كيف تنعكس شخصيتك على اختيارك لملابسك؟

وتتميّز في عالم الموضة

سيلينا جوميز في فستان من تصميم «فيرساتشي» (غيتي)
سيلينا جوميز في فستان من تصميم «فيرساتشي» (غيتي)
TT

كيف تنعكس شخصيتك على اختيارك لملابسك؟

سيلينا جوميز في فستان من تصميم «فيرساتشي» (غيتي)
سيلينا جوميز في فستان من تصميم «فيرساتشي» (غيتي)

في عالم تتغيّر فيه اتجاهات الموضة باستمرار، يبقى الأسلوب الشخصي العنصر الأكثر ثباتاً وقوة.

من السهل أن نتأثر باتجاهات الموضة الجديدة واتباعها، ومن الممتع تبنّي الملابس العملية، ولكن لا شيء أكثر تأثيراً أو إمتاعاً من أن تشعر بالراحة والتصالح مع الذات بأسلوب خاص يعبّر عنك شخصياً؛ لأن الإحساس الحقيقي بالراحة والثقة يأتي من تعاملك بصدق مع شخصيتك ومقاسات جسمك لكي تُعبّر عن نفسك.

نواجه يومياً اتجاهات جديدة لا تتوقف وسائل التواصل الاجتماعي عن نشرها، لا سيما عبر «تيك توك»، فتصيبنا بالحيرة، بل قد تفقدها بعض التوازن. أمر لا يعاني منه الأشخاص الواثقون بأسلوبهم وذوقهم. هؤلاء لا يتأثرون بآراء الآخرين؛ لأنهم يعرفون ما يناسبهم ويلتزمون به.

بالطبع، هذه الثقة تجعل اختيار الملابس كل صباح أسهل بكثير، كما تُقلل من التوتر في أثناء التسوق. ليس هذا فحسب، بل إن هذا الأمر يؤثر إيجاباً في الصحة النفسية، حسبما أفادت مجلة «هاربرز بازار».

بيلا حديد (سانت لوران)

تأثير الأسلوب الشخصي في الصحة النفسية

توضح خبيرة علم النفس في الموضة، شاكايلا فوربس بيل، أن التميّز من خلال ملابسك يعزّز ثقتك بنفسك ويؤثر في كيفية تفاعل الآخرين معك.

توافقها الرأي فوربسبيل قائلة: «بصفتنا بشراً، نحب أن نكون مميزين ومعترفاً بنا، هذا الشعور يعزّز صورتنا الذاتية ويزيد من احتمالية مكافأتنا... لذلك، تطوير أسلوب شخصي مميّز لا يمنحك فقط فوائد اجتماعية، وإنما يعزّز أيضاً صحتك النفسية».

الأسلوب الشخصي يعزّز الاستقرار العاطفي

تشرح فوربس بيل، أن الأشخاص الذين يسعون إلى تطوير أسلوب شخصي مميز هم عادة أكثر استقراراً من الناحية العاطفية وأكثر رضا عن حياتهم. وتضيف أن «الأشخاص الذين لديهم رغبة قوية في التميز هم أكثر استقراراً عاطفياً ورضا عن النفس، مقارنة بالذين ليست لديهم الرغبة نفسها في التفرد».

بناء الثقة من خلال الأسلوب الشخصي

من الناحية العملية، يساعد تطوير أسلوب شخصي قوي على إرساء شعور بالثقة والهدوء النفسي.

تقول خبيرة الموضة، إيمي كرويسديل: «إن الأسلوب الشخصي القوي يمكن أن يكون بمثابة هوية بصرية تمثّل من تكون من الداخل».

خطوات تطوير الأسلوب الشخصي

من جهتها، تشير ليبي بيج، مديرة السوق في «نيت - أبورتيه»، إلى أن تطوير أسلوب شخصي متميز يتطلّب فهماً عميقاً لما يجعلك فريداً، خارج خزانة ملابسك أولاً، وإن الحصول على هذا الأسلوب الخاص لا يتعلّق بمظهر جيد فقط، وإنما أيضاً بالشعور بأنك النسخة الأكثر صدقاً من نفسك. وبمجرد أن تحدّد ما هو ذلك، عليك الالتزام به. كيف؟ لا تُدخل أي شيء أنت غير مقتنع به ولا يعبر عنك إلى خزانتك.

ابدأ بالتفكير فيمن تكون بصفتك شخصاً، وليس فقط في أسلوبك؛ اطرح على نفسك أسئلة حول الأشياء التي تحب فعلها ونوع الشخص الذي تطمح إلى أن تكون إياه، وذلك أن الأسلوب الشخصي يتعلّق بالموسيقى التي تحبها، المطاعم التي ترتادها وتتناول طعامك فيها، الكتب التي تلهمك وما شابهها من أمور. فقط عندما تحدّد هذه الأشياء سيمكنك تشكيل ذوقك الخاص في الموضة.

الممثلة بلايك لايفلي متألقة ببساطة وراحة في أزياء من «فيرساتشي» (فيرساتشي)

التجربة والخطأ: مفتاح النجاح

بمجرد أن تشعر بالراحة من الداخل، يمكنك البدء في تجربة الألوان والأشكال المختلفة لتحديد ما يناسبك حقاً، كما توضح كرويسديل وهي تقول إن «الأشخاص الذين لديهم أسلوب شخصي مميز يميلون إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً... هم اجتماعيون ومنفتحون... لهذا فإن تطوير نفسك يبدأ أولاً باستعدادك للانفتاح على تجارب جديدة».

تضيف: «غيّر بيئتك وغيّر المحتوى الذي تشاهده... انفتح على أشياء جديدة. بهذه الطريقة ستكون أكثر تحرراً في أسلوبك... أما إذا غيّرت مظهرك دون أن تعتني بعقليتك أولاً، ستشعر وكأنك ترتدي مجرد زي».

الوفاء لأسلوب خاص يخلق الأناقة

الاستمرارية في تبني أسلوب خاص وواضح هي المفتاح. فعلى الرغم من أن تكرار الأسلوب نفسه في الأزياء قد يبدو رتيباً للبعض، فإن اعتماده باستمرار، لأنه يناسبك؛ سيعزز من ثقتك بنفسك وراحتك النفسية.

تقول كرويسديل: «التكرار هو الشكل الأكثر برودة في الموضة، يجعلني أعتقد أن شخصاً ما يشعر حقاً بالثقة في معرفة ما يجعله يشعر بالارتياح، ولا يوجد شيء أكثر جاذبية من شخص مرتاح مع نفسه ومتصالح معها».

في النهاية، تطوير أسلوب شخصي مميز هو رحلة لاكتشاف الذات ينتهي بتعزيز الثقة، لهذا اجعل أسلوبك يعبّر عنك بصدق، واستمتع بالتجربة لتحقيق مظهر يعكس شخصيتك... وكم هي فريدة ومتميزة.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
TT

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

صناع الموضة وعلى غير عادتهم صامتون بعد فوز دونالد ترمب الساحق. السبب أنهم خائفون من إدلاء آراء صادمة قد تُكلفهم الكثير بالنظر إلى أن الناخب الأميركي هذه المرة كان من كل المستويات والطبقات والأعراق والأعمار. وهنا يُطرح السؤال عما ستكون عليه علاقتهم بميلانيا ترمب، بعد أن عبَّر العديد منهم رفضهم التعامل معها بأي شكل من الأشكال بعد فوز ترمب في عام 2016.

بدت ميلانيا هذه المرة أكثر ثقة وقوة (دي بي آي)

المؤشرات الحالية تقول بأنه من مصلحتهم إعادة النظرة في علاقتهم الرافضة لها. فميلانيا عام 2024 ليست ميلانيا عام 2016. هي الآن أكثر ثقة ورغبة في القيام بدورها كسيدة البيت الأبيض. وهذا يعني أنها تنوي الحصول على كل حقوقها، بما في ذلك غلافها الخاص أسوة بمن سبقنها من سيدات البيت الأبيض.

تجاهُلها في الدورة السابقة كان لافتاً، وفيه بعض التحامل عليها. فصناع الموضة بقيادة عرابة الموضة، أنا وينتور، ورئيسة مجلات «فوغ» على مستوى العالم، كانوا موالين للحزب الديمقراطي ودعموه بكل قواهم وإمكانياتهم. جمعت وينتور التبرعات لحملات كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون ثم كامالا هاريس، ولم تُخف رفضها لما يمثله دونالد ترمب من سياسات شعبوية. شاركها الرأي معظم المصممين الأميركيين، الذين لم يتأخروا عن التعبير عن آرائهم عبر تغريدات أو منشورات أو رسائل مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت ميلانيا هي الضحية التي دفعت الثمن، وذلك بعدم حصولها على حقها في تصدر غلاف مجلة «فوغ» كما جرت العادة مع من سبقنها. ميشيل أوباما مثلاً ظهرت في ثلاثة إصدارات.

أسلوبها لا يتغير... تختار دائماً ما يثير الانتباه وأناقة من الرأس إلى أخمص القدمين

لم ترد ميلانيا حينها، ربما لأنها لم تكن متحمسة كثيراً للعب دورها كسيدة البيت الأبيض وكانت لها أولويات أخرى. تركت هذا الدور لابنة ترمب، إيفانكا، مُبررة الأمر بأنها تريد التفرغ وقضاء معظم أوقاتها مع ابنها الوحيد، بارون، الذي كان صغيراً ويدرس في نيويورك. لكن الصورة التي تداولتها التلفزيونات والصحف بعد إعلان فوز ترمب الأخير، كانت مختلفة تماماً عن مثيلتها في عام 2016. ظهرت فيها ميلانيا أكثر ثقة واستعداداً للقيام بدورها. والأهم من هذا فرض قوتها.

طبعاً إذا تُرك الأمر لأنا وينتور، فإن حصولها على غلاف خاص بها مستبعد، إلا أن الأمر قد يتعدى قوة تأثير أقوى امرأة في عالم الموضة حالياً. فهي هنا تواجه عدداً لا يستهان به من القراء الذين انتخبوا ترمب بدليل النتائج التي أثبتت أنه يتمتع بقاعدة واسعة من كل الطبقات والمستويات.

في كل زياراتها السابقة مع زوجها كانت تظهر في قمة الأناقة رغم رفض الموضة لها

ميلانيا أيضاً لعبت دورها جيداً، وقامت بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة. عكست صورة جديدة تظهر فيها كشخصية مستقلة عن زوجها وسياساته، لا سيما بعد تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية بأنها تدعم حق المرأة في الإجهاض، مؤكدة أن هذا قرار يخصها وحدها، ولا يجب أن يخضع لأي تدخل خارجي، وهو ما يتناقض مع موقف زوجها بشأن هذه القضية التي تُعد رئيسية في الانتخابات الأميركية. كتبت أيضاً أنها ملتزمة «باستخدام المنصة ودورها كسيدة أولى من أجل الخير».

أسلوبها لا يروق لكل المصممين لكلاسيكيته واستعراضه للثراء لكنه يعكس شخصيتها (أ.ف.ب)

كانت رسائلها واضحة. أعلنت فيها للعالم أنها ذات كيان مستقل، وأن لها آراء سياسية خاصة قد لا تتوافق بالضرورة مع آراء زوجها، وهو ما سبق وعبرت عنه في مكالمة شخصية مع صديقة تم تسريبها سابقاً بأنها ترفض سياسة زوجها في فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وأنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بها. وبالفعل تم التراجع عن هذا القرار في يونيو (حزيران) 2018 بعد عاصفة من الجدل.

وحتى إذا لم تُقنع هذه التصريحات أنا وينتور وصناع الموضة، فهي تمنح المصممين نوعاً من الشرعية للتراجع عن تعهداتهم السابقة بعدم التعامل معها. بالنسبة للموالين لدونالد ترمب والحزب الجمهوري، فإن الظلم الذي لحق بميلانيا ترمب بعدم احتفال صناع الموضة بها، لا يغتفر. فهي لا تفتقد لمواصفات سيدة البيت الأبيض، كونها عارضة أزياء سابقة وتتمتع بالجمال وأيضاً بذوق رفيع. ربما لا يعجب ذوقها الكل لميله إلى العلامات الكبيرة والغالية، إلا أنه يعكس شخصية كلاسيكية ومتحفظة.

وحتى إذا لم تنجح أنا وينتور في إقناع المصممين وبيوت الأزياء العالمية، وتبقى على إصرارها عدم منحها غلافها المستحق في مجلة «فوغ»، فإن صوت الناخب المرتفع يصعب تجاهله، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وهذا ما يعود بنا إلى طرح السؤال ما إذا كان من مصلحة صناع الموضة الأميركيين محاباة ميلانيا وجذبها لصفهم. فقوتها هذه المرة واضحة وبالتالي سيكون لها هي الأخرى صوت مسموع في تغيير بعض السياسات، أو على الأقل التخفيف من صرامتها.

إيجابيات وسلبيات

لكن ليس كل صناع الموضة متخوفين أو قلقين من دورة ثانية لترمب. هناك من يغمره التفاؤل بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على قطاع الموضة. فعندما يقوى الاقتصاد الأميركي فإن نتائجه ستشمل كل القطاعات. ربما تتعلق المخاوف أكثر بالتأشيرات وزيادة الضرائب على الواردات من الصين تحديداً. فهذه أكبر مورد للملابس والأنسجة، وكان صناع الموضة في الولايات المتحدة يعتمدون عليها بشكل كبير، وهذا ما جعل البعض يستبق الأمور ويبدأ في تغيير سلاسل الإنتاج، مثل شركة «بوما» التي أعلنت أنها مستعدة لتغيير مورديها لتفادي أي عوائق مستقبلية. الحل الثاني سيكون رفع الأسعار وهو ما يمكن أن يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين بنحو 50 مليار دولار أو أكثر في العام. فتهديدات ترمب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60 في المائة لا بد أن تؤثر على المستهلك العادي، رغم نيات وقناعات ترمب بأن تحجيم دور الصين سيمنح الفرص للصناعة الأميركية المحلية. المشكلة أنه ليس كل المصممين الذين يتعاملون مع الموردين والمصانع في الصين منذ سنوات لهم الإمكانيات للبدء من الصفر.