متحف العائلة
رغم رحيلها
لم تخسر الفتاة غرفتها
في بيت العائلة المزدحم
لم تسمح الأم
أن يتوارث الباقون مكانها،
حولت غرفتها إلى متحف:
احتفظت بالبوسترات الرديئة
لمغنين لم تعد الفتاة تسمع لهم،
بالشهادات والجوائز
التي مثلت محطات أمومتها،
وبالكتب التي حرضت فتاتها
على الرحيل
في البداية
كانت تتسلل إلى الغرفة
تفتح خزانة الثياب
تشتمّ الفراغ
تدخل رأسها في الظلمة
عميقاً
علَّه يخرج إليها
من الجانب الآخر
البناطيل بحجمها الصغير
التيشيرتات المتوسطة
الأحذية بمقاس 37
مرت عليها صرعات الموضة
دون أن ترى النور:
لم تخرج إلى حصة الرسم
في جسد الأخت الثانية
ولا إلى تمشية في المول
مع الأخت الثالثة
أنهت الأم برنامج الإعارة
الذي شكَلَ بناتها
في صورة واحدة
ذات أربعة رؤوس
بهتت رائحتها من الغرفة
استلقت الأم على الفراش الزهري
- الذي اختارته
لتبقى فتاتها أسيرة لطفولتها -
وتقرفصت على جانبه كجنين
أرعبها السكون المدوي في الغرفة
فردت ساقيها
مددت جسدها
وتدحرجت به على السرير
سجادة تم بيعها.
عثرة
أنام على رصيف
شرخته نباتات صغيرة
أنام بين كرسيين على الشاطئ
أنام على ساحل
لبحر ملفوظ
أنام على الدرج
أخ السلم
أنام في حلم
قبل أن يكبر ويصبح كابوساً
أنام في حياة أحدهم
أنام على بُعد ست خطوات
أنام بعد يوم من العمل
أنام في الصحبة الدافئة
لأشجار الخريف
أنام في مطبخ أمك
أنام عموديّاً وأفقيّاً
وإلى اليسار
أنام صغيرة
أنام قريبة
أنام بعد السقوط
من أرجوحة
أريد أرجوحة في الصالة
أنام بين السرير والتلفاز والنافذة
أنام عند النافذة الوحيدة
أنام في مدرج إغريقي
أنام بجانب ظلي
أنام كعثرة في طريق الناس
والشوارع والجسور والأسواق
وحمامات السباحة والخطى
والرمل والأسفلت والغابات
أنام كمن يستسلم للغرق.
----------------------------
* شاعرة وأكاديمية - من مواليد الكويت.