كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

الموضة وسيلة للتعبير عن هويتنا واستكشافها

أشخاص يسيرون أمام متجر علامة الأزياء البريطانية «بربري» في شارع نيو بوند في لندن (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون أمام متجر علامة الأزياء البريطانية «بربري» في شارع نيو بوند في لندن (أ.ف.ب)
TT

كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

أشخاص يسيرون أمام متجر علامة الأزياء البريطانية «بربري» في شارع نيو بوند في لندن (أ.ف.ب)
أشخاص يسيرون أمام متجر علامة الأزياء البريطانية «بربري» في شارع نيو بوند في لندن (أ.ف.ب)

شارك ديريك جاي، خبير الموضة، المعروف بنقده اللاذع لخيار الموضة السيئة للسياسيين، وقلقه من تدهور جودة الملابس في الولايات المتحدة - خاصة للرجال - على مدى العقود الماضية، ببعض النصائح في حديث لمجلة «Fortune» للرجال الذين يرغبون في تحسين مظهرهم في المكتب.

تحديات الموضة في الوقت الحاضر

لم تكن موضة الرجال أفضل من حيث الإمكانات، ولكن لم يكن من الصعب أن ترتدي بشكل جيد بسبب وجود كثير من الخيارات.

قال جاي للمجلة: «في الماضي، كنت تذهب إلى متجر جيد في منطقتك، وهم يبيعون لك المظهر الكامل... الآن عليك شراء الملابس من أماكن متعددة، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة».

نصائح للرجال حول ماذا يرتدون في العمل

يؤكد جاي أن اختيار الملابس المناسبة للمكتب يعتمد على كثير من العوامل مثل مجال العمل، المدينة، الوظيفة، وحتى المكتب الفردي.

ولكنه ينصح بشكل عام أن يرتدي الرجال ملابس تجعلهم يشعرون بالرضا، قد يعني ذلك التخلي عن البنطلونات القطنية العادية والسترات المنتفخة والبحث عن علامات تجارية وأنماط جيدة.

قال جاي: «هناك عدد قليل جداً من القواعد في هذه المرحلة»، مضيفاً أنه «من الأسهل الآن أن تتجرأ في اختيار ملابسك، حتى من خلال القيام بشيء بسيط مثل تبديل القميص الأبيض بآخر أزرق... عليك فقط أن تقبل أنه إذا كنت تريد أن ترتدي بشكل جميل، فسوف تبرز، وهذا ليس أمراً سيئاً».

كيف تبدأ بتجربة أسلوبك الخاص؟

يقول جاي إن أحد الأشياء التي تمنع الرجال من التجريب، هو عدم معرفة أين يتوجهون للإلهام أو حتى ما هو المتاح. ولمن يرغبون في تطوير أسلوبهم الشخصي، يقترح استخدام منصات مثل «إنستغرام» بشكل أكثر إبداعاً.

ويمكن للمهتمين بموضة الثمانينات على سبيل المثال، أن يجدوا علامة تجارية تتقن هذا الأسلوب، ويتابعوها على الشبكة الاجتماعية، ثم يستكشفوا قسم الصور الموسومة لديهم.

ومن هناك، يمكنهم العثور على أشخاص آخرين يعجبهم أسلوبهم ويتابعونهم لرؤية ما هي العلامات التجارية الأخرى التي يرتدونها، باستخدام ميزة العلامة المرجعية لحفظ المشاركات الأكثر إلهاماً.

ولفت جاي إلى أن أساس ما تفعله هو بناء مكتبة ذهنية من الصور التي تحبها، ومع مرور الوقت، ستلاحظ أن الرجال يميلون إلى ارتداء جاكيتات قصيرة قليلاً وبنطلونات عالية الخصر، أو يرتدون نسيجاً معيناً.

أساسيات الملابس التي يجب أن تستثمر فيها

أوضح جاي بقوله إن على الرجال أن يستثمروا في بعض القطع الأساسية التي تضيف أناقة لمظهرهم مثل: سترة رياضية مصممة، وبنطلونات صوفية رمادية، أو بنية وقمصان أو بولوهات مصممة، وسترة محبوكة، وأحذية جلدية عالية الجودة.

وبالنسبة للملابس الخارجية، خاصة، ينصح جاي بالاستثمار فيها بشكل أكبر؛ أما في المناخات الحارة، فإن الأحذية عالية الجودة تكون خياراً جيداً.

ورجح جاي أن الأزياء تبدو أفضل مع قطعة طبقات، والجاكيت يجعل الخصر يبدو أنحف ويبني الأكتاف.

الأهمية الثقافية للملابس

يؤكد جاي على أهمية النظر إلى الملابس من منظور ثقافي أكثر من اتباع الاتجاهات السائدة فقط.

على سبيل المثال، حذاء «Adidas Sambas»، ليس مجرد موضة عابرة، بل له تاريخ طويل في المجتمعات الرياضية والهيب هوب، ما يجعله دائم الجاذبية.

ولا تفكر في هل الأزرق يتناسب مع الأخضر، هذا ليس مشروعاً علمياً. فكر في الأمر كلغة ثقافية، الموضة هي وسيلة للتعبير عن هويتنا واستكشافها.

بتبني هذه النصائح، يمكن للرجال أن يبدوا بأفضل حالاتهم في المكتب، مع الحفاظ على راحتهم وثقتهم في نفس الوقت.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
TT

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.

رغم أن عقداً واحداً يكفي فإن استعمال أكثر لا يؤثر بقدر ما يزيد من الفخامة (بولغري)

في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.

ظهر هذا التصميم أول مرة في سوار ساعة «سيربنتي» الأيقونية (بولغري)

في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».

في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».

بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.

ظهرت تقنية «توبوغاس» في مجوهرات شملت أساور وساعات وعقوداً (بولغري)

لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.

بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.

من تقنية حصرية إلى أيقونة

تزينت بمجوهرات الدار نجمات عالميات فكل ما تقدمه يُعدّ من الأيقونات اللافتة (بولغري)

«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.

قوة هذه التقنية تكمن في تحويل المعدن النفيس إلى أسلاك لينة (بولغري)

بين الحداثة والتراث

قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.

تطورت هذه التقنية لتشمل قطعاً كثيرة من مجموعات أخرى (بولغري)

ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.