يحفّز حصول الموسيقار المصري هاني شنودة على «جائزة الدولة المصرية التقديرية» في مجال الفنون، على استكماله مهمّته بصناعة موسيقى جديدة تواكب تطوّرات العصر.
ويوضح، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنه تبلّغ بخبر حصوله على الجائزة من أحد جيرانه، الأمر الذي فاجأه؛ شاكراً كل مَن ساهم في حصوله عليها «على رأسهم مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، وأيضاً وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور أحمد شيحا... فهم كانوا سبباً في منحي جائزة رفيعة المستوى توّجت مسيرتي».
ورأى أنها استكمال لسلسلة من التكريمات في المنطقة العربية والعالم، واصفاً إياها بـ«الختام المسك»، لأنها «جاءت بعد تكريم كبير من المملكة العربية السعودية ومن كبار فناني مصر والعالم العربي، وأيضاً بعد تكريمات معنوية في أوروبا والولايات المتحدة التي عزفتُ فيها أخيراً للمرة الأولى مقطوعتي الموسيقية (لونغا 79) المعروفة بـ(موسيقى الكاميرا) في الملعب أثناء استلام الفنان رامي يوسف جائزته خلال حفل (غولدن غلوب)».
ويعزو شنودة سبب سعادته بالتكريم المصري إلى أنه «صناعة وطنية»، قائلاً: «مهما كان حجم التكريمات من دول العالم، ستظلّ جائزتي في بلدي الأهم والأفضل. أنا صناعة مصرية، وأهل بلدي هم مَن منحوني الشهرة والنجاح، لذلك سيظلّ لهم الفضل في أي جائزة أفوز بها».
ويُعرب عن سعادته لتكريمه وهو على قيد الحياة، متابعاً: «لا ينبغي منح الجوائز في وقت محدد من العمر، فالبعض يرى أنها أتت في موعدها، والبعض الآخر يجد أنها تأخرت. بالنسبة إليّ، (وقت ما تيجي تيجي). ما يهمني هو تكريمي وسط أهلي وشعبي».
ويكشف عن حرصه خلال الفترة المقبلة على إحياء مشروعه مع «صندوق التنمية الثقافية المصرية» الذي دشّنه قبل أشهر بعنوان «قافلة السعادة»، ويقول: «يهدف المشروع إلى زيارة بيوت المسنّين والعجزة والأطفال من ذوي الحاجات الخاصة لرسم البسمة على وجوههم. بدأنا على نطاق ضيّق، وزرنا أربع مناطق منها (دار الدكتورة الراحلة عبلة الكحلاوي)، وحالياً أعمل على توسيع المشروع ليشمل كل المحافظات، بالتعاون مع الدكتورة المصرية مؤمنة كامل».
وتطرق شنودة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ مشاريع موسيقية وأغنيات ولإحياء تراث الراحلين: «التكنولوجيا تقدّم منذ سنوات أشكالاً متطورة قد تمحي بعض أعمال الإنسان، لكنها لا تستطيع أن تبدع مثل إبداعه. مهما نفّذ الذكاء الاصطناعي مشاريع غنائية وموسيقية، فهو في النهاية آلة توضع لها القوانين والبرمجيات لتعمل، لكن التأليف الموسيقي والفن التشكيلي والنحت هي مسائل إبداعية لن تستطيع أي آلة محاكاتها مهما بلغ معدّل تطوّرها».
ويكشف الموسيقار المصري عن أحدث حفلاته خلال الفترة المقبلة، فهو سيحيي حفلاً كبيراً في منطقة التجمّع الخامس (شرق القاهرة) في 16 يونيو (حزيران) المقبل، برفقة مطربات بينهنّ سيمون ونوران أبو طالب.
يُذكر أنّ «الهيئة العامة للترفيه» السعودية، كانت أقامت حفل تكريم كبيراً لشنودة في مطلع مارس (آذار) الماضي على «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض، شارك فيه أكثر من 150 عازفاً بقيادة المايسترو هاني فرحات، وأحياه عدد كبير من نجوم الغناء المصري والعربي أبرزهم محمد منير وعمرو دياب وأنغام.