السعودية تشارك في بينالي لندن للتصميم بـ«منسوج»

يحاكي حِرفة فن السدو اليدوية

جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)
جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)
TT

السعودية تشارك في بينالي لندن للتصميم بـ«منسوج»

جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)
جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)

تعود السعودية للمشاركة في «بينالي لندن للتصميم» بعمل نابع من تراث المملكة وثقافتها، وتم تصميمه ليمثل تجربة إبداعية يتفاعل معها زوار البينالي. يحمل العمل عنوان «منسوج» ويستمد روحه الإبداعية من ممارسات محلية وحرفة تميزت بها النساء السعوديات، وهي حِرفة «السدو» التي سجلتها المملكة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو» في عام 2020.

وقد دشنت هيئة فنون العمارة والتصميم الجناح السعودي في حفل حضرته الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتورة سمية السليمان إلى جانب جمعٍ من المسؤولين في الحكومة البريطانية، ومسؤولين من مختلف دول العالم.

وتقام النسخة الرابعة من «بينالي لندن للتصميم» في «سومرست هاوس» بالعاصمة البريطانية لندن تحت عنوان «إعادة رسم خريطة التعاون» (Remapping Collaboration)، ويشارك في العمل الفني السعودي القيِّم الفني والمصممة، المختصة في الابتكار والتصميم الاستراتيجي ربا الخالدي، والقيّم الفني ومصممة المواد العضوية لجين رافع.

يقدّم العمل الفنيّ «منسوج» تجربة إبداعية تفاعلية تتداخل فيها مرئيات الزوّار حيال المستقبل لتشكّل نسيج الإنسانية. ويُصنع هذا النسيج عبر محاكاة حرفة فن السدو اليدوية، بحيث يُشارك كل زائر بضَفر الخيط في النسيج بوحيٍ من أفكاره وتفرّده، وتطلّعه للمستقبل؛ لتتداخل الخيوط في انسجامٍ تام صانعةً تصميماً فريداً. وستوضّح هذه الآراء ما إذا كانت المعرفة هي الأساس المتين للنمو، أم أن الابتكار هو جذر التغيير وصانع الفرص، ومعرفة ما إذا كانت الروحانية تساعد في العثور على إجابات تجاه المستقبل، أو أن التركيز على موازنة قوة العقل والجسد هو الأفضل، كما يُمكن الاعتماد على قوة الطبيعة لتشكيل التنمية.

يقدّم العمل الفنيّ «منسوج» تجربة إبداعية تفاعلية تتداخل فيها مرئيات الزوّار حيال المستقبل لتشكّل نسيج الإنسانية (هيئة فنون العمارة والتصميم)

فكل خيط في هذا النسيج يمثّل مجالاً تنموياً واعداً، فيختار كل زائر ما يمثّله من المجالات التنموية، ويعيش تجربة نسجِه بنفسه، وتسهم اختياراتهم في بناء نموذج عضوي زخرفي يتطور طوال فترة بينالي لندن للتصميم؛ لِيُنجِز الجناح السعودي تصميم نسيجٍ يصل طوله إلى 50 متراً، على أن يعود هذا النسيج إلى المملكة مع نهاية المعرض المقررة في 25 يونيو (حزيران)؛ ليبدأ جولته العالمية والمحلية، ولِتمتدّ رسالته نحو التواصل والازدهار للجميع.

وقد استعانت الهيئة بكلٍّ من الدكتورة دليّل القحطاني، المختصة في السدو من المعهد الملكي للفنون التقليدية، وإسراء الصخري، وهيا النعيمة - من طالبات المعهد في برنامج تلمذة النسيج التقليدي (السدو) -؛ للمشاركة في حياكة النسيج بالعمل التركيبي خلال مدة إقامة المعرض، ويأتي اختيار السدو باعتباره عنصراً مهماً من عناصر الثقافة والعمارة بالمملكة، والذي تميّزت في تصميمه النساء السعوديات عبر التاريخ، ونجحت المملكة في تسجيله بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو» في عام 2020.

تقام النسخة الرابعة من «بينالي لندن للتصميم» في «سومرست هاوس» بلندن (أ.ف.ب)

يُذكر أن «بينالي لندن للتصميم» الذي يُقام كل عامين منذ انطلاقته في عام 2016م يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي للتصميم عبر المعارض، والتركيبات التي تُظهر الطموح لإنشاء حلول عالمية للمشاكل التي تهِمّ جميع مجتمعات العالم، كما ويسلّط الضوء على الابتكارات والإبداعات والبحوث في عالم التصميم على مستوى العالم، وتُركّز نسخته الرئيسية لهذا العام على موضوع خلق أشكال جديدة للتعاون، بحيث يدعو البينالي المشاركين من جميع أنحاء العالم إلى خلق أشكال جديدة للتعاون في عالم التصميم، وستكون هناك طريقة يتّبعها المشاركون لمساعدتهم في تحديد فرص التعاون وتشكيلها.

وتُعدّ هذه المشاركة الثالثة للمملكة في هذا البينالي الدولي، بعد أن شاركت في نسختَيْ 2016م و2018م، وتدعم هذه المشاركة عدداً من الأهداف الاستراتيجية لهيئة فنون العمارة والتصميم، من أبرزها الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم المواهب والقدرات، والمساهمة في تعزيز المشاركات السعودية عالمياً، والتشجيع على الابتكار والبحث في قطاع العمارة والتصميم.

حقائق

السدو

يأتي اختيار السدو باعتباره عنصراً مهماً من عناصر الثقافة والعمارة بالمملكة، والذي تميّزت في تصميمه النساء السعوديات عبر التاريخ، ونجحت المملكة في تسجيله بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو» في عام 2020.


مقالات ذات صلة

السعودية تحشد مجتمع الملكية الفكرية لـ«الويبو» للمرة الأولى خارج جنيف

الاقتصاد الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية د. عبد العزيز السويلم يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

السعودية تحشد مجتمع الملكية الفكرية لـ«الويبو» للمرة الأولى خارج جنيف

تجمع السعودية حالياً مجتمع الملكية الفكرية العالمي لتشكيل رؤية واضحة لمستقبل التصاميم، خلال المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
تكنولوجيا «كانفا» تعزز مكانتها في عالم التصميم بالاستحواذ على «أفينيتي» مفتتحةً فصلاً جديداً من الإبداع والابتكار (كانفا)

«كانفا» تُعزز مكانتها في عالم التصميم بالاستحواذ على «أفينيتي» لمنافسة «أدوبي»

قامت «كانفا Canva»، الشركة الرائدة في توفير أدوات التصميم الغرافيكي عبر الإنترنت، بالإعلان عن ضمها «أفينيتي Affinity»، وهي منصة برمجيات إبداعية معروفة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق التصاميم البسيطة برؤية مستقبلية (السفارة الإيطالية)

«يوم التصميم الإيطالي»... وجهات نظر مختلفة في عالم الإبداع

كان اللبنانيون على موعد مع الإبداع في النسخة الجديدة من «يوم التصميم الإيطالي» لعام 2024، الذي اختارت السفارة الإيطالية إقامته بين قلب بيروت وقصر سرسق.

فيفيان حداد (بيروت)
عالم الاعمال فنادق «روكو فورتيه» تعلن عن افتتاح جناح السير بول سميث في فندق «براونز» بمايفير

فنادق «روكو فورتيه» تعلن عن افتتاح جناح السير بول سميث في فندق «براونز» بمايفير

كشف فندق «براونز» عن إطلاق جناح السير بول سميث، الذي صممه بول سميث شخصياً بالتعاون مع أولغا بوليتزي، مديرة التصميم في فنادق «روكو فورتيه».

يوميات الشرق أحد الأعمال التركيبية المعروضة القائمة على لعبة الضوء (أسبوع دبي للتصميم)

«أسبوع دبي للتصميم»... معروضاته تتناغم مع عناصر الطبيعة وحركتها

بمشاركة أكثر من 500 مصمّم ومهندس معماري، يفتتح أسبوع دبي للتصميم، اليوم، حيث يعرض أعمالاً تركيبية مفاهيمية، ومشاريع تصميمية نفذت خصيصاً للمناسبة.

سوسن الأبطح (بيروت)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.