أجزاء لمومياوات فرعونية تعود من نيوزيلندا إلى مصر

عمليات استرداد الآثار «صعبة ومعقدة» وتتطلّب وقتاً طويلاً

رأس مومياء بشرية (وزارة الخارجية المصرية)
رأس مومياء بشرية (وزارة الخارجية المصرية)
TT

أجزاء لمومياوات فرعونية تعود من نيوزيلندا إلى مصر

رأس مومياء بشرية (وزارة الخارجية المصرية)
رأس مومياء بشرية (وزارة الخارجية المصرية)

تسلَّم المتحف المصري في منطقة التحرير عدداً من القطع الأثرية ورفات المومياوات المُستَردة من متحفي وانجانوي وساوثلاند النيوزيلنديين، وذلك بعد تسلُّم السفارة المصرية في ويلينغتون هذه القطع، في مراسم احتفالية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكانت السفارة المصرية في ويلينغتون استضافت ممثلين للمتحفين وعن وزارة الخارجية النيوزيلندية، فضلاً عن مجموعة من المواطنين من السكان الأصليين «الماوري»، لإقامة مراسم تسليم الرفات الأثرية المصرية وفقاً لتقاليدهم.

يد مومياء بشرية فرعونية (وزارة الخارجية المصرية)

بدأت عملية الاسترداد عام 2018؛ إذ سبق لمسؤولي المتحفين إبداء استعدادهم لردّ هذه القطع الأثرية ورفات المومياوات تماشياً مع تقاليد شعب «الماوري» السكان الأصليين للبلاد، إلا أنّ انتشار جائحة «كورونا» أدّى إلى التأجيل؛ نظراً لتعليق حركة الطيران في نيوزيلندا بشكل كامل، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية.

وشكر مسؤولون مصريون السلطات النيوزيلندية لإعادة رفات المومياوات والقطع الأثرية المصرية، واهتمامهم بإعادة المقتنيات الأثرية التي خرجت من بلادها الأصلية بصورة غير مشروعة.

في هذا السياق، أكد المدير العام للإدارة العامة لاسترداد الآثار والمشرف على إدارة المنافذ الأثرية في وزارة السياحة والآثار شعبان عبد الجواد، أنّ «مصر استردّت خلال السنوات التسع الماضية نحو 30 ألف قطعة أثرية»، واصفاً هذا الرقم بالـ«كبير»، ولافتاً إلى أنّ «الآلاف من هذه القطع أُضيفت إلى مقتنيات المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة».

وكان عبد الجواد أشار في تصريحات صحافية إلى أنّ «مصدر معظم القطع الأثرية المهرَّبة إلى الخارج، الحفائر غير المشروعة». ووصف عمليات استرداد الآثار بأنها «صعبة» و«معقدة» وتتطلّب وقتاً طويلاً جداً، وقال إنّ «مصر تربطها علاقات قوية جداً بجميع دول العالم، واتفاقات ثنائية بين مجموعة من الدول، سواء كانت دول أسواق أو دول ممر لتهريب الآثار».

قطعة أثرية تعود إلى الحضارة المصرية القديمة استُردَّت من نيوزيلندا (وزارة الخارجية)

واستردت مصر من فرنسا في يونيو (حزيران) الماضي، جداريتين أثريتين. وفي سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن استرداد غطاء تابوت خشبي يعود إلى العصور المصرية القديمة من متحف هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية، والذي هُرِّب من البلاد بطريقة غير شرعية.


مقالات ذات صلة

مصر: مطالب بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب

يوميات الشرق جانب من العمل التخريبي (فيسبوك)

مصر: مطالب بتشديد الرقابة على المواقع الأثرية لتفادي التخريب

أثار تشويه بعض نقوش مقبرة ميروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) غضباً في مصر، وارتباكاً في أروقة وزارة السياحة والآثار.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق د. جعفر الجوثري يحمل صور الأقمار الاصطناعية ويستكشف موقع معركة القادسية (أ.ب)

في العراق... صور الأقمار الاصطناعية تقود علماء الآثار إلى موقع معركة تاريخية

قادت صور الأقمار الاصطناعية التي تم رفع السرية عنها والتي تعود إلى سبعينات القرن العشرين فريقاً أثرياً بريطانياً - عراقياً إلى ما يعتقدون أنه موقع معركة قديمة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
يوميات الشرق 77 مشروعاً بحثياً تنتشر في مختلف المناطق السعودية (هيئة التراث)

دلائل أثرية لاستيطان العصور الحجرية في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي

بدأت نتائج المسح الأثري في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي تظهر مبكراً مع إطلاق هيئة التراث بالسعودية أعمال المسح الميداني ضمن مشروع اليمامة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق تجربة فريدة ضمن مهرجان الممالك القديمة في العلا (الشرق الأوسط)

استعادة حيّة لتجربة «طريق البخور» في العلا وتاريخها الثري

لا يزال بإمكان زائر العلا مشاهدة التفاعل بين الممالك العربية الشمالية والقوى العظمى الأخرى، متمثلاً في الآثار التاريخية المختلفة على أرضها وبين جبالها.

عمر البدوي (العلا)
يوميات الشرق قناع من القطع المُستَردة من ألمانيا (وزارة الخارجية المصرية)

مصر تستردُّ قطعاً أثرية مسروقة من سقارة بعد تهريبها إلى ألمانيا

عملية الاسترداد ليست مجرّد استرجاع لقطع أثرية، وإنما استعادة لجزء من روح التاريخ المصري ورموزه.

محمد الكفراوي (القاهرة )

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
TT

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)

لمصابيح المساجد المصنوعة في العهد المملوكي مكانة رفيعة في الفن الإسلامي؛ ولذلك تحرص المتاحف المتخصصة في الفنون الشرقية على وجود قطعة أو أكثر منها وبالنسبة إلى جامعي القطع الفنية؛ فالعثور على مصباح يعود لتلك الفترة وبحالة جيدة فذلك أمر شبه نادر الحدوث، ويضيف إلى القيمة العالية لتلك المصابيح نسبها والتاريخ المعروف عن توارثها. ولعل ذلك ما وجده المزايدون في مزاد «دار بونامز» (الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني) في مصباح عرضته الدار يعرف باسم «مصباح الأمير صرغتمش» من مصر، وتسبب في مزايدة تنافسية حامية بصالة المزاد وعبر الهواتف رفعت من سعر المصباح من السعر المقدر له الذي تراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني ليختتم المزاد على رقم لم يسبقه مثيل تجاوز الـ5 ملايين جنيه إسترليني.

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

يعود تاريخ المصباح إلى القرن الرابع عشر، وهو أحد أندر وأهم الأمثلة على الزجاج الإسلامي الذي عُرض في مزاد؛ ما يجعله للآن أغلى قطعة زجاجية بِيعت في مزاد على الإطلاق. وقد عُرِض المصباح من قِبل أحد أحفاد أول رئيس وزراء لمصر، نوبار باشا، بعد أن كان في العائلة لأكثر من قرن من الزمان. وقد عدَّته العائلة قطعة زخرفية - فقد اُسْتُخْدِم مزهريةً للزهور المجففة، بحسب بيان الدار.

من جانبه، عبَّر نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز» بعد المزاد عن سعادته بهذه النتيجة، مضيفاً أن «مصباح صرغتمش» هو عمل فني وحِرفي رائع. هذا المصباح ليس نادراً للغاية فحسب، بل إنه يتمتع بتاريخ عرض مثير للإعجاب وواسع، حيث عُرِض في بعض أهم متاحف باريس. وبحسب ساغارتشي، فلم تشهد السوق الفنية سوى ثلاثة مصابيح من ذلك العصر خلال القرن الحالي، ويرجع ذلك إلى سبب أن أغلب المصابيح المماثلة تقبع في المتاحف العالمية، ويضم متحف الفن الإسلامي في القاهرة عدداً كبيراً منها.

المصباح يعود في تاريخ ملكيته إلى دبلوماسي فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر الذي عُيّن مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843 وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا (1825 - 1899)، وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

تميز المصباح بحالة ممتازة وبالكتابات الملونة على الجزء العلوي منه، حيث كُتبت الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، وكُتب على المصباح أيضاً اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكان معلّقاً في مدرسة صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة التي أُسّست في عام 757هـ/ 1356م.

وتعدّ مصابيح المساجد من أكثر الأمثلة على الأواني الزجاجية التي تعود إلى العصور الوسطى براعة من الناحية الفنية في أي مكان في العالم. كانت تقنية التذهيب والطلاء بالمينا في الوقت نفسه فريدة في نوعها تقريباً في بلاط المماليك، حيث أُنْتِجت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر للزينة وتوفير الإضاءة في المساجد.