انطلقت اليوم فعاليات «موسم الدرعية» احتفاءً بتاريخ السعودية وتراثها، وتستمر ثلاثة أشهر تربط فيها الحاضر بالماضي، وتبرز عراقة الثقافة والتقاليد السعودية بطريقة حديثة ومُبتكرة.
وتتميز هوية «موسم الدرعية» للعام الحالي بروزنامة ثقافية سعودية، تحتفي بالمملكة وتراثها العريق وثقافتها الثرية، في تسليطها الضوء على قصة الدرعية، ويعود الموسم بنسخته الثالثة تحت شعار «أرض ترويك»، وتتضمن إحياء المناطق في مختلف أنحاء الدرعية مثل مطل البجيري، وحي الطريف التاريخي المدرج في قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي.
وبهذه المناسبة، أشاد أحمد الخطيب، وزير السياحة السعودي والأمين العام لشركة الدرعية، بالدور الأساسي للثقافة محفزاً رئيسياً لقطاع السياحة المتنامي في السعودية بشكل كبير وقال: «سيتسنى للزائرين من داخل السعودية وخارجها اكتشاف حضارتها وعيش مختلف تجاربها الأصيلة والهادفة والمتنوعة، كما سيوفر تجارب فريدة ونوعية للمجتمع السعودي وجميع الزائرين، كون الدرعية هي مهد انطلاقة الدولة السعودية، ومن خلالها تظهر حضارتنا العريقة وتراثنا الغني للعالم».
وأضاف الخطيب أنه «على ضوء فوز الرياض في (إكسبو 2030)، نتطلع لتطوير موسم الدرعية ليكون مهرجاناً وكرنفالاً ثقافياً رائداً وصانعاً للفرص والحوارات الثقافية للسنوات المقبلة».
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» قال كيران هاسلام، رئيس قطاع التسويق في شركة الدرعية إن الموسم يستهدف زيارة مليون شخص خلال فترة فعالياته، مشيراً إلى أنه سيركز العام الحالي على ربط الزائرين مع التاريخ بشكل مباشر، ويعطيهم الفرصة للتعمّق أكثر في التاريخ السعودي عبر الفعاليات التي ستُقام لتأخذهم إلى الماضي في رحلة عبر الزمن تحكي قصة الدرعية من بدايتها بلمسات إبداعية وترفيهية.
وفي حديثة خلال الإطلاق، قال جيري أنزيرلو، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية، إن الموسم يوفر للعام الحالي، منصةً لاستعراض البرامج الفنية المتنوعة والتجارب والمغامرات الشيقة، حيث يتميز بشمولية وتنوع من البرامج الثقافية والعروض الموسيقية والمسرحية، بالإضافة إلى فنون الطهي، والمعارض الثقافية الآسرة والهادفة.
مشيراً إلى أنها «تمزج بين الماضي والحاضر وتأخذنا في رحلة اكتشافٍ للذات، نعيد فيها التواصل والارتباط مع حضارتنا العريقة، لذا نحن ندعوكم للحضور والاستمتاع بالثقافة والتاريخ، واكتشاف الدرعية وعيش تجربة وذكرى استثنائية لا تنسى مدى الحياة».
وسيتضمن الموسم على مدار ثلاثة أشهر تفعيل عدد من الأنشطة في موقع التراث العالمي لـ«اليونيسكو» حي الطريف التاريخي، الذي يُعدّ مهد الدولة السعودية، ليوفر فرصة اكتشاف واحدة من أقدم التجمعات السكنية المثيرة للإعجاب من الناحية المعمارية على مستوى العالم، والمبنية من الطوب على الطراز النجدي المميز.
وتعود فعاليات «ليالي الدرعية» لتقدم تجربة فريدة من نوعها في الدرعية التاريخية، في موقع خلاب يمزج الماضي بالمستقبل، وتقدم باقة من التجارب الاستثنائية بين الطرب والموسيقى والفنون، والطهي والتسوق، ومن جانب الفنون والثقافة، سيقدم معرض أبواب الدرعية الدعوة للزائرين للتأمل في أفكار ومعنى وتراث الدرعية وأبواب منطقة نجد ذات الألوان الزاهية والمنقوشة والمحفورة؛ والنوافذ الشعرية اليومية.
وسيتسنى للزائرين تجربة أفخر المأكولات والمطاعم الراقية خلال الموسم، حيث تقدم هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة حملة «شتاءنا»، وهي تجربة طعام سعودية فريدة من نوعها، تقام في الهواء الطلق وسط أجواء الشتاء الباردة، التي تستمر يومياً على مدار أربعة أسابيع في «مسرح الميادين».
وتشهد فعاليات موسم الدرعية العام الحالي، تنظيم بطولة سباق الدرعية فورمولا إي (E-prix) المرتقبة، التي تنظمها وزارة الرياضة، وسيوفر هذا الحدث حلقة وصل بين الماضي والحاضر، تُعرض فيها أحدث أنواع السيارات بطريقة مبتكرة ومدمجة مع التراث، وتُسلّط الضوء على دور الاستدامة والابتكار في الحفاظ على التراث.