كيف يعيش الأخطبوط في المياه المتجمدة؟

الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)
الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)
TT
20

كيف يعيش الأخطبوط في المياه المتجمدة؟

الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)
الأخاطب من جنس «باريليدون» يمكنها التكيف مع البيئات شديدة البرودة (بابليك دومين)

يعيش الأخطبوط في القطب الجنوبي في أبرد المياه بالعالم؛ حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها عند 10 درجات مئوية، وتنخفض في كثير من الأحيان إلى ما يقرب من درجتين مئويتين تحت الصفر.

وتمثل كيفية بقاء هذه المخلوقات من «ذوات الدم البارد» على قيد الحياة في مثل هذه الظروف المتطرفة أمراً غامضاً بالنسبة للعلماء.

وكشفت دراسة حديثة أن أَخَاطِبَ من جنس «باريليدون (Pareledone)» تستخدم قلوبها الثلاثة لضخ نوع خاص من الدم الأزرق حول أجسامها؛ ما يوفر الأكسجين للأنسجة حتى في البيئات شديدة البرودة مثل القارة القطبية الجنوبية، وفق ما نشره موقع «ساينس أليرت»، السبت.

وتحافظ الكائنات من ذوات الدم الحار عادة؛ مثل الثدييات والطيور على درجة حرارة جسم ثابتة بغض النظر عن درجة حرارة البيئة المحيطة بها، وذلك عن طريق إنتاج الحرارة من خلال عملية التمثيل الغذائي التي تتطلب استهلاك الطاقة.

أما الكائنات من ذوات الدم البارد؛ مثل الأسماك والزواحف، فإن درجة حرارة جسمها تتغير وفقاً لدرجة حرارة البيئة المحيطة بها، ولا تُنتج الحرارة من خلال عملية التمثيل الغذائي، بل تعتمد على مصادر خارجية للحرارة مثل الشمس أو الماء الدافئ.

وعلى شاكلة الكثير من الأنواع الأخرى التي تعيش في المياه شديدة البرودة، يبدو أن هذه الأخاطب تحتوي على إنزيمات «متكيفة مع البرودة» تمنع أجسامها من التجمد في البيئات شديدة البرودة، وفق باحثين من المختبر البيولوجي البحري بجامعة بورتوريكو الأميركية.

وتلعب هذه الإنزيمات دوراً رئيسياً في عدد كبير من التفاعلات الكيميائية الحيوية. ويمكن للإنزيمات القابلة للذوبان، مثل تلك التي تحلل الطعام في أمعائنا، أن تتكيف بسهولة أكبر مع درجات حرارة مختلفة بسبب التفاعلات المحددة التي تشارك فيها. إذن، كيف تتعامل هذه الإنزيمات المعيَّنة مع برودة طقس القارة القطبية الجنوبية؟

وراقب الباحثون تلك الإنزيمات في الأخاطب في القطب الجنوبي، مقارنة بأنواع أخرى من الأخاطب التي لا تعيش في القطب الجنوبي مثل الأخطبوط «ثنائي البقعة».

ووجد الباحثون أن الأخاطب في القطب الجنوبي لديها إنزيمات معيَّنة تمنحها مقاومة للبرد مقارنة بالأخاطب الأخرى.

وفي المجمل، أحصى الباحثون مجموعة من الطفرات الجينية في تلك الإنزيمات لدى أخاطب القطب الجنوبي تعمل على وجه الخصوص على تمكينها من مقاومة البرودة.

ويأمل الباحثون في إجراء المزيد من التجارب لمعرفة كيفية قيام هذه البروتينات بتمكين أخاطب القارة القطبية الجنوبية من تحمُّل درجات حرارة شديدة البرودة دون أن تتجمد.


مقالات ذات صلة

نفوق حوت نادر مهدَّد بالانقراض قبالة ساحل سلطنة عمان

يوميات الشرق حوت وقع في شباك الصيد قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من تحريره بالقرب من الشاطئ في ميدزيزدروي في بولندا 26 فبراير 2025 (أ.ب)

نفوق حوت نادر مهدَّد بالانقراض قبالة ساحل سلطنة عمان

نفقَ قبالة سواحل سلطنة عمان حوت من نوع نادر مهدد بالانقراض يُعرف بـ«حوت بحر العرب الأحدب»، على ما أعلنت هيئة البيئة العمانية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
يوميات الشرق لقطة جوية تظهر البحر وكأنه يرتدي لوناً أحمر في مار ديل بلاتا (أ.ف.ب)

«مد أحمر» يجتاح شواطئ الأرجنتين... ما السبب؟ (صور)

اجتاح «مد أحمر» مذهل عددا كبيرا من شواطئ المحيط الأطلسي في الأرجنتين، وهي ظاهرة طبيعية ناجمة عن انتشار طحالب كبيرة غير مرتبط بالضرورة بالتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق سمكة المجداف على شاطئ في جزر الكناري (إنستغرام)

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة والنادرة على ساحل جزر الكناري (فيديو)

جرف البحر سمكة نادرة تعيش في أعماق البحار، ويُنظر إليها على أنها نذير شؤم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مَن يدرُس مَن... الإنسان أم السمكة؟ (أ.ف.ب)

الأسماك تُميِّز وجوه البشر وتُفضّل «صداقة» مَن يُطعمها

لا يبدو جميع الغواصين متشابهين في مظهرهم بالنسبة إلى الأسماك، إذ كشفت دراسة حديثة أنها إذا تلقت طعاماً من شخص ما، فإنها تستطيع تمييزه مجدّداً واتّباعه باستمرار.

«الشرق الأوسط» (كونستانس (ألمانيا))
يوميات الشرق راكب الكاياك أدريان سيمانكاس (أ.ب) play-circle

«حصلت على فرصة ثانية»... راكب قوارب ابتلعه الحوت ثم لفظه يصف تجربته (فيديو)

قال راكب الكاياك أدريان سيمانكاس: إنه شعر بأنه حصل على «فرصة ثانية» عندما لفظه الحوت.

«الشرق الأوسط» (سانتياغو)

دراسة: استخدام الهواتف الذكية يقلل خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن

استخدام التكنولوجيا الرقمية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالضعف الإدراكي (رويترز)
استخدام التكنولوجيا الرقمية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالضعف الإدراكي (رويترز)
TT
20

دراسة: استخدام الهواتف الذكية يقلل خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن

استخدام التكنولوجيا الرقمية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالضعف الإدراكي (رويترز)
استخدام التكنولوجيا الرقمية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالضعف الإدراكي (رويترز)

يبدو أن الجيل الأول الذي تعرض باستمرار للتكنولوجيا الرقمية بلغ الآن سناً تظهر فيه أعراض الخرف.

زعم البعض أن التكنولوجيا الرقمية قد تؤثر سلباً على القدرات الإدراكية، لكن باحثين من جامعة بايلور الأميركية اكتشفوا عكس ذلك تماماً، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال مايكل سكولين، المؤلف المشارك في الدراسة، في بيان: «يمكنك قراءة الأخبار في أي يوم تقريباً، وسترى الناس يتحدثون عن الضرر الذي تُلحقه التكنولوجيا بنا».

وأوضح سكولين: «كثيراً ما يستخدم الناس مصطلحي (هجرة الأدمغة) و(تعفن الأدمغة)، والآن أصبح مصطلح (الخرف الرقمي) بارزاً وناشئاً. وبصفتنا باحثين، أردنا معرفة مدى دقة ذلك».

حلل الباحثون دراسات سابقة لتحديد تأثير التكنولوجيا على الشيخوخة العقلية. وتشير نتائجهم، التي نُشرت في مجلة «Nature Human Behaviour»، إلى أن التقنيات الرقمية قادرة بالفعل على الحفاظ على القدرات المعرفية.

لأغراض المراجعة الشاملة، حلل الباحثون أكثر من 136 دراسة شملت 400 ألف بالغ، بمتوسط ​​6 سنوات من بيانات المتابعة.

خلص الفريق إلى أن استخدام التكنولوجيا الرقمية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بضعف الإدراك بنسبة 58 في المائة، حتى بعد تعديل العوامل المؤثرة، بما في ذلك الجنس والعمر والمستوى التعليمي.

وفقاً لسكولين، فإن أحد العوامل المساهمة قد يكون التحديات المعرفية التي يواجهها كبار السن عند التعامل مع التكنولوجيا.

شرح في البيان: «من أوائل ما قاله كبار السن في منتصف العمر: (أنا محبط للغاية من هذا الكمبيوتر. من الصعب التعلم عليه)... هذا في الواقع انعكاس للتحدي المعرفي، الذي قد يكون مفيداً للدماغ حتى لو لم يكن الشعور جيداً في تلك اللحظة».

أشار الباحثون إلى أن التكنولوجيا قد تُشكل تحدياً معرفياً لأنها في تغير مستمر، مما يُجبر المستخدمين على التعلم والتكيف. يُنشط ذلك الدماغ ويُساعد بالحفاظ على نشاطه الذهني.

غالباً ما تتضمن تشخيصات الخرف فقدان القدرة على أداء المهام اليومية بشكل مستقل، مثل تناول الأدوية، وتتبع المواعيد، وفقاً لموقع أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة.

يمكن للأدوات الرقمية، مثل تقويمات الويب، وتذكيرات الهاتف، وتطبيقات الملاحة، أن تتيح لكبار السن استقلالية أكبر.

ووجدت الدراسة أن «الدعم الرقمي» -أي عملية استخدام هذه الأدوات لأداء المهام اليومية- «يُسهّل تحقيق نتائج وظيفية أفضل لدى كبار السن».

يُعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أحد الجوانب المثيرة للجدل حول تأثير التكنولوجيا الرقمية على أدمغتنا، ولكن وفقاً للباحثين، فالأمر سيئاً تماماً.

من فوائد التكنولوجيا الرقمية، وفقاً للخبراء، قدرة كبار السن على الحفاظ على الروابط الاجتماعية، وهو ما يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

قال سكولين: «الآن يمكنك التواصل مع عائلات من مختلف الأجيال... لا يمكنك التحدث إليهم فحسب، بل يمكنك رؤيتهم أيضاً. يمكنك مشاركة الصور وتبادل رسائل البريد الإلكتروني، وكل ذلك في ثانية واحدة أو أقل. وهذا يعني أن هناك فرصة أكبر لتقليل الشعور بالوحدة».