خلي بالك من «زوزو»... العطر الجديد لـ«سيلين»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/4991926-%D8%AE%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%83-%D9%85%D9%86-%D8%B2%D9%88%D8%B2%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%80%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86
كل العطور التي ابتكرها هادي سليمان حتى الآن مستلهمة من تجاربه الخاصة (سيلين)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
خلي بالك من «زوزو»... العطر الجديد لـ«سيلين»
كل العطور التي ابتكرها هادي سليمان حتى الآن مستلهمة من تجاربه الخاصة (سيلين)
«زوزو» هو آخر عطر في سلسلة العطور المتخصصة التي طرحها المصمم هادي سليمان لدار «سيلين». ولولا أننا نجهل مدى ثقافته بالسينما العربية، لدفعنا الحماس للقول أن الاسم تحية لسعاد حسني وفيلمها الشهير «خلي بالك من زوزو». يشرح لنا سليمان معنى الاسم قائلاً إن «زوزو» لقب استُحدث في منتصف القرن الماضي لوصف أي فتاة صغيرة تضج بالحياة وتتميز بشعر قصير. لا يريد الحماس أن يفارقنا ونتمنى لو تعرَف على سعاد. هي الأخرى كانت تتمتع بديناميكية وروح طفولية وشعر غير طويل.
لكننا نضطر أن نكبح جماح هذا الحماس ونستمع إلى وجهة نظر المصمم وهو يشرح: «كنت أتوق أن ابتكر عطرا عن فترة المراهقة المثالية، ألتقط فيه سحر الشباب الأبدي. وهكذا تصورت الروح المتمردة للكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان، والمظهر الصبياني للممثلة جين سيبورغ كما صورها جون لوك غودار في أفلامه، إضافة إلى كل الصبايا والشابات اللواتي أسعدني الحظ وعملت معهن أو التقطت صورهن منذ أكثر من عشرين عاما».
تجذر الإشارة إلى أن المصمم ومنذ أن بدأ في طرح عطور «سيلين» في عام 2019، وهو كمن يُسجل مذكراته في هذه العطور. استلهمها كلها من ذكرياته الخاصة: لحظات مهمة من حياته الشخصية والمهنية على حد سواء، إضافة إلى علاقاته الخاصة وتجارب أثرت عليه ورسمت خطوطها في مخيلته. لم يختلف الأمر في «زوزو» الذي يحمل الرقم الـ12 في سلسلة هذه العطور، أو بالأحرى الفصل الـ12 من سيرته الذاتية. الجميل فيه أنه يتمتع مثل باقي الفصول التي ألَفها لحد الآن بشخصية متميزة وفريدة.
في قارورة هندسية بخطوط بسيطة، يحتضن «زوزو» نفحات شرقية فخمة يستمدها من خلاصات فول التونكا وحلاوة الكراميل ونغمات الباتشولي والفانيلين والمسك وغيرها من المواد والمكونات التي يُوقَع بها هادي سليمان كل عطوره، مثل البودرة خفيفة. فهذه تطيل من مدة هذه العطور وفي الوقت ذاته تضفي عليها إحساساً مثيراً يدغدغ الحواس.
منذ العصور القديمة لعبت الجزيرة العربية أرض اللبان والعنبر والمر دوراً رئيسياً في تركيب العطور وقدم العالم العربي على اتساعه أنواعاً من الزهور لإثراء الوصفات.
قبل أن تُؤجِج المجموعات الرمضانية الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط في شهر رمضان الفضيل وتجعل صناع الموضة يتنافسون على طرح أزياء وإكسسوارات خاصة وحصرية، كانت العطور.
استعمال الفانيلا (الفانيليا) في العطور ليس جديدا؛ إذ يعود لبداية القرن الماضي، لكنه بدأ يسترجع مكانته وقوته بسبب الحنين للماضي وما يوحيه من دفء وذكريات الطفولة.
مروى صبري (القاهرة)
كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5078259-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D9%84%D9%87%D9%85%D8%AA-%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%9F
في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.
في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.
في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».
في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».
بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.
لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.
بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.
من تقنية حصرية إلى أيقونة
«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.
بين الحداثة والتراث
قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.
ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.