عرض مسرحية «الحفيد» يتجدّد واستبعاد لوسي

الاستعانة بسما إبراهيم بعد التوقّف لعام

لقطة من العرض المسرحي (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)
لقطة من العرض المسرحي (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)
TT

عرض مسرحية «الحفيد» يتجدّد واستبعاد لوسي

لقطة من العرض المسرحي (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)
لقطة من العرض المسرحي (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)

يستعد فريق العرض المسرحي «الحفيد» للوقوف مجدداً أمام جمهور «المسرح القومي» في حي العتبة وسط القاهرة، بعد الإعلان عن عودة العرض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. ويشهد الموسم الجديد أداء الفنانة المصرية سما إبراهيم دور «زينب» بعد استبعاد الفنانة لوسي التي قدّمت الشخصية عينها في المواسم السابقة بشكل متواصل منذ الانطلاق في مايو (أيار) 2022.

«البوستر» الجديد للمسرحية (صفحة المسرح القومي في «فيسبوك»)

توقّف عرض «الحفيد» منذ سبتمبر (أيلول) 2022، على إثر شكاوى واتهامات متبادلة من فريق المسرحية وبطلة العرض السابقة لوسي، إلى وزارة الثقافة، التي فتحت تحقيقاً رسمياً وأصدرت بياناً يفيد بأنه «فور الانتهاء من نتائج التحقيقات، سيُعاد تقديم العرض، سواء مع أبطاله أنفسهم أو مع فنانين آخرين».

الفنانة المصرية سما إبراهيم (حسابها الشخصي)

ويؤكد مخرج المسرحية الفنان المصري يوسف المنصور أنه اختار سما إبراهيم وشادي سرور لدورَي البطولة، بالتوافق مع إدارة «البيت الفني» ومدير «المسرح القومي».

ويرى أنّ عمله مُخرجاً ومُعداً وممثلاً في العرض ليس سهلاً، بل يحتاج إلى مجهود كبير وإلمام كامل.

ويُعرب في حديث مع «الشرق الأوسط» عن سعادته لاستئناف العرض بعد توقّف لأكثر من عام، لكنه في الوقت عينه يشعر بالقلق، خصوصاً بعد نجاح مواسمه السابقة: «أتمنى أن يكون في المستوى السابق عينه، وأفضل؛ خصوصاً بعد العودة بفريق جديد، وتغيير البعض خلف الكواليس». ويضيف: «التحضير كان مرهقاً بسبب التغييرات بعد عام من التوقّف، التي ترتقي إلى حد تقديم عرض جديد».

ويلفت المنصور إلى أنه يشعر بالقلق بسبب توقيت العرض بالتزامن مع التغيّرات الجوية والانشغال بالمدارس والجامعات، إلا أنه يأمل في أن يكون الإقبال الجماهيري مثل السابق، خصوصاً مع اقتراب إجازة منتصف العام الدراسي. ويوضح أنّ الموسم الجديد يتضمّن تعديلات طفيفة على المعالجة والرؤية لإبراز رؤيته مُخرجاً ومُعداً للعرض المُستلهم من نص للأديب عبد الحميد جودة السحار، والذي قُدّم من قبل في فيلمَي «أم العروسة»، و«الحفيد».

ويرفض المنصور التعليق على استبعاد لوسي، مشيراً إلى أنّ عودة مسرحية «الحفيد» إلى جمهورها هي أهم ما يعنيه، مؤكداً أنّ سما إبراهيم ستؤدّي مختلف المراحل العمرية لشخصية «زينب».

الفنان والمخرج يوسف المنصور في لقطة من مسرحية «الحفيد» (فيسبوك)

وفي تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»، أشارت لوسي إلى أنّ خلافها مع فريق العرض «كان سببه عدم النظام والخروج عن النص بكلام وإيحاءات خادشة، والتنمّر على مهنة الرقص الشرقي، والعمل تحت ضغط وعدم التزام بالمواعيد».

مسرحية «الحفيد» مأخوذة عن نص السحار؛ إخراج المنصور وإعداده، من خلال رؤية جديدة دمج فيها أحداث فيلم «أم العروسة» الذي عُرض في مطلع الستينات، من بطولة عماد حمدي وتحية كاريوكا؛ وفيلم «الحفيد» الذي عُرض في منتصف السبعينات، من بطولة كريمة مختار وعبد المنعم مدبولي، اللذين قدّما تفاصيل حياة الأسرة ومشكلات الزواج والإنجاب في إطار درامي - كوميدي.


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.