عندما تعزف أوتار الزمن، تُرتل ألحاناً عذبة من إبداع فنانين استثنائيين، يستمر صداها للأبد، تردد في ثناياها اسم بلبل اللحن «بليغ حمدي»، الذي تكرمه الرياض، على هامش موسمها الكبير، لتحكي قصة رحلة فنية عظيمة ساهمت في إعادة صياغة شكل الموسيقى العربية في وقتنا الحالي.
الحفل الذي يحييه 6 من كبار فناني الوطن العربي ومنهم طلال سلامة وأصالة ونانسي عجرم وماجد المهندس وصابر الرباعي وأنغام، سيعيد للأذهان إبداعات بليغ حمدي التي شكلت موجات موسيقية لم تعرف الحدود الجغرافية، وأسست بمهارة جسوراً تربط بين الأصالة الشرقية والتأثيرات الغربية.
خلال مسيرته التي امتدت لقرابة الأربعة عقود، تعاون «ملك الموسيقى» مع أشهر فناني العالم العربي آنذاك، في مقدمتهم كوكب الشرق أم كلثوم بأعمال من أبرزها رائعة «سيرة الحب» و«ألف ليلة وليلة» و«حب إيه»، كما تعاون بليغ مع العندليب عبد الحليم حافظ، ولحن له أجمل الأغاني التي صدح بها منها «على حسب وداد قلبي»، و«التوبة» و«جانا الهوى».

كما قدم العبقري المصري ألحاناً عدة لمسرحيات غنائية وأوبرتات استعراضية من أهمها «مهر العروسة، وتمر حنة، وياسين ولدي»، إضافة إلى وضع الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية منها «إحنا بتوع الاتوبيس، وشيء من الخوف، وأبناء الصمت، وريا وسكينة، وبوابة الحلواني».
ولم يكن بليغ حمدي مجرد ملحن بارع، بل كان روائياً في عالم النغم والإيقاع، قاد الحوارات الثقافية والاجتماعية من خلال نغماته المذهلة، وترجم الأحاسيس والمشاعر إلى لغة موسيقية تجعل القلوب ترقص، وتجاوزت موسيقاه الأزمنة، وتواصل ترديدها بين الأجيال، حتى أصبح رمزاً للموسيقى العربية المعاصرة وجسراً للتواصل بين الماضي والحاضر.
تجدر الإشارة إلى أن حفل روائع بليغ حمدي يأتي امتداداً لنجاح الليالي الفنية السابقة ومنها «ليلة الموجي»، و«ليلة ذكريات مع الموسيقار هاني شنودة»، و«ليلة من الماضي الجميل»، ومن المتوقع أن تستضيف الرياض المزيد من التكريمات لفنانين آخرين خلال أيام الموسم.


