حفل لشاعرة شابة بمكتبة الإسكندرية يفجر جدلاً 

كتّاب وصفوا قصائدها بـ«الساذجة»... والشاعرة: أستحق الفرصة

مكتبة الإسكندرية (صفحة المكتبة على فيسبوك)
مكتبة الإسكندرية (صفحة المكتبة على فيسبوك)
TT

حفل لشاعرة شابة بمكتبة الإسكندرية يفجر جدلاً 

مكتبة الإسكندرية (صفحة المكتبة على فيسبوك)
مكتبة الإسكندرية (صفحة المكتبة على فيسبوك)

فجر إعلان «مكتبة الإسكندرية» عن تنظيم «حفل شعري» للشاعرة الشابة أميرة البيلي، مساء الخميس المقبل 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بالقاعة الكبرى بمقر «المكتبة»، بتذاكر دخول يتراوح سعرها بين 150 جنيهاً و200 جنيه (الدولار الأميركي يعادل نحو 31 جنيهاً مصرياً)، جدلاً في الأوساط الثقافية في مصر. 
وبينما وصف شعراء ونقاد قصائد البيلي بـ«الساذجة»، هاجمت الشاعرة منتقديها، مؤكدة أنها «تستحق الفرصة».
وهاجم كتاب وصحافيون وإعلاميون قرار «استضافة حفل البيلي بمكتبة الإسكندرية» عبر صفحاتهم الشخصية على «فيسبوك»؛ من بينهم الكاتب محمد مستجاب الذي نشر ملصق الحفل، وتساءل مستنكراً: «ما هذا الذي يحدث؟»، ووصفت الروائية نادية شكري الواقعة بـ«المستنقع»، وعلق القاص حسين منصور: «هذا عيب»، كما علقت الشاعرة الشابة مروة مجدي على استضافة «المكتبة» البيلي قائلة: «ألف خسارة».
وحصد المنشور الذي طرحته الصفحة الرسمية لـ«مكتبة الإسكندرية» على «فيسبوك» أخيراً بخصوص الأمر، مئات التعليقات التي تنطوي على انتقادات.

بوستر الحفل (صفحة المكتبة على فيسبوك)

ومع تصاعد حدة هذه الانتقادات، رد الدكتور أحمد زايد، مدير «مكتبة الإسكندرية»، عبر صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» الأربعاء الماضي: «تابعت باهتمام بالغ ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف حول استضافة (مكتبة الإسكندرية) للشابة أميرة البيلي لعرض تجربتها في الإلقاء».
وأوضح أن «المكتبة تضع شروطاً ومعايير لمن تقدمهم في هذه المناسبات، وهناك لجنة مختصة تحكم وتأخذ القرار، كما أن المكتبة تؤمن بالتعددية، وتأمل أن تعطي الفرصة لكل الأصوات، ولا تحجر على رأي أحد، ولا تتسرع في الحكم؛ لأن المجتمع الحي المتدفق مثل المجتمع المصري قادر على إفراز صور جديدة من السرد أو الدراما أو الشعر».
مبيناً أن «منح الفرصة على ما قد يحيطها من خلاف أفضل بكثير من منعها وحجبها؛ في (الأُولى) تكون التعددية التي ننشدها وندافع عنها، وفي الثانية تكون الوصاية التي لا يرغب فيها أحد».
وعلق الشاعر محمود خير الله، على الأمر قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «قصائد الشاعرة بسيطة جداً وأقرب إلى الخواطر الشبابية»، وأوضح أنها «لم تهضم بعدُ الشعر العامي الكبير في تجارب شعراء عظام مثل فؤاد حداد وصلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي».
وأضاف الناقد والأكاديمي الدكتور رضا عطية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «النماذج التي اطلع عليها من قصائد البيلي تبدو معتمدة على قوافٍ تقليدية وسهلة دون أي صور شعرية».

انتقادات عدة وُجهت للمكتبة (صفحة المكتبة على فيسبوك)

في المقابل، ردت الشاعرة الشابة أميرة البيلي على هذه الانتقادات قائلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «المسرح يحكم بيننا يوم 12 أكتوبر»، مؤكدة أن مقطع الفيديو الذي سبق أن بثته على صفحتها بموقع «فيسبوك» يتضمن خلاصة ردها.
واستنكرت أميرة في مقطع الفيديو هجوم البعض عليها استناداً إلى قصيدة كتبتها وهي في عمر الرابعة عشرة، وقالت: «طوال 10 سنوات مضت، اشتغلت على نفسي وطورت من فني، وأستحق الفرصة».
ووجهت كلامها لمنتقديها قائلة: «كما أن لك الحق في انتقادي، فأنا لي حق التعبير عن نفسي وعن فني».
وأضافت: «أقول لكل من يُنكر عليّ الحق في الظهور على مسرح مكتبة الإسكندرية: المسرح سيحكم بيننا، وأجّلوا حكمكم إلى ما بعد الحفل».
وتابعت: «صدر لي كثير من الدواوين، وأقمت أكثر من مائة حفل في مختلف جامعات ومحافظات مصر، ولي جمهوري الذي يأتي للاستماع لي من كل مكان».
واختتمت: «هناك لجنة علمية أجازت ظهوري على خشبة مسرح مكتبة الإسكندرية، ولا داعي للهجوم المسبق».


مقالات ذات صلة

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

تكنولوجيا غالبية القُرَّاء يرون أن الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد شعر أفضل من البشر (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

أكدت دراسة جديدة أن قصائد الشعر التي تكتب بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي أفضل من تلك التي يكتبها البشر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
ثقافة وفنون «اخترعت الشعر»... مختارات لأفضال أحمد سيد

«اخترعت الشعر»... مختارات لأفضال أحمد سيد

«اخترعت الشعر» عنوان لافت لمختارات نقلها عن الأردية المترجم هاني السعيد للشاعر الباكستاني أفضال أحمد سيد الذي يُعد أحد رواد قصيدة النثر في باكستان.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

كان لا بد أن تعود الأغنية لتنبض في حنجرة جاهدة وهبة بعد صمت صدمة الحرب. وها هي الفنانة اللبنانية تحمل أغنيتها وتجول العواصم الأوروبية والعربية رافعةً صوت وطنها.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون الشعر حين يتحول إلى فعل مقاومة

الشعر حين يتحول إلى فعل مقاومة

يحتضن الشاعر المصري كريم عبد السلام، فلسطين، في ديوانه الذي وسمه باسمها «أكتب فلسطين - متجاهلاً ما بعد الحداثة»، ويكشف أقنعة المواقف والسياسات المتخاذلة.....

جمال القصاص
ثقافة وفنون قصيدتان

قصيدتان

متحف العائلة رغم رحيلها لم تخسر الفتاة غرفتها في بيت العائلة المزدحم لم تسمح الأم أن يتوارث الباقون مكانها، حولت غرفتها إلى متحف: احتفظت بالبوسترات…


صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
TT

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم يُعرف باسم «النجوم المستعرة».

وهذه ليست الصورة الأولى من نوعها لنجم خارج مجرّتنا فحسب، وإنما تُعدّ المرّة الأولى التي يتمكّن فيها العلماء من رؤية الأحداث الفارقة في موت نجم كهذا.

يقع النجم المُحتضَر على بُعد نحو 160 ألف سنة ضوئية من الأرض في مجرّة مجاورة تُسمَّى «سحابة ماجلان الكبيرة».

كما تُعدُّ أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى، رغم أنّ نجماً حديث الولادة في «سحابة ماجلان الكبيرة» جرى اكتشافه في بحث نُشر العام الماضي. وكلمة «مُقرَّبة» هنا تعني أنّ الصورة تلتقط النجم ومحيطه المباشر.

التُقطت الصورة، الغامضة إلى حد ما، باستخدام التلسكوب التداخلي الكبير جداً بالمرصد الأوروبي الجنوبي الواقع في تشيلي. ويظهر النجم محوطاً بشرنقة بيضاوية متوهّجة من الغاز والغبار، كما شوهدت حلقة بيضاوية خافتة خلف تلك الشرنقة، ربما تتكوَّن من مزيد من الغبار.

أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى (إكس)

ونقلت «إندبندنت» عن المؤلِّف الرئيس للدراسة المنشورة في مجلة «الفلك والفلك الفيزيائي»، الفلكي كييشي أونكا، من جامعة «أندريس بيلو» في تشيلي، أنّ «النجم الآن يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته». وأضاف: «السبب في أننا نرى هذه الأشكال هو أنه يطرد مزيداً من المواد في بعض الاتجاهات أكثر من غيرها؛ وإلا لكانت الهياكل ستبدو كروية».

تفسير آخر مُحتمل لهذه الأشكال هو التأثير الجاذب لنجم مُرافق لم يُكتشف بعدُ، وفق كييشي أونكا.

قبل أن يبدأ في طرد المواد، اعتُقد أنّ النجم «WOH G64» يزن نحو 25 إلى 40 مرّة من كتلة الشمس، كما ذكر الفلكي المُشارك في الدراسة جاكو فان لون من جامعة «كيل» في إنجلترا. إنه نوع من النجوم الضخمة يُسمّى «العملاق الأحمر العظيم».

وأضاف: «كتلته، وفق التقديرات، تعني أنه عاش نحو 10 إلى 20 مليون سنة، وسيموت قريباً. هذه الصورة هي الأولى لنجم في هذه المرحلة المتأخّرة الذي ربما يمرّ بمرحلة تحوُّل غير مسبوقة قبل الانفجار. للمرّة الأولى، تمكنّا من رؤية الهياكل التي تحيط به في آخر مراحل حياته. وحتى في مجرّتنا (درب التبانة)، ليست لدينا صورة كهذه».