يبلغ متوسط العمر الذي يحصل فيه الأطفال حول العالم على أول هاتف ذكي لهم 10.3 سنة. وفي غضون عام واحد من ذلك، من المحتمل أن يكون الطفل قد أنشأ 4 أو 5 حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وفقاً لبحث أجرته ليندا شارمارامان، وهي عالمة كبيرة تدير مختبر بحوث الإعلام والرفاهية للشباب في كلية ويليسلي.
وعلى الرغم من أن مواقع التواصل قد تكون مفيدة لبناء الصداقات وتلقي الدعم الاجتماعي، فإن الدراسات أثبتت أنها قد تتسبب في مشكلات خطيرة تتعلق بالصحة العقلية؛ خصوصاً لدى الأطفال والمراهقين، وقد تدفعهم إلى الانتحار في بعض الأحيان.
وفي هذا السياق، نقلت مجلة «وايرد» الأميركية عن شارمارامان نصائحها بشأن الطريقة التي ينبغي أن يتبعها الآباء مع أبنائهم لحمايتهم من التأثير الذي يمكن أن تتركه مواقع التواصل على صحتهم العقلية.
وهذه النصائح هي:
تحدث إلى طفلك عن مواقع التواصل خلال إنشاء الحسابات له
تنصح شارمارامان الآباء بعدم تجنب إنشاء حسابات لأطفالهم على مواقع التواصل، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيحدث سواء بموافقة الآباء أو في السر دون إخبارهما.
إلا أنها توصي ببدء محادثة حول وسائل التواصل الاجتماعي مع الطفل خلال إنشاء هذه الحسابات، ثم مساعدته على استخدامها مع وضع بعض القواعد له، والإشراف على كيفية استخدامه لها في البداية.
وتقول شارمارامان: «عندما يكبر الطفل ويكتسب مزيداً من الثقة، يمكن للوالدين تخفيف القيود المفروضة عليه. ولكن إذا أظهر أنه غير قادر بعد على التنظيم الذاتي للوقت الذي يقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، فينبغي إضافة مزيد من القيود عليه».
تحدث مع الطفل عن كيفية التمييز بين الاستخدام الصحي وغير الصحي لمواقع التواصل
تقول شارمارامان: «لا يوجد رقم سحري للوقت الذي ينبغي أن يقضيه الأطفال أمام الشاشات. يمكن لبعض الأطفال استخدام هواتفهم بشكل صحي لعدة ساعات، إذا كانوا يبحثون عن معلومات أو يتفاعلون مع الأصدقاء، في حين يميل بعض الأطفال الآخرين إلى سلوكيات أكثر إشكالية، ولو لعدد ساعات قليل جداً».
وتنصح شارمارامان الآباء بالتركيز على 3 عوامل لضمان استخدام أبنائهم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحي، وهي:
المحتوى الذي يواجهه الطفل:
لن تتمكن من منع طفلك من التعرض لجميع المحتويات التي يحتمل أن تكون غير مناسبة له على الإنترنت. لذلك من المهم أن تعرف كيف يستجيب طفلك لهذه المحتويات. وإذا كانت لديهم ردود فعل غير صحية على ما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي، فينبغي فرض مزيد من القيود على استخدامهم لها.
التوقيت الذي يتصفح فيه الطفل وسائل التواصل الاجتماعي:
إذا كان تصفح هذه المواقع يتداخل مع النوم أو الواجبات المدرسية، فينبغي إجراء محادثة مع طفلك حول تغيير توقيت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لا تتعارض مع الأنشطة الأخرى اللازمة للحفاظ على صحته.
نقاط الضعف الخاصة بطفلك:
قد يكون بعض الأطفال أكثر عرضة لأنواع معينة من المحتوى، أو التفاعلات التي تؤدي إلى تفاقم مخاوف معينة أو مشكلات تتعلق بالصحة العقلية لديهم.
ادمج الحديث حول وسائل التواصل في محادثاتك اليومية
توصي شارمارامان بدمج المحادثات حول وسائل التواصل الاجتماعي في محادثاتك اليومية.
وتضيف قائلة: «تعامل مع الأمر بشكل غير رسمي، مثل سؤالهم عن سير المدرسة. تماماً كما ينبغي أن تكون الشخص الذي يلجأ إليه أطفالك عندما يتشاجرون مع أصدقائهم، ينبغي أيضاً أن تكون ذلك الشخص عندما يتعلق الأمر بالتفاعلات عبر الإنترنت».
كن قدوة حسنة لأبنائك
ينبغي أن يكون الآباء قدوة حسنة لأبنائهم فيما يخص استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
فإذا رأى الطفل والديه يتصفحون مواقع التواصل طوال اليوم، أو خلال تناول الطعام على سبيل المثال، فإنهم سيقومون بالأمر نفسه، ولن يستطيع الوالدان تنظيم استخدامهم لهذه المواقع.