«المربى» انتقلت إلى الهند من آسيا الوسطى عبر المغول

اسمها عربي وقوامها السكر والتوابل وماء الورد

فاكهة وسكر وتوابل تساوي المربى في الهند (شاترستوك)
فاكهة وسكر وتوابل تساوي المربى في الهند (شاترستوك)
TT

«المربى» انتقلت إلى الهند من آسيا الوسطى عبر المغول

فاكهة وسكر وتوابل تساوي المربى في الهند (شاترستوك)
فاكهة وسكر وتوابل تساوي المربى في الهند (شاترستوك)

في المطبخ الهندي، هناك كنز من الوصفات التقليدية التي تجمع بين النكهات والمكونات بطرق فريدة وممتعة. إحدى جواهر المطبخ الهندي هي المربى، الكلمة المشتقة من اللغة العربية. المربى، هي أحد الأطعمة الفائقة التي تُصنع من خلال حفظ الفواكه أو الخضراوات في الشراب السكري. عندما تقترن بالحلاوة الطبيعية للعسل، فإنها تخلق طعماً رائعاً للغاية يثير براعم التذوق. تأتي المربى بشعبية هائلة في الكثير من مناطق جنوب القوقاز وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والشرق الأوسط، والمربى عادة ما تُجهز بالفواكه والسكر والتوابل.

المربى تعتمد على السكر والفاكهة (شاترستوك)

الفواكه والخضراوات الشائعة التي تستخدم في صناعة المربى هي التفاح والمشمش والتوت الهندي والمانغو والجزر والبرقوق والتين والسفرجل والبطيخ الشتوي وحتى الخيزران.

تحتل المربى موضعاً مميزاً في الثقافة الهندية. وغالباً ما تُقدم كبادرة حُسن ضيافة للضيوف، وهي طعام شهير خلال المناسبات الاحتفالية. كما أن إعداد المربى يعد تقليداً عريقاً تتوارثه الأجيال، ويعكس تراث الطهي الغني للبلاد.

فاكهة مجففة مع السكر والتوابل (شاترستوك)

تجد المربى مكانها تقريباً في كل مطبخ هندي، مع إرثٍ غني يفسر رحلتها مباشرة من مطابخ العرب إلى موائد الطعام في الهند.

ما هي المربى؟

إيجازاً للقول، فإن المربى عبارة عن طعام محفوظ حلو المذاق ومصنوع في المقام الأول من الفواكه والخضراوات المنقوعة في التوابل والسكريات.

تقدم المربى في الهند للاحتفاء بالضيوف (شاترستوك)

تُضاف التوابل والمنكهات مثل ماء الورد كلمسة نهائية. والنتيجة النهائية، سواءً قُدمت جافة أو مع شراب، هي طعم لذيذ يقع في مكانٍ ما بين المربى والحلوى. في حين أن اختيار الفواكه يمكن أن يتراوح بين التفاح والأناناس ويمكن أن يمتد إلى الخضراوات مثل الجزر، فإن الأنواع الأكثر شعبية من المربى هي المانغو والتوت الهندي.

يقول ديراج ماثور، رئيس الطهاة في فندق «راديسون بلو»، دلهي: «أهم شيءٍ يجب أخذه في الحسبان عند صنع المربى هو نسبة السكر والخل، ثم إضافة التوابل مثل الكالونجي (بذور البصل)، وصلصة مُوتي (بذور الشمر) والدلتشيني (القرفة). كما ينبغي أيضاً إبقاء المربى مغموسة في شراب السكر أو العسل في حاوية محكمة الغلق، بعد إبقائها في ضوء الشمس لمدة ثلاثة أيام».

فاكهة وسكر وتوابل تساوي المربى في الهند (شاترستوك)

تعقب رحلة المربى

أساس وصفة المربى هو السكر، وبالتالي، لتتبع تاريخ الطبق، من الضروري أن نفهم من أين بدأت معالجة السكر أول الأمر.

تقول القصة إن شبه القارة الهندية المكان الأول؛ حيث أنتج السكر لأول مرة من القصب. اكتُشف الضغط على نبات قصب السكر لاستخراج العصارة ثم البلورة من خلال الغلي نحو عام 350 ميلادية، في حين كانت سلالة غوبتا لا تزال في الحكم.

ومنذ ذلك الحين، وبعد تأمين السكر، كانت التجارة والصادرات هي التي أدت في النهاية إلى أن تصبح المربى سمةً شعبية.

يقول التاريخ إنه عندما غزا الحاكم الفارسي داريوس الهند، أخذ قصب السكر إلى بلاد فارس، حيث شوهدت أولى حالات صنع المربى.

عندما وجد العرب في بلاد فارس هذا الفن، بدأوا في استكشافه وتحديد الطرق الأخرى التي يُمكنهم استخدامها لطهي الأشياء بالسكر، وبالتالي الحفاظ عليها لفترة طويلة. كانوا يسمون الفاكهة المحفوظة «أنبيجات»، وفي نهاية المطاف، أصبحوا يطلقون عليها «مربى».

ومع ذلك، فإن الطبق له ارتباط بالمغول ووصولهم إلى شبه القارة الهندية.

يحتوي كتاب «حوليات مطبخ الخلفاء» من القرن العاشر، الذي كتبه ابن سيار الوراق، على فصل عن إعداد المربيات والجواريشنات، ووصفات للمربى المصنوعة من الزنجبيل والتمر والخيار المضلع والليمون.

يُقال إنه عندما أتى المغول إلى الهند سنة 1526 من أجزاء مختلفة من آسيا الوسطى، إلى جانب جلب ثقافتهم وتراثهم، جلبوا أيضاً طبق المربى الحلو، الذي سرعان ما صار رمزاً للملكية، إذ إن شبه القارة الهندية كان لها فاكهتها وتوابلها الخاصة، وكانت المنتجات المحلية تُستعمل طبيعياً لصنع هذه الأطعمة المحفوظة.

أنوثي فيشال هي كاتبة صحافية وكاتبة عن الغذاء تقول: «من الأمثلة التي تسلط الضوء على ذلك، عندما دعا دولت خان لودهي، حاكم لاهور، بابور، لمقاتلة إبراهيم لودهي، سلطان دلهي، وأرسل دولت خان إلى بابور جرةً من المانغو نصف الناضجة المحفوظة في الشراب، لم يقبل بابور هذه المبادرة فحسب، وإنما امتدح الصحن أيضاً»، وتذكر مقتطفاتٍ من أرشيف التاريخ تقول: «إنها غير ناضجة، فهي تصنع بهارات ممتازة، لكنها محفوظة جيداً في الشراب أيضاً».

تُذكر المربى في مقتطفات من كتابات الطبيب والرحالة الفرنسي فرانسيس بيرنير، الذي أمضى ما يقرب من عقدٍ من الزمان في الهند، وتحديداً البنغال، إذ يقول: «من بين الفواكه الأخرى، يحتفظون بالأترج الكبير، كما هو الحال في أوروبا، بجذور دقيقة معينة يبلغ طولها طول نبات السارساباريلا. والأمبا، والأناناس، ثمرتان شائعتان من ثمار الهند، وكذلك برقوق الميروبالان الصغير الممتاز، والليمون والزنجبيل».

الهند التي لا تبالي بتاريخ منشأ المربى، تُحبها للغاية. أفضل جزءٍ منها أن طعمها ليس الشيء الوحيد الذي يجعلها رائجة في كل بيت. وفقاً لأيورفيدا، حيث إن التوت الهندي غني بالفيتامينات (إيه، وسي، وإي) وهو جرعة صحية في كل ملعقة.

طريقة إعداد المربى هي أن محتوى الألياف من الفواكه أو الخضراوات المستخدمة لا يزال سليماً، ما يجعله مساعداً رائعاً في عملية الهضم. وعند مزجه بالسكر والعسل، يقال إنه يساعد على تخفيف التهاب المعدة.

يقدم الشيف الشهير عالمياً سانجيف كابور وصفةً أشهر وأصح لمربى التوت الهندي، ويقول: «إن التوت الهندي، الذي يعد الآن طعاماً فائقاً، غني بفيتامين (سي) ويحتوي على ألياف لمكافحة أمراض الجهاز الهضمي، ومجموعة من المعادن الشحيحة التي تعد عناصر غذائية لا تُقدر بثمن. في طب الأيورفيدا (الطب الهندي القديم)، تجلب الفواكه الكثير من الفوائد للنساء الحوامل كمصدرٍ للتغذية. من الواضح أن صناعة المربى من التوت الهندي (الأملا) كانت طريقة لجعل الفاكهة أكثر استساغة».

المكونات:

التوت الهندي (الأملا) أو عنب الثعلب - 1 كيلوغرام

السكر / العسل - نصف كيلوغرام

بذور الهيل الخضراء المطحونة - 1 ملعقة صغيرة

الزعفران - 1 ملعقة صغيرة

اللوز مقشراً ومقطعاً - 10 :15 لوزة

الطريقة:

الخطوة 1: ضع التوت الهندي في مقلاة، وأضف كوبين من الماء، وقم بالتغطية والطهي على نارٍ منخفضة لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة حتى يصبح التوت طرياً وتنخفض كمية الماء إلى النصف.

الخطوة 2: إزالة البذور ووضعها جانباً.

الخطوة 3: تسخين السكر مع 6 أكواب من الماء في مقلاة سميكة القاع، وإعداد شراب السكر حتى يكون خفيف القوام.

الخطوة 4: أضف التوت المطهي مع سائل الطهي واستمر في التقليب.

الخطوة 5: أضف بذور الهيل الخضراء المطحونة والزعفران، واستمر في الطهي من دون تغطية على حرارة منخفضة حتى يصبح المزيج سميكاً وشفافاً.

الخطوة 6: يجب أن يكون الشراب الآن سميك القوام. أضف اللوز وقلب برفق. اترك الخليط ليبرد ثم خزنه في جِرارٍ محكمة الغلق.

الواقع أن بعض تقاليد المربى التي ما زلنا نجدها في البلاد، مثل حلوى الزنجبيل في أندرا براديش، تُذكرنا إلى حدٍّ كبير بحلوى آسيا الوسطى. ومع ذلك، كان لشبه القارة الهندية الفواكه والتوابل الخاصة بها، وكان من الطبيعي أن تُستخدم المنتجات المحلية في صنع هذه الأطعمة المحفوظة.

ربما تكون مربى التفاح من ولاية هيماشال في جبال الهيمالايا، والمانغو من غوجارات هي المربيات الثلاث الأكثر شعبية في الهند.

مربى الخيزران (الغريبة) لها فوائد صحية هائلة. وهي توفر الحماية من أمراض القلب، إذا كنت تتناولها بانتظام.

كما أكد زاهر علي، وهو طبيب أيورفيدي، أن تناول مربى الخيزران سوف يعالج مشكلات هضم المعدة. وبصرف النظر عن ذلك، فإنها تساعد أيضاً في الحد من السمنة. وتساعد على تنظيف الدم، وتقليل الكوليسترول، والسيطرة على ضغط الدم. كما أنها مفيدة أيضاً لمرضى السكري، والأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب.

المربى المصنوعة من الخيزران قادرة على قتل ديدان المعدة وتعزيز المناعة. كما يُقلل استهلاك هذه المربى من التعب فضلاً عن الحساسية التي تسببها التمارين الرياضية الشاقة.

لذا، اجعل هذا الطعام الفائق جزءاً مُهماً من نمط حياتك الصحي.


مقالات ذات صلة

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

مذاقات الست بلقيس (الشرق الاوسط)

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

تنشغل ربّات المنازل خلال شهر رمضان بالتحضير للمأكولات التي تزيّن مائدة الشهر الفضيل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تشارلز مغرم بالباذنجان بكل وصفاته

تشارلز مغرم بالباذنجان بكل وصفاته

زار الملك تشارلز، الأربعاء، الطاهي السوري عماد الأرنب في مطعمه «عماد سيريان كيتشان (Imad’s Syrian Kitchen)» الواقع في منطقة سوهو بوسط لندن قبل أيام من قدوم شهر

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات «شوكولاته بيروت» المحشوة بالبقلاوة (الشرق الأوسط)

الشيف فيليب خوري يبتكر «شوكولاته بيروت»

يقول إنه إذا رُزق يوماً بولد فسيطلق عليه اسم «سيدر (أَرز)» من شدة تعلّقه بوطنه الأم، لبنان. فالشيف الأسترالي، اللبناني الأصل، فيليب خوري متخصص بصناعة الحلوى.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات شوربة الطماطم (فيسبوك)

الحساء... أشكال وألوان تفتح الشهية

في لبنان يعرف بطبق «الشوربة» الذي يزوّد متناوله بالدفء في فصل الشتاء. ويعتمد هذا الطبق المعروف بالعالم العربي بالحساء في شهر رمضان.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات التمر هندي... مكون أساسي في أطباق جنوب شرقي آسيا وشرق الهند

التمر هندي... مكون أساسي في أطباق جنوب شرقي آسيا وشرق الهند

بعيداً عن تناوله بشكل منفصل عن الوجبات، أصبحت استخدامات التمر هندي كثيرة ومتنوعة، ما بين دمجه في أطباق أخرى أو الحصول عليه في شكل سلطات

نادية عبد الحليم (القاهرة)

الحساء... أشكال وألوان تفتح الشهية

شوربة الطماطم (فيسبوك)
شوربة الطماطم (فيسبوك)
TT

الحساء... أشكال وألوان تفتح الشهية

شوربة الطماطم (فيسبوك)
شوربة الطماطم (فيسبوك)

في لبنان يعرف بطبق «الشوربة» الذي يزوّد متناوله بالدفء في فصل الشتاء. ويعتمد هذا الطبق المعروف بالعالم العربي بالحساء في شهر رمضان. فإضافة لاعتباره فاتحاً للشهية، يساعد هذا الطبق على إفراز العصارات الهاضمة داخل المعدة، مما يسهم في هضم الوجبة الرئيسية بشكل سليم.

يمكن لطبق الحساء أن يوفّر للجسم العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على الصحة والتخلّص من السموم في الجسم. وتشير الدراسات حول هذا الطبق إلى أنه يسهم في ترطيب الجسم، وكذلك في تخسيس الوزن إذا ما تم تناوله قبل الوجبة الرئيسية، فيخفف من تناول كمية طعام أكبر تترجم بسعرات حرارية أقل بنسبة 20 في المائة.

شوربة العدس (فيسبوك)

أشهر أنواع الحساء في العالم

يشهد هذا الطبق شهرة عالمية بحيث يستحوذ على اهتمام الغربيين بشكل كبير، فيدخلونه على لائحة طعامهم اليومية، ولا سيما عند وجبة العشاء. ومن أشهر أنواع الحساء في العالم «دال» الهندية بالكمّون والكزبراء والكركم. أما مكونها الرئيسي فهو العدس.

وفي إيطاليا تلاقي الـ«منيستروني» شهرة واسعة. وتتألف من خلطة خضار مع حبوب المعكرونة الصغيرة. أما حساء «ميزو» الياباني فتتألف مكوناته من الفطر الأسود والطحالب وأوراق نبتة الـ«كومبو». وفي كوبا يشتهر طبق حساء الفاصولياء السوداء. وهو بمثابة خليط من الفاصولياء السوداء والثوم المهروس مع الأوريغانو والكمّون.

ونصل إلى الحساء الأخير في هذه اللائحة والمشهور جداً في فرنسا. هو طبق حساء البصل المغمور بكمية من جبن الـ«غرويير» السويسري على سطحه.

شوربة الدجاج (فيسبوك)

لبنان وأطباق الحساء الأشهر

لكل منطقة في لبنان طبق الحساء المفضل عند أهله. وعادة ما يتأّلف من الخضار مع لحم البقر أو الدجاج. ولكن قرى أخرى في الشمال وجبل لبنان يعتمد سكانها على طبق حساء الحمص أو العدس على مائدتهم. فيما أهالي بيروت يتنافسون على صنع أطباق حساء الفطر أو الإيما.

- شوربة الإيما: الطبق المفضّل عند البيروتيين

يعدّ طبق شوربا الإيما المفضّل عند أهل العاصمة اللبنانية. ويتناولونه خلال شهر رمضان المبارك كما في باقي أيام فصل الشتاء من كل عام. ويحضّر مع الكفتة والأرز ومعجون الطماطم. ولتحضير هذا الطبق يلزمنا نصف كيلو كفتة ونصف كوب أرز ومثله من الشعيرية، وملعقة طعام من زيت الزيتون وكذلك من معجون البندورة المذوب في القليل من المياه.

في المرحلة الأولى يتم تقسيم كمية الكفتة إلى كريات صغيرة جداً بحجم حبوب الفستق، ومن ثم يتم قليها في الزيت بوعاء على النار حتى تحمرّ من جميع الجهات.

ترفع الكفتة من الوعاء ونسكب فيه نحو ليتر ونصف الليتر من المياه، ونتركه على نار قوية حتى درجة الغليان، عندها نصبّ في الوعاء نفسه كمية الكفتة والأرز والشعيرية ومعجون الطماطم، وكذلك رشة ملح وفلفل حسب الرغبة. وعندما ينضج الأرز يمكن تقديم هذا الطبق على مائدة الطعام.

- شوربة العدس الأصفر: لذيذة ومغذية

يعدّ هذا الطبق نباتياً بامتياز ويرتكز على مكونين أساسيين هما العدس الأصفر والبصل. ولتحضيره يلزمنا بصلة مفرومة وكوب من العدس الأصفر المقشور. ويمكن إضافة حبة واحدة من البطاطا وأخرى من الجزر المقطّعين.

في وعاء على النّار نضع زيت الزيتون ونضيف البصل والثوم. ثم نضيف باقي المكونات من جزر وبطاطا وبندورة وعدس. ومع رشة ملح وفلفل أسود نغمر المكونات بالمياه. نترك الحساء يُطبخ على النّار ثم نطحن جميع المكونات مع بعضها ونقدّمها ساخنة مع رقائق الخبز المحمّص والليمون.

- شوربة الدجاج: الأشهى في موسم الشتاء

تلجأ ربات المنازل إلى تحضير طبق حساء الدجاج مع الأرز بشكل مستمر، فيرافق باقي أطباق الطعام على المائدة ولا سيما في فصل الشتاء. وعادة ما تقوم بصنعه إثر تحضير طبق يتألف من لحم الدجاج، فتبقي على قطع من الدجاج المطبوخ جانباً كي تستخدمها مع مرقها للشوربة.

لتحضير هذا الطبق يتم وضع نحو 4 أكواب من المياه في وعاء. نضيف الجزر والكراث والبصل والكرفس وصدر الدجاج ومكعب المرق والأعشاب. نترك المزيج حتى يغلي وينضج الدجاج لنحو 20 دقيقة. ومن ثم نرفع الدجاج من المرق ونفرمه قطعاً صغيرة، لنعيده من ثم إلى وعاء المرق ونحرّكه.

يمكننا فيما بعد إضافة قطع الخضار المقطعة التي نرغب بها. ويمكن الاستغناء عنها من خلال استخدام نصف كوب من الأرز في الحالتين. وبعد نضج المكونات، يتم تقديمه على المائدة مزيناً بالبقدونس المفروم. وكذلك يمكننا إضافة حبات اللوز المحمّص عليه، فيضفي طعماً لذيذاً على الطبق.

- شوربة الحمصّ: الأشهر في طرابلس

تتفنن ربات المنازل في مدينة طرابلس بتحضير طبق حساء الحمص. فهو يعدّ من الأطباق الخفيفة التي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية. فتمدّ الجسم بالطاقة وتشعر متناولها بالشبع.

طريقة عمل شوربة الحمص تستلزم ربع كيلو حمص مسلوق أو معلّب. وكذلك إلى فصي ثوم مفرومين وبصلة مقطعة صغيرة، ورشة ملح وكمون وعقدة صفراء وكزبراء يابسة وعصير حبة واحدة من الليمون الحامض. نقوم بتشويح الثوم في ملعقة من الزبدة أو الزيت حسب ما نرغب. ثم نقوم بإضافة الكزبراء اليابسة عند شم رائحة الثوم ويقلب بشكل جيد.

نقوم بإضافة البصل ويقلّب بشكل جيد، لنضيف إلى الخليط كمية الحمص المسلوق. بعد غمرها بالمياه نضع الملح والكمون والعقدة الصفراء وعصير الليمون والكرفس حتى الغليان. وتقدّم الشوربة على المائدة ساخنة مع خضار الفجل الطازج.