الحجاج يخلدون رحلتهم الإيمانية في مشاهد مصورة

يبثون مشاعرهم عن روحانية المكان

حجاج يوثقون رحلتهم الإيمانية بكاميرا الجوال (تصوير: عدنان مهدلي)
حجاج يوثقون رحلتهم الإيمانية بكاميرا الجوال (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

الحجاج يخلدون رحلتهم الإيمانية في مشاهد مصورة

حجاج يوثقون رحلتهم الإيمانية بكاميرا الجوال (تصوير: عدنان مهدلي)
حجاج يوثقون رحلتهم الإيمانية بكاميرا الجوال (تصوير: عدنان مهدلي)

أجواء إيمانية وروحانية يعيشها الحجاج هذه الأيام في المشاعر المقدسة خلال أدائهم الركن الخامس من الإسلام ستظل عالقة في أذهانهم يروون تفاصيلها للأصدقاء بشوق بالغ على أمل أن يتجدد اللقاء في سنوات مقبلة.

يتحدث الحجاج عن المكان والإنسان والخدمات والمنشآت الضخمة والبنى الحضارية للمشاعر، وينقلون عبر اتصالاتهم المرئية ومقاطع الفيديو المصورة مشاعرهم الفياضة بعدسات هواتفهم الذكية لرحلة فضلوا توثيقها بالصوت والصورة لروعة مشاهدتهم أكبر تجمع إسلامي على الإطلاق.

حاج سوري متحدثاً مع أسرته عبر الهاتف الجوال (الشرق الأوسط)

يقول بسام معادي والقادم من الأردن لأداء الفريضة إن للصورة ولمقطع الفيديو داخل المشاعر كبير الأثر سيحتفظ بها مدى الحياة لما تشكله من أهمية بالغة لوجوده في أطهر بقاع الأرض متمماً للشعيرة الدينية التي كتبت على كل مسلم بالغ وقادر مرة واحدة في عمره.

وأشار بسام صاحب الـ54 إلى تواصله الدائم مع أسرته عبر برامج الاتصال المرئي لنقل روحانية المكان، وكرم ضيافة أهله، والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن التي قال إنها محل فخر واعتزاز من كل عربي ومسلم، مشيراً إلى أن الأجواء التي عايشها خلال أداء الشعيرة لن تخلد فقط في ذاكرته بل ستتجاوز ذلك بالاحتفاظ بكل ما سيسعى لاقتنائه والعودة به إلى دياره.

ويرى الحاج السوري بسام عبد الله أن الكلمات لن تفي حجم حب المكان وروعته، مشيراً عقب التقاطه الصورة مع أسرته في المشاعر المقدسة «المشاعر لا توصف حقاً هي رحلة انتظرها سنوات طويلة للقيام بها، وسنحكي عن تفاصيلها عند عودتنا للأهل والأصدقاء عن جمالية المكان وكرم الإنسان عن روعة المنشآت عن الجهود الكبيرة المسخرة لخدمة الجميع».

وأكد الحاج بسام البالغ من العمر 45 عاماً والقادم مع أسرته من حلب أن أداء الشعيرة حلم كان يراوده منذ سنوات وتحقق في هذا العام، مبيناً أن جميع الصور والمقاطع التي صورها ستكون ذكرى خالدة ولها مكانة خاصة لديه متطلعاً للعودة مجدداً لأداء الشعيرة للمرة الثانية.

للصورة حكاية ستروى عن جمالية المكان وروعته (الشرق الأوسط)

وأضاف: «مشاهد متنوعة حرصنا على توثيقها للحجاج القادمين من كل حدب وصوب على صعيد واحد وزمان واحد بلباس واحد مكبرين يلبون ويدعون ويبكون ويستغفرون، وبذلوا الجهد في انتظار المغفرة من الله... مشاهد حتماً لن تجدها وقد لا تتاح لي مجدداً وسأتحدث عنها وسأتذكرها ما حييت».

وبدوره، قال أحمد علي الحاج القادم من الصومال إن التقاط الصور للمناسبات الهامة واللقاءات الجميلة بات أمراً معتاداً لدى الجميع مشيراً إلى أن صور رحلته الإيمانية ستظل هي في مقدمة أولويات المحافظة عليها.

وتابع: «قد تكون الصورة بصورتها الحالية طبيعية وحتماً بعد سنوات ستكون لها وقع خاص في النفس، لذلك الاحتفاظ بكل الصورة والمقاطع أمر لا يقبل النقاش مطلقاً وفي مقدمة الأولويات... قد لا تتكرر لنا فرصة أداء الركن الواجب على كل مسلم، وأتمنى تكرارها مستقبلاً».

وواصل الحاج أحمد: «هنا روحانية لا تضاهي وتجمع إسلامي هو الأكبر... جاءنا مقبلين من مشارق الأرض ومغاربها بدعوات صادقة واعين تفيض بالدموع نرجو المغفرة من الله تعالى».


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».