تقرير: تفشي العنصرية ضد السود في دول الاتحاد الأوروبي

مظاهرة نظمها حقوقيون للتنديد بالعنصرية والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المهاجرون في تونس (رويترز)
مظاهرة نظمها حقوقيون للتنديد بالعنصرية والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المهاجرون في تونس (رويترز)
TT

تقرير: تفشي العنصرية ضد السود في دول الاتحاد الأوروبي

مظاهرة نظمها حقوقيون للتنديد بالعنصرية والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المهاجرون في تونس (رويترز)
مظاهرة نظمها حقوقيون للتنديد بالعنصرية والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المهاجرون في تونس (رويترز)

كشف تقرير أصدرته وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (FRA)، أن السود يواجهون تمييزاً «منتشرا وبلا هوادة» في مختلف جوانب حياتهم في دول كثيرة داخل القارة العجوز.

وأظهرت نتائج التقرير أن الأشخاص المتحدرين من أصل أفريقي يواجهون بشكل روتيني التمييز العنصري والمضايقة والعنف في جميع جوانب حياتهم بدءاً من المدارس إلى سوق العمل والإسكان والصحة. حسبما أفادت شبكة «يورو نيوز».

وتم استطلاع آراء حوالي 7 آلاف شخص من السود، في 13 دولة من أعضاء الاتحاد، بما في ذلك النمسا وبلجيكا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد.

وسُجلت بعض أسوأ النتائج في النمسا وألمانيا، حيث يزداد نفوذ أحزاب اليمين المتطرف، حسب استطلاعات الرأي، وبينت النتائج بناءً عن التقارير اليومية تعرض الأفارقة بشكل روتيني للتمييز والمضايقة والعنف. وفيما ارتفعت نسبة التمييز لتشمل نصف السود في الاتحاد الأوروبي، فإن العديد من حالات العنصرية لا تزال غير مرئية وغير مكتشفة.

وأظهر التقرير أن النمسا وألمانيا تسجلان أعلى نسبة لحالات التمييز، حيث واجه ثلثا السود في هاتين الدولتين تمييزاً خلال العام الماضي. وعلى الجانب الآخر، كانت البرتغال وبولندا هما الدولتان الأقل عنصرية، حيث عانى 17 في المائة و19 في المائة فقط من المشاركين في الاستطلاع من التمييز على أساس العرق.

وفيما يتعلق بالتأثير العميق للعنصرية، فقد أفاد 23 في المائة من المشاركين بأنهم تم منعهم من استئجار عقار بسبب أصلهم العرقي، وأبلغ 23 في المائة آخرون أن أطفالهم تعرضوا لتعليقات مسيئة أو تهديدات بسبب خلفيتهم العرقية.

وكشف التقرير أيضاً، عن تفاقم حالات التمييز بين عامي 2016 و2022، خاصة في النمسا وألمانيا حيث ارتفعت النسب بشكل ملحوظ. ورغم التحسن في بعض الدول مثل فرنسا ولوكسمبورغ والبرتغال، فإن العنصرية لا تزال تمثل تحدياً كبيراً.

وفي ختام التقرير، دعا مدير الوكالة، مايكل أوفلاهرتي، إلى التصدي لهذا التحدي وتعزيز المساواة والإدماج للأشخاص المتحدرين من أصل أفريقي في أوروبا.


مقالات ذات صلة

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية لوم تشاوان كان غاضباً من الهتافات (رويترز)

استبدال تشاونا لاعب لاتسيو بعد تعرضه لإساءة عنصرية أمام تفينتي

قال ماركو باروني، مدرب لاتسيو الإيطالي، إن جناحه لوم تشاونا استُبدال بعد تعرضه لإهانات عنصرية من الجماهير خلال الفوز 2 - صفر على تفينتي.

«الشرق الأوسط» (روما)

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي
TT

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي

نثر مهرجان للمسرح، أقيم في درنة الليبية بعضاً من الفرح على المدينة المكلومة التي ضربها فيضان عارم قبل أكثر من عام.

ومع حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة وفنانين وممثلين ليبيين وغيرهم من الضيوف الفنانين من بعض الدول العربية، أبرزها سوريا والأردن ومصر وتونس.

الفنان صابر الرباعي

واختتم، مساء الخميس، المهرجان الذي استهل أعماله بحفل غنائي أحياه الفنان صابر الرباعي، على مسرح المدينة الرياضية، وسط حضور جماهيري وفني، محلي ومن دول عربية من بينها مصر وتونس.

وتحت شعار «درنة عادت، درنة الأمل»، دعا المهرجان سبع فرق: خمساً من ليبيا، وفرقةً من مصر، وأخرى من تونس.

أحد العروض

وعُرضت أعمال عديدة من بينها مسرحية «خرف» لفرقة الركح الدولي من بنغازي، التي أثنى عليها الجمهور، من حيث الأداء المميز لجميع الفنانين المشاركين، كما عرضت مسرحية «صاحب الخطوة» لفرقة المسرح القوريني من مدينة شحات، وجاء العرض مليئاً بالرسائل العميقة، وقد نال إعجاب الحضور.

وأعلنت إدارة المهرجان عن توزيع جوائز للأعمال المشاركة، بالإضافة لتكريم عدد من نجوم الفن في ليبيا ودول عربية.

وحاز جائزة أفضل نص دنيا مناصرية من تونس، عن مسرحية «البوابة 52»، بينما حصلت الفنانة عبير الصميدي من تونس على جائز أفضل ممثلة عن العمل نفسه.

ومن ليبيا حاز الفنان إبراهيم خير الله، من «المسرح الوطني» بمدينة الخمس، جائزة أفضل ممثل عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع»، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمخرج منير باعور، من المسرح الوطني الخمس عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع».

عرض مسرحي

كما كرمت إدارة المهرجان الفنان المصري أحمد سلامة، والفنانة عبير عيسى، والإعلامية صفاء البيلي؛ تقديراً «لإسهاماتهم القيمة في مجال الفن والمسرح». وقالت إدارة المهرجان إن هذا التكريم «يعكس التقدير والاحترام للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة والفنون، ويعزّز من أهمية دعم المواهب الفنية في المجتمع».

وكانت الدورة السادسة لمهرجان «درنة الزاهرة»، وهو اللقب الذي يُطلق على هذه المدينة المعروفة بأشجار الياسمين والورد، قد ألغيت العام الماضي بسبب الدمار الذي طال معظم مبانيها التاريخية جراء الكارثة.

في ليلة 10 إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2023، ضربت العاصفة «دانيال» الساحل الشرقي لليبيا، ما تسبّب في فيضانات مفاجئة تفاقمت بسبب انهيار سدين في أعلى مدينة درنة. وخلفت المأساة ما لا يقل عن 4 آلاف قتيل وآلاف المفقودين وأكثر من 40 ألف نازح، حسب الأمم المتحدة.

مسرح جامعة درنة

وتقول الممثلة المسرحية التونسية عبير السميتي، التي حضرت لتقديم مسرحية «الباب 52»، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»، «هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا. بالنسبة لي، درنة اكتشاف. كنت متشوقة للمجيء. عندما نصل إلى هنا، نشعر بالألم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالفرح وبأن الشعب كله لديه أمل».

بدورها، ترى الممثلة والمخرجة الليبية كريمان جبر أن درنة بعدما خيّم عليها الحزن، عادت إلى عهدها في «زمن قياسي».

جانب من تكريم الفنانين في مهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

ومن الكنوز المعمارية الشاهدة على الماضي الفني والأدبي الذي فقدته درنة في الفيضانات، «بيت الثقافة»، وخصوصاً «دار المسرح»، أول مسرح تم افتتاحه في ليبيا في بداية القرن العشرين.

وفي انتظار إعادة بنائه، اختارت الجهة المنظمة إقامة المهرجان على خشبات «المسرح الصغير» بجامعة درنة.

تكريم الفنانة خدوجة صبري بمهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

وقال المدير الفني للمهرجان نزار العنيد: «كلنا نعرف ما حدث في درنة العام الماضي، أصررنا على أن يقام المهرجان (هذا العام) حتى لو كان المسرح لا يزال قيد الإنشاء».

وأوضحت عضوة لجنة التحكيم، حنان الشويهدي، أنه على هامش المهرجان، «يُنظَّم العديد من الندوات وورش العمل التدريبية المهمة للممثلين والكتاب المسرحيين الشباب».

وتقول الشويهدي: «الصورة التي تقدمها درنة اليوم تُفرح القلب، رغم الموت والدمار»، معتبرة أن المدينة المنكوبة تظهر «بوجه جديد؛ درنة تستحق أن تكون جميلة كما يستحق سكانها أن يفرحوا».