الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بتوقف القلب

توقف القلب المفاجئ يحدث نتيجة اضطراب في نظم القلب (بابليك دومين)
توقف القلب المفاجئ يحدث نتيجة اضطراب في نظم القلب (بابليك دومين)
TT
20

الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بتوقف القلب

توقف القلب المفاجئ يحدث نتيجة اضطراب في نظم القلب (بابليك دومين)
توقف القلب المفاجئ يحدث نتيجة اضطراب في نظم القلب (بابليك دومين)

وجدت دراسة فرنسية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التنبؤ بتوقف القلب المفاجئ وربما منعه، عبر تحليل المعلومات الطبية في السجلات الصحية الإلكترونية.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تقدم خطوة جديدة نحو الوقاية من هذه الحالة، وفق ما ذكرته جمعية القلب الأميركية عبر موقعها الإلكتروني، الاثنين.

وتوقف القلب المفاجئ هو توقف القلب عن نشاطه تماماً فجأة، نتيجة اضطراب في نظم القلب، ويؤدي أيضاً لتوقف التنفس، ويسبب فقدان وعي المصاب به، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة على الفور في حال عدم تلقي العلاجات الطارئة مثل الإنعاش القلبي الرئوي.

للوصول إلى النتائج، استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات الطبية من السجلات وقواعد البيانات بمدينة باريس الفرنسية ومدينة سياتل الأميركية. وشملت البيانات 25 ألف شخص ماتوا بسبب سكتة قلبية مفاجئة و70 ألف شخص من عموم السكان، مع مطابقة بيانات المجموعتين حسب العمر والجنس والمنطقة السكنية.

تم جمع البيانات، التي تمثل أكثر من مليون تشخيص في المستشفى و10 ملايين وصفة طبية، من السجلات الطبية لمدة تصل لـ10 سنوات قبل كل حالة وفاة. وباستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، قام الباحثون ببناء ما يقرب من 25000 معادلة مع عوامل صحية شخصية تستخدم لتحديد الأشخاص الذين كانوا معرضين بشدة لخطر الموت القلبي المفاجئ. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتطوير ملف تعريف مخصص للمخاطر لكل فرد من المشاركين في الدراسة.

تضمنت المخاطر التفاصيل الطبية للشخص، مثل علاج ارتفاع ضغط الدم وتاريخ أمراض القلب، بالإضافة للاضطرابات العقلية والسلوكية، بما في ذلك تعاطي الكحول. وحدد التحليل تلك العوامل التي من المرجح أن تقلل أو تزيد من خطر الوفاة القلبية المفاجئة بنسبة مئوية وإطار زمني معين.

ويمكن تحليل الذكاء الاصطناعي من تحديد الأشخاص الذين لديهم أكثر من 90 في المائة من خطر الموت المفاجئ، ويمثلون أكثر من ربع جميع حالات الموت القلبي المفاجئ.

يقول الباحث الرئيسي للدراسة، أستاذ أمراض القلب وعلم الأوبئة في جامعة باريس، البروفسور كزافييه غوفين: «يمثل توقف القلب المفاجئ، وهو عبء على الصحة العامة، ما بين 10 و20 في المائة من إجمالي الوفيات بأمراض القلب». وأضاف عبر موقع الجمعية: «نعمل منذ ما يقرب من 30 عاماً في مجال التنبؤ بالموت القلبي المفاجئ، لكننا لم نتوقع أن نصل لهذا المستوى العالي من الدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي».

وأوضح أن النهج الجديد لا يقتصر على عوامل الخطر القلبية الوعائية المعتادة، لكنه يشمل جميع المعلومات الطبية المتاحة بالسجلات الصحية الإلكترونية، ونأمل أن يساعد في تقليل احتمالية الوفاة القلبية المفاجئة في النهاية.


مقالات ذات صلة

نقص الحديد في بداية الحمل قد يصيب طفلك بأمراض القلب

صحتك نقص الحديد في بداية الحمل قد يصيب طفلك بأمراض القلب (رويترز)

نقص الحديد في بداية الحمل قد يصيب طفلك بأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة، عن أن انخفاض مستويات الحديد في بداية الحمل يزيد بشكل كبير من خطر إصابة الأطفال بأمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حبات من الجوز (أرشيفية-د.ب.أ)

«ملك المكسرات»... 9 فوائد مذهلة لتناول الجوز

«ملك المكسرات» و«غذاء العقل»... خبراء وأطباء يقدمون 9 فوائد صحية للجوز

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «هارت» الطبية أن زيادة سرعة المشي قد تقلل خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك ضعف السمع قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب (رويترز)

ضعف السمع قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب

أظهرت دراسة جديدة أن ضعف السمع قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك جهاز تنظيم ضربات القلب يمكنه العمل مع القلوب بجميع أحجامها لكنه مناسب بشكل خاص لقلوب الأطفال حديثي الولادة (رويترز)

جهاز صغير لتنظيم ضربات القلب يذوب بعد الاستخدام

صمم باحثون جهازاً لتنظيم ضربات القلب يقل حجمه عن حبة الأرز، يمكن إدخاله باستخدام حقنة ويجري تنشيطه بنبضات ضوئية ويذوب بعد انتهاء الحاجة إليه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أعطهم حريتهم واتركهم وشأنهم... كيف تحصل على أفضل أداء من موظفيك؟

الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)
الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)
TT
20

أعطهم حريتهم واتركهم وشأنهم... كيف تحصل على أفضل أداء من موظفيك؟

الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)
الاستقلالية في العمل تمثل دافعاً كبيراً (رويترز)

بينما كانت الدكتورة ميريديث ويلز ليبلي، الاختصاصية النفسية والأستاذة في جامعة جنوب كاليفورنيا، في مكتبها المنزلي بعد ظهر أحد أيام العطلة، فوجئت بزوجها وهو يقف «بنظرة انزعاج خفيفة» عند مدخل المكتب قائلاً: «ظننتُ أنكِ قلتِ إنكِ لن تعملي في نهاية هذا الأسبوع!».

وأجابت ليبلي: «لستُ كذلك؛ أنا أُحلّل فقط بعض البيانات»، ليسألها الزوج: «هل تتقاضين أجراً مقابل ذلك؟»، فقالت: «نعم»، ليؤكد: «إذن أنتِ تعملين!».

لكن ليبلي لم تشعر بأن ما تقوم به هو في الواقع عمل، فقالت إن «تحليل البيانات يريحني... إنه أشبه بحل أحجية بهدوء؛ إنه يُدخلني في حالة من التدفق الذهني»، وهي التجربة التي يمر بها الشخص عندما يكون منغمساً تماماً فيما يفعله ومستمتعاً به، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية.

وتؤكد ليبلي أنها تستمتع بعملها وهو ما يجعلها مُتقنة له، وتطرح في المقابل موقفاً مغايراً لـ«موظف عالي الإنتاجية»، وفجأة تسلب منه مؤسسته معظم موارد عمله، وفي الوقت نفسه يُتوقع منه أن يؤدي الأداء نفسه الذي كان عليه دائماً، وتقول: «هذا جنون، أليس كذلك؟»، مضيفة: «أعطِ هذا الموظف ما يحتاج إليه لأداء عمله».

وتشرح كمثال لذلك، استدعاء الموظفين للعمل من المقر مع عدم وجود مكاتب كافية لهم، وتقول إن مثل هذه المواقف التي يواجهها الموظفون قد تسبب لهم الإحباط، وتمنعهم من العمل بأقصى طاقة.

ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية، تُظهر الأبحاث، دون شك، أن الناس يرغبون في العمل، فهم يفضلون «النشاط الإنتاجي والهادف»، لدرجة أنهم «يُفضلون إيذاء أنفسهم على الشعور بالملل».

ويمكِّنُنا العمل من استخدام مهاراتنا وقدراتنا الفطرية لإحداث فارق؛ ما يُعطي شعوراً بالكفاءة والثقة والرضا. وتُقدم عقود من الأبحاث أدلةً دامغة على أن الموظفين الذين يُمثل عملهم أهميةً لهم يتمتعون برضا أكبر عن الحياة ومستويات أعلى من الرفاهية.

وفي كتابه «الدافع: الحقيقة المذهلة حول ما يحفزنا»، يُشير دانيال بينك إلى أن الاستقلالية «التي تُمكِّننا من التحكم في كيفية عملنا» تمثل دافعاً كبيراً للبشر أكبر من الرواتب والمكافآت. ويريد الموظفون أن يعملوا، ويسهموا، ويستخدموا مهاراتهم ويطوّروها.

وأفادت دراسة حديثة بأن الموظفون أصبحوا أقل تسامحاً مع «مواقف الاحتكاك» في العمل، وأفاد 68 في المائة من المشاركين في الدراسة بأن هذا الاحتكاك يعوق إنتاجيتهم. وكانت توصية الدراسة الرئيسية للمؤسسات هي تحديد نقاط الاحتكاك التي تمنع الموظفين من أداء وظائفهم بسهولة والقضاء عليها.

فما «نقاط الاحتكاك» التي تُحبط الموظفين؟

القواعد و«التكليفات» التي ربما تكون غير منطقية للموظفين.

«الروتين»، فهو سلسلة من اللوائح أو الموافقات التي تُبطئ تقدُّمهم، وتعوق إنتاجيتهم.

الاضطرار للذهاب إلى المكتب، والتعامل مع وسائل النقل أو مواقف السيارات.

الإدارة المُفرطة... أو وجود مشرف يُراقب الموظفين، وينتقدهم في كل خطوة.

أي احتكاك غير ضروري يمنع يوم عملهم من السير بسلاسة، ويمنعهم من الشعور بالفاعلية.

عدم القدرة على الوصول إلى الموارد والأدوات اللازمة لأداء وظائفهم.

ووفق «سيكولوجي توداي»، يرغب الموظفون في الحرية والاستقلالية لبذل قصارى جهدهم في العمل، وتطوير مهاراتهم لتحقيق هدف يؤمنون به، ويريدون القيام بذلك دون أي احتكاك أو إحباط. فلماذا لا نتركهم يفعلون ذلك؟ خشية أن نجد وجهاً منزعجاً آخر على باب مكتبنا.