إبداعات نجحت بالصدفة وتحولت إلى أيقونات

التوقيت والتغيرات الاجتماعية كانت في صالحها

كان لأميرة ويلز ونجوم الغناء دور في انتعاش مجموعة «الحمرا» من جديد (غيتي)
كان لأميرة ويلز ونجوم الغناء دور في انتعاش مجموعة «الحمرا» من جديد (غيتي)
TT

إبداعات نجحت بالصدفة وتحولت إلى أيقونات

كان لأميرة ويلز ونجوم الغناء دور في انتعاش مجموعة «الحمرا» من جديد (غيتي)
كان لأميرة ويلز ونجوم الغناء دور في انتعاش مجموعة «الحمرا» من جديد (غيتي)

في عالم الترف، تحصل مفاجآت سارة قد لا تكون متوقعة أو محسوبة حتى بالنسبة لصناعها. تكون أقرب إلى ضربات حظ منها إلى مجرد تصاميم مبتكرة. نذكر منها على سبيل المثال حقيبة البيركين لدار «هيرميس» والتي وُلدت من لقاء عابر بين الرئيس التنفيذي للدار والنجمة الراحلة جين بيركين، عبرت فيه هذه الأخيرة عن رغبتها في حقيبة عملية. تحققت أمنيتها وحققت الدار ما لم تكن تتوقعه. فالحقيبة لا تزال منجم ذهب ولم يخفت بريقها إلى اليوم.

حقيبة بيركين من «هيرميس» تتغير ألوانها وخاماتها وتبقى أساسياتها راسخة (صورة أرشيفية)

نفس الشيء يمكن أن يقال عن بنطلون الجينز «ليفايز» وكيف تحول من قطعة تستهدف البروليتاريا من مزارعين وغيرهم إلى قطعة راقية تقدر بمئات الدولارات، وعن المعطف الممطر من «بيربري»، الذي مرَّ على تصميمه للجنود والعساكر أكثر من قرن من الزمن ولا يزال قطعة أساسية في خزانة كل رجل وامرأة، من دون أن ننسى الفستان الأسود الناعم من «شانيل» وجاكيت «البار» من «ديور».

ساعة «بانثير دو كارتييه» إحدى أيقونات الدار الناجحة (كارتييه)

في عالم المجوهرات لا يختلف الأمر. فدار «كارتييه» لا تزال تعتز بأيقونات ولدت منذ عقود مثل ساعة «بانثير» التي لم يؤثر الزمن على جمالها أو مبيعاتها، كذلك «فان كليف أند آربلز» التي تكتشف في كل موسم قوة مجموعتها «الحمرا».

سحرها لم يتوقف أو يخفت منذ صدورها أول مرة في عام 1968 إلى اليوم كتعويذة مستوحاة من براسيم رباعية الأوراق تجلب الحظ السعيد. هي الآن تشهد إقبالاً غير مسبوق من قبل المرأة والرجل على حد سواء. ظهور أميرة ويلز كاثرين ميدلتون بطقم من المجموعة في مناسبات عديدة ارتقى بها وحمّس شريحة كبيرة من الشابات على اقتنائها. بالنسبة للرجل، فإن ظهور نجوم غناء من أمثال عمرو دياب وسعد المجرد ومغني الراب الكندي، درايك بها وغيرهم، استقطب لها شريحة من الزبائن لم تكن في الحسبان عند طرحها أول مرة.

أميرة ويلز في عقد وأقراط أذن من مجموعة «الحمرا» (غيتي)

اللافت أنه رغم أن كل الأسماء السابقة تُصدر في كل عام أو موسم مجموعات جديدة لا تقل إبداعاً، فإن هذه الأيقونات تحديداً أكدت أن لها سحراً لا يقاوم أو يُفسّر. قد يكون للتوقيت دور في نجاحها. مجموعة «الحمرا» مثلاً شهدت النور في الستينات، وهذه حقبة بدأت فيها المرأة تتحرر من قيود عدة، من ضمنها تمردها على إملاءات المجتمع فيما يتعلق بمظهرها، وأيضاً بداية ظهور خط الأزياء الجاهزة.

لم تعد الموضة، أزياء ومجوهرات، تقتصر على الـ«هوت كوتور» وأطقم المجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة والكبيرة للمناسبات الخاصة. أصبحت أكثر ديمقراطية، تتوجه لكل الأعمار والأذواق والمناسبات.

سوار من مجموعة «الحمرا» تناغم فيه العقيق الأزرق مع الذهب الأصفر (فان كليف أند آربلز)

من هذا المنظور، كانت مجموعة «الحمرا» عز الطلب. أتاحت لامرأة ناضجة أن تنسقها مع فستان سهرة، ولفتاة في عُمر الصبا أن تنسقها مع كنزة وبنطلون جينز.

كان من البديهي أن يُشجع نجاح هذه الأيقونات على استغلالها، بتجديدها وإعادة صياغتها لتواكب التطورات والأهواء من جهة وتُحافظ على سحرها من جهة أخرى. في كل الحالات، لا تتغير أساسياتها ويقتصر التغيير على الألوان والخامات والأحجار الكريمة. «هيرميس» مثلاً تجدد حقيبتها الأيقونية بتطوير الجلود وإضافة تفاصيل طفيفة، ودار «بيربري» باستعمال خامات تتعدى الغاباردين أو الصوف إلى الحرير والجاكار في معاطفها الممطرة، وفستان «شانيل» الناعم لم يعد أسود بالكامل، بعد أن تم تطعيمه بخيوط من الذهب أو الفضة وهكذا.

تشمل مجموعة «الحمرا» أساور وقلادات وخواتم

بالنسبة لـ«فان كليف أند آربلز» فقد أعادت طرح «الحمرا» حديثاً بزخرفة غيوشيه مع درجات العقيق الأزرق، الذي ظهر فيها أول مرة في العام 1989، وحتى عام 2024، جاء محاطاً بحبيبات خرز ذهبية تزيد العقيق الأزرق عُمقاً والتصميم إغراءً.


مقالات ذات صلة

معرض «كارتييه» في متحف «فيكتوريا وألبرت» يفتح أبوابه للتاريخ

لمسات الموضة الزائر إلى المعرض سيستمتع بساعات تاريخية مكتوبة بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة (أ.ف.ب)

معرض «كارتييه» في متحف «فيكتوريا وألبرت» يفتح أبوابه للتاريخ

يتتبع المعرض العلاقة الخاصة والتاريخية التي تربط الدار بالعائلة الملكية البريطانية، منذ أن وصفها الملك إدوارد السابع بـ«صائغ الملوك وملك الصاغة».

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق الملك تشارلز وزوجته كاميلا يتجولان في روما (أ.ب)

بالذكرى العشرين لزواجها... الملكة البريطانية تعيد ارتداء فستان زفافها

وصلت الملكة البريطانية كاميلا إلى البرلمان الإيطالي مرتدية فستان زفافها الذي أقيم عام 2005، حيث احتفلت هي والملك تشارلز بالذكرى العشرين لزواجهما في روما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دعوة لإعادة تخيُّل البامبو بطرق جريئة وغير متوقَّعة (غوتشي)

البامبو ودار «غوتشي»... تداخُل مُلهم بين الثقافة والتصميم

يستلهم «لقاءات البامبو» فكرته من نهج «غوتشي» المبتكر في الحِرف منذ منتصف حقبة الأربعينات، عندما استخدمت الدار، البامبو، في صناعة أيدي الحقائب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لقطة من جناح «IWC» في المعرض (ووتشرز آند ووندرز)

معرض «ساعات وعجائب 2025» يعيد عقارب الساعات إلى «الزمن» الجميل

الأزمات المتتالية علّمت صناع الترف أنه عندما يُغلق باب تُفتح منافذ جديدة، وهذا وجدوه في الشرق الأوسط؛ سوق منتعشة اقتصادياً، وزبائنها من الشباب تحديداً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كان الفرو الخامة الرئيسية في تشكيلة اختار لها المصمم منتجعات شتوية فخمة (إيلي صعب)

إيلي صعب يُغير اتجاهه لا أولوياته

جرأة إيلي صعب في هذه التشكيلة تتمثل في تخفيفه من رومانسيته التي كانت ولا تزال ورقته الرابحة، وتوجهه إلى شابة تتمتع بروح رياضية عالية

جميلة حلفيشي (لندن)

معرض «كارتييه» في متحف «فيكتوريا وألبرت» يفتح أبوابه للتاريخ

الزائر إلى المعرض سيستمتع بساعات تاريخية مكتوبة بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة (أ.ف.ب)
الزائر إلى المعرض سيستمتع بساعات تاريخية مكتوبة بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة (أ.ف.ب)
TT

معرض «كارتييه» في متحف «فيكتوريا وألبرت» يفتح أبوابه للتاريخ

الزائر إلى المعرض سيستمتع بساعات تاريخية مكتوبة بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة (أ.ف.ب)
الزائر إلى المعرض سيستمتع بساعات تاريخية مكتوبة بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة (أ.ف.ب)

يمكن وصفه بالحدث التاريخي بالنسبة لعشاق المجوهرات وكل من يهتم بتتبع التاريخ وتطوراته من بداية القرن إلى اليوم. فمعرض «كارتييه»، الذي افتُتح يوم السبت الماضي، لم يحتضن متحف «فيكتوريا وألبرت» بلندن مثيلاً له منذ 30 عاماً، وفق ما قاله تريسترام هانت، مدير المتحف، وأكده لوران فينيو، المدير الإداري لـ«كارتييه» في المملكة المتحدة. آخر مرة كانت في عام 1997، من خلال معرض «كارتييه 1900-1939» Cartier 1900–1939. السبب يعود إلى أن تنظيم مثل هذه المعارض يتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في تجميع قطع نادرة وأخرى لا يطيق أصحابها فراقها لأشهر. فالمعرض ممتد إلى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

تم تجميع قطع نادرة في جهات متعددة وهو ما تطلب الكثير من الوقت (متحف فيكتوريا وألبرت)

المعرض الحالي، مثلاً استغرق عشر سنوات ليأتي بهذا الشكل الفريد شكلاً ومضموناً. فهو يضم أكثر من 350 قطعة فريدة بتوقيع الدار، نسبة منها استعارها المتحف من التاج البريطاني، لتحكي كل واحدة منها قصة للتاريخ، حسب الشخصية التي ظهرت بها، والمناسبة التي ظهرت فيها. وهذا جانب من الجوانب الأساسية التي يُسلط عليها المعرض الضوء، متتبعاً العلاقة الخاصة والتاريخية التي تربط الدار بالعائلة الملكية البريطانية، كونها تعود إلى الملك إدوارد السابع الذي وصفها بـ«صائغ الملوك وملك الصاغة». لم يكتف بهذا الوصف الذي أصبح لصيقاً بها فحسب، بل منحها تفويضاً ملكياً في عام 1904، وذلك بعد عامين فقط من افتتاح أول متجر لها في لندن عام 1902.

تأثيرات من كل أنحاء العالم

بيد أن المعرض لا يركز على هذا الجانب وحده. كل ما فيه قراءة في التاريخ تسجلها الدار بالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة. فتصاميم المينا مثلاً تأثرت بأسلوب فابرجيه حين استحوذ الاهتمام بكل ما هو روسي على أوروبا أوائل القرن العشرين، وظهور أشكال وألوان من التيجان الذي اكتسح العالم في عام 1911 جاء بمناسبة تتويج جورج الخامس في بريطانيا. هذا عدا عن الحمى الفنية التي اجتاحت العالم عموماً وبريطانيا خاصة بعد اكتشاف هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون.

المعرض لا يتكرر سوى مرة لكل جيل... آخر مرة كان منذ ثلاثين عاماً وذلك لصعوبة تنظيمه بهذا الحجم والمعروضات (إ.ب.أ)

الزائر إلى المعرض سوف يكتشف أنه بمثابة نافذة تنفتح على مجموعة من الفنون والتاريخ والثقافات، لأن الإخوة الثلاثة الذين تمركز كل واحد منهم في عاصمة من العواصم العالمية: لويس في باريس، وجاك في لندن وبيير في نيويورك، كانوا عيناً على العالم. يجسون نبض هذه الأسواق ويلتقطون التغيّرات الثقافية والاجتماعية فيها ثم يصوغونها في قطع تعكس الحقبة التي زامنتها، سواء كانت خواتم ألماس بحجم حبّات الرخام أو تيجان ملكية أو قلادات تتدلى منها الأحجار الملونة مثل الشلالات.

وهكذا ساهم كل واحد منهم في تحويل المشروع العائلي الصغير في باريس إلى اسم عالمي تبلورت ملامح فخامته أكثر في بداية القرن العشرين. بينما كانت لكل واحد منهم رؤيته وشغفه، جمعهم هدف واحد وهو الرغبة في الدفع بـ«كارتييه» إلى الأمام واحتضان كل الفئات والثقافات. استلهموا من إيران والهند ومصر كما غرفوا من نبع الفن الإسلامي والطبيعة وكائناتها الحية وهلم جرا.

المصمم فريدريك ميو

ما افتقدوه من قدرات على التصميم والصياغة، عوَضوه بجموح محموم للتفوق في ابتكار كل ما هو فني، معتمدين على مصممين لهم باع في مجالهم، مثل الفنان البريطاني فريدريك ميو الذي عمل مع الدار من أواخر عشرينيات القرن الماضي حتى عام 1971. كانت له لمسة سحرية جذبت العائلة الملكية البريطانية، إلى حد أن الملكة إليزابيث الثانية أوكلت له في عام 1953، مهمة تصميم بروش يضم ألماسة ويليامسون الوردية النادرة، ويقال إنها واكبت شخصياً عملية تقطيع هذه الحجرة التي قدر حجمها بـ23.6 قيراط على يد حرفيين، كانوا هم أيضاً من الوزن الثقيل. تجدر الإشارة إلى أن هذه القطعة الفريدة تُعرض في المعرض للمرة الأولى إلى جانب رسومات أصلية نادرة تم اكتشافها مؤخراً في أرشيف الدار. واحد منها لسوار من اللؤلؤ الأسود صُمّم خصيصاً لمهاراني بارودا عام 1953، ويعد اليوم من أغلى المجوهرات في العالم.

هناك أيضاً قلادة تعود إلى عام 1928 صممتها الدار لمهاراجا باتيالا إلى جانب بروش ماسي على شكل وردة ارتدته الأميرة مارغريت في عدة مناسبات خاصة وعامة كما ظهرت به في سلسلة من الصور الرسمية التقطها لها المصور سيسل بيتون عام 1955. كان للتيجان نصيب كبير في المعرض، وكان القسم المخصص لها، مسك ختام الجولة التي اقترحها المتحف على الزوار، من بينها التاج المعروف بـ«هايلو» والذي تم تصميمه في عام 1902 للملكة الأم وورثته ابنتها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، كما ظهرت بها الأميرة آن في عام 1967 ثم كاثرين ميدلتون عام 2011 في حفل زفافها. في عام 2016، ظهرت به المغنية ريهانا على غلاف مجلة «W».

التاج المعروف بـ«هايلو» صُمم في عام 1902 للملكة الأم وتم توارثه عبر الأجيال. ارتدته كاثرين ميدلتون عام 2011 في حفل زفافها وريهانا في عام 2016 على غلاف مجلة «W» (غيتي)

احتضان لكل الفئات

فالجميل في المعرض، أو بالأحرى في شخصية «كارتييه» أنها نجحت في الجمع بين الملكات وأفراد من الطبقات الأرستقراطية، وكذلك النجمات والشخصيات الاجتماعية على مستوياتهن، من جاكلين كيندي إلى كيم كارداشيان. نذكر مثلاً التاج الذي تزيّنت به دوقة ديفونشاير، وخاتم الخطوبة الذي أهداه الأمير رينيه الثالث إلى غريس كيلي، وظهرت به في فيلم High Society، كذلك ساعة تانك الأيقونية التي كانت لجاكلين كيندي، وامتلكتها لاحقاً كيم كارداشيان، إلى جانب أساور Love الشهيرة التي لا تزال تستقطب عشاق المجوهرات من الشباب.

النجمة الراحلة غرايس كيلي ظهرت في فيلم «هاي سوسايتي» بخاتم الخطوبة الذي صممته لها «كارتييه» بتكليف من الأمير رينيه (غيتي)

طبعاً لا يمكن الحديث عن «كارتييه» من دون التطرق إلى عشقها للطبيعة وكائناتها، والتي ظهرت في عدة إبداعات أيقونية، نذكر منها القلادة الشهيرة على شكل ثعبان التي صممتها الدار للفنانة المكسيكية الشهيرة ماريا فيليكس في عام 1968، و«البانثير» الذي لم يتوقف أغلب المصممين الذين توالوا على الدار عن تطوير أشكاله وأحجامه وألوانه إلى اليوم.

قراءة في التاريخ

من هذا المنظور فإن القول إن المعرض حدث تاريخي ومعاصر ليس من باب المبالغة أو التفخيم. هو فعلاً قراءة في التاريخ قبل أن يكون قراءة في تاريخ الدار الفرنسية وحرفيتها، منذ أوائل القرن العشرين، حين خطى أحفاد مؤسس الدار، لويس-فرنسوا كارتييه، خطوة التوسع العالمي.

بروش يعود إلى عام 1938 ارتدته الأميرة مارغريت في عدة مناسبات خاصة وعامة كما ظهرت به في سلسلة من صور التقطها سيسيل بيتون احتفالاً بعيد ميلادها الخامس والعشرين عام 1955 (غيتي)

يلتقط المعرض هذا الخيط السردي والبصري، مبرزاً كيف أن «كارتييه» كانت ولا تزال حاضرة في كل لحظة محورية من التاريخ. لا تتوانى عن تجسيدها بحجارة كريمة ومعادن نفيسة وتقنيات تعكس تطور العصر. خلال الحرب العالمية الثانية، مثلاً وتأثراً بالاحتلال النازي، صمّمت بروشاً لطائر صامت خلف قضبان ذهبية؛ حرّرته بعد التحرير، وذلك بصياغته مجدداً وهو يُغرِد بحرية وباب القفص مشرّع على مصراعيه.

في الستينات، وهي الحقبة التي شهدت حركات التحرر والرغبة في احتضان الآخر مع ظهور موجة الـ«هيبيز»، قدّمت كارتييه أساور Love التي لا تُفتح إلا بمفك صغير لترمز للالتزام العاطفي الذي لا يفك إلا بصعوبة وتصاميم أخرى مستوحاة من الورود والأزهار. اعتمدت الأمر ذاته في السبعينيات. تزامناً مع انتشار موضة البانك بأسلوبها المتمرد، قدّمت سوار Juste un Clou على شكل مسمار، وفي الثمانينات مع انتشار ثقافة الديسكو والترف، أعادت ابتكار كلاسيكياتها تحت شعار Les Must de Cartier التي توجهت بها لشرائح أوسع، في لفتة تستهدف «دمقراطة الفخامة» وهي حركة ظهرت بوادرها في تلك الحقبة.

تاج تم تصميمه في عام 1911 مستوحى من الفنون الإسلامية (أ.ف.ب)

تُختتم الرحلة في قاعة مهيبة مخصصة للتيجان، تمتد من بدايات القرن العشرين حتى اليوم، يمكن أن يقضي فيها الزائر ساعات طويلة، لما لكل تاج من قصة بعضها عن الحب الأبدي وبعضها عن الحب الضائع الذي لا يُخفف من آلامه سوى المزيد من بريق الألماس والأحجار الكريمة.