واشنطن تتهم الموسيقي البريطاني روجر ووترز بـ«معاداة السامية»

روجر ووترز خلال حفلة قدمها في لوس أنجليس عام 2022 (رويترز)
روجر ووترز خلال حفلة قدمها في لوس أنجليس عام 2022 (رويترز)
TT

واشنطن تتهم الموسيقي البريطاني روجر ووترز بـ«معاداة السامية»

روجر ووترز خلال حفلة قدمها في لوس أنجليس عام 2022 (رويترز)
روجر ووترز خلال حفلة قدمها في لوس أنجليس عام 2022 (رويترز)

انضمت واشنطن إلى الاتهامات بمعاداة السامية المساقة إلى عضو فرقة «بينك فلويد» السابق روجر ووترز، الذي ارتدى زياً يذكّر بملابس ضباط قوات الأمن الخاصة النازية خلال حفلة موسيقية الشهر الماضي في العاصمة الألمانية برلين.

وكانت شرطة برلين أعلنت أواخر مايو (أيار) فتح تحقيق إثر تلقيها شكاوى، «للاشتباه في التحريض على الكراهية بسبب أزياء يتم ارتداؤها على خشبة المسرح من شأنها أن تمجد أو تبرر النظام الاشتراكي الوطني (النازي) وتعكّر صفو النظام العام»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي صور انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر المغني البريطاني خلال الحفلة مرتدياً معطفاً أسود طويلاً عليه رمز يذكّر بالصليب المعقوف (شعار النازية) وشارات حمراء.

وأشارت وسائل إعلام إلى كتابات مدوّنة بأحرف حمراء على شاشة أثناء الحفلة، لاسمَي آن فرانك، الفتاة اليهودية الألمانية التي كتبت يوميات اختبائها في أمستردام خوفاً من الاضطهاد النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وشيرين أبو عاقلة، المراسلة الفلسطينية التي قُتلت أثناء تغطيتها عملية إسرائيلية لحساب قناة «الجزيرة» في مايو (أيار) 2022.

واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن الحفلة التي قدّمها روجر ووترز «احتوت على رموز مسيئة بشدة للشعب اليهودي وقللت من (خطورة) الهولوكوست». وأضافت في بيان صدر أمس الثلاثاء: «هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الفنان المعني مواد معادية للسامية لتشويه سمعة اليهود».

وقد اتخذ روجر ووترز البالغ 79 عاماً، في السنوات الأخيرة مواقف جدلية، لا سيما بشأن الحرب في أوكرانيا. وهو يؤيّد إجراءات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية باسم الدفاع عن القضية الفلسطينية.

واتهم المغني والملحن البريطاني منتقديه بـ«سوء النية». وردّ في رسالة نشرها أواخر الشهر الفائت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الاتهامات الموجهة إليه قائلاً إنّ «جوانب الحفلة التي أثارت تساؤلات هي بوضوح رسالة ضد الفاشية والظلم والتعصب بكل أشكاله»، وأي محاولة لمقاربتها من منظور آخر تكون «غير نزيهة».

وأثار ووترز الجدل أخيراً بتأكيده أنه «ليس صحيحاً أن الغزو الروسي لأوكرانيا حصل من دون استفزاز».

جدير بالذكر أن «بينك فلويد» حققت شهرة واسعة على مدى أربعة عقود، وكانت أبرز مساهمات ووترز - الملحن وعازف الغيتار باص والمغني أحياناً - في ألبوم «الجدار» (1979) الذي حوله المخرج البريطاني آلن باركر إلى فيلم سينمائي عام 1982، والذي يتناول إلى حد كبير حياة ووترز الذي فقد أباه في معركة أنزيو بإيطاليا عام 1944.


مقالات ذات صلة

أسطورة الجاز هانكوك ومُلهمة الملايين سيغل: السعودية مستقبلٌ واعد للموسيقى

يوميات الشرق هانكوك مُمسكاً بالعود على الطريقة السعودية ومتحدّثاً لجمهور حفل الرياض (الشرق الأوسط)

أسطورة الجاز هانكوك ومُلهمة الملايين سيغل: السعودية مستقبلٌ واعد للموسيقى

لبَّى هيربي هانكوك الدعوة لتعزيز التبادل الثقافي بين المملكة وأميركا، تأكيداً على قدرة الموسيقى في مدّ جسور التواصل بين الشعوب.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق مشاهير تُرعبُهم الجماهير... «المهاتما» هرب من المحكمة وفنانة فقدت الوعي على المسرح

مشاهير تُرعبُهم الجماهير... «المهاتما» هرب من المحكمة وفنانة فقدت الوعي على المسرح

لا يقتصر قلق الأداء أمام الجمهور على الأشخاص العاديين، بل هو حالة نفسية معقّدة يعاني منها كبار النجوم. ماذا يقول علم النفس عنها وما أساليب السيطرة عليها؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)

صفوان بهلوان: تحجّجت بأعذار لعدم تمجيد الأسد موسيقياً

وصف الموسيقار السوري الوضع في بلاده خلال السنوات الأخيرة لحكم بشار الأسد بأنه كان «مأساوياً ومُظلماً».

انتصار دردير (القاهرة)
ثقافة وفنون خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)

السعودية: تأهيل آلاف المعلمات في الفنون الموسيقية

فتحت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الأحد، التسجيل للمرحلة الثانية من برنامج تأهيل معلمات رياض الأطفال للتدريب على مهارات الفنون الموسيقية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

في ذكرى رحيل منصور الرحباني يتحدّث غسان صليبا ورفيق علي أحمد وهبة طوجي عن ذكرياتهم مع أحد عباقرة لبنان والشرق وما تعلّموا من العمل على مسرحه

كريستين حبيب (بيروت)

مغامرات لونية من وحي الموالد يخوضها الفنان المصري سمير فؤاد

مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
TT

مغامرات لونية من وحي الموالد يخوضها الفنان المصري سمير فؤاد

مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)
مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)

الدخول إلى عالم الفنان التشكيلي المصري سمير فؤاد أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر، تتضمن عدداً من المنعطفات الزمنية والمغامرات اللونية التي خاضها على مدى 60 عاماً، لتجذب المتلقّي في كثير من الأحيان نحو بئر من النوستالجيا.

ما بين لوحات مشبعة بـ«اللحم» وأخرى خارجة لتوّها من وحي الموالد والطقوس الشعبية وحكايات «ألف ليلة وليلة»، وثالثة يستعيد فيها الفنان إعلانات وسينما زمن الفن الجميل، تتجلّى الألوان لتبوح بأسرار تلك العوالم المتعددة الكامنة في اللوحات.

الألوان رهان مهم في لوحات الفنان سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

في معرضه الأحدث بـ«غاليري بيكاسو» في الزمالك (غرب القاهرة) المستمر حتى 30 يناير (كانون الثاني) الحالي، يستعرض الفنان سمير فؤاد عالمه الفني عبر 34 لوحة، تُمثل مراحل مختلفة، وربما حالات ومقامات متعددة، في حين يعدّ المعرض الفردي الـ24 في مشواره الفني.

«لحم»، «شهرزاد ترقص»، «الندّاهة»، «مقامات»، «حنين»، «طعم الزمن»، «مدينة الدواجن»، أسماء منتقاة لمعارض فردية قدّمها الفنان خلال مشواره، الذي بدأه بمعرض فردي في لندن عام 1971.

تعدّ الألوان من الرهانات الأساسية في أعمال فؤاد، إلى جانب الشخوص أو الكتل البشرية، فهي تحكي وتصرخ وتهمس وتمنح العمل الفني بعداً بصرياً جذاباً ومخاتلاً في الوقت نفسه يدعوه للتأمل والتفكير.

الفنان سمير فؤاد قدم تجربة فنية بأبعاد مختلفة (الشرق الأوسط)

يتحدّث فؤاد عن هذا الجانب، موضحاً أن «اللون حالة يُشبه الموسيقى، أعد الألوان مقامات مثل الموسيقى تماماً، يعني مثلاً الأزرق والبنفسجي والأحمر قد تقابل مقامات مثل الرصد والحجاز والنهاوند، فاللون بالنسبة لي أعدّه رهاناً يضع المتلقي داخل الحالة، وكل لوحة تُحدد لونها الخاص حسب طبيعتها».

ورغم أنه من مواليد مصر الجديدة (1944)، الذي يعدّ أحد الأحياء الراقية في مصر، فإنه انجذب إلى الأحياء الشعبية والموالد والتفاصيل الكثيرة التي تُعبر عن أحوال البسطاء، ورصدها بوعي فني، وأسلوب يُميز أعماله.

ويوضح الفنان لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعرض يُمثل ما أراه أهم التجارب التي قدمتها في مسيرتي الفنية وليس جميعها، هناك تجربتي في معرض (لحم) و(الموسيقيون) و(اتجاه واحد) ومرحلة الألوان المائية، وكذلك المرحلة الجديدة في 2024 موجودة».

من أعمال الفنان سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

وحول اهتمامه واحتفائه بالموتيفات الشعبية التي تظهر في أكثر من عمل، يقول فؤاد: «الموتيفات الشعبية تُمثل جزءاً كبيراً من مشواري الفني، رغم أنني من مواليد مصر الجديدة، الذي كان يعدّ حياً (كوزموبوليتانياً) في القاهرة، به المصريون والأرمن واليونانيون وغيرهم، إلا أنني هويت رسم الموالد والمراجيح وكذلك الراقصات الشرقيات».

وتعدّ الموالد الحدث الفلكلوري الأبرز الذي يُكثف الحالة الشعبية المصرية، فتجد فيها كل شيء، الزينة والملابس والرقص والغناء والذكر، وكانت فترة السبعينات والثمانينات ثرية جدّاً وملهمة للغاية بالنسبة للفنان الذي يقول «كانت الموالد بالنسبة لي تُشبه كرنفالات الشوارع في أميركا الجنوبية».

معرض «لحم» من المراحل المهمة في مسيرة سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

يستعين سمير فؤاد بالموديل الحي ليرسم الشخصيات، ثم يكسبها المعنى المراد عبر تكوينات لونية متنوعة، ويرفض فكرة الانتماء لمدرسة فنية بعينها، موضحاً أن «المدارس الفنية ارتبطت بالجماعات أو المجموعات التي تتلاقى أفكارهم وأمزجتهم، لكن حالياً لم تعد هناك مجموعات فنية، خصوصاً بعد تطور وسائل الاتصال والتواصل، ولم يعد الناس يلتقون أو يتجمعون مثل السابق، ومن ثم لم تعد هناك مجموعات فنية، كما أن الفن أصبح غاية في التنوع، كل فنان له طابعه الخاص وأسلوبه المميز».

الموسيقيون من المراحل المميزة في مشوار سمير فؤاد (الشرق الأوسط)

قدّم سمير فؤاد أول معارضه الفنية في لندن، وشارك في عدد من المعارض الجماعية بدول أخرى حول العالم، ويلفت إلى أنه عرض كثيراً بالخارج ضمن مجموعات، عادّاً أن «الفارق في استقبال الفن في الخارج عنه بمصر والدول العربية هو وعي المتلقي الذي يعيش بالخارج وسط متاحف مفتوحة ومقومات بصرية تصنع ذائقته، في حين أن المتلقي هنا يحتاج إلى بعض المشاكسة، وإلى مَن يأخذ بيده بعض الشيء ليساعده في قراءة اللوحة، وتلمُّس أبعادها الجمالية».