نحو 20 مليون مريض بالقلب حول العالم قضوا في عام

أمراض القلب والأوعية الدموية تظل السبب الرئيسي للوفاة حول العالم (إيليت هوسبيتال كينوود)
أمراض القلب والأوعية الدموية تظل السبب الرئيسي للوفاة حول العالم (إيليت هوسبيتال كينوود)
TT

نحو 20 مليون مريض بالقلب حول العالم قضوا في عام

أمراض القلب والأوعية الدموية تظل السبب الرئيسي للوفاة حول العالم (إيليت هوسبيتال كينوود)
أمراض القلب والأوعية الدموية تظل السبب الرئيسي للوفاة حول العالم (إيليت هوسبيتال كينوود)

كشفت أحدث البيانات عن العبء العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية عن أن وفيات المتأثرين بها ارتفعت إلى نحو 20 مليون شخص حول العالم عام 2022.

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت الاثنين بمجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، أن هذه النوعية من الأمراض والأوعية الدموية تظل السبب الرئيسي للوفاة حول العالم، و«هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة من أجل عالم يتمتع بصحة جيدة».

وقدمت الدراسة تحديثاً للتقديرات الصحية للعبء والاتجاهات العالمية والإقليمية والوطنية للأمراض القلبية الوعائية بين عامي 1990 و2022 عبر تحليل تأثير أمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطر في 21 منطقة عالمية.

وكشفت النتائج عن أن وفيات أمراض القلب ارتفعت إلى 19.8 مليون في 2022، مقارنة بـ12.4 مليون في 1990. وبين عامي 2015 و2022، زادت الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بحسب العمر في 27 موقعاً، وفق النتائج.

وكشفت النتائج أيضاً عن أن أوروبا الشرقية سجلت أعلى معدل إجمالي للوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية حسب العمر؛ حيث بلغ 553 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.

في المقابل، سجلت البلدان في أستراليا أدنى معدل وفيات إجمالي موحد للعمر بسبب الأمراض القلبية الوعائية، وبلغ 122.5 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص.

وتشير التقديرات إلى أن مناطق آسيا وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط تعاني من أعلى عبء من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.

وسجلت آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط أعلى معدل للوفيات حسب العمر لكل 100 ألف شخص بسبب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي. وكانت المناطق التي تعاني من أعلى معدلات عبء الأمراض القلبية الوعائية التي تعزى إلى المخاطر الغذائية هي آسيا الوسطى وأوقيانوسيا وأجزاء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة مدير مستشفى ماونت سيناي للقلب بالولايات المتحدة، البروفسور جريجوري روث، إن «أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل تحدياً مستمراً يؤدي لعدد هائل من الوفيات المبكرة التي يمكن الوقاية منها».

وأضاف عبر موقع «مجلة ساينس» أن الدراسة قدمت تقديرات لـ15 عامل خطر رئيسياً لأمراض القلب والأوعية الدموية أبرزها: العوامل البيئية (تلوث الهواء، وتلوث الهواء المنزلي، والتعرض للرصاص، ودرجة الحرارة المنخفضة، وارتفاع درجة الحرارة)، والتمثيل الغذائي (ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول وكتلة الجسم، ونسبة السكر في الدم) والعوامل السلوكية (النظام الغذائي، والتدخين وتعاطي الكحول، والنشاط البدني).

وأشار إلى أن هناك العديد من العلاجات الرخيصة والفعالة، متابعاً: «نحن نعرف عوامل الخطر التي نحتاج إلى التعامل معها وعلاجها، وهناك خيارات صحية بسيطة يمكن للناس اتخاذها لتحسين صحتهم».


مقالات ذات صلة

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

يوميات الشرق هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان، أنّ الوصول إلى مستوى عين المريض عند التحدُّث معه حول تشخيصه أو رعايته، يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في العلاج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يركبون على ظهر عربة وهم يحملون أمتعتهم في غزة (أ.ف.ب)

غزة: تحذير من انتشار فيروس شلل الأطفال بين النازحين

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، من انتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض بين جموع النازحين في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق يستطيع الفنّ أن يُنقذ (إكس)

معرض هولندي زوّاره مُصابون بالخرف

لم تكن جولةً عاديةً في المعرض، بل مثَّلت جهداً متفانياً للترحيب بالزوّار المصابين بالخرف ومقدِّمي الرعاية لهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك خلال تدريب رياضي للأولمبياد في مرسيليا بفرنسا 25 يوليو 2024 (رويترز)

مخاطر صحية على الرياضيين والمشجعين في «أولمبياد باريس 2024»

تظهر مخاطر صحية على الرياضيين والمشجعين في أولمبياد باريس غير مخاطر السباحة بنهر السين هي حمى الضنك وغيرها من الالتهابات المنقولة التي تثير القلق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك توجد «المواد الكيميائية الأبدية» في عدد من المنتجات المصنعة مثل المقالي غير اللاصقة (أرشيفية - أ.ف.ب)

مرض في مطبخك... ما «إنفلونزا التيفلون»؟

في الوقت الذي ينتشر فيه استخدام الأواني غير اللاصقة حول العالم، ووسط هذا الإقبال، ربما لا نعلم ما تحمله من أمراض قد نتعرض لها باستخدامها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تحقّق هدف 2030 بتسجيل 8 مواقع تراثية بـ«اليونسكو»

قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)
قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)
TT

السعودية تحقّق هدف 2030 بتسجيل 8 مواقع تراثية بـ«اليونسكو»

قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)
قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)

نجحت السعودية في تحقيق مستهدف «رؤية 2030» بتسجيل 8 مواقع تراثية على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد إدراج منطقة «الفاو» الأثرية (جنوب منطقة الرياض)، السبت، وذلك خلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي بمدينة نيودلهي الهندية.

وواصلت هيئة التراث سلسلة إنجازاتها بتسجيل المنظر الثقافي لمنطقة «الفاو» بصفته ثامن موقع ثقافي سعودي ذي قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، بعد مدينة «الحِجْر» في العُلا، و«حي الطريف» بالدرعية التاريخية، ومنطقة «جدة التاريخية»، والفن الصخري في حائل، و«واحة الأحساء»، ومنطقة «حِمى الثقافية» بنجران، ومحمية «عروق بني معارض».

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إنه بإدراج منطقة «الفاو» الأثرية حقّقت المنظومة الثقافية مستهدف «رؤية 2030» في عدد المواقع السعودية، المسجلة على قائمة التراث العالمي عند 8 مواقع.

ويُسهم نجاح السعودية بتسجيل تلك المواقع على القائمة العالمية خلال السنوات الماضية في اجتذاب مزيد من الضوء على ثراء التراث الطبيعي والبيئي الذي تتمتع به البلاد، ويضاعف من انتباه العالم والزوار إليها، بالإضافة إلى تعزيز العمل لحماية التنوع البيئي، وترجمة مبادراتها النوعية لصون البيئة وحمايتها.

وأكد وزير الثقافة، في تصريح له، أن هذه الخطوة تعكس ما يحظى به التراث السعودي من دعم واهتمام كبيرين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وأضاف أن تسجيل عناصر التراث الثقافي بقوالبه المادية وغير المادية لدى «اليونسكو» يأتي انطلاقاً من عُمق السعودية التاريخي، ويُترجم دورها الريادي في خدمة التراث الإنساني العالمي المشترك، تحت مظلة «رؤية 2030» التي شدّدت على أهمية الاعتزاز بالهوية الوطنية التي يُعد التراث الوطني بجميع قوالبه أحد مكوناتها الرئيسية.

قرية «الفاو» شهدت استيطان عدد من الممالك والحضارات القديمة (واس)

ونوّه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان بأن «السعودية تدرك أهمية التراث والحفاظ عليه، وتثقيف العالم به؛ لخلق أساسٍ صلب للحاضر، ورسم خريطة طريق للعمل نحو المستقبل»، مبيناً أن الهيئة تدعم جهود تطوير الأصول الوطنية التراثية، وتوليها اهتماماً عالياً؛ لزيادة الوعي بها، والحفاظ عليها، لضمان استدامتها وتناقلها للأجيال القادمة.

وتقع منطقة «الفاو» على أطراف الربع الخالي في محافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كم2، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كم2، عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممراً ضيقاً يسمى «الفاو».

وكان الموقع عاصمة مملكة كندة الأولى، التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد حتى مطلع القرن الرابع الميلادي. ويُعد من أكبر المواقع الأثرية وأشهرها في السعودية، وواحدة من أهمها على مستوى العالم، بما تحمله من إرث ثقافي ومكانة تاريخية.

قرية «الفاو» كانت عاصمة مملكة كندة القديمة في الجزيرة العربية (واس)

وتكمن أهميته -قديماً- بكونه مركزاً تجارياً مهماً، وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج، وهذه نقطة عبور للقوافل التي تبدأ من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران، ومنها إلى قرية «الفاو» ومنها إلى الأفلاج، فاليمامة ثم تتجه شرقاً إلى الخليج وشمالاً إلى وادي الرافدين وبلاد الشام.

ويتضمّن مظاهر متنوعة فيها تفاعل الإنسان مع بيئته، منها أدلة أثرية تعود إلى عصر فجر التاريخ، ومقابر كبيرة بتشكيلاتٍ واضحة تتوافق مع التصنيفات الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية قديمة، كذلك عناصر حضارية ومعمارية تُنسب إلى مدينة القوافل التي وُجدت في القرية، ومنها واحة قديمة احتوت على أنظمة الري، وهي معززة بمجموعة استثنائية من الاكتشافات الأثرية والفنون الصخرية، والنقوش الكتابية القديمة.

وجاء نجاح تسجيل الموقع نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها وفد السعودية لدى «اليونسكو»، بقيادة «هيئة التراث»، وبالتعاون مع «اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم»، وإمارة منطقة الرياض، و«المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية»، و«جامعة الملك سعود»، و«المجتمع المحلي» لمحافظة وادي الدواسر.

قرية «الفاو» تحمل إرثاً ثقافياً ومكانة تاريخية (واس)

وتبذل الهيئة جهوداً حثيثة للمحافظة على التراث الثقافي الغني للسعودية، والتعريف بمواقعه داخلياً وخارجياً؛ لتعكس الغنى التراثي والتاريخي للبلاد التي تثبت أنها كانت موطناً لكثير من الحضارات الإنسانية المتعاقبة على مر التاريخ.