أجواء إيمانية وروحانية يعيشها الحجاج هذه الأيام في المشاعر المقدسة خلال أدائهم الركن الخامس من الإسلام ستظل عالقة في أذهانهم يروون تفاصيلها للأصدقاء بشوق بالغ على أمل أن يتجدد اللقاء في سنوات مقبلة.
يتحدث الحجاج عن المكان والإنسان والخدمات والمنشآت الضخمة والبنى الحضارية للمشاعر، وينقلون عبر اتصالاتهم المرئية ومقاطع الفيديو المصورة مشاعرهم الفياضة بعدسات هواتفهم الذكية لرحلة فضلوا توثيقها بالصوت والصورة لروعة مشاهدتهم أكبر تجمع إسلامي على الإطلاق.
يقول بسام معادي والقادم من الأردن لأداء الفريضة إن للصورة ولمقطع الفيديو داخل المشاعر كبير الأثر سيحتفظ بها مدى الحياة لما تشكله من أهمية بالغة لوجوده في أطهر بقاع الأرض متمماً للشعيرة الدينية التي كتبت على كل مسلم بالغ وقادر مرة واحدة في عمره.
وأشار بسام صاحب الـ54 إلى تواصله الدائم مع أسرته عبر برامج الاتصال المرئي لنقل روحانية المكان، وكرم ضيافة أهله، والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن التي قال إنها محل فخر واعتزاز من كل عربي ومسلم، مشيراً إلى أن الأجواء التي عايشها خلال أداء الشعيرة لن تخلد فقط في ذاكرته بل ستتجاوز ذلك بالاحتفاظ بكل ما سيسعى لاقتنائه والعودة به إلى دياره.
ويرى الحاج السوري بسام عبد الله أن الكلمات لن تفي حجم حب المكان وروعته، مشيراً عقب التقاطه الصورة مع أسرته في المشاعر المقدسة «المشاعر لا توصف حقاً هي رحلة انتظرها سنوات طويلة للقيام بها، وسنحكي عن تفاصيلها عند عودتنا للأهل والأصدقاء عن جمالية المكان وكرم الإنسان عن روعة المنشآت عن الجهود الكبيرة المسخرة لخدمة الجميع».
وأكد الحاج بسام البالغ من العمر 45 عاماً والقادم مع أسرته من حلب أن أداء الشعيرة حلم كان يراوده منذ سنوات وتحقق في هذا العام، مبيناً أن جميع الصور والمقاطع التي صورها ستكون ذكرى خالدة ولها مكانة خاصة لديه متطلعاً للعودة مجدداً لأداء الشعيرة للمرة الثانية.
وأضاف: «مشاهد متنوعة حرصنا على توثيقها للحجاج القادمين من كل حدب وصوب على صعيد واحد وزمان واحد بلباس واحد مكبرين يلبون ويدعون ويبكون ويستغفرون، وبذلوا الجهد في انتظار المغفرة من الله... مشاهد حتماً لن تجدها وقد لا تتاح لي مجدداً وسأتحدث عنها وسأتذكرها ما حييت».
وبدوره، قال أحمد علي الحاج القادم من الصومال إن التقاط الصور للمناسبات الهامة واللقاءات الجميلة بات أمراً معتاداً لدى الجميع مشيراً إلى أن صور رحلته الإيمانية ستظل هي في مقدمة أولويات المحافظة عليها.
وتابع: «قد تكون الصورة بصورتها الحالية طبيعية وحتماً بعد سنوات ستكون لها وقع خاص في النفس، لذلك الاحتفاظ بكل الصورة والمقاطع أمر لا يقبل النقاش مطلقاً وفي مقدمة الأولويات... قد لا تتكرر لنا فرصة أداء الركن الواجب على كل مسلم، وأتمنى تكرارها مستقبلاً».
وواصل الحاج أحمد: «هنا روحانية لا تضاهي وتجمع إسلامي هو الأكبر... جاءنا مقبلين من مشارق الأرض ومغاربها بدعوات صادقة واعين تفيض بالدموع نرجو المغفرة من الله تعالى».