«أوديمار بيغه» تعيّن إيلاريا ريستا رئيساً تنفيذياً

معاقل الساعات تفتح أبوابها للمرأة وسط تحديات وتوقعات كبيرة

كارولين شوفوليه رئيسة «شوبار» وظفت ذكاءها في خلق شراكات مهمة مثل مهرجان «كان» السينمائي (أ.ب)
كارولين شوفوليه رئيسة «شوبار» وظفت ذكاءها في خلق شراكات مهمة مثل مهرجان «كان» السينمائي (أ.ب)
TT

«أوديمار بيغه» تعيّن إيلاريا ريستا رئيساً تنفيذياً

كارولين شوفوليه رئيسة «شوبار» وظفت ذكاءها في خلق شراكات مهمة مثل مهرجان «كان» السينمائي (أ.ب)
كارولين شوفوليه رئيسة «شوبار» وظفت ذكاءها في خلق شراكات مهمة مثل مهرجان «كان» السينمائي (أ.ب)

إلى عهد قريب، كان عالم الساعات عصياً على المرأة. أقفاله كانت موصدة في وجهها، ودورها فيه كان هامشياً، يقتصر إما على الاستهلاك أو الإنتاج في معامل تحتاج إلى أناملها الناعمة لتنفيذ تفاصيل دقيقة. حالات قليلة كنّ فيها صاحبات قرار أو في مراكز عالية، وهذه غالباً عندما تكون وريثة مثل نايلة حايك، التي تتولى منصب رئيس تنفيذي في «هاري وينستون»، إلى جانب أنها عضو مجلس إدارة في مجموعة «سواتش» التي أسسها والدها الراحل نيكولا حايك، وياسمين أوديمار التي وصفت نفسها في أحد اللقاءات بأنها «حامية الدار» وكارولين شوفوليه من دار «شوبار».

كارولين شوفوليه رئيسة «شوبار» تنتمي إلى أسرة تعاملت مع الأحجار الكريمة منذ عقود (أ.ب)

اختراق أبواب الموضة والأزياء كان أسهل بكثير بالمقارنة... بدليل أن عدد الرئيسات فيها أكبر. هناك مثلاً فرنسيسكا بيليتيني التي تقود دار «سان لوران» بنجاح منذ 2013، ولينا ناير التي التحقت بدار «شانيل» في بداية عام 2022، وهلم جرا من الأسماء والأدوار المؤثرة في «بالنسياغا» وغيرها.

لكن اللافت في الآونة الأخيرة أن أقفال شركات الساعات العريقة بدأت تلين. هناك حالياً أكثر من خمس سيدات في منصب رئيس تنفيذي أو مدير مجلس إدارة أو رئيس قسم الابتكار والإنتاج لشركات مهمة، مثل «كارتييه» و«بياجيه» و«شوبار» و«جيجير لوكولتر» و«بوشرون» وأخيراً وليس آخراً «أوديمار بيغه».

فقد أعلنت هذه الأخيرة في الأسبوع الماضي أن رئيسها التنفيذي الحالي فرنسوا هنري بنهامياس سيُسلِم المشعل، وبعد ما يقرب من 30 عاماً، لإيلاريا ريستا.

إيلاريا ريستا الرئيس التنفيذي الجديد لأوديمار بيغه (أوديمار بيغه)

أرسل هذا الأمر إشارة قوية بأن عهد المرأة في عالم الساعات والمجوهرات سيكون مثيراً. فانضمام ريستا وهي مواطنة سويسرية - إيطالية تقيم بالقرب من جنيف في سويسرا إلى شركة بحجم «أوديمار بيغه»، يأتي في وقت تشهد فيه هذه الصناعة تحديات عدة، وفي الوقت ذاته فُرصة ذهبية لمن يستطيع قراءة نبض الأسواق النامية تحديداً. والمرأة أكدت بحسها أنها قارئة جيدة، بفضل تمتعها بذكاء عاطفي، إلى جانب مهاراتها الإدارية. في عام 2015 حصلت سابينا بيلي على منصب رئيس تنفيذي في دار «بوميلاتو» للمجوهرات. في العام نفسه، عُيّنت هيلين بولي ديكين رئيساً تنفيذياً لدار «بوشرون»، وفي عام 2018 تبوأت كاثرين رينييه المنصب ذاته في شركة «جيجير لوكولتر»، بينما عَيّنت دار «ريبوسي» للمجوهرات أنا دي فيرجيرون رئيساً تنفيذياً لها في عام 2020.

كاترين رينييه، الرئيس التنفيذي لجيجر- لوكولتر (خاص)

لكن ربما يكون المثير في تعيين ريستا هو أنها، مثل كاثرين رينييه في «جيجير لوكولتر» ستتولى قيادة شركة ارتبط اسمها بالساعات أكثر. في تصريحها، برّرت «أوديمار بيغه» الأمر بقولها إن سيرتها الذاتية غنية. فهي تتمتع بخبرة 26 عاماً في إدارة أقسام رئيسية لشركات مرموقة. آخرها منصب رئيس شركة العطور والمكوّنات العطرية العالمية «فيرمنتك (Firmenich)». قبل انضمامها إلى «فيرمنتك»، عملت في شركة «بروكتر آند غاميل» لأكثر من عقدين من الزمن، حيث تولّت مناصب عليا في مقرّي الشركة الرئيسيَّين في أوروبا والولايات المتحدة. ومع ذلك فإن التحدي أمامها كبير، كذلك حجم التوقعات. فهي تخلف بنهامياس الذي أصبح بمثابة وجه الشركة وسفيرها بحكم وجوده فيها لثلاثة عقود. يُذكر اسمها فيتبادر اسمه على البال والعكس. إضافة إلى هذا، فهو سيُسلمها مقاليدها وهي في قمة عنفوانها، بالنظر إلى ما حققه لها من نجاحات فنية وتجارية على حد سواء. ففي السنوات الخمس الماضية زادت مبيعاتها بأكثر من الضعف، لتتجاوز ملياري فرنك سويسري (2.2 مليار دولار) في عام 2022.


مقالات ذات صلة

مجموعة «لورو بيانا» الرمضانية تفوح بنكهة استشراق لذيذة

لمسات الموضة حتى عندما تكون الأزياء مفصلة بالمليمتر تتمتع بعنصر الراحة والحشمة (لورو بيانا)

مجموعة «لورو بيانا» الرمضانية تفوح بنكهة استشراق لذيذة

تشكيلة «لورو بيانا» الرمضانية تبذل جهداً في إرساء مفهوم معاصر لهذا الاستشراق مبني على دراسة السوق لا على المخيلة وحدها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة المغنية بلقيس سفيرة «ميسيكا» تتألق بمجوهرات في حملتها الرمضانية لعام 2025 (تصوير: موكس سانتوس)

بلقيس نجمة «ميسيكا» لرمضان 2025

من يتابع الفنانة بلقيس، يعرف أن بينها وبين الموضة علاقة وطيدة. تعشقها ولا تفوّت أي فرصة لحضور عروضها أو فعالياتها المختلفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

تراجيديا ميغان ماركل أنها «عدوة نفسها»، بسبب جموحها للظهور والأضواء بأي ثمن. هذا الثمن تعكسه أيضًا أزياؤها ومجوهراتها التي لا تتماشى مع الزمان أو المكان.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

أطلقت علامة «كوتش» حديثاً حملةً رمضانيةً تدعو فيها إلى التحلّي بالشجاعة وعدم التردد في التعبير عما يجول في الخاطر والذهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة استعانت العلامة بالعارضة المصرية ليلى غريس في حملتها الرمضانية (تولر مالمو)

حملة «تولر مالمو» لرمضان 2025... ريش وشراشيب

بمناسبة شهر رمضان الفضيل، كشفت علامة «Taller Marmo» عن حملتها الترويجية الخاصة بتشكيلة الأزياء الراقية لموسم صيف 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)
توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)
TT

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)
توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)

أطلقت علامة «كوتش» حديثاً حملةً رمضانيةً تدعو فيها إلى التحلّي بالشجاعة وعدم التردد في التعبير عما يجول في الخاطر والذهن. للوهلة الأولى يبدو هذا مجرد عنوان تحفيزي، لكن مشاركة المغنية وكاتبة الأغاني إليانا، الفنانة الفلسطينية - التشيلية، تُغير هذه النظرة. فمشاركتها تمنحه مصداقية، فيما يتعلق بالشجاعة والجرأة.

حقيبة الكتف Soft Grain Leather Chain Tabby (كوتش)

الفنانة التي اشتهرت بأسلوبها العابر للثقافات، لها مواقف صريحة تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما يجعل الكثيرين يرون في استعانة دار أزياء بحجم «كوتش» بها تحدياً مستتراً. أما بالنسبة لـ«كوتش»، فإن اختيار إليانا أول سفيرة لها في منطقة الشرق الأوسط له مبرراته. إلى جانب أنها فنانة موهوبة، هي إنسانة جريئة وصادقة في مواقفها، وهذا ما يُميِزها وفي الوقت نفسه يلهم الآخرين. هذه المواصفات تحترمها الدار لأنها تتماشى مع فلسفتها.

صورت الحملة في أجواء دافئة تعكس السكينة وروح رمضان (كوتش)

أما كيف جسدت الدار مفهومها للثقة بالنفس والتعبير عن الذات بشكل إيجابي ومتصالح مع العالم، وفي الوقت ذاته يعكس إرثها وهويّتها، فبمشاهد ساحرة تحت سماء تتدرج بين زرقة النهار وهدوء الغسق. تشعر في كل لقطة من هذه الحملة بدفء الشمس والسكينة التي تطبع الأمسيات الرمضانية، إذ تظهر إليانا بشعرها الغجري ويديها مرسومة بالحناء، في لقطات تعبّر فيها عن تنوّع شخصيتها واحتضانها لعدة ثقافات. تكتشف سريعاً أنها هنا للترويج لمجموعة من حقائب «كوتش». تتابع الفيديو وتتمعن في الصور، وتحير ما الذي يشدك أكثر: أهي إليانا أم الحقائب الجلدية التي تستعرضها. تستخلص في الأخير أنهما يمثلان بعضهما البعض، من ناحية الجرأة والتميز والجمال.