«تيفاني آند كو» تحتفل بـ50 عاماً من إبداعات إلسا بيريتي

مُصمِّمة بعيون عالِم أحياء ونظرة نحات

المصممة إلسا بيريتي (تيفاني آند كو)
المصممة إلسا بيريتي (تيفاني آند كو)
TT

«تيفاني آند كو» تحتفل بـ50 عاماً من إبداعات إلسا بيريتي

المصممة إلسا بيريتي (تيفاني آند كو)
المصممة إلسا بيريتي (تيفاني آند كو)

في عام 1974، فتحت دار «تيفاني آند كو» للمجوهرات أبوابها لإلسا بيريتي أول مرة، وبهذا فتحت مرحلة من الفوران الفني لا يزال قسم التصميم والإبداع يستلهم منها. هذا الثراء الفني الذي أبدعته استدعى الاحتفال بمرور 50 عاماً على انضمام مُصمِّمة استثنائية إليها.

المصممة إلسا بيريتي (تيفاني آند كو)

كانت لإلسا نظرة مختلفة للطبيعة عن باقي مصممي المجوهرات في سبعينات القرن الماضي. كانت نابعةً من شغف بالأشكال العضوية؛ مما أسفر عن قطعٍ بأشكال غريبة نوعاً ما. فهي لم تستلهم من الورود والأزهار مثل غيرها، بل من أشياء لا تخطر على بال مصمم مجوهرات آنذاك، مثل العظام، وقلوب مفتوحة، وعبوات ماء، وحبات بن، وتلاطم الأمواج وانسياب الشلالات وهلم جرا. كان كل شيء حولها يثير خيالها وترى لها مكاناً سامياً في حياتنا.

قلادة مستوحاة من عبوة ماء (تيفاني آند كو)

ورغم أن هذه الأشكال كانت غريبة وجديدة في ذلك الوقت، فإنها اليوم معاصرة تفتح جدالات فنية وفكرية شتى حول ما إذا كانت قطع مجوهرات أم تحفاً وظيفية.

أقراط أذن من مجموعة «ميش» المستوحاة من الشبك (تيفاني آند كو)

تقديراً لإلسا بيريتي واحتفالاً بالذكرى الخمسين لانضمامها إليها، تطلق «تيفاني آند كو» إبداعات خاصة بالُمصمِّمة، طوال الفترة الممتدة من 2024 إلى 2025. هذا الاحتفال يتضمن طرح قطع جديدة تُرصِّعها أحجار ثمينة مثل التنزانيت والروبيليت والزمرد والماس، مع الاحتفاظ بأشكالها. وتشمل الإصدارات الجديدة مثلاً، خواتم «بون آند سبليت»، و«فانسي كولور»، إلى جانب أساور «بون» النادرة، وستظهر في المجموعة الاحتفالية أيضاً أنماط شبكية «ميش» بأعداد محدودة.

نظرة جديدة للطبيعة

ما يُحسب لإلسا أنها بحرفيتها استطاعت أن تستكشف الطبيعة بعيون عالِم أحياء ونظرة نحات. رغم غرابة تصاميمها، فإنها كانت دائماً تصرّح بأنها بسيطة تُمليها الفطرة الطبيعية، مشيرة إلى أنها كلما كانت مُصمَّمة باحترافية وبأشكال مبتكرة أصبحت قطعاً لا تعترف بزمن.

سوار «بون» يحاكي عظم المعصم بشكل رائع (تيفاني آند كو)

سوار «بون» مثلاً، الذي كما يشير اسمه مستلهم من عظم معصم اليد، أصبح من الأشكال المعروفة عالمياً، ويتم التعامل معه شكلاً فنياً لمحاكاته شكل المعصم وبروز عظمه بشكل رائع.

عندما طرحت المصممة هذه السلاسل أدخلت الماس عالم المرأة اليومي (تيفاني آند كو)

مجموعتها Diamonds by the Yard®أيضاً كانت بتصميم ثوري عند طرحها. كانت عبارة عن مجموعة سلاسل ناعمة تؤطرها وتتوسطها أحجار ثمينة. سرعان ما أصبحت من القطع الأيقونية، لا سيما أنها غيّرت دور الماس وطريقة استعماله في الموضة إلى الأبد. فقد كان تركيبه ورصه مختلفَين يتتبعان انعكاسات الضوء بشكل مثير ومحسوب، حيث يبدو من زاوية كأنه قطرات ندية، ومن زاوية أخرى مثل تيار يشدك بقوته. الأهم من هذا غير الطريقة التي تستعمل فيها المرأة مجوهراتها. لم تعد تحتفظ بها لمناسبات المساء والسهرة، بل أدخلتها حياتها اليومية.

مصممة عبّدت الطريق لبنات جنسها

رغم إبداعاتها التي صمدت في وجه التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وأثرت في الأذواق وسلوكيات التعامل مع المجوهرات بوصفها استثماراً، فإن ما يحسب لإلسا أيضاً أنها عبّدت الطريق وفتحت الباب على مصراعيه أمام نساء دخلن المجال بعد أن كان الرجل هو المسيطر عليه.

درست إلسا في إيطاليا وسويسرا، قبل أن تعود إلى روما لتتخصص في الديكور الداخلي. لكن الأقدار أخذتها إلى مجال الموضة، حيث أصبحت في 1969 عارضة أزياء معروفة في نيويورك وبرشلونة. في هذا الوقت، بدأت تصميم المجوهرات ما أثار انتباه المصمم الأميركي جيورجيو دي سانت أنجيلو الذي بدأ يستعمل تصاميمها في عروضه.

بروش «أمابولا» مستوحى من زهرة الخشخاش (تيفاني آند كو)

لم يكن غريباً أن تحقق نجاحاً سريعاً أدى إلى لقائها مع المصمم هالستون، الذي أصبح صديقاً وداعماً لها، وأيضاً أحد المعجبين بأسلوبها الفني. في الثمانينات، تعاونت مع «تيفاني آند كو» لتصميم أدواتها المنزلية المصنوعة من الخزف والكريستال والفضة. هنا أيضاً استعملت الأسلوب ذاته الذي استعملته في تصميم المجوهرات، الأمر الذي أضفى على هذه الأدوات المنزلية أيضاً قيمة فنية يمكن أن تزين أي ركن من البيت.


مقالات ذات صلة

«شانيل» و«إم بي آند إف» توقّعان شراكة مستقلة

لمسات الموضة ساعة بحركة «فلايباك» من البلاتين (إم بي & إف)

«شانيل» و«إم بي آند إف» توقّعان شراكة مستقلة

أعلنت «شانيل» و«إم بي آند إف» (MB&F) حديثاً عن توقيع شراكة مهمة بينهما، مؤكّدة مرة أخرى أنها تطمح للمزيد من التميز والتفرد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عقد «باسيفلورا» مرصع بالألماس والياقوت والزمرد في محاكاة للنباتات المائية (ديفيد موريس)

مجموعة من «ديفيد موريس» تتعدى الصورة السطحية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

ألوان أزياء الساسة الحاليين متشابهة ومتكررة وكأنهم عقدوا هدنة مع الموضة تنص على ابتعادهم عن كل ما يخض المتعارف عليه أو يُعبِّر عن تفرد شخصي.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق رئيس بوتسوانا موكجويتسي ماسيسي يحمل الماسة الكبيرة التي تم اكتشافها في بوتسوانا بمكتبه في غابورون في 22 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

اكتشاف ثاني أكبر ماسة بالعالم في بوتسوانا

تم اكتشاف ثاني أكبر ماسة على الإطلاق - حجر خام يبلغ وزنه ألفين و249 قيراطاً - في بوتسوانا في منجم مملوك لشركة «لوكارا» الكندية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الميناء الأخضر يعزز لون الذهب ويجعل الأرقام والعقارب أكثر وضوحاً (فاشرون كونستانتان)

ساعات من ذهب

سلاسل من «فان كليف آند آربلز» كانت إلى عهد قريب حكراً على المرأة أقبل عليها مؤخراً نجوم عالميون وعرب، مثل المغربي سعد لمجرد والمصري عمرو دياب.

جميلة حلفيشي (لندن)

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)
إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)
TT

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)
إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)

كم تختلف ليلة قبول نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ترشيح الحزب الديمقراطي لها عن البارحة. في هذه الليلة تكررت أمامنا صور تابعناها لسنوات إن لم نقل عقوداً. صور تصيب الناظر بالملل لرتابتها ولعبها على المضمون. المقصود هنا ليس الخطابات بل إطلالات السياسيين الأميركيين، التي افتقدت، ألواناً وتفاصيل، إلى الجُرأة التي يحتاج إليها بعضهم، لكسب قلوب الناخبين صوتاً وصورة. جاءت ألوانهم متشابهة ومتكررة وكأنهم عقدوا هدنة مع الموضة ابتعدوا بموجبها عن كل ما يخض المتعارف عليه أو يُعبِّر عن تفرُّد شخصي.

الأمس كان مختلفاً، وليس أدل على هذا من إطلالات رؤساء من أمثال جي إف كيندي ورونالد ريغان. وبينما يقول البعض إن الأول لم يكن جريئاً بقدر ما كان يتمتع بكاريزما تُعزز وسامته وتميزه بغض النظر عن أزيائه وإكسسواراته، فإن الكل يتفق أن الثاني، ريغان، كان الأكثر أناقة من بين كل من رأسوا الولايات المتحدة الأميركية. نظرة سريعة إلى صور قديمة له تُظهره ببدلات بألوان الزيتون والبن إلى جانب الألوان الكلاسيكية مثل الأزرق والكحلي، وكأنه كان يواجه بدفء هذه الألوان وثقتها برودة العلاقات مع الاتحاد السوفياتي السابق.

اللعب على المضمون

بعد التسعينات من القرن الماضي، انتقلت هذه البرودة إلى خزانات سياسيين جُدد اختاروا تغييب كل ما هو مختلف وجريء لصالح ما هو متكرر ومألوف. المشكلة فيه أنه مغرق في الرسمية، بدءاً من البدلات بألوان الرمادي والأزرق الغامق إلى ربطات العنق بألوان تتوخى إضفاء بعض الحيوية عليها، مثل البنفجسي والأزرق السماوي، لكنها تبقى هي الأخرى أسيرة الدرجات الكلاسيكية.

لم تكن إطلالة باراك أوباما مختلفة أو مميزة... فقط اعتمد فيها على ما يتمتع به من كاريزما (إ.ب.أ)

من بين هذا الجيل، يمكن القول إن باراك أوباما كان حالة شاذة من ناحية أنه كانت له صولات في مجال الموضة. لم تكن دائماً موفقة ولا حتى مقصودة أو محسوبة، لكنها لم تؤذ صورته، بل أصبحت مع الوقت تُحسب له. مثلاً ظهوره في إحدى المناسبات ببنطلون جينز واسع وباهت، عرَّضه للكثير من الانتقادات. هذا التصميم الواسع أصبح اليوم موضة يتبناها جيل «زي» بكل أريحية. بيد أن باراك مثل جي إف كيندي يدين بالكثير للكاريزما التي يتمتع بها. فخلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الأخير، شد الحضور بخطابه وطريقة إلقائه، أما من حيث الصورة، فهي لم تختلف عن باقي المشاركين: بدلة كلاسيكية بصف أزرار واحد بلون رمادي داكن، مع قميص أبيض وربطة عنق بلون سماوي، وبالتالي لا يمكن وصفها بالإطلالة الجريئة.

كامالا هاريس مع زوجها دوغلاس إيمهوف وتيم وولتز وزوجته خلال المؤتمر (أ.ف.ب)

دوغ إيمهوف، زوج كامالا هاريس، الذي قد يُصبح زوج أول امرأة ترأس الولايات المتحدة الأميركية، حاول إخفاء افتقاده إلى كاريزما الأناقة ببدلة بلون أزرق داكن مائل إلى الكُحلي وقميص أبيض وربطة عنق أيضاً بالأزرق. لم تخدم مقاييس جسمه بالنظر إلى ياقة البدلة التي لم تكن بمقاس عنقه أو الاكتاف التي تدلت عن مستواها الطبيعي. حتى البنطلون بدا من تحت السترة وكأن حزامه منخفض عن مستوى الخصر بسنتيمرات.

كامالا وميشيل... صورة أجمل

ضمن هذه الصورة النمطية أو الرتيبة، التي تبناها السياسيون الأميركيون، تألقت كامالا هاريس وميشيل أوباما. كل واحدة منهما قدمت درساً في الأناقة الكلاسيكية العصرية بلغتها، فيما ظل التفصيل القاسم المشترك بينهما.

تألقت كامالا ببدلة باللون الأزرق الداكن وبلوزة من الحرير من علامة «كلوي» بدرجة من الأزرق (أ.ف.ب)

لم تكسر كامالا القاعدة التي اعتمدتها منذ ظهورها على الساحة: بدلة رسمية تتكون من جاكيت وبنطلون واسع أو مستقيم، غالباً بلون حيادي. هذه المرة، في المقابل، رشّت جرعة مختلفة كان الهدف منها أن تتميز عن الحضور، الذي احتشد داخل مركز المؤتمر، بفساتين أو قمصان باللون الأبيض، تكريماً لنساء قُدن الحركة النسوية في بداية القرن الماضي وحاربن للحصول على حق التصويت في الانتخابات، وفُزن به في 1920. كامالا لم تعتمد اللون الأبيض مثلهن، مع أن هذا كان متوقعاً منها، بل درجات من الأزرق لوَّنت بدلة رسمية وبلوزة من الحرير من دار الأزياء الفرنسية «كلوي». تصميمها الذي يُعقد حول العنق يُذكر بمارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة التي كانت تفضله في قمصانها. قد يكون الأمر مجرد صدفة «مرحب بها» لأنها خلقت انطباعاً في غاية الأناقة والثقة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الإطلالة ظهرت في العديد من عروض الأزياء الأخيرة التي كان هدفها دمج النسائي بالذكوري. كامالا نجحت في استعمالها بشكل سلس وبعيد عن أي صرعات.

تتكون إطلالة ميشيل أوباما من بنطلون مستقيم بالكاد يلامس الكاحل وجاكيت من دون أكمام من ماركة «مونس» (رويترز)

فيما يتعلق بميشيل أوباما، كانت إطلالتها تجسيداً للموضة «الحياتية» كما نتابعها في شوارع الموضة والمناسبات. أي أنها لا تحمل أي مضامين أو رسائل سياسية. فميشيل رددت في الكثير من اللقاءات أنها بعيدة عن السياسة ولا تميل إليها، وأنها وجدت نفسها مُقحمة فيها بسبب زوجها. كانت هذه التصريحات تأتي كلما سُئلت عن احتمالية ترشيحها لنفسها رئيسةً للولايات المتحدة الأميركية بالنظر للشعبية التي تتمتع بها. شعبية اكتسبتها من خطاباتها الملهمة وكتاباتها.

في المؤتمر الأخير، ظلت مخلصة لرأيها بأنها كأي امرأة تريد أن تستمتع بحياتها من دون قيود رسمية تمليها عليها السياسة. أو هذا على الأقل ما قالته إطلالتها المكونة من بنطلون مستقيم بالكاد يلامس الكاحل، وجاكيت من دون أكمام. الاثنان من ماركة «مونس»، مع العلم أن ظهورها من دون أكمام في هذه المناسبة ليس جديداً. كان دائماً ماركتها المسجلة حتى عندما كانت سيدة البيت الأبيض.

اقرأ أيضاً