«عادل إمام شاهد شاف كل حاجة»... كتابٌ يختزل عظمة «الزعيم»

شقيقه نفى اعتزاله وأكد أنّ العروض غير مشجِّعة

الفنان المصري عادل إمام الخالد في الذاكرة (صفحته في «فيسبوك»)
الفنان المصري عادل إمام الخالد في الذاكرة (صفحته في «فيسبوك»)
TT

«عادل إمام شاهد شاف كل حاجة»... كتابٌ يختزل عظمة «الزعيم»

الفنان المصري عادل إمام الخالد في الذاكرة (صفحته في «فيسبوك»)
الفنان المصري عادل إمام الخالد في الذاكرة (صفحته في «فيسبوك»)

تتكثّف الشائعات حول الفنان المصري الكبير عادل إمام، متناولة تدهور حالته الصحية واعتزاله الفن، ما دفع شقيقه المنتج عصام إمام للتأكيد على أنّ «الزعيم» بخير وصحته جيدة.

ورغم غيابه عن الأعمال الفنية منذ مسلسل «فلانتينو» (2020)، نفى شقيقه اعتزاله، مؤكداً أنه يتلقى كثيراً من العروض، وليس من بينها ما يشجّعه على العودة.

بعيداً عن الشائعات، احتفى «المهرجان القومي للمسرح المصري» بالفنان الكبير، مُطلقاً اسمه على دورته الحالية. وتصدرت صورة إمام «بوستر» المهرجان، فيما صدر، على خطّ موازٍ، أحدث كتاب عنه، مستمداً عنوانه من مسرحيته «شاهد ماشفش حاجة»، لكن مؤلّفه الصحافي والناقد أشرف غريب يؤكد عبر عنوان وصفحات كتابه أنّ «عادل إمام شاهد شاف كل حاجة».

غلاف الكتاب الذي يروي سيرة عادل إمام (القومي للمسرح)

ويصف المؤلّف، إمام، بـ«نهر يعيد خلق دلتاه كلما مرَّ به العمر»، ويثبت أنّ الموهبة حين تقترن بالذكاء تُضفي على صاحبها الشباب الدائم والنجاح المستمر، مشدداً على أنه منذ عرفت مصر والمنطقة العربية فن التمثيل وفي ظل معايير عدّة، من بينها التأثير والإثراء، وسنوات البقاء على القمة، وحب الجماهير، وعمق التجربة، ودوره المجتمعي، يبقى هناك اسم واحد لا خلاف عليه هو عادل إمام، وذلك لـ«الالتحاف بالناس»، وفق وصفه، ولقدرته اللافتة على إدارة موهبته، وهو في ذلك تلميذ نجيب لأستاذه وصديقه الحميم عبد الحليم حافظ، إذ عرف متى يتقدّم ومتى ينسحب، متى يقبل ومتى يرفض؛ بدليل رفضه المشاركة في مسرحية «العيال كبرت» بعد النجاح الساحق لمسرحية «مدرسة المشاغبين»، لإدراكه أنّ زمن البطولة الجماعية انتهى، وحان وقت البطولة الفردية.

ويبرهن المؤلّف كيف أصبح الفنان «شاهد شاف كل حاجة»، لعدم اكتفائه بالتفرّج، بل لتفاعله مع كل حدث في مصر والمنطقة العربية، حدّ أنه شارك أحياناً في صنع بعضها، فضلاً عن أنّ أعماله عكست التطوّرات المصرية. فحين رفعت «ثورة يوليو» (1952) قيمة التعليم، قال جملته الشهيرة: «بلد بتاعة شهادات صحيح»، في مسرحية «أنا وهو وهي»، نقطة الانطلاق التي قادته إلى النجاح الطاغي.

عادل إمام قدّم أعمالاً مهمّة خلال مسيرته الطويلة (صفحته في «فيسبوك»)

يستعين المؤلّف بتصريحات الفنان الكبير، ويتوقّف عند علاقته بالأسرة وقول إمام: «أنا مرتاح الضمير، لأنّ أبي وأمي ماتا وهما راضيان عني. زوجتي وأولادي وأحفادي هم ثروتي الحقيقية»، متابعاً عن والدته: «أبكيها كلما تذكرتها. كانت بسيطة لكنها ذكية جداً، تستوعب أخطائي، تبارك خطواتي الفنية، وتدعو لي».

عادل إمام في إحدى مراحل عمره بضحكته الشهيرة (صفحته في «فيسبوك»)

يُلقي الكتاب نظرة على مشوار إمام المسرحي الذي قدّم خلاله 17 مسرحية طوال 60 عاماً، و«هو عدد قليل جداً لا يليق بحجم موهبته»، وفق المؤلّف الذي يشير إلى أنّ «ثمة مسرحيات لم تنتشر، من بينها (النصابين)، (سري جداً)، (حصة قبل النوم)، إذ لم تُصوَّر تلفزيونياً»، لافتاً إلى أنه «أكثر فنان عربي، وربما عالمي، جال بأعماله المسرحية في دول العالم، حتى تلك غير الناطقة بالعربية، لاتّساع قاعدته الجماهيرية بصورة غير مسبوقة».

«الزعيم» عادل إمام... رفيق ذاكرة الملايين (صفحته في «فيسبوك»)

وفي فصل بعنوان «سينما عادل إمام... فتش عن الوطن»، يستعرض الكتاب كيف شكّل صوتاً للمواطن وعكس أزمات المجتمع الحقيقية، من خلال 123 فيلماً قدّمها، منذ أولها «أنا وهو وهي» (1962)، حتى آخرها «ألزهايمر» (2010).

يقول إمام إنه امتداد لأجيال سبقته، لذلك «مسؤوليتي كبيرة في الحفاظ على الفن الذي تركوه». ويذكر المؤلف أنّ ثمة 5 أسماء في تاريخ الفن العربي ينطبق عليهم واقع نجوم شباك التذاكر بمعناه الهوليوودي، هم حسب الترتيب الزمني لظهورهم؛ أنور وجدي، ليلى مراد، عبد الحليم حافظ، سعاد حسني، عادل إمام.

المؤلف أشرف غريب يختزل مسيرة «الزعيم» في كتاب (حسابه الشخصي)

ويتضمّن الكتاب شهادات لعدد من كبار المبدعين عن إمام وتأثيره في الفن العربي. من بينهم؛ يوسف إدريس، وحيد حامد، شريف عرفة، سناء البيسي. كما يتضمّن رصداً لكل أعماله الفنية.


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.