اقترابها منهم بدرجة كبيرة. ورغم أنّ هذه المنطقة تُعدّ وجهة شهيرة للمشاة، فإنها أيضاً موطن للغزلان البرّية، والأغنام والخنازير، وهي فرائس تجذب الذئاب.

تضمّنت النقاشات استخدام رذاذ الفلفل أداةً للردع، لكنها عُدَّت خطرة على صحة الحيوانات. وبعد معركة قانونية طويلة، قضت المحكمة بأنّ سلوك بعض الذئاب في الحديقة الوطنية يشكّل «تهديداً للسلامة العامة». وأضاف نصّ الحكم: «ما من حلٍّ آخر سوى استخدام بنادق كرات الطلاء. فحقيقة أنّ خوف الذئاب من البشر قد تراجع، لا يعني أنها لم تعد عدوانية أو غير قادرة على العضّ».

جاء حكم المحكمة انتصاراً لمقاطعة «جيلديرلاند الشرقية»، بعدما ضغط المسؤولون لاستخدام بنادق كرات الطلاء، خصوصاً أنّ الذئاب من الأنواع المحمية في هولندا، ولا يمكن قتلها.

يأتي اعتماد استراتيجية كرات الطلاء في وقت تناقش فيه بلدان أوروبية كيفية التعايش مع الذئاب، بعد قرون تعرّض فيها هذا الحيوان للاضطهاد.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) أنها تدرس ما إذا كانت ستجدي التدابير الوقائية في مواجهة الذئاب، وسط مخاوف المزارعين بشأن تهديد تُشكّله على الماشية.

وإذ تشير تقديرات دعاة حماية البيئة إلى أنّ نحو 20 ألف ذئب تجوب حالياً الاتحاد الأوروبي، قالت المفوضية: «تَفاقم الضرر الذي لحق بالماشية مع نمو أعداد الذئاب» التي تقتل نحو 65 ألف حيوان أليف في الاتحاد الأوروبي سنوياً، بين أغنام وماعز، وماشية، وخيول.

يُذكر أنّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فقدت مُهرها المحبوبة «دوللي» في سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر هجوم ذئب دخل مجمّعاً يضمّ ممتلكات عائلتها الريفية في شمال ألمانيا.


مقالات ذات صلة

«ميم» في متحف إنجليزي للمرّة الأولى

يوميات الشرق أول كائن مولود رقمياً (متحف الحياة الريفية الإنجليزية)

«ميم» في متحف إنجليزي للمرّة الأولى

أصبحت صورة «الوحدة المطلقة» التي انتشرت بسرعة عبر الإنترنت، أول «كائن مولود رقمياً» يُعرض في المتحف الوطني للعلوم والإعلام بإنجلترا. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مغامرة غير محسوبة (أ.ب)

قطّ أعمى عمره 20 عاماً يعيش مغامرة على الجليد

يحبّ «تيكي»، وهو قطٌّ أعمى أبيض وأسود، عمره 20 عاماً، التجوُّل في الهواء الطلق. ولكن هذه المرّة أثار الذعر.

«الشرق الأوسط» (ماساتشوستس الولايات المتحدة)
يوميات الشرق يمكن للعواطف أن تجعل الأشياء أسهل في التذكّر (سيكولوجي توداي)

كيف تجعل ذكرياتك «تعيش مدة أطول»؟

كل لحظة وكل ذكرى تثير استجابة عاطفية معينة، ويمكن للعواطف أن تجعل تذكّر الأشياء أسهل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

مقاضاة رجل عانق المستشار الألماني على مدرج مطار فرانكفورت

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة فرانكفورت عن تحريك دعوى قضائية بحق رجل عانق المستشار أولاف شولتس على مدرج مطار فرانكفورت.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
صحتك ربطت عدد من الدراسات السابقة بين منتجات العناية بالبشرة والدماغ والجهاز العصبي (رويترز)

كيف تؤثر منتجات العناية بالبشرة على العقل والمزاج؟

ربطت عدد من الدراسات السابقة بين منتجات العناية بالبشرة والدماغ والجهاز العصبي، حيث أشارت إلى أن هذه المنتجات تؤثر على العقل والمزاج.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراما التشويق والإثارة للسيطرة على الشاشات والمنصات

أبطال مسلسل «فقرة الساحر» (الشركة المنتجة)
أبطال مسلسل «فقرة الساحر» (الشركة المنتجة)
TT

دراما التشويق والإثارة للسيطرة على الشاشات والمنصات

أبطال مسلسل «فقرة الساحر» (الشركة المنتجة)
أبطال مسلسل «فقرة الساحر» (الشركة المنتجة)

تسيطر دراما التشويق والإثارة على المسلسلات الجديدة التي استقبلتها الشاشات والمنصات خلال الشهر الحالي، من أبرزها مسلسل «فقرة الساحر» الذي يخرجه تامر محسن وتدور أحداثه حول 3 أصدقاء يشكلون فريقاً من المحتالين، يستهدفون الأثرياء لتحقيق عمليات النصب الخاصة بهم مع عدم إلحاق أي أضرار جسدية بضحاياهم، وفق معايير خاصة توافقوا عليها، وهو العمل الذي تدور أحداثه في 8 حلقات وانطلق عرضه على منصة «يانغو بلاي».

من بين أعمال التشويق أيضاً مسلسل «موعد مع الماضي» الذي يقوم ببطولته آسر ياسين مع ركين سعد ومحمود حميدة بجانب شيرين رضا وشريف سلامة، والذي انطلق عرضه على منصة «نتفليكس» وتدور أحداثه حول جريمة قتل ارتُكبت قبل 15 عاماً، وفيما تعتقد الأسرة بأن الصفحة طويت يعود الماضي حاملاً معه الكثير من التفاصيل.

آسر ياسين في «موعد مع الماضي» (الشركة المنتجة)

رحلة البحث في الماضي التي يقوم بها آسر ياسين في الأحداث عبر 8 حلقات في إطار مشوق تجعل الجميع على لائحة الاتهام، ليظل الغموض حتى الدقائق الأخيرة مع تذكر كل شخص ما حدث من منظوره، مع شك جميع الأفراد بعضهم في بعض لأسباب متباينة.

أما مسلسل «ساعته وتاريخه» فينتمي لنوعية الأعمال التي تدور أحداثها في إطار من الغموض والتشويق حول جرائم حدثت بالفعل مع الاستعانة بفريق عمل مختلف من الممثلين والكتاب في كل حلقة، فيما تلقى الأحداث تفاعلاً عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

وتنطلق أحداث مسلسل «إقامة جبرية» عبر منصة «واتش إت» في إطار اجتماعي مشوق من خلال سيدة تعاني من أزمة نفسية قوية بعد وفاة زوجها، الأمر الذي يجعلها تتوجه للطبيب النفسي لتكتشف المزيد من الأمور التي لم تكن تعرف عنها شيئاً في حياتها، وهو المسلسل الذي تقوم ببطولته هنا الزاهد مع صابرين، وتدور أحداثه في 10 حلقات.

من بين الأعمال التي تمزج الجانب التشويقي بالكوميديا مسلسل «موضوع عائلي 3» الذي ينطلق عرضه على منصة «شاهد» الأسبوع المقبل، ويواصل فريق العمل بالجزء الجديد المغامرات التي تدخلها عائلة مصرية مع ظهور مجموعة من ضيوف الشرف في الأحداث.

«يعكس الزخم الدرامي المرتكز على التشويق وضعاً جديداً في الفترة الأخيرة» حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الذي يقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنافس الدرامي لم يعد مقتصراً على السباق الرمضاني فحسب، ولكن أصبح مستمراً طوال العام أيضاً مع وجود عدد ليس بالقليل من النجوم الذين عرفهم الجمهور من هذه الأعمال».

وأكد أن «فكرة إبقاء الأعمال الأكثر قوة لتعرض في السباق الرمضاني وعرض الأعمال الأقل في المستوى خارجه أمر لم يعد موجوداً في ظل ارتفاع جودة الأعمال المعروضة والمنافسة القوية على جذب المشاهدات».

«جزء من رهان صناع الأعمال على الجانب التشويقي مرتبط برغبتهم في ضمان استمرار جذب الجمهور لمتابعته»، وفق الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق الذي يقول، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدراما التشويقية التي يغلب عليها جانب الغموض باتت تلقى رواجاً كبيراً بين الجمهور حتى مع طغيان الغموض في بعض الأحيان على الجانب الاجتماعي».

وأضاف أن «تزايد عدد المنصات المعنية بعرض الإنتاجات الدرامية والمنافسة بينها بجانب محدودية عدد الحلقات في غالبية الأعمال المعروضة أمور ساهمت في تقديم تجارب جيدة على المستوى الفني»، لافتاً إلى أنه بالرغم من وجود سيطرة لتيمة التشويق والإثارة فإن هناك اختلافاً في المضمون.