«أول مرة» يطارد اللحظة السعيدة وسط روتين الأيام

معرض تنظّمه «مكتبة الإسكندرية» يضم 200 عمل

بتنوُّع يختزل الأحلام، اتّسمت الأعمال الفنية في معرض «أول مرة 30» (مكتبة الإسكندرية)
بتنوُّع يختزل الأحلام، اتّسمت الأعمال الفنية في معرض «أول مرة 30» (مكتبة الإسكندرية)
TT

«أول مرة» يطارد اللحظة السعيدة وسط روتين الأيام

بتنوُّع يختزل الأحلام، اتّسمت الأعمال الفنية في معرض «أول مرة 30» (مكتبة الإسكندرية)
بتنوُّع يختزل الأحلام، اتّسمت الأعمال الفنية في معرض «أول مرة 30» (مكتبة الإسكندرية)

بتنوُّع يختزل التطلّعات والأحلام والبحث عن السعادة وسط روتين الأيام، اتّسمت الأعمال الفنية التي شارك فيها 22 تشكيلياً مصرياً في معرض «أول مرة 30»، المُقام حالياً في قاعة المعارض الشرقية بـ«مكتبة الإسكندرية» (شمال مصر)؛ وذلك ضمن الدورة الـ17 من المعرض التي بدأت الثلاثاء 15 أغسطس (آب) الحالي، وتستمر حتى 9 سبتمبر (أيلول) المقبل.

أكثر من 200 عمل تضمّنها المعرض، تميّزت بالبساطة والسعي إلى خلق لحظات سعيدة والبحث عن الأمل في أعماق الإنسان، وتجاوُز المنغّصات؛ وذلك باستخدام الألوان المبهجة والتعبير بالزهور والعيون، التي تفيض بمحبّة الحياة ولحظاتها، إلى أعمال تصوّر البيوت والأحياء الشعبية وتطلّعات أصحابها وأحلامهم.

جانب من الأعمال المشاركة في المعرض الذي ينتصر للفن فقط (مكتبة الإسكندرية)

وفضّل فنانون آخرون الذهاب بعيداً في محاكاة بساطة الإنسان القديم وبكارة ممارساته الفنية الأولى، التي أرّخ من خلالها لأيامه وتحدّى مصاعبها، مثلما فعلت إنجي عمارة بتقديمها مجموعة أعمال تعكس فنون عصر ما قبل الأسرات الفرعوني البدائية والفطرية.

تستدعي أعمال عمارة روح الفنان المصري القديم بتماثيل من الفخار وقطع أوانٍ طوّعتها لتبدو كأنها كائنات حيّة برؤوس بشرية وطيور وحيوانات. وهي ظهرت بصورة تشخيصية وبوجوه مراوغة وجذوع مفلطحة من دون أذرع، شكّلتها الفنانة عبر قطعها الفخارية في استدعاء واضح لصور الحياة البسيطة.

تماثيل تستوحي فنون عصر ما قبل الأسرات المصرية القديمة (مكتبة الإسكندرية)

تقول إنجي عمارة لـ«الشرق الأوسط»: «درستُ فنون قرية (النزلة) البدائية في منطقة الفيوم، وكوم أوشيم، وحضارة نقادة الفرعونية، ووجدتُ أن التعبير بخامة الفخار يناسب تطلّعاتي لصناعة فن يستبطن أرواح البشر وأعماقها في صورتها الأولى والتعبير في الوقت عينه عن مشاعري».

وتوضح أنها تحاول بأعمالها التعبير عن مشاعر لا يمكن أن تخبئها المساحيق أو الأقنعة، مشيرة إلى أنّ الفخار هو أكثر خامة طيّعة استطاعت، منذ بداية اتجاهها للفن عام 2015 في العديد من المحافل الفنية، أن تعبّر من خلاله عن نفسها وأفكارها بكونه شيئاً من معطيات الطبيعة القريبة من روحها.

لوحة للفنانة ميرام عدلي (مكتبة الإسكندرية)

ومن بين فناني المعرض، تبرز التشكيلية رنا حمدان التي تشارك بلوحة بحجم كبير، وفيها تتخيّل أنّ كل عناصر الطبيعة من جبال ونباتات وورود تحيط بها وتراقبها بعيون تفيض بالبهجة.

شاركت رنا حمدان في أكثر من 20 مهرجاناً ومعرضاً تشكيلياً، وهي تسعى دائماً إلى أن تجعل لوحاتها الفنية نوعاً من ملاعبة الحياة، وصورة لحالاتها الوجدانية بتقلّباتها المختلفة، من فرح وحزن وخفّة وانكسار.

لوحة للفنانة رنا حمدان (مكتبة الإسكندرية)

من جهته، قال مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنية في «مكتبة الإسكندرية»، الدكتور جمال حسني، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ معرض «أول مرة» متاح في الأساس للفنانين الذين تقلّ أعمارهم على 30 عاماً، يُختَارون للمشاركة عن طريق ترشيحات لجان تتكوّن من فنانين بارزين؛ وهو مختلف عن معرض «أجندة»، الذي يقدّم لكل فنان مساحة محدّدة لا تزيد عن متر، موضحاً أنّ هذا المعرض يقدّم للعارضين مساحة كبيرة يعبّر فيها كل واحد عن نفسه، «كأنه يقيم معرضاً خاصاً بين زملاء يتمتّعون بميزة مشتركة، مما يبين التجربة الإبداعية والشخصية الفنية بشكل متكامل لكل فنان».

لوحة للفنان زياد الفاوي (مكتبة الإسكندرية)

ويركز المعرض، وفق حسني، على إبراز خصوصية كل فنان. يختم: «لا شروط لدينا للمشاركة سوى معيار أساسي هو الحبكة والجودة الفنية».


مقالات ذات صلة

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

احتفل فن أبوظبي بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم.

عبير مشخص (أبوظبي)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
TT

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بعنوان «عقول مبدعة بلا حدود» في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، الذي يجمع نخبةً من الخبراء والموهوبين في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، ويشارك فيه أكثر من 300 موهوب ومتحدثون محليون ودوليون من أكثر من 50 دولةً، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ونيابة عنه، افتتح الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» بالعاصمة السعودية، وشهد توقيع عدد من الاتفاقيات بين «موهبة» وعدد من الجهات.

أمير الرياض خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر (واس)

ورفع أمين عام «موهبة» المكلف الدكتور خالد الشريف، كلمة رفع فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للمؤتمر، ودعمه المستمر لكل ما يُعزز ريادة السعودية في إطلاق المبادرات النوعية التي تمثل قيمة مضافة لمستقبل الإنسانية، مثمناً حضور وتشريف أمير منطقة الرياض لحفل الافتتاح.

وقال الدكتور الشريف: «إن قيادة السعودية تؤمن بأهمية الاستثمار برعاية الموهوبين والمبدعين باعتبارهم الركيزة الأساسية لازدهار الأوطان والطاقة الكامنة التي تصنع آفاقاً مستقبلية لخدمة البشرية»، مشيراً إلى أن العالم شاهد على الحراك الشامل لمنظومة تنمية القدرات البشرية في المملكة لبناء قدرات الإنسان والاستثمار في إمكاناته، في ظل «رؤية السعودية 2030»، بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية.

وأكد الدكتور الشريف أن هذا الحراك يواكب ما يزخر به وطننا من طاقات بشرية شابة موهوبة ومبدعة في شتى المجالات، يتجاوز إبداعها حدود بلادنا ليصل إلى العالمية، وهو ما مكن المملكة من أن تصبح حاضنة لألمع العقول العالمية الموهوبة والمبدعة، وحاضرة إنسانية واقتصادية واعدة بمستقبل زاهر ينعكس على العالم أجمع.

وأوضح أن المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بنسخته الثالثة يشكّل منصةً ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم، لتستلهم معاً حلولاً مبتكرة تعزز جودة الحياة في مجتمعاتنا، وتبرز الفرص، وتعزز التعاون الإبداعي بين الشعوب.

انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي (واس)

ولفت النظر إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي؛ حيث أمضت 25 عاماً في دعم الرؤى بعيدة المدى للموهبة والإبداع، وباتت مشاركاً رئيسياً في المنظومة الداعمة لاكتشاف ورعاية الطاقات الشابة الموهوبة والمبدعة، بمنهجية تُعد الأكثر شمولاً على مستوى العالم لرعاية الأداء العالي والإبداع.

عقب ذلك شاهد أمير منطقة الرياض والحضور عرضاً مرئياً بمناسبة اليوبيل الفضي لإنشائها، وإنجازاتها الوطنية خلال الـ25 عاماً الماضية، ثم دشن «استراتيجية موهبة 2030» وهويتها المؤسسية الجديدة، كما دشن منصة «موهبة ميتا مايندز» (M3)، وهي منصة عالمية مصممة لربط ودعم وتمكين الأفراد الموهوبين في البيئات الأكاديمية أو قطاعات الأعمال، إلى جانب تدشين الموقع الإلكتروني الجديد لـ«موهبة»، الذي تواصل المؤسسة من خلاله تقديم خدماتها لجميع مستفيديها من الموهوبين وأولياء الأمور.

ويهدف المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع إلى إظهار إمكانات الموهوبين، وتطوير نظام رعاية شامل ومتكامل للموهوبين، وتعزيز التكامل والشراكات الاستراتيجية، وتحسين وتعزيز فرص التبادل والتعاون الدولي، ويشتمل المؤتمر على 6 جلساتٍ حوارية، و8 ورش عمل، وكرياثون الإبداع بمساراته الـ4، ومتحدثين رئيسيين؛ حيث يسعى المشاركون فيها إلى إيجاد الحلول الإبداعية المبتكرة للتحديات المعاصرة، إلى جانب فعاليات مصاحبة، تشمل معرضاً وزياراتٍ ثقافيةً متنوعةً على هامش المؤتمر.