دخلت امرأة برازيلية تبلغ من العمر 47 عاماً المستشفى أكثر من عام بعد تناول صلصة البيستو (أي الحبق) التي سببت لها مرضاً غير عادي، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وقالت دوراليس كارنيرو سوبريرا غويس إنها اشترت الصلصة في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2021، وتناولتها بعد أسابيع، في أواخر يناير (كانون الثاني) 2022.
وتابعت: «لم يكن للبيستو تاريخ انتهاء الصلاحية، ولم يعطني البائع تعليمات التخزين أيضاً، لكنني من زبائن المتجر».
وأشارت إلى أنها مرضت بعد وقت قصير من تناول البيستو.
وقالت: «لم يكن جسدي على ما يرام، وأصبح تنفسي أسوأ، وشعرت بالوخز في لساني... لقد قدت مسافة 20 كيلومتراً إلى المستشفى، وأوقفت السيارة، ثم توقف جسدي عن العمل».
وأضافت غويس أنها فقدت السيطرة على حركتها بمجرد وصولها إلى المستشفى. وتابعت: «لم أستطع تحريك جسدي، لذا ألقيت بنفسي خارج السيارة... عندها رأيت موظفاً مع كرسي متحرك، فصرخت، ثم هرعوا باتجاهي».
كانت السيدة تتقيأ وتواجه صعوبة في التنفس، فسارع الأطباء إلى إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب. اكتشف طبيب الأعصاب أنها كانت مشلولة في الغالب. لم تتمكن غويس من تحريك سوى إصبعين من أصابع قدميها عندما طُلب منها التحرك.
وسرعان ما شُخصت إصابتها بالتسمم السجقي، وهي حالة نادرة تحدث عندما يهاجم السم الذي تنتجه البكتيريا أعصاب الجسم. غالباً ما يكون التسمم السجقي نتيجة البكتيريا الموجودة في الطعام، والتي تزدهر في الأطعمة المعلبة. في كثير من الأحيان، ينتج التسمم هذا عن تناول طعام منزلي الصنع لم يُخَزَّن بشكل صحيح. ويمكن أن يحدث أيضاً عندما يتعرض الجرح للبكتيريا.
يسبِّب التسمم السجقي المنقول بالغذاء أعراضاً مثل جفاف الفم، وصعوبة التحدث أو البلع، والضعف على جانبي الوجه، والرؤية المزدوجة أو عدم وضوح الرؤية، وصعوبة التنفس، وتدلي الجفون، والقيء، والغثيان، وتشنجات المعدة، والشلل.
في حين أن أعراض التسمم بسبب الجرح قد لا تظهر لمدة 10 أيام بعد تعرض الجرح للبكتيريا، فإن العلامات التحذيرية للتسمم الغذائي تبدأ عادة في غضون 12 إلى 36 ساعة بعد تناول الطعام.
من المهم أن تطلب الرعاية الطبية إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالتسمم الغذائي، لأنه يمكن أن يهدد حياتك. وتؤثر الحالة على قدرة الشخص على التحكم في عضلاته؛ لذا يمكن أن تسبب مضاعفات تستغرق وقتاً طويلاً للشفاء، بما في ذلك ضيق التنفس والضعف الدائم.
عادة، إذا اشتبه الطبيب في إصابتك بالتسمم السجقي، فسيسألك عن أنواع الأطعمة التي تناولتها مؤخراً. ولتأكيد التشخيص، قد يقوم بفحص الشلل أو ضعف العضلات أو تدلي الجفون. وقد يطلب أيضاً عينة من الدم أو القيء أو البراز للتحقق من السم الذي يسبب المرض.
يُعالَج التسمم الغذائي في بعض الأحيان من خلال الأدوية التي تسبب القيء أو إفراغ الأمعاء، حيث إن تنظيف الجهاز الهضمي قد يخفف الأعراض. يمكن أيضاً حقن مضادات السموم - التي تمنع البكتيريا من الإضرار بالجهاز العصبي - لعلاج المرض. لا يمكن لهذه الأدوية عكس الضرر الذي حدث بالفعل، ولكن يمكن للأعصاب في بعض الأحيان إصلاح نفسها.
أُعْطِيَ غويس عقاراً مضاداً للبوتولينوم وعلاجاً طبيعياً. قررت هي وأطباؤها أن البيستو هو الذي تسبب في مرضها، وشرحت: «لقد كانت من الأشياء الوحيدة التي تناولتها مؤخراً، وكانت محلية الصنع... يبدو أن بكتيريا قد تشكلت في البيستو، وكانت تحتوي على مادة سامة».
اضطرت غويس إلى البقاء في المستشفى مدة عام بعد دخولها. قالت: «كنت أتلقى علاجات كل يوم من أيام الأسبوع... وعندما اكتسبت المزيد من القوة في الجزء العلوي من جسدي، تأقلمت أيضاً مع لعب تنس الطاولة».
وتابعت: «لقد خرجت مؤخراً من المستشفى بعد أن أحرزت تقدمًا كبيرًا... أتنفس دون مساعدة منذ 9 أشهر، وهذا مؤشر جيد»، مضيفة أنها الآن قادرة على الذهاب إلى الحمام بنفسها وإطعام نفسها أيضاً. وقالت غويس: «أحصل على مساعدة كي أتمكن من المشي، لكن الأمر لا يزال صعباً».