مدينة جدة تستقبل 120 دار مجوهرات محملة بنفائس تقدر بملايين الدولارات

أغلى 3 قطع مجوهرات في الأسبوع السعودي الدولي للفخامة

عقد مرصع بالألماس يقدر سعره بـ4 ملايين دولار من «نسولي للمجوهرات»
عقد مرصع بالألماس يقدر سعره بـ4 ملايين دولار من «نسولي للمجوهرات»
TT

مدينة جدة تستقبل 120 دار مجوهرات محملة بنفائس تقدر بملايين الدولارات

عقد مرصع بالألماس يقدر سعره بـ4 ملايين دولار من «نسولي للمجوهرات»
عقد مرصع بالألماس يقدر سعره بـ4 ملايين دولار من «نسولي للمجوهرات»

خاتم مرصع بماسات نادرة بسعر يقدر بـ11.674 مليون دولار من علامة «إتيكو» النيويوركية... وطقم من الماس الأصفر والأبيض بسعر 5.175 مليون دولار من دار «مسيف»، وعقد مرصع بالماس الصافي بزنة 77.12 قيراط بـ4 ملايين دولار أميركي من دار «نسولي للمجوهرات»، ما هي إلا نقطة في بحر ما سيُقدمه صناع المجوهرات غداً (الاثنين) في جدة ضمن الأسبوع السعودي الدولي للفخامة.

طقم ممن الماس الأصفر والأبيض بسعر يقدر بـ5.175 مليون دولار من دار «مسيف للمجوهرات»

المعرض سيشارك فيه ما لا يقل عن 120 اسماً عالميّاً في عالم المجوهرات، منهم «مُسيف» Moussaieff Jewellers، و«إتيكو» ITCO، و«نسولي للمجوهرات» Nsouli Jewellery، إلى جانب دار الساعات الفرنسية «تشارلز أودان» Charles Oudin، و«فيري فيرنزا» Ferri Firenze، وخبراء اللؤلؤ «يوكو لندن» Yoko London وغيرهم كُثر. كلهم أتوا محملين بنفائس تُقدر بملايين الدولارات يستعرضون فيها مهاراتهم، سواء في اختيار أحجار نادرة أو في صياغتها بأشكال فنية على يد حرفيين توارثوا عشق تطويع هذه الأحجار أباً عن جد. مدينة جدة هي أول محطة، سيشد بعدها المعرض الرحال إلى مدينة الرياض من 16 إلى 19 مايو (أيار) في فندق الفيصلية.

توجُّه صناع المجوهرات الرفيعة إلى السعودية في السنوات الأخيرة ليس غريباً. بالعكس، هو متوقع ومنطقي بالنظر إلى ما تشهده السعودية من انتعاش اقتصادي يجذب مثل المغناطيس كل المبدعين في مجالات الترف. وما يزيد من جاذبية هذه السوق أن كل الاقتصادات الأوروبية ترزح تحت وطأة الحرب الأوكرانية وتبعات جائحة «كورونا» من شُح الموارد الطبيعية إلى غلائها وغير ذلك من الأمور التي أثرت بشكل مباشر على الحياة المعيشية للزبون العادي. دراسات عن سوق الترف في العالم تُفيد بأن كل هذا، إضافة إلى التضخم، أثّر على الإمكانات الشرائية للطبقات المتوسطة، التي تنامت في وقت من الأوقات بشكل أثلج صدور صناع الموضة والمجوهرات وجعلهم يأملون أن تحقق لهم إيرادات عالية، لكنها تراجعت بشكل ملحوظ. في المقابل، انتعشت الطبقات الميسورة، وزاد إقبالها على كل ما هو غالٍ ونفيس. إن لم يكن للاستمتاع بجمالها وما تعكسه من تفرد وتميز فني، فلأنها خزينة واستثمار للزمن. كلما زاد حجم الأحجار الكريمة التي تُرصعها وصفاؤها زادت قيمتها، وهذا ما لوحظ في المعرض السعودي للفخامة خلال اليومين الماضيين. دار «أرمانبالي»، مثلاً، قدمت طقماً كلاسيكياً ترصعه ماسات بحجم كبير، وتتوسطه زمردة ضخمة، و«تشارلز أودان» قدمت مجموعة كبيرة من الساعات النسائية المرصعة بالماس، فيما أبدعت دار «مسيف» طقماً بسعر 5175000 دولار، يتكون من عقد وأقراط أذن وأساور وخاتم. كلها مرصعة بأحجار من الماس الأبيض والأصفر بجودة عالية لا مثيل لها. العقد وحده مرصع بمجموعة سخية من الماس الأصفر، تصل زنتها إلى 29.69 قيراط، والألماس الأبيض بزنة 32.19 قيراط، فضلاً عن ماسة صفراء على شكل إجاصة بزنة 44.68 قيراط.

دار «إتيكو» بدورها قدمت خاتماً أطلقت عليه اسم «أنت وأنا» Moi et Toi بنحو 11.674 مليون دولار أميركي، أي 43.79 مليون ريال سعودي، تُرصعه ماستان بالوردي والأزرق من أجود الأنواع وأندرها.

خاتم مرصع بماسات نادرة بسعر يقدر بنحو 11.674 مليون دولار من علامة «إتيكو» النيويوركية

إبداعات كثيرة تُجسد جمال التصميم وبريق الأحجار وتختزن قيمة استثمارية، كما تختزل سنوات من السفر والترحال بحثاً عن هذه الأحجار وساعات إن لم نقل أشهراً لتقطيعها ورصها على البلاتين أو الذهب. عناصر تعتمدها هذه الدور لإغراء الزبون السعودي في عُقر داره، إذ وفقاً لمسح أجراه موقع The Business of Fashion عن أحوال الموضة لعام 2023 بالتعاون مع شركة «ماكنزي» المتخصصة في أبحاث السوق، فإن الأمل في سوقي الصين وأوروبا ضعيف في الوقت الحالي.

والتقديرات تشير إلى أنهما لن تتعافيا في القريب العاجل، رغم فتح الصين حدودها وأجواءها للسفر بعد سنوات من الإغلاق. كل هذا سيؤثر على قوة اليورو ويزيد من التضخم. «أسواق الشرق الأوسط في المقابل ستكون بمثابة ملاذات جديدة للعلامات التجارية العالمية» حسب تقرير ماكنزي. أمر أكدته أيضاً المحللة في هيئة «يورومونيتور»، مارغريت لو رولان، بقولها: «إن التحول بعد الجائحة في الإنفاق الدولي على المنتجات الفاخرة، وانتعاش السياحة، وتغير سلوك المستهلكين، والآفاق الاقتصادية القوية، والتضخم المنخفض نسبياً، عوامل تجعل المنطقة جذابة للاستثمار». في العام الماضي مثلاً، سجلت مجموعة «ريشمون» المالكة لعدة ماركات للمجوهرات والساعات الفاخرة ارتفاعاً في مبيعاتها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 53 في المائة، مقارنة بعام 2021، وهو ما شكّل بارقة أمل في فترة اقتصادية حرجة للغاية.

ورغم أن التسوق السياحي لا يزال يحرك المستهلك العربي، بدليل أن 16 في المائة من مبيعات محلات «هارودز» كانت من قبل زبائنها من الشرق الأوسط في عام 2022، فإن الزبون السعودي بات يميل للتسوق في بلاده، وهي رغبة تتنامى مع نمو قدراته الاقتصادية وتترافق مع اعتزازه بهويته. فبعد عقود من التسوق في دبي وباريس وجنيف ونيويورك ولندن وميلانو وغيرها من العواصم العالم، اختلفت الموازين في السنوات الأخيرة، واكتسب هذا الزبون «ثقلاً» يستدعي من صناع الساعات والمجوهرات القدوم إليه لإغرائه بالشراء عوض انتظارهم قدومه إليهم في مواسم الإجازات. فافتتاح شركات ومحلات في السعودية وإقامة معارض ضخمة يدخلان ضمن الاستراتيجيات الجديدة لكسب وُدِه.

لهذا، فإن وصول أكثر من 120 اسماً عالميّاً في عالم المجوهرات هذا الأسبوع إلى مدينة جدة، بنية الانتقال بها إلى الرياض في الأسبوع المقبل، محملين بالنفائس - ليس اعتباطاً. فهو ترسيخ لعلاقة جديدة وتعزيز لفكرة خلق توازن صحي بين الأخذ والعطاء.

افتتاح شركات ومحلات في السعودية وإقامة معارض ضخمة يدخلان ضمن الاستراتيجيات الجديدة لكسب وُدّ الزبون السعودي. لهذا، فإن وصول أكثر من 120 اسماً عالميّاً في عالم المجوهرات هذا الأسبوع إلى مدينة جدة، على أن تتوجه إلى الرياض في الأسبوع المقبل، محملين بالنفائس - ليس اعتباطاً. فهو ترسيخ لعلاقة جديدة وتعزيز لفكرة خلق توازن صحي بين الأخذ والعطاء.


مقالات ذات صلة

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

على الرغم من عدم فوز أي مغربي أو مغربية بأي جائزة هذا العام، فإن مراكش كانت على رأس الفائزين.

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق من ألف ليلة (المعرض)

معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

قد لا يبدو اسمها مألوفاً للأجيال الجديدة، لكن ليزا فونساغريفس (1911 ـ 1992) كانت واحدة من أيقونات الموضة في النصف الأول من القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)
مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)
TT

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)
مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

تقول المصممة علياء السالمي لـ«الشرق الأوسط» إن من أهم اللحظات التي أثّرت فيها مؤخراً وزادت من عزيمتها واعتزازها على حد سواء، كانت ظهور البعثة السعودية والمشاركين في العرض الافتتاحي لـ«أولمبياد باريس 2024» بتصاميمها، وحديثاً إطلالة ديما بن باز في «روائع الأوركسترا السعودية» التي أقيمت في لندن.

تصميم ارتدته ديما بن باز خلال حفل «روائع الأوركسترا السعودية» في لندن (الشرق الأوسط)

رغم هذه اللحظات الثمينة، فإن علياء ليست جديدة على عالم الإبداع. في قلب المملكة العربية السعودية، حيث تتلاقى الأصالة مع الحداثة، تبرز بصفتها من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء التراثية. وهذا ما يجعلها تتعدى مجرد أنها مصممة، إلى سفيرة للتراث والثقافة.

تقول علياء إنها ومنذ صغرها كانت مفتونة بجمال الأزياء التراثية، والسبب يعود إلى صالون الأزياء النسائية الذي افتتحته جدتها لوالدها في نهاية الثمانينات، وشاركت فيه بحب التصميم مع والدتها. كان من الطبيعي أن تختار التخصص في الأزياء التراثية.

فقد تشبّعت بفكرة أن «لكل تصميم قصة، وكل قصة تحمل في طياتها جزءاً من الهوية السعودية، ونجحت في التقاطها وترجمتها بأسلوب يضمن استمرارها».

تشرح أنها استوحت تصاميم البعثات السعودية «الأولمبية» و«البارالمبية» للنساء، من ثوب «النشل» الذي عكس فخامة الهوية الثقافية بلونه الذهبي ونقوشه الدقيقة، وللرجال من الثوب والبشت، مع اختلاف الألوان وفق أيام الاحتفال؛ وفقاً لبروتوكول لبس البشت في المملكة العربية السعودية.

تصاميم النساء للبعثة السعودية الأولمبية والبارالمبية من ثوب النشل باللون الذهبي (الشرق الأوسط)

لكنها لا تتقيد بالماضي وتقاليده بشكل حرفي، فتصاميمها تعكس التراث والثقافة السعودية في سياق عصري يتناسب مع الفعاليات العالمية ويواكب التطورات فيما يخص النقوش والقصات والخامات، وحتى الألوان، التي تجاري فيها توجهات الموضة العالمية.

لمسات من التراث على تصاميم عصرية تواكب أحدث التصاميم العالمية (الشرق الأوسط)

فهي تؤكد أنها توازن بين التراث والابتكار... الأول يظهر في اهتمامها بالنقوش، التي تعدّها جزءاً أساسياً من تصاميمها، والثاني يظهر في القصات والخامات، «وهذا ما يجعلها غنية بالتفاصيل ومتنوعة وفق كل منطقة تستلهم منها... فلكل منطقه ثقافتها وتطريزاتها وألوانها. حتى الأقمشة المستخدمة تختلف في حياكتها من منطقة إلى أخرى وفق المناخ»؛ ففي المناطق الباردة، كانت تصنع من الصوف والفراء، وفي المناطق الصحراوية والساحلية كانت تحاك بالحرير والقطن صيفاً.

الممثلة السعودية إلهام علي بتصميم بخامة التل من توقيع علياء السالمي (الشرق الأوسط)

ومع تنوع الأقمشة، تنوعت أيضاً الأزياء، ووفق علياء السالمي، فإن «هناك أزياء خاصة بالمناسبات والأفراح، وأزياء خاصة بالعمل، فأزياء المناسبات تكون مزخرفة بخيوط حريرية أو معدنية من الذهب أو الفضة بشكل أكبر من الأزياء العملية اليومية، وتصنع من أفضل أنواع الحرير والصوف والقطن وبألوان مختلفة. وبما أن العروس في الأفراح، مثلاً، ترتدي أكثر من زي، فهناك زي خاص بليلة الحناء يختلف تماماً عن زي يوم الزفاف، كما يجري العمل به في كثير من الثقافات».

تصاميم رجالية شاركت فيها علياء السالمي مع منسق المظهر طارق يحي (الشرق الأوسط)

بعد مشاركتها الأخيرة في «أولمبياد باريس» ونجاحها في جذب الأنظار، تتطلع علياء إلى دخول عوالم أزياء الرجل، لا سيما أن تجربتها لن تكون جديدة؛ فقد سبق أن تعاونت في عام 2022 مع منسق المظهر طارق يحيى عبر مجموعة محدودة كانت ردود الفعل عليها جد إيجابية.

هي الأخرى لن تخلو من اللمسات التراثية التي ترى علياء أنها «ما تُميز المصممين السعوديين، وتظهر في أغلب ما يطرحونه. كل واحد منهم يلتقط خيطاً ينسج منه أساليب مبتكرة بأحدث التقنيات».