«شرم الشيخ المسرحي» يتجاوز مرحلة «التأجيلات» وينطلق بعروض «قوية»

الدورة الثامنة من المهرجان تشهد مشاركات من 30 دولة

تكريم الفنانة المصرية ميمي جمال في حفل الافتتاح (إدارة مهرجان شرم الشيخ المسرحي)
تكريم الفنانة المصرية ميمي جمال في حفل الافتتاح (إدارة مهرجان شرم الشيخ المسرحي)
TT

«شرم الشيخ المسرحي» يتجاوز مرحلة «التأجيلات» وينطلق بعروض «قوية»

تكريم الفنانة المصرية ميمي جمال في حفل الافتتاح (إدارة مهرجان شرم الشيخ المسرحي)
تكريم الفنانة المصرية ميمي جمال في حفل الافتتاح (إدارة مهرجان شرم الشيخ المسرحي)

انطلقت مساء السبت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان شرم الشيخ الدّولي للمسرح الشبابي، الذي تستمر فعالياته حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمحافظة جنوب سيناء، بحضور نخبة من رموز المسرح المصري والعربي والخليجي.

وتحتفي دورة العام الحالي بالمسرح الإيطالي، الذي كانت له إسهامات كبيرة في النقلة النوعية للمسرح العالمي، كما سيُحتفى بالمسرح السعودي من خلال تنظيم ندوة للفنان السعودي عبد الإله السناني رئيس مهرجان الرياض للمسرح، وعضو هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية، بالإضافة إلى عرض «الغريب والنقيب» ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان.

تضمن حفل الافتتاح تكريم نخبة من المسرحيين المصريين والعرب، على رأسهم الفنانة المصرية سميرة محسن، التي يحمل اسمها الدورة الحالية، والسعودي عبد الإله السناني، والعُماني عماد الشنفرى، والكويتي عبد الله عبد الرسول، والسوري أسعد فضة، والمصري ياسر صادق، والإيطالية ماريزا تيديشي، والمصري حمزة العيلي، والتونسية دليلة مفاتح، والمصرية ميمي جمال، والمصري محمد فهيم، والمؤرخ المسرحي والمخرج المصري عمرو دوارة.

عرض «Phonix l» من دولة منغوليا (إدارة مهرجان شرم الشيخ المسرحي)

وقال المخرج مازن الغرباوي، رئيس ومؤسس مهرجان شرم الشيخ الدّولي للمسرح الشبابي، إن «الإصرار على إقامة الدورة الثامنة من المهرجان بمنزلة رسالة للعالم أجمع أن الفن ليس ترفيهياً فقط، لكنه عامل من عوامل نشر الإنسانية في العالم، لهذا غيّرنا شعارنا في هذه الدورة إلى (المسرح من أجل الإنسانية)».

وأشار مؤسس المهرجان إلى أن «إقامة المهرجان في محافظة جنوب سيناء كان من العوامل الأساسية لرفض فكرة تأجيله على غرار ما حدث في بعض المهرجانات الفنية المصرية والعربية، فسيناء هي أرض السلام، التي لا تتأثر بكل ما يحدث حولها لأنها وجدت من أجل نشر مبادئ الإنسانية والسلام حول العالم».

وشدد الغرباوي على «أهمية إقامة المهرجانات الفنية والتأكيد على أن الفن هو أفضل وسيلة لمحاربة الإرهاب والقتل والتدمير».

وأشاد المخرج المصري بالعروض المشاركة في الدورة الحالية قائلاً: «تعد الدورة هذه واحدة من أهم دورات المهرجانات بسبب قوة العروض المشاركة من نحو 30 دولة عربية وأجنبية، كما قدمنا قبل انطلاق المهرجان ورشة للمسرحيين الشباب مع المدرب الأميركي سكوت تروست، الذي يُعد واحداً من أهم المدربين المسرحيين حول العالم».

وأكد الموسيقار المصري نادر عباسي، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، أن دوره في الدورة الجديدة هو ريادة دور المسرح الغنائي، وأنه «فخور بهذه المشاركة والدور الجديد الذي يلعبه في المهرجان، فمنذ اليوم الأول لإعلاني رئيساً للجنة العليا للمهرجان، بدأت العمل على زيادة رقعة الأعمال المسرحية الغنائية، نظراً لأهميتها ودورها الكبير في ريادة المسرح العالمي، وسنعمل خلال الدورة الحالية على تقديم ورش للفنانين الشباب العرب لتعلم الرقص والاستعراضات نظراً لقلتها في الوطن العربي مقارنة بالعالم».

تكريم الفنان السعودي عبد الإله السناني (إدارة مهرجان شرم الشيخ المسرحي)

من جهته، أعرب الفنان السعودي عبد الإله السناني عن سعادته لتكريمه في مهرجان شرم الشيخ للمسرح، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «غمرتني الفرحة حينما صعدت للمسرح لأنال تكريمي من بلدي الثاني مصر، التي كان لها جزء كبير من مسيرتي الفنية المسرحية، شكراً لكل من ساهم في منحي هذا التكريم بداية من وزارة الثقافة المصرية، وإدارة مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي».

وأكد السناني على أن دوره المسرحي حالياً لا يتوقف على التمثيل فقط: «بصفتي رئيس مهرجان الرياض للمسرح وعضو هيئة المسرح أصبح دوري لا يتوقف على التمثيل فقط، ولكن لإعداد أجيال جديدة قادمة من الشباب السعوديين لحمل المسرح والفن السعودي على أكتافهم، خصوصاً في ظل الانتعاشة الفنية والمسرحية والثقافية التي تشهدها المملكة وفقاً لرؤية 2030».

أحد عروض المهرجان (إدارة مهرجان شرم الشيخ المسرحي)

مهرجان شرم الشيخ الدّولي للمسرح الشبابي، تترأسه شرفياً الفنانة سميحة أيوب، ورئيس اللجنة العليا للمهرجان المايسترو نادر عباسي، وتحمل دورته الثامنة اسم الدكتورة الفنانة سميرة محسن.


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
TT

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

كل 10 دقائق تُقتل امرأةٌ عمداً في هذا العالم، على يد شريكها أو أحد أفراد عائلتها. هذا ليس عنواناً جذّاباً لمسلسل جريمة على «نتفليكس»، بل هي أرقام عام 2023، التي نشرتها «هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» عشيّة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحلّ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.

ليس هذا تاريخاً للاحتفال، إنما للتذكير بأنّ ثلثَ نساء العالم يتعرّضن للعنف الجسدي، على الأقل مرة واحدة خلال حياتهنّ، وذلك دائماً وفق أرقام الهيئة الأمميّة. وفي 2023، قضت 51100 امرأة جرّاء التعنيف من قبل زوجٍ أو أبٍ أو شقيق.

كل 10 دقائق تُقتَل امرأة على يد شريكها أو فرد من عائلتها (الأمم المتحدة)

«نانسي» تخلّت عن كل شيء واختارت نفسها

من بين المعنَّفات مَن نجونَ ليشهدن الحياة وليروين الحكاية. من داخل الملجأ الخاص بمنظّمة «أبعاد» اللبنانية والحاملة لواء حماية النساء من العنف، تفتح كلٌ من «نانسي» و«سهى» و«هناء» قلوبهنّ المجروحة لـ«الشرق الأوسط». يُخفين وجوههنّ وأسماءهنّ الحقيقية، خوفاً من أن يسهل على أزواجهنّ المعنّفين العثور عليهنّ.

جسدُ «نانسي» الذي اعتادَ الضرب منذ الطفولة على يد الوالد، لم يُشفَ من الكدمات بعد الانتقال إلى البيت الزوجيّ في سن الـ17. «هذا التعنيف المزدوج من أبي ثم من زوجي سرق طفولتي وعُمري وصحّتي»، تقول الشابة التي أمضت 4 سنوات في علاقةٍ لم تَذُق منها أي عسل. «حصل الاعتداء الأول بعد أسبوع من الزواج، واستمرّ بشكلٍ شبه يوميّ ولأي سببٍ تافه»، تتابع «نانسي» التي أوت إلى «أبعاد» قبل سنتَين تقريباً.

تخبر أنّ ضرب زوجها لها تَركّزَ على رأسها ورجلَيها، وهي أُدخلت مرّتَين إلى المستشفى بسبب كثافة التعنيف. كما أنها أجهضت مراتٍ عدة جرّاء الضرب والتعب النفسي والحزن. إلا أن ذلك لم يردعه، بل واصل الاعتداء عليها جسدياً ولفظياً.

غالباً ما يبدأ التعنيف بعد فترة قصيرة من الزواج (أ.ف.ب)

«أريد أن أنجوَ بروحي... أريد أن أعيش»، تلك كانت العبارة التي همست بها «نانسي» لنفسها يوم قررت أن تخرج من البيت إلى غير رجعة. كانا قد تعاركا بشدّة وأعاد الكرّة بضربها وإيلامها، أما هي فكان فقد اختمر في ذهنها وجسدها رفضُ هذا العنف.

تروي كيف أنها في الليلة ذاتها، نظرت حولها إلى الأغراض التي ستتركها خلفها، وقررت أن تتخلّى عن كل شيء وتختار نفسها. «خرجتُ ليلاً هاربةً... ركضت بسرعة جنونيّة من دون أن آخذ معي حتى قطعة ملابس». لم تكن على لائحة مَعارفها في بيروت سوى سيدة مسنّة. اتّصلت بها وأخبرتها أنها هاربة في الشوارع، فوضعتها على اتصالٍ بالمؤسسة التي أوتها.

في ملجأ «أبعاد»، لم تعثر «نانسي» على الأمان فحسب، بل تعلّمت أن تتعامل مع الحياة وأن تضع خطة للمستقبل. هي تمضي أيامها في دراسة اللغة الإنجليزية والكومبيوتر وغير ذلك من مهارات، إلى جانب جلسات العلاج النفسي. أما الأهم، وفق ما تقول، فهو «أنني أحمي نفسي منه حتى وإن حاول العثور عليّ».

تقدّم «أبعاد» المأوى والعلاج النفسي ومجموعة من المهارات للنساء المعنّفات (منظمة أبعاد)

«سهى»... من عنف الأب إلى اعتداءات الزوج

تزوّجت «سهى» في سن الـ15. مثل «نانسي»، ظنّت أنها بذلك ستجد الخلاص من والدٍ معنّف، إلا أنها لاقت المصير ذاته في المنزل الزوجيّ. لم يكَدْ ينقضي بعض شهورٍ على ارتباطها به، حتى انهال زوجها عليها ضرباً. أما السبب فكان اكتشافها أنه يخونها واعتراضها على الأمر.

انضمّ إلى الزوج والدُه وشقيقه، فتناوبَ رجال العائلة على ضرب «سهى» وأولادها. نالت هي النصيب الأكبر من الاعتداءات وأُدخلت المستشفى مراتٍ عدة.

أصعبُ من الضرب والألم، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مغادرة البيت بعد 10 سنوات على زواجها. «كان من الصعب جداً أن أخرج وأترك أولادي خلفي وقد شعرت بالذنب تجاههم، لكنّي وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد قادرة فيها على الاحتمال، لا جسدياً ولا نفسياً»، تبوح السيّدة العشرينيّة.

منذ شهرَين، وفي ليلةٍ كان قد خرج فيها الزوج من البيت، هربت «سهى» والدموع تنهمر من عينَيها على أطفالها الثلاثة، الذين تركتهم لمصيرٍ مجهول ولم تعرف عنهم شيئاً منذ ذلك الحين. اليوم، هي تحاول أن تجد طريقاً إليهم بمساعدة «أبعاد»، «الجمعيّة التي تمنحني الأمان والجهوزيّة النفسية كي أكون قوية عندما أخرج من هنا»، على ما تقول.

في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة تحث الأمم المتحدة على التضامن النسائي لفضح المعنّفين (الأمم المتحدة)

«هناء» هربت مع طفلَيها

بين «هناء» ورفيقتَيها في الملجأ، «نانسي» و«سهى»، فرقٌ كبير؛ أولاً هي لم تتعرّض للعنف في بيت أبيها، ثم إنها تزوّجت في الـ26 وليس في سنٍ مبكرة. لكنّ المشترك بينهنّ، الزوج المعنّف الذي خانها وضربها على مدى 15 سنة. كما شاركت في الضرب ابنتاه من زواجه الأول، واللتان كانتا تعتديان على هناء وطفلَيها حتى في الأماكن العامة.

«اشتدّ عنفه في الفترة الأخيرة وهو كان يتركنا من دون طعام ويغادر البيت»، تروي «هناء». في تلك الآونة، كانت تتلقّى استشاراتٍ نفسية في أحد المستوصفات، وقد أرشدتها المعالجة إلى مؤسسة «أبعاد».

«بعد ليلة عنيفة تعرّضنا فيها للضرب المبرّح، تركت البيت مع ولديّ. لم أكن أريد أن أنقذ نفسي بقدر ما كنت أريد أن أنقذهما». لجأت السيّدة الأربعينية إلى «أبعاد»، وهي رغم تهديدات زوجها ومحاولاته الحثيثة للوصول إليها والطفلَين، تتماسك لتوجّه نصيحة إلى كل امرأة معنّفة: «امشي ولا تنظري خلفك. كلّما سكتّي عن الضرب، كلّما زاد الضرب».

باستطاعة النساء المعنّفات اللاجئات إلى «أبعاد» أن يجلبن أطفالهنّ معهنّ (منظمة أبعاد)

«حتى السلاح لا يعيدها إلى المعنّف»

لا توفّر «أبعاد» طريقةً لتقديم الحماية للنساء اللاجئات إليها. تؤكّد غيدا عناني، مؤسِسة المنظّمة ومديرتها، أن لا شيء يُرغم المرأة على العودة إلى الرجل المعنّف، بعد أن تكون قد أوت إلى «أبعاد». وتضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «مهما تكن الضغوط، وحتى تهديد السلاح، لا يجعلنا نعيد السيّدة المعنّفة إلى بيتها رغم إرادتها. أما النزاعات الزوجيّة فتُحلّ لدى الجهات القضائية».

توضح عناني أنّ مراكز «أبعاد»، المفتوحة منها والمغلقة (الملاجئ)، تشرّع أبوابها لخدمة النساء المعنّفات وتقدّم حزمة رعاية شاملة لهنّ؛ من الإرشاد الاجتماعي، إلى الدعم النفسي، وتطوير المهارات من أجل تعزيز فرص العمل، وصولاً إلى خدمات الطب الشرعي، وليس انتهاءً بالإيواء.

كما تصبّ المنظمة تركيزها على ابتكار حلول طويلة الأمد، كالعثور على وظيفة، واستئجار منزل، أو تأسيس عملٍ خاص، وذلك بعد الخروج إلى الحياة من جديد، وفق ما تشرح عناني.

النساء المعنّفات بحاجة إلى خطط طويلة الأمد تساعدهنّ في العودة للحياة الطبيعية (رويترز)

أما أبرز التحديات التي تواجهها المنظّمة حالياً، ومن خلالها النساء عموماً، فهي انعكاسات الحرب الدائرة في لبنان. يحلّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في وقتٍ «تتضاعف فيه احتمالات تعرّض النساء للعنف بسبب الاكتظاظ في مراكز إيواء النازحين، وانهيار منظومة المساءلة». وتضيف عناني أنّ «المعتدي يشعر بأنه من الأسهل عليه الاعتداء لأن ما من محاسبة، كما أنه يصعب على النساء الوصول إلى الموارد التي تحميهنّ كالشرطة والجمعيات الأهليّة».

وممّا يزيد من هشاشة أوضاع النساء كذلك، أن الأولويّة لديهنّ تصبح لتخطّي الحرب وليس لتخطّي العنف الذي تتعرّضن له، على غرار ما حصل مع إحدى النازحات من الجنوب اللبناني؛ التي لم تمُت جرّاء غارة إسرائيلية، بل قضت برصاصة في الرأس وجّهها إليها زوجها.