هاني شاكر يطالب بـ«معايير» لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الغناء

يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ أغنية «الكبير» أعادته إلى الجمهور

هاني شاكر يربط استعمال الذكاء الاصطناعي بوضع قوانين (حسابه الشخصي)
هاني شاكر يربط استعمال الذكاء الاصطناعي بوضع قوانين (حسابه الشخصي)
TT

هاني شاكر يطالب بـ«معايير» لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الغناء

هاني شاكر يربط استعمال الذكاء الاصطناعي بوضع قوانين (حسابه الشخصي)
هاني شاكر يربط استعمال الذكاء الاصطناعي بوضع قوانين (حسابه الشخصي)

أطلق الفنان المصري هاني شاكر أغنيته الجديدة «الكبير»، أولى أغنياته الصيفية لعام 2023، التي أكّد أنها أعادته إلى الجمهور، مطالباً، خلال الحديث مع «الشرق الأوسط»، بـ«معايير» لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الغناء.

بداية، يتحدّث عن تفاصيل الأغنية: «وافقتُ على غنائها منذ اللحظة الأولى التي عرضها عليّ الفنان الشاب مصطفى شكري، مؤلِّفها وملحّنها. وجدتُ فيها قيمة جمالية لم أقدّمها من قبل، ورغبتُ في أن تكون باكورة أغنياتي الصيفية لعام 2023، الذي سيشهد عدداً من الأعمال الغنائية الجديدة».

ويعرب الفنان المصري عن سعادته لتصدُّرها قائمة أكثر الموضوعات رواجاً عبر منصة «إكس» («تويتر» سابقاً)، مضيفاً: «الجمهور تفاعل مع الأغنية فور صدورها. ورغم مرور ساعات على طرحها، لاقت رواجاً كبيراً عبر منصات التواصل الاجتماعي».

وعن سبب ابتعاده خلال الفترة الماضية عن الغناء، يعلّق: «كانت السنة الماضية عصيبة؛ فواجهتُ أزمات عدّة خلال عملي النقابي، على أثرها تقدّمتُ باستقالتي. قرّرتُ بعدها أخذ قسط من الراحة من أجل التخطيط لمشاريعي الغنائية الجديدة. بالفعل خلال تلك الفترة، زرتُ أكثر من عشر دول عربية».

يتابع: «لديّ أكثر من أغنية أُطلقها توالياً خلال الأشهر المقبلة، على أن أطرح كل شهرين أو ثلاثة أغنية جديدة. إلى ذلك، أُحيي حفلات عدّة في دول عربية من بينها لبنان، حيث أحييتُ حفلين وكُرِّمتُ».

وعن قرار إلغاء حفل الرابر الأميركي ترافيس سكوت، الذي كان من المقرّر إقامته في منطقة أهرامات الجيزة، يوضح: «لا معلومات كافية لديّ حول الحفل، ولم أتابع الأزمة من بدايتها، ولا معرفة مسبقة لي بأعمال سكوت الغنائية والموسيقية، لكن ما دام أعضاء مجلس نقابة الموسيقيين الحالي والجهات الأمنية رفضوا إقامة الحفل، فأوافقهم على ذلك؛ لأنهم الجهة المخوّلة الموافقة والرفض، والمستندات والفيديوهات تؤكد صحة موقفهم».

يوافق شاكر على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في المشاريع الغنائية والموسيقية، إنما ضمن معايير محدّدة: «لا أمانع ذلك، لكن ما دام الفنان على قيد الحياة، فلماذا نستخدم تلك التقنية؟ أوافق عليها في حال رحيله»، مضيفاً: «لا بد من وضع معايير وقوانين، ففي النهاية ثمة حقوق ملكية فكرية لتلك الأغنيات».

يختم: «لا أمانع استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في أغنياتي، لكن ليس خلال حياتي. إنني أغنّي أي عمل، كما أشدو على الدوام بأغنيات لمطربين آخرين من دون اللجوء إلى تلك التقنية».


مقالات ذات صلة

مدرس مصري يثير جدلاً بتقديم هدايا «ثمينة» لأوائل الثانوية العامة

يوميات الشرق وزارة التربية والتعليم المصرية (فيسبوك)

مدرس مصري يثير جدلاً بتقديم هدايا «ثمينة» لأوائل الثانوية العامة

أثار إعلان أحد المدرسين تقديم هدايا لأوائل الثانوية العامة جدلاً على وسائل التواصل وفي أوساط مختلفة، خصوصاً بعد أن أعلن أن الهدايا ستكون من بينها سيارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة عالمية حكيمي محتفلاً مع جماهير المغرب بعد الفوز ببرونزية الأولمبياد (أ.ف.ب)

حكيمي بعد التتويج ببرونزية الأولمبياد: تضحياتنا لم تذهب سُدى

أكد قائد المنتخب المغربي الأولمبي أشرف حكيمي أن التتويج بالميدالية البرونزية التاريخية في دورة الألعاب الأولمبية في باريس «مستحق وثمرة عمل وتضحيات».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية شباك الحارس حمزة علاء استقبلت 6 أهداف في مباراة المغرب (أ.ف.ب)

«النني» يعتذر للمصريين بعد الخسارة التاريخية أمام المغرب

فشلت مصر في فك عقدة مباراة تحديد المركز الثالث الأولمبية، في مشاركتها الثانية عشرة وخسرتها للمرة الثالثة وبنتيجة كبيرة أيضاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية طائرات «مصر للطيران» على مدرج مطار القاهرة الدولي في مصر 18 يونيو 2020 (رويترز)

مصر: إيران نصحت شركات الطيران بتجنب مجالها الجوي بسبب تدريبات عسكرية

وجّهت مصر جميع خطوطها الجوية بتجنب المجال الجوي الإيراني لفترة تمتد 3 ساعات في الصباح الباكر غداً (الخميس)، وسط توتر بين إسرائيل وإيران.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي أم مصرية تحتضن نجلها عقب الإفراج عنه من أحد مراكز الإصلاح (وزارة الداخلية المصرية)

«الداخلية المصرية» تتّهم «الإخوان» بنشر «شائعات» لإثارة الرأي العام

اتهمت وزارة الداخلية المصرية جماعة «الإخوان المسلمين»، المحظورة رسمياً، بنشر شائعات لإثارة الرأي العام المصري.

أحمد إمبابي (القاهرة)

رحيل بسّام شبارو بعد مغامرة نصف قرن في الطباعة والنشر

بسام شبارو (موقع الدار العربية للعلوم ناشرون)
بسام شبارو (موقع الدار العربية للعلوم ناشرون)
TT

رحيل بسّام شبارو بعد مغامرة نصف قرن في الطباعة والنشر

بسام شبارو (موقع الدار العربية للعلوم ناشرون)
بسام شبارو (موقع الدار العربية للعلوم ناشرون)

غادرنا بسّام شبارو، رئيس مجلس إدارة «الدار العربية للعلوم - ناشرون»، أحد أكثر الناشرين حيوية وإنتاجاً في لبنان، والعصامي الذي لم ينطلق من إرث، ولم يتكئ على رصيد في عالم الكتب. كانت بالنسبة له «مطبعة المتوسط» التي بدأ العمل بها عام 1973 هي النواة الأولى، لكن الرجل مع إخوته الأربعة عماد، وغسان، وجهاد، وبشار، وقاد المركب باعتباره أكبرهم سناً، لم يتوقف هنا. فقد أسس «مركز أبجد غرافيكس» عام 1979 المتخصص في التصميم والإخراج.

وتُحسب لبسام شبارو شجاعته وإقدامه، في أثناء الحرب اللبنانية، حيث لم يتوقف عن إطلاق المشاريع الطموحة، فأسس «الدار العربية للعلوم» عام 1986. وإن كانت البداية متواضعة، فإن هذه الدار أصدرت إلى اليوم ما يربو على 6 آلاف كتاب. وهو رقم مهول، خصوصاً أن نصفها مترجم عن لغات أجنبية.

فقد كان الهاجس منذ البداية نقل العلوم، ثم كانت الدار من أوائل المهتمين بنقل المعارف التكنولوجية، والتواصل مع شركات وازنة، فتعاونت مع «مايكروسوفت برس»، و«سيبكس»، و«أدوبي برس»، وغيرها من دور النشر في مختلف أنحاء العالم. وبناء على اتفاقات ثنائية، قامت «الدار العربية للعلوم - ناشرون» بترجمة ونشر أهم وأحدث الكتب العلمية التي تصدر عن هذه الدور، في مجال الكمبيوتر والإنترنت والبرمجة، والعلوم الطبيعية والاختراعات العلمية، والإدارة والمهارات الإدارية، والصحة والرشاقة والعناية بالطفل والأسرة، والناشئة، والسفر والرحلات، والرياضة، ومواضيع أخرى عديدة.

ولم تكن الدار سبّاقة إلى نشر وترجمة الكتب التكنولوجية والعلمية فقط، بل بحدسه أحسّ بسام شبارو بأن المستقبل سيكون صينياً، فكان من أوائل الناشرين العرب الذين عنوا بالنقل عن الصينية، قبل أكثر من عشرين عاماً. ومن أواخر مشاريعه استثمار، عام 2015، في شركة شقيقة للترجمة (من الصينية إلى العربية) تدعى «مأمون»، ومقرها بكين.

ولم تنسَ الصين له الفضل، فمنحته جائزة الكتاب الخاصة بها، تكريماً لجهوده في نقل الكتب الصينية إلى العربية، وتوثيق العُرى بين الثقافتين.

بسام شبارو كانت له رؤية بانورامية واضحة. فلإنجاز هذا الكمّ من الترجمات، عمل على إنشاء مركز التعريب والبرمجة عام 1992 المتخصص في التعريب، وتطوير البرامج والمنشورات الإلكترونية.

ولا بد من الاعتراف للحاج بسام، كما يناديه محبوه، بجهده المتواصل الذي لم ينقطع إلى فترة وجيزة قبيل وفاته، حيث ألزمه المرض الفراش. فقد عرف أنه حاضر أبداً في معارض الكتب، وموجود أبداً في «معرض الشارقة للكتاب»، كما تميز بلطفه، وعلاقاته الودية الدافئة، مع الناشرين والمثقفين العرب. فقد أسس مع شقيقه بشار، الأمين العام لـ«اتحاد الناشرين العرب»، «دار ثقافة للنشر والتوزيع»، وهي شركة نشر إماراتية لخدمة الكتاب. وفي عام 2013، افتتح فرعاً لـ«الدار العربية للعلوم» في الرياض بالمملكة العربية السعودية.

الشقيقان جهاد وبسام شبارو مع دان براون في معرض الشارقة للكتاب وعن دارهما صدرت الترجمة العربية لروايته شيفرة دافنشي (موقع الدار العربية للعلوم ناشرون)

ولد بسّام شبارو عام 1943 في بيروت، وتخرج في قسم إدارة الأعمال، بالجامعة الأمريكية. صاحب مبادرات عدة للنشر وطباعة الكتب في لبنان والدول العربية.

ولعل واحداً من أهم المشاريع الناجحة التي أطلقها بسّام شبارو، وكان ذلك عام 1998، هي مكتبة «نيل وفرات» الإلكترونية، التي أصبحت لها فروع في كثير من الدول العربية، وتبيع الكتب ورقية ورقمية عبر الإنترنت.

يعرض موقع «نيل وفرات» على رواده أكثر من 800 ألف كتاب ورقي و23 ألف كتاب إلكتروني من مختلف دور النشر العربيّة. قام بالجهد الرئيسي الابن صلاح الدين شبارو. بدأ المشروع بمكتب صغير في «الدار العربية للعلوم»، لكن نجاحه فاق التوقعات، وأصبحت له فروع في سوريا والأردن ومصر والسعودية والإمارات، مع مواكبة التطور التكنولوجي، ومراعاة ضرورة سرعة التوصيل.

حياة الكاتب والناشر بسّام شبارو، كما كل أبناء جيله، اخترقتها الحروب والأزمات، وهو من جانبه قرر أن يواجه بدلاً من أن يستسلم.

في فترة الوباء، يوم كان أهل بيروت كلٌّ يختبئ في منزله، كان الحاج بسام يمارس رياضة المشي، ويتوجه إلى مكتبه ليشرف على العمل. أخبرنا يومها أن «الدار العربية للعلوم» لم تتوقف عن إصدار كتاب كل يوم حتى في «عزّ» الأزمة.

وحين كنا نسأله عن أكثر ما يؤرقه، كان يقول: «القرصنة. لا شيء أخطر من القرصنة على الناشر. فقد انخفض المبيع في المكتبات بسبب الأزمات والسرقات، إلى ما يوازي 80 في المائة».

ومع ذلك كان بسام شبارو، رجل المشاريع المتواصلة، والرؤية الواسعة. وحين سئل ذات مرة، كيف بدأ الترجمة عن الصينية؟ وكيف كان يختار الكتاب المناسب في لغة لا يجيدها؟ أجاب: «بعد كل هذا العمر في المهنة، بات يكفيني أن أشتمّ الكتاب لأعرف إن كان مناسباً للنشر».