ما علاقة التهابات الرقبة بالصداع النصفي؟

آلام الرقبة ترتبط عادةً بالصداع النصفي والصداع التوتري (موقع كارنيغ ميديكال)
آلام الرقبة ترتبط عادةً بالصداع النصفي والصداع التوتري (موقع كارنيغ ميديكال)
TT

ما علاقة التهابات الرقبة بالصداع النصفي؟

آلام الرقبة ترتبط عادةً بالصداع النصفي والصداع التوتري (موقع كارنيغ ميديكال)
آلام الرقبة ترتبط عادةً بالصداع النصفي والصداع التوتري (موقع كارنيغ ميديكال)

حدد باحثون ألمان دليلاً موضوعياً على كيفية تورُّط التهاب عضلات الرقبة في الصداع الأساسي الذي تشمل أنواعه الأكثر شيوعاً الصداع النصفي والصداع التوتري. وأوضحت الدراسة التي عُرِضت الأربعاء ضمن الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأميركا الشمالية أن النتائج يمكن أن تؤدي لعلاجات أفضل للصداع.

ولا تزال الأسباب الكامنة وراء الصداع الأساسي غير مفهومة بشكل كامل. وترتبط آلام الرقبة عادة بالصداع النصفي والصداع التوتري. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات حيوية موضوعية حول هذا الارتباط.

ويحدث الصداع النصفي عادة على جانب واحد من الرأس، وقد يسبب أيضاً الغثيان والضعف والحساسية للضوء. ووفقاً لمؤسسة الصداع النصفي الأميركية، يعاني أكثر من 37 مليون شخص بالولايات المتحدة من الصداع النصفي، ويعاني ما يصل لـ148 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من المرض.

أما الصداع التوتري، فهو ألم على جانبي الرأس، ويرتبط عادة بالإجهاد وتوتر العضلات، إلا أن أصله الدقيق ليس مفهوماً تماماً، ويؤثر على اثنين من كل 3 بالغين في الولايات المتحدة. واستهدفت الدراسة التحقق من ارتباط آلام الرقبة باضطرابات الصداع الأساسية، وذلك عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي.

وشملت الدراسة 50 مشاركاً، معظمهم من النساء، تتراوح أعمارهم بين 20 و31 عاماً، بينهم 16 شخصاً يعانون من الصداع التوتري، و12 يعانون من الصداع التوتري والنصفي، بالإضافة لـ22 من الأصحاء بوصفهم «مجموعة ضابطة». وخضع جميع المشاركين للتصوير بالرنين المغناطيسي ثلاثي الأبعاد، بالإضافة لرصد عدد أيام الصداع ومدى المعاناة من آلام الرقبة.

ووجد الباحثون أن التغيرات الالتهابية لعضلات الرقبة ترتبط بشكل كبير بعدد الأيام التي عاشها الأشخاص مع الصداع. وأضافوا أن دراستهم توفر أول دليل موضوعي على تورُّط التهابات عضلات الرقبة في الصداع النصفي والصداع التوتري، وذلك باستخدام القدرة على قياس الالتهاب الدقيق داخل العضلات.

ووفق الباحثين، فإن النتائج تكشف دور عضلات الرقبة في الفيزيولوجيا المرضية للصداع. لذلك، فإن العلاجات التي تستهدف عضلات الرقبة يمكن أن تؤدي لتخفيف آلام الرقبة، وكذلك الصداع في وقت واحد.

من جانبه، يقول الباحث الرئيسي للدراسة في مستشفى جامعة ريختس دير إيزار ميونيخ في ألمانيا، الدكتور نيكو سولمان، لـ«الشرق الأوسط»: «دراستنا رصدت تغيرات في عضلات الرقبة المسؤولة عن ثني الرأس إلى الأمام لدى مَن يعانون من الصداع، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد يكون ذلك ناتجاً عن تغيُّرات دقيقة داخل الجهاز العضلي نتيجة الالتهاب».

وأضاف أن فحص الرنين المغناطيسي لعضلات الرقبة لدى مَن يعانون من الصداع يمكن أن يوفر أداة تشخيصية لحالة المرض، بالإضافة إلى مراقبة تأثيرات العلاج، وهو ما سيركز عليه الفريق في دراسته المستقبلية.


مقالات ذات صلة

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

أظهر مسح شمل 1563 شخصاً بالغاً أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)

تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

رصدت الولايات المتحدة تزايداً مستمراً في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض. ومؤخراً، توفي أحد سكان نيوهامشير الأميركية بسبب مرض نادر، ولكنه خطير ينقله البعوض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يعاني من جدرة القردة والذي يعد البثور والطفح الجلدي أحد أعراضه (أ.ب)

ما أضرار فقع البثور الجلدية؟

يمكن أن يكون لفقع البثور تأثير ضار على صحة البشرة، حيث يتسبب ذلك في تلف الجلد، ما قد يؤدى إلى إصابته بكثير من المشاكل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا كيسي هاريل رجل يبلغ من العمر 45 عاماً يعاني من التصلب الجانبي الضموري (UC Davis Health)

تحويل الأفكار إلى كلام... بارقة أمل لمرضى التصلب الجانبي الضموري

تعتمد التقنية على تحويل الإشارات العصبية في الدماغ إلى نصوص منطوقة ما يمكّن المرضى من «التحدث» بأفكارهم بدقة تصل إلى 97.5 في المائة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز منزلي لقياس التوتر

التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)
التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً، للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل، وأوضح الباحثون، أن الجهاز يمكن أن يسهم في تحسين دقة وسهولة قياس مستويات التوتر، ما يجعل من الممكن مراقبة الصحة النفسية والتعامل مع التوتر بشكل أفضل، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Talent».

ويشكّل التوتر جزءاً من حياتنا اليومية، بدءاً من متطلّبات العمل المستمرة، وصولاً إلى ضغوط الحياة اليومية، مثل توصيل الأطفال إلى المدرسة، ويمكن لتجاهُل مستويات التوتر المرتفعة أن يؤدي لمشاكل صحية ونفسية خطيرة، مثل الاكتئاب ومرض ألزهايمر، ولرصد هذه الحالة ابتكر فريق البحث الجهاز الذي يمكنه قياس مستويات هرمون الكورتيزول، وهو مؤشر حيوي للتوتر في الدم بدقة.

ويُعَد الكورتيزول من أهم الهرمونات التي تعكس مستويات التوتر، ومن ثم فإن قياسه بدقة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تشخيص التوتر. ويستخدم الجهاز الجديد جزيئات نانوية من أكسيد الإيريديوم، وهي جزيئات صغيرة جداً تعمل على تحسين فاعلية الجهاز، وهذه الجزيئات تغطي الأقطاب الكهربائية في الجهاز.

وأكسيد الإيريديوم مركب كيميائي يستخدم في الإلكترونيات والمحفزات الكيميائية بفضل استقراره وحساسيته العالية، ويُعدّ مثالياً لتحسين أداء أجهزة قياس الكورتيزول بفضل فاعليته في ظروف متنوعة.

ويقيس الجهاز مستويات الكورتيزول من خلال وضع عينة من الدم على الجهاز، حيث يتفاعل الكورتيزول مع الأقطاب الكهربائية المُعدّلة بالجزيئات النانوية من أكسيد الإيريديوم.

ويولد التفاعل بين الكورتيزول والجزيئات النانوية إشارات كهربائية، وهذه الإشارات تُترجَم إلى قراءة لمستويات الكورتيزول في العينة، كما يقيس الجهاز التغيرات في الإشارات الكهربائية بدقة لتحديد كمية الكورتيزول.

ووجد الباحثون أن الجهاز قادر على قياس مستويات الكورتيزول بدقة حتى عندما تكون الكميات منخفضة جداً، ما يجعله مناسباً لاستخدامه في المنزل، ويتفوق الجهاز الجديد على الأجهزة المماثلة الحالية التي غالباً ما تكون أقل حساسية ولا يمكنها قياس الكورتيزول بكفاءة في التركيزات المنخفضة.

كما يستطيع الجهاز تمييز الكورتيزول عن هرمونات مشابهة مثل التستوستيرون والبروجيستيرون، بفضل التحسينات في الأقطاب الكهربائية، بينما تواجه الأجهزة الحالية صعوبة في هذا التمييز، ما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة شيان جياوتونغ - ليفربول في الصين، الدكتور تشيوشن دونغ: «هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها أكسيد الإيريديوم بهذه الطريقة، حيث أنتجنا جهازاً بسيطاً وقليل التكلفة لقياس الكورتيزول».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت» أن الجهاز يمكنه الكشف عن جزيئات الكورتيزول بتركيز أقل بمقدار 3000 مرة من النطاق الطبيعي في الدم.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التقدم في التكنولوجيا يعزّز الآمال في إمكانية إجراء اختبارات التوتر في المنزل بطريقة دقيقة وسهلة، ما قد يُحدِث ثورة في كيفية إدارة مستويات التوتر بشكل يومي.