سودانية ناصرت «الاحتشام» في حفل جمالي ونافست بـ«البوركيني»

أكدت أنّ احترام العادات أهم من الفوز

الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)
الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)
TT

سودانية ناصرت «الاحتشام» في حفل جمالي ونافست بـ«البوركيني»

الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)
الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)

أدخلت الشابة السودانية تسابيح دياب، المرشَّحة السابقة للقب ملكة جمال الكون، إطلالات محتشمة للمرة الأولى إلى هذا النوع من المسابقات، لنشر أسلوب يُقدّم الجمال بقالب جديد يشمل معايير مختلفة قوامها «الاحتشام».

وإذ أثارت إطلالاتها في حفل ملكة جمال الكون الأخير الإعجاب، لحرصها على مداراة عادات اللباس السوداني، قالت لوسائل الإعلام إنها حرصت على تغطية جسمها وعَكْس صورة مغايرة بنكهة أفريقية - عربية، موضحة أنها دخلت في تصنيف أفضل 10 ملابس سباحة، رغم أنّ هذه الفقرة تتطلّب «مايوهات» مفتوحة تُظهر تفاصيل جسدها.

وأكدت تسابيح دياب أنّ احترام عادات بلدها أهم من الفوز بالمسابقة.

أبرز إطلالاتها، كان الثوب السوداني الذي صُنّف ضمن أفضل 5 أزياء قومية، فاختارت «الجرتق» باللون الأحمر مع إكسسوارات ذهبية تجمع بين السلاسل وعملات الجنيه المرتبطة بالعادات والتقاليد، وهو ما يميّز العروس السودانية.

علّقت: «الثوب السوداني يرتبط بقوة المرأة المُحارِبة؛ مُقاوِمة الظلم في كل العهود». وهي اختارت إطلالة مختلفة عن منافساتها في فقرة ملابس السباحة، فارتدت «بوركيني» غطّى جسدها بالكامل باللونين الأزرق السماوي والغامق، لتبدو مثل حورية خرجت من البحر.

محاولة تغيير السائد (حساب تسابيح دياب الشخصي)

وأوضحت أنها أخبرت القائمين على المسابقة بأنها لا تستطيع ارتداء لباس سباحة يتعارض مع معتقداتها الاجتماعية والدينية. الأكيد أنها كانت سعيدة بتجاوب اللجنة واحترامها معتقدات المتسابقات، مما ساعدها على ارتداء ملابس أنيقة ذات قصّات تعكس ثقافة بلدها.

ودمجت تسابيح دياب في إطلالاتها، التقليدية بالدقة العالية في تنفيذ القِطع. ومع ذلك لم يكن سهلاً إرضاء بعض المتابعين الذين انتقدوها.

وفي حين عبَّر كثيرون عن احترامهم لرسالتها، وبصفتها أول سودانية تُقدِم على هذه الخطوة في مسابقات جمال، عادت إلى الأذهان إشكالية صراع المعتقدات، وتجلّيها خصوصاً في فقرة ملابس السباحة.

ففي عام 2015، صدر قرار بإلغاء هذه الفقرة، بعد مطالبة دول عدة بذلك، بينما لا تزال قائمة في مسابقة ملكة جمال الكون إلى اليوم. وأصحاب دعوة إلغاء فقرة «المايوه» يستندون في خطابهم إلى أنّ المسابقة تدعم النظرة الإيجابية للجسد وما هو أبعد من الجمال، وتُكافئ الشخصية، وتساند القضايا الاجتماعية، والعمل الخيري.

في هذا السياق، علّق القيادي السياسي السوداني ياسر عرمان على مشاركة تسابيح دياب في مسابقة ملكة جمال الكون: «رغم تراكم أحدثته ثقافة النظام السابق ضدّ الإبداع والجمال والنساء، تمتّعت الشابة تسابيح دياب بالشجاعة والوعي، وحاولت عكس جزء من تراثنا وثقافتنا وهويتنا بإطلالاتها. كانت قوية رغم تنمُّر البعض، وخاطبت السودانيين باحترام، وطلبت دعمهم».


مقالات ذات صلة

كوريّة جنوبية تبلغ 81 عاماً يخونها تاج ملكة الجمال

يوميات الشرق الفرص تليق بمَن يقتنصها (أ.ب)

كوريّة جنوبية تبلغ 81 عاماً يخونها تاج ملكة الجمال

تشوي سون هوا، صاحبة الشعر الفضّي، ارتدت ثوباً أبيض مرصّعاً بالخرز، واختالت على المسرح، كما شاركت في مسابقة الغناء، وذلك ضمن مسابقة ملكة جمال الكون - كوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة درست نجيم السوق جيداً كما غاصت في مكامن قوتها لتكتشف أن الجمال هو ورقتها الرابحة (نادين نجيم)

النجمة نادين نجيم تقتحم عالم التجميل بعلامتها الخاصة

أعلنت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم هذا الشهر عن إطلاق علامتها الخاصة لمستحضرات التجميل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كل العطور التي ابتكرها هادي سليمان حتى الآن مستلهمة من تجاربه الخاصة (سيلين)

خلي بالك من «زوزو»... العطر الجديد لـ«سيلين»

«زوزو» هو آخر عطر في سلسلة العطور المتخصصة التي طرحها المصمم هادي سليمان لدار «سيلين». ولولا أننا نجهل مدى ثقافته بالسينما العربية، لدفعنا الحماس للقول أن…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة دمج المصمم الأزياء الجاهزة بأزياء راقية تم تطريزها باليد بحرفية عالية (سيلين)

«سيلين» تقدم تشكيلة «النصر» بوحي من الستينات

هادي سليمان مصمم معروف بحبه للصورة متكاملة، لهذا ليس غريباً أنه يريد أن تكون صورة امرأة «سيلين» متكاملة من الأزياء والإكسسوارات إلى العطور ومستحضرات التجميل.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لقطة جماعية في آخر العرض (تصوير: أدريان ديران)

ماريا غراتزيا تشيوري تقدم درساً في كيفية «المسك بالعصا من المنتصف»

تقول القصة إن السيد كريستيان ديور كان متعلقاً بأخته كاترين، ومن أشد المعجبين بشخصيتها القوية. كانت كاترين مستقلة في أفكارها متمسكة بقناعاتها. شاركت في المقاومة…

جميلة حلفيشي (لندن)

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
TT

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)

عرف عصر المماليك في مصر صراعات دامية ونزاعات مريرة، ولكن في عالم التحف والآثار تتسم القطع الباقية من ذلك العصر بالجمال والأناقة والصنعة رفيعة المستوى بدءاً من النحاس إلى الزجاج وصولاً للمخطوطات.

نتوقف عند الزجاج الذي برع الصناع في ذلك العصر في نفخه وتشكيله وزخرفته، وتجلى ذلك في مصابيح المساجد المزخرفة بالمينا بكتابات بديعة التشكيل من آيات القرآن الكريم. لا يخلو متحف عالمي به قسم للفن الإسلامي من نسخة من تلك المصابيح سواء كانت صُنعت في عهد المماليك أو صنعت بالطراز نفسه لاحقاً في أوروبا، ويمكن القول إنَّه لا توجد قطع مماثلة خارج المتاحف حتى الآن. ولكن السوق الفنية ملأى بالمفاجآت، إذا تعرض «دار بونامز» في لندن في مزادها القادم مصباحاً أثرياً من ذلك العهد؛ فهو يحمل نَسباً تاريخياً يعود للأمير المملوكي سيف الدين صرغتمش الناصري، وهو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون. ما نعرفه عن تاريخ انتقال ملكية المصباح قليل، ولكن المعلومة الرئيسية هي أنه كان بحوزة عائلة نوبار باشا، أول رئيس وزراء لمصر في العصر الحديث، وظل مع العائلة حتى يومنا هذا.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

نستكشف قصة المصباح مع نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز»، الذي يبدأ حديثه بالتأكيد على ندرة المصابيح المملوكية في السوق «في القرن الحالي لم تظهر سوى ثلاثة مصابيح مملوكية في الأسواق، فهو أمر نادر الحدوث لسبب بسيط، وهو أن غالبيتها تقبع في المتاحف مثل متحف الفن الإسلامي في القاهرة الذي يضم عدداً كبيراً منها». وإلى جانب عامل الندرة، هناك عامل آخر تحرص عليه دور المزادات، ويمنح القطع المعروضة أهمية مزدوجة، وهو وجود تاريخ وثيق من الملاك السابقين، وهو ما يتحدث عنه ساغراتشي.

تنقلات المصباح

لا نعرف الكثير عن المصباح وتنقلاته في السوق قبل القرن التاسع عشر؛ لهذا ستبدأ حكايته عند وصوله إلى يد دبلوماسي وجامع فنون فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر نشأ في باريس، ودرس العربية والتركية والفارسية. عُيّن شيفر مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843، وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825-1899) وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

بوغوص باشا ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825 - 1899)

يشير ساراغتشي إلى أن عائلة نوبار باشا الأرمينية الأصل كانت تقيم بين القاهرة وباريس، واستقرت في باريس بعد ثورة 1952. وتنقل المصباح مع العائلة حتى استقر في شقة بجنيف، «لم يكن أحدهم يعرف عن أهمية المصباح، ولا تاريخه ولا ندرته». بعد خروجه من مصر في القرن التاسع عشر ظل المصباح في أوروبا وبعد وفاة بوغوص باشا، ولم ينل المصباح اهتمام العائلة، وظل قابعاً في شقتهم في جنيف. من الملاحظ أن المصباح بحالة جيدة، ويرجع الخبير ذلك إلى أنه ظل في حوزة مالك واحد وعائلته «بشكل ما وجوده في مكان واحد ربما على مدى 100 عام حافظ على حالته، رغم ذلك يجب أن أقول إنه من النادر جداً أن نجد مصباحاً بهذه الحالة، لا يوجد به شروخ وحالة الزخارف جيدة والكتابات ما زالت معظمها موجودة». الأصل في عرض المصابيح الزجاجية القديمة كان تعليقها بواسطة حبال تتدلى من أسقف المساجد وقبابه، وهو أمر لا يمكن تخيل حدوثه اليوم، خصوصاً وأن المصابيح المتبقية من ذلك العصر قيّمة جداً، وفي حالة مصباح صرغتمش فسعره يقارب مليون جنيه إسترليني، بحسب الخبير.

جماليات وزخارف

هناك الكثير مما يميز المصابيح الزجاجية إلى جانب تاريخها وقصصها؛ فالجماليات فيها تعكس صناعة وحِرفة باهرة «الشيء الخاص جداً والمميز في المصابيح من هذا النوع هو صعوبة تنفيذ الزخارف والكتابات بالمينا على الزجاج. عندما ننظر إلى النماذج المصنوعة في أوروبا في الفترة نفسها نجد أن الصناعة كانت فقيرة وبدائية. ولهذا أن تكون هناك القدرة في القرن الرابع عشر على تنفيذ مثل هذه الكتابات متعددة الألوان والمزينة بالزخارف والأزهار مباشرة على الزجاج فهذا أمر مدهش، وقد برع فيه الصانع والحرفي المملوكي، واختفى بعد ذلك».

مدرسة الأمير صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة (بونامز)

الحديث عن الزخارف والألوان يأخذنا لحرفة عتيقة ومدهشة في آن واحد، أسأله عن الألوان المستخدمة التي حافظت على لمعانها وثباتها عبر القرون، يقول: «فعلاً، فهي من نوعية عالية الجودة، وكان الحرفي يكتب، ويلوّن على الزجاج في أثناء تشكيله مباشرة، فبينما كان الزجاج يتشكل بالنفخ كان الحرفي يضيف الألوان التي تكونت في العادة من الأحمر والذهبي والأزرق، وما نعرفه الآن أن كل لون كان يوضع في درجة حرارة معينة مناسبة له، كان أمراً صعباً، وليس بسهولة الرسم على القماش على سبيل المثال الذي يمكن تصحيحه».

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

نرى على الجزء العلوي من المصباح الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، كما تحمل اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكانت معلقة في مدرسة صرغتمش بالقاهرة. يقول ساراغتشي إن الأمير صرغتمش وهو أحد أمراء السلطان المملوكي البحري الناصر محمد بن قلاوون أسس مدرسة باسمه في حي السيدة زينب عام 757هـ/ 1356م، قد أمر بصنع المصباح ليضعه فيها. يعرض المصباح في «مزاد بونامز» للفن الإسلامي والهندي في لندن يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) بسعر تقديري يتراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني.