في تطوّر جديد يلتحق بمفاجآت أعمال التطوير التي تشهدها القاهرة القديمة، أعلن باحثون في وزارة السياحة والآثار العثور على بقايا حجرية تشير إلى وجود «صهريج مياه» أثري في منطقة السيدة عائشة.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أبو بكر عبد الله، ظهور بقايا حجرية تحت الأرض خلال متابعة الأعمال الجارية بتطوير ميدان السيدة عائشة، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «بعد الاكتشاف، شُكّلت لجنة من منطقة آثار شرق القاهرة لمعاينة موقع الحفر مبدئياً، فتبيّن اكتشاف بئر مياه مشيّدة من الحجر».
وأضاف: «بناء على هذا الاكتشاف، تجري حالياً دراسة طبيعة البناء تحت الأرض وتحديد كونه صهريجاً وبئر مياه، أو ساقية لرفع المياه. ويدرس الفريق البحثي المُكلّف من المجلس الأعلى للآثار، كيفية التعامل مع الموقف الحالي لجهتَي الترميم والتوثيق، بجانب أعمال الرفع المساحي والرجوع إلى المصادر التاريخية لتحديد هوية البناء وتاريخ إنشائه».
ويجدّد هذا الاكتشاف الجدل حول التسجيل الأثري للمقابر والمواقع التي تتخللها عمليات التطوير في هذه المنطقة التاريخية، بما فيها مدافن الأعلام والمشاهير في مناطق الخليفة والإمام الشافعي والسيدة نفيسة والسيدة عائشة بقلب القاهرة القديمة، وهي الإزالات التي تأتي ضمن أعمال تطوير البنية التحتية ومدّ طرق ومحاور مرورية جديدة تقوم بها محافظة القاهرة.
ووفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار سابقاً محمد عبد المقصود، «فإن قراراً صدر عن (المجلس) عام 2015 يقضي بعدّ منطقة الجبانات بالكامل منطقة أثرية، بما تحتويه من مدافن ومبانٍ ومقتنيات. لكنه لم يُنفذ، ولكن لا بدّ على الأقل ألا ننساه لكونه لم يُلغَ»، يقول لـ«الشرق الأوسط».
ويرى أنه «لا بدّ، وبشكل عاجل، من أن تُطلق وزارة السياحة والآثار مشروعاً متكاملاً وموازياً للعمل جنباً إلى جنب مع الجهات التي تنفّذ عملية التطوير»، مرجحاً أن يحمل هذا المشروع اسم «مشروع إنقاذ آثار القاهرة التاريخية»، بكل ما يشمله من اكتشاف وترميم وحفائر وتسجيل وتوثيق أثري.
ويرى عبد المقصود أنّ «مشروع تطوير الطرق في منطقة القاهرة القديمة ضخم، بموازاة الدور المفترض أنه منوط بوزارة الآثار، فلا يقتصر تحرّكها على رد فعل حيال صور ومبادرات من أهالي ومثقفين تنتشر عبر وسائل التواصل والإعلام، أو رد فعل على عثور مواطنين أو باحثين، بمبادرات فردية، على آثار ونقوش في مناطق التطوير والجبانات خلال عمليات الحفر».