يتساءل عديد من الآباء حول ما إذا كان أطفالهم موهوبين بطريقة فريدة، أم أنهم يتمتعون بصفات عادية نسبة لأعمارهم.
تقول ميغان كانيلا، مديرة خدمات الأسرة في معهد ديفيدسون بالولايات المتحدة، «أدير طلبات تابعة للأطفال في معهد ديفيدسون، حيث ساعدنا الآلاف من الطلاب الموهوبين للغاية (أو الأطفال الذين حصلوا على نسبة 99.9 في المائة في اختبارات الذكاء) للوصول إلى أعلى إمكاناتهم. في السابق، قمت بتدريس العلوم الإنسانية لمدة عقد تقريباً».
وأشارت إلى أنه يمكن لمعظم الأطفال الموهوبين تعلُّم المعلومات ومعالجتها بشكل أسرع من أصدقائهم في سنهم نفسها، كما يمكنهم فهم المواد بمستويات مختلفة مقارنة بأقرانهم، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن بي سي».
لكنهم ليسوا دائماً طلاباً «ذوي سلوك جيد ومتفوقين». ففي الواقع، يقول خبراء علم الأعصاب إن الموهبة تبدو مختلفة لدى كل طفل. فما العلامات غير المتوقعة التي تشير إلى أن طفلك موهوب للغاية؟
التطور غير المتزامن
هل يعاني طفلك الذكي من أداء المهام البسيطة، مثل ربط الحذاء أو تذكر تنظيف أسنانه بالفرشاة؟
هذه مجرد أمثلة قليلة على التطور غير المتزامن، أو التطور بسرعة أكبر في بعض المجالات أكثر من غيرها. ويعدّ ذلك أمراً شائعاً بالنسبة للأطفال الموهوبين.
يمكن لطفل موهوب، يبلغ من العمر 8 سنوات، أن يعرض مهارات القراءة لطالب الصف السابع، والقدرة الرياضية لطالب الصف الخامس، والمهارات الاجتماعية على مستوى صفه، والتنظيم العاطفي لطالب أصغر سناً بكثير.
العمق العاطفي والحساسية في سن مبكرة
يرى علماء الأعصاب أن الأطفال الموهوبين يواجهون ردود فعل عاطفية أكثر حدة تجاه العالم من حولهم.
على سبيل المثال، قد يجدون صعوبة في الاستمتاع بالعروض التي تتأذى فيها الشخصية أو تكون حزينة. ويتمتع كثير أيضاً بإحساس قوي بالعدالة، ويمكن أن يشعروا بالإحباط وخيبة الأمل عندما يحسّون بأن الموقف خاطئ.
ونظراً لتطورهم غير المتزامن، فقد لا يمتلكون بعد مهارات التنظيم العاطفي للتعامل مع تلك المشاعر الكبيرة.
التساؤل الوجودي
غالباً ما يكون لدى الأطفال الموهوبين فضول لا يشبع، خصوصاً فيما يتعلق بالجوانب الوجودية للحياة.
وقد يكونون أكثر اهتماماً بقضايا مثل الموت، والفقر، وتغير المناخ، والظلم من أقرانهم. فحتى الفيلم أو الكتاب المخصص للأطفال، الذي يتناول موضوع التنمر، على سبيل المثال، يمكن أن يدفعهم إلى طرح أسئلة حول طبيعة المجتمع.
يمكن أن تتراوح الأسئلة من «ماذا يحدث عندما نموت؟» إلى «لماذا تحدث أشياء سيئة في العالم؟».
اهتمامات فريدة أو روح الدعابة الناضجة
عندما يقوم أحد الطلاب بطرح نكتة كيميائية عالية المستوى، أو بدرس خرائط النقل الجماعي للمدن الكبرى، يشعر الآباء أحياناً بالقلق من أن الابن يضيّع طفولته.
في الواقع، قد يكون لدى أطفالهم فهم أكثر تقدماً لموضوع ما من الآخرين في عمرهم نفسه.
ضعف التحصيل الدراسي
يحتاج الأطفال الموهوبون بشدة إلى التحفيز الذهني المستمر. في المدرسة، يمكن أن يشعروا بالملل بسهولة لأنهم يتعلمون الأشياء بشكل أسرع من أقرانهم.
عندما لا تكون المدرسة صعبة أو مثيرة للاهتمام بدرجة كافية، فقد يفقدون حافزهم. (فكر فيما ستشعر به بعد نوبة عمل مدتها 8 ساعات لا تواجه فيها أي تحديات أو تفاعل).
على الرغم من أنهم يستطيعون القيام بالعمل بسهولة - غالباً ما يتمتعون بمهارات تفكير وذاكرة ممتازة - فإنهم لا يرون أي هدف، ويتوقفون عن المحاولة.