دراسة: آلاف المدن الأميركية سيهجرها سكانها بحلول عام 2100

دراسة: آلاف المدن الأميركية سيهجرها سكانها بحلول عام 2100
TT

دراسة: آلاف المدن الأميركية سيهجرها سكانها بحلول عام 2100

دراسة: آلاف المدن الأميركية سيهجرها سكانها بحلول عام 2100

وجدت دراسة جديدة أنه بحلول نهاية القرن الحالي سيواجه ما يقرب من نصف المدن الأميركية البالغ عددها حوالى 30 ألف مدينة نوعًا من الانخفاض السكاني، حيث ستخسر ما بين 12 إلى 23 في المائة من سكانها المقيمين.

ووفقا للتحليل الجديد، من المرجح أن تشبه هذه المدن المستقبلية مجتمعات ممزقة أو ضعيفة أو مترامية الأطراف أكثر من مدن الأشباح الكاملة، مع تحول السكان داخل المدن وفيما بينها؛ وهذا ما لم تتمكن الحكومات المحلية ومخططو المدن من الاستجابة له والتكيف مع الاحتياجات المتغيرة لسكانها. ويحذر باحثو الدراسة من أن «آثار هذا الانخفاض الهائل في عدد السكان ستجلب تحديات غير مسبوقة، ما قد يؤدي إلى انقطاع الخدمات الأساسية مثل النقل والمياه النظيفة والكهرباء والوصول إلى الإنترنت». وأضافوا «مع تقلص المدن وشيخوخة السكان، قد يؤدي الانخفاض السكاني في بعض الأحياء إلى إغلاق محلات البقالة، ما يؤدي لتصحر غذائي. كما يمكن للبنية التحتية المهملة في البلدات المتضائلة أن تترك المجتمعات بدون مياه نظيفة، كما حدث في جاكسون وميسيسيبي عام 2021».

وقد تصل هذه التأثيرات المحتملة لتدهور المدن لما هو أبعد بكثير مما توقعت أوتارا سوترادار طالبة الدراسات العليا بالهندسة المدنية بجامعة إلينوي بشيكاغو وزميلاها لورين سبيرنج وسيبيل ديريبل، في بداية دراستهم، وقاموا بتوسيع تحليلهم ليشمل جميع الولايات الخمسين، مستندين في توقعاتهم إلى الاتجاهات السكانية من بيانات التعداد السكاني الأميركي من ثلاث فترات زمنية على مدار 20 عامًا، ومجموعتي بيانات تتضمن خمسة سيناريوهات مناخية مستقبلية محتملة.

ولم تقتصر وجهة نظرهم على المدن الكبرى في أميركا. إذ عرّف الباحثون المدن كما يفعل مكتب الإحصاء الأميركي على أنها «تجمعات من الناس في أماكن قد نشير إليها عادةً بالأحياء والقرى والبلدات، فضلاً عن المدن الكبرى»، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «Nature Cities».

وكشفت سوترادار «أن معظم الدراسات تركز على المدن الكبرى، لكن هذا لا يعطينا تقديرًا لحجم المشكلة».

وفي الوقت الحالي، تفقد 43 % من المدن الأميركية سكانها؛ وهو رقم يتوقع التحليل أن يرتفع مع مرور القرن.

وفي هذا الاطار، وجد الباحثون أنه اعتمادا على السيناريو المناخي النموذجي، فإن ما يصل إلى 64 % من المدن يمكن أن تتراجع بحلول عام 2100. ومن المرجح أن تشهد مناطق الشمال الشرقي والغرب الأوسط المدن الأكثر إخلاءً للسكان.

وعلى الرغم من نمو ولايتي تكساس ويوتا الآن، إلا أنهما ستشهدان حصة عادلة من مدنهما تعاني من فقدان السكان بحلول عام 2100.

ومع ذلك، فإن تقديرات الاتجاهات السكانية لعقود من الزمن في المستقبل غير مؤكدة بطبيعتها؛ حيث لا يستكشف التحليل العوامل الاقتصادية أو الاجتماعية التي تحرك الاتجاهات المتوقعة. كما أنها لا تشمل الهجرة داخل الولايات المتحدة؛ في حين أن تغير المناخ يجبر السكان بالفعل على الانتقال حيث تصبح الأماكن أقل صلاحية للسكن، مع الحرارة الشديدة أو الفيضانات المتكررة.

وبغض النظر عن هذه التعقيدات «فإن الأمر المؤكد هو أن هناك حاجة إلى تحول ثقافي مهم في مجتمعات التخطيط والهندسة، بعيدًا عن التخطيط التقليدي القائم على النمو، لاستيعاب التحول الديموغرافي الدراماتيكي»، وفق الباحثين؛ الذين يخلصون الى القول «كل مدينة ستكون على مسارها الخاص وستتحمل التغيرات المناخية والسكانية الخاصة بها، لذلك هناك حاجة إلى التخطيط المحلي».


مقالات ذات صلة

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

يوميات الشرق د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

وجدت دراسة برازيلية أن مزيجاً من دواءَين تجريبيَّين حقق نتائج واعدة في مكافحة السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تعلم اللغة عند الأطفال أمر حاسم يؤثر على نموهم الأكاديمي والمعرفي (جامعة آيوا)

الذكاء الاصطناعي لمساعد الأطفال على تعلم اللغة

طوّر باحثون من كوريا الجنوبية نظاماً مبتكراً يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدة الأطفال على تعلم اللغة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة في 3 أيام فقط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
TT

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)

لم يتبق سوى أسبوع واحد فقط على نهاية موسم إحصاء عدد الفراشات، إذ يحذر الخبراء من أنها باتت تهاجر شمالاً بشكل أكبر بسبب تغير المناخ. ويعد موسم إحصاء تعداد الفراشات الكبير حدثاً سنوياً تقوده مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» الخيرية للحياة البرية. ولا يتبقى أمام المشاركين سوى أسبوع واحد فقط للمشاركة، حيث ينتهي موسم الرصد في 4 أغسطس (آب).

وتطلب الفعالية من المشاركين قضاء 15 دقيقة في منطقة مشمسة، وتسجيل أعداد وأنواع الفراشات التي يرونها، إذ حدد الباحثون تغييرات في طريقة هجرتها عبر البلاد.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور دان هوير من مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «الفراشات حساسة جداً فهي تحب الحرارة».

وأضاف هوير: «تحتاج يرقات هذه الفراشات إلى نباتات غذائية معينة لتتغذى عليها، كما تحتاج أيضاً إلى درجات حرارة مناسبة لإكمال دورة حياتها، ومن المؤكد أن الاتجاهات تتغير مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، إذ تصبح المزيد من الأماكن مناسبة لبعض أنواع الفراشات بشكل أكبر كلما اتجهت شمالاً مقارنة بحياتها السابقة».

وتابع: «ولذا؛ فإن أنواع مثل الفراشة الزرقاء المقدسة، وتلك التي تشبه علامة الفاصلة، وفراشة الطاووس، أصبح رصدها في أسكتلندا أسهل بكثير الآن مما كانت عليه في السابق».

وقد تراجعت أعداد نحو 80 في المائة من أنواع الفراشات الموجودة في المملكة المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، وأوضح الدكتور هوير: «هذا يخبرنا شيئاً عما يحدث في البيئة».

وذكر: «يتعلق الأمر بتغير المناخ، وبفقدان الموائل بسبب التنمية واستخدام المبيدات الحشرية، ولكن إذا حصلنا على هذه الإحصاءات، فإن ذلك يساعدنا أيضاً في معرفة كيفية إصلاح هذا الخلل ومعرفة سبل تحقيق التعافي للطبيعة للوصول لمستقبل أكثر إشراقاً».

يذكر أنه في العام الماضي تم إجراء أكثر من 135 عملية إحصاء أعداد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إذ أمضى المتطوعون ما يقرب من 4 أعوام في الرصد.

وأفاد روبرت ونيل بأنهما شاركا من قبل في إحصاء أعداد الفراشات عدة مرات، لكن هذا الموسم كان أقل نجاحاً من المواسم الأخرى.