خوارزمية لاكتشاف المقالات العلمية المزيفة عبر الذكاء الاصطناعي

طورها باحثان في جامعة «بينغامبتون» الأميركية

يسعى الباحثون إلى تطوير خوارزمية عالمية قادرة على تحديد المحتوى الذي يولد بواسطة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
يسعى الباحثون إلى تطوير خوارزمية عالمية قادرة على تحديد المحتوى الذي يولد بواسطة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
TT

خوارزمية لاكتشاف المقالات العلمية المزيفة عبر الذكاء الاصطناعي

يسعى الباحثون إلى تطوير خوارزمية عالمية قادرة على تحديد المحتوى الذي يولد بواسطة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
يسعى الباحثون إلى تطوير خوارزمية عالمية قادرة على تحديد المحتوى الذي يولد بواسطة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

لا شك بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل «تشات جي بي تي» قادر على إنشاء مقالات علمية تبدو حقيقية بشكل مقنع، لدرجة أنه بات التمييز بين الأوراق الأصلية والمزيفة صعباً بشكل متزايد. يمثل ذلك تحدياً خاصاً لأولئك خارج مجال البحث المحدد، الذين قد لا يمتلكون الخبرة اللازمة لتمييز التناقضات الدقيقة. لمعالجة هذه المشكلة، طور أحمد عابدين حامد، الباحث في كلية «توماس جاي واتسون» للهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة «بينغامبتون» حلاً مبتكراً. فمن خلال خوارزمية التعلم الآلي «xFakeSci» التي طورها، يمكن اكتشاف ما يصل إلى 94 في المائة من الأوراق العلمية المزيفة، مما يضاعف تقريباً معدل نجاح تقنيات استخراج البيانات التقليدية.

أصل «xFakeSci»

يركز حامد في أبحاثه الأساسية على المعلوماتية الطبية الحيوية التي تتضمن التدقيق في المنشورات الطبية والتجارب السريرية والموارد عبر الإنترنت. لقد جعله هذا العمل مدركاً تماماً لانتشار وتأثير الأبحاث الزائفة، خصوصاً تلك التي تم تسليط الضوء عليها أثناء الوباء العالمي. لمعالجة هذه المشكلة، تعاون كل من أحمد عابدين حامد، وزيندونغ وو، أستاذ في جامعة «هيفاي للتكنولوجيا» في الصين لإنشاء وتحليل مقالات مزيفة عن مرض ألزهايمر والسرطان والاكتئاب. قارن الباحثان هذه المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بمقالات حقيقية من قاعدة بيانات «بابميد» التابعة للمعاهد الوطنية للصحة.

يمثل تطوير خوارزمية التعلم الآلي «xFakeSci» تقدماً كبيراً في مكافحة المقالات العلمية الاحتيالية (شاترستوك)

المنهجية والنتائج

تضمّن تطوير «xFakeSci» عملية دقيقة من التجارب، ركز الباحثان فيها على تحليل ميزتين رئيسيتين للمقالات، وهي التواتر وترابط الثنائيات التي تعد أزواج من الكلمات تظهر معاً بشكل شائع (على سبيل المثال «تغير المناخ»، «التجارب السريرية»). من خلال استخدام الكلمات الرئيسية نفسها لإنشاء مقالات مزيفة واسترجاع مقالات حقيقية ضَمَنوا أساساً متسقاً للمقارنة.

كشف تحليلهما عن اختلافات كبيرة بين المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والمقالات التي كتبها البشر. في المقالات المزيفة، كان عدد الكلمات الثنائية الفريدة أقل بكثير، ومع ذلك كانت هذه الكلمات الثنائية مرتبطة بشكل مفرط بكلمات أخرى في النص. يتناقض هذا النمط بشكل حاد مع المقالات الحقيقية، حيث كانت الكلمات الثنائية أكثر وفرة وأقل ارتباطاً بشكل موحد. سلط هذا الاكتشاف الضوء على اختلاف أساسي في أهداف الكتابة لدى البشر والذكاء الاصطناعي. فبينما يهدف الباحثون من البشر إلى الإبلاغ عن النتائج التجريبية بشكل شامل، فإن النص الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يميل إلى الإفراط في استخدام الكلمات المهمة لإقناع القراء.

يتوقع الباحثون أن تكون أدوات مثل «xFakeSci» ضرورية للحفاظ على الثقة في الأبحاث المنشورة (شاترستوك)

تؤكد الأنماط المميزة التي حددتها «xFakeSci» على الأهداف المختلفة للباحثين البشر مقابل الذكاء الاصطناعي. يلاحظ حامد أنه بينما يحاول «تشات جي بي تي» إقناع القراء بعمق في نقاط محددة، تسعى الأوراق العلمية الحقيقية إلى الاتساع والدقة. هذا الفهم أمر بالغ الأهمية في تطوير أدوات للكشف عن المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

الاتجاهات المستقبلية

في حين أن معدل نجاح «xFakeSci» الحالي بنسبة 94 في المائة، وهي نسبة مثيرة للإعجاب، يعترف حامد بالحاجة إلى التحسين المستمر. وهو يخطط لتوسيع نطاق الخوارزمية خارج الموضوعات الطبية الحيوية إلى مجالات علمية أخرى والعلوم الإنسانية. سيساعد هذا التطبيق الأوسع في تحديد ما إذا كانت أنماط الكلمات المحددة صالحة عبر التخصصات المختلفة.

يتوقع حامد أيضاً أن يصبح الذكاء الاصطناعي متطوراً بشكل متزايد، مما يستلزم خوارزميات كشف أكثر شمولاً. وعلى الرغم من الإنجازات الحالية، يظل الباحث متفائلاً بشأن العمل الذي ينتظره، مؤكداً أهمية الجهود الجارية لتعزيز دقة الخوارزمية وضرورة زيادة الوعي بانتشار الأوراق العلمية المزيفة.


مقالات ذات صلة

روبوت يُجري عملية استئصال مرارة بكفاءة بشرية

علوم في غرف العمليات حول العالم يُعزز الذكاء الاصطناعي دقة الجراحة وكفاءتها من خلال أنظمة روبوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي (رويترز)

روبوت يُجري عملية استئصال مرارة بكفاءة بشرية

أعلن باحثون من جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية نجاح روبوت جراحي في إجراء عملية استئصال مرارة بشكل مستقل وبدقة بلغت 100 في المائة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

تركيا تفرض قيوداً على روبوت الذكاء الاصطناعي التابع لماسك بعد إساءاته لإردوغان ووالدته

فرضت تركيا حظراً على «Grok»، وذلك عقب منشورات مسيئة وُجهت للرئيس رجب طيب إردوغان ووالدته الراحلة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد شعار شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية يظهر بمقرها الرئيس في هسينشو (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يدفع إيرادات «تي إس إم سي» لمستويات قياسية في النصف الأول

ارتفعت إيرادات شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي) الرائدة عالمياً بنسبة 40 % بالنصف الأول

«الشرق الأوسط» (تايبيه )
علوم واجهة «الدماغ - الكمبيوتر»... تقرأ الأفكار والنوايا

من التفكير إلى التنفيذ… هل يُمكن للدماغ أن يُحرّك العالم؟

واجهات «الدماغ - الكمبيوتر» ثورة عصبية لا تُقرأ فيها الكلمات بل تُقرأ النوايا

د. عميد خالد عبد الحميد (جنيف)
تكنولوجيا غالاكسي Z Flip7 يجمع بين التصميم الأنيق والتقنيات الذكية بفضل واجهة Galaxy AI الجديدة وشاشة AMOLED خارجية محسّنة  (سامسونغ)

إليك مزايا هواتف وساعات «سامسونغ» الجديدة... كما كشفتها في حدثها العالمي

تضمنت الإعلانات 3 هواتف قابلة للطي من سلسلة غالاكسي Z و3 ساعات ذكية من سلسلة غالاكسي Watch8 إلى جانب تحديثات برمجية متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

الأجهزة القابلة للارتداء قد تحسن رعاية الأطفال بعد الجراحة

جهاز ذكي من صنع «غوغل» (رويترز)
جهاز ذكي من صنع «غوغل» (رويترز)
TT

الأجهزة القابلة للارتداء قد تحسن رعاية الأطفال بعد الجراحة

جهاز ذكي من صنع «غوغل» (رويترز)
جهاز ذكي من صنع «غوغل» (رويترز)

كشف بحث جديد عن أن الأطفال الصغار الذين يتعافون في المنزل بعد الجراحة قد يرتدون يوماً ما أجهزةً لرصد اللياقة البدنية؛ بهدف تسريع اكتشاف المضاعفات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وفي الوقت الحاضر، يتعين على الجرّاحين الاعتماد على الطفل نفسه أو والديه لوصف الأعراض الجديدة بعد الخروج من المستشفى. ونتيجة لذلك، لا يتم دائماً اكتشاف المضاعفات في مراحل مبكرة.

وفي مستشفى «آن آند روبرت إتش لوري» للأطفال في شيكاغو، حصل 103 أطفال على «غوغل فيتبيت»، وهو جهاز متاح تجارياً لمراقبة النشاط والنوم وضربات القلب، يُرتدى على المعصم مثل الساعة، لمدة 3 أسابيع بعد استئصال الزائدة الدودية مباشرة.

وبدلاً من مجرد مراقبة المقاييس المعتادة التي يرصدها، قام الباحثون بتعديل خوارزميات الجهاز للبحث عن الانحرافات عن إيقاعات الساعة البيولوجية لنشاط الطفل وأنماط معدل ضربات القلب.

ووجد الباحثون عند مراجعة البيانات أن الخوارزميات الجديدة كانت دقيقة بنسبة 91 في المائة في تحديد العلامات المبكرة لمضاعفات ما بعد الجراحة، وذلك قبل 3 أيام من تشخيص أطباء الأطفال لها لاحقاً.

وذكروا في دورية «ساينس أدفانسس» أن الأجهزة كانت دقيقة بنسبة 74 في المائة في تحديد الأطفال الذين لم يعانوا من أي مضاعفات.

ويأمل الباحثون أن يتم في نهاية المطاف تطوير نظام يحلل البيانات تلقائياً، ويرسل تنبيهات إلى الفرق السريرية التي تتابع حالة الأطفال في وقت حدوثها أولاً بأول.

وقال الدكتور فيزان عبد الله، المشارك في الدراسة، في بيان: «باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء المتاحة على نطاق واسع، إلى جانب هذه الخوارزمية الجديدة، لدينا فرصة لتغيير نموذج المراقبة والرعاية بعد الجراحة، وتحسين النتائج للأطفال في هذه العملية».