«قلق» توضيب حقيبة السفر تُبدّده إرشادات مفيدة

اتّباعها يتيح بلوغ الاستفادة القصوى الحائلة دون النسيان والفوضى

الحقيبة الموضَّبة على مهل تقلّل احتمالَي الفوضى والنسيان (شاترستوك)
الحقيبة الموضَّبة على مهل تقلّل احتمالَي الفوضى والنسيان (شاترستوك)
TT

«قلق» توضيب حقيبة السفر تُبدّده إرشادات مفيدة

الحقيبة الموضَّبة على مهل تقلّل احتمالَي الفوضى والنسيان (شاترستوك)
الحقيبة الموضَّبة على مهل تقلّل احتمالَي الفوضى والنسيان (شاترستوك)

بحجم الحماسة للسفر والشعور اللطيف بتغيُّر المكان، يصيب توضيب الحقيبة كثيرين بارتباك. بعضٌ يُرجئ المَهمّة - ولا مفرّ منها - حتى الساعات الأخيرة قبل التوجّه إلى المطار، ويَحدُث أمام الاستعجال أن يحلّ النسيان. وبعضٌ يتّبع نصائح لتفادي فوضى الحقيبة وأخْذ ما لا يُستغنى عنه، فيوضّب بلا عجلة ويتأكد من جميع المستلزمات. يمتلئ الإنترنت بإرشادات تُسهّل توضيب الحقائب بما يتيح الاستفادة القصوى من المساحة والحجم. لا بأس باستعادتها توفيراً للندم ولتكرار عتب من نوع «كيف نسيتُ إحضار هذا؟»، «يا لِتيه الرأس حتى فاتتني أشياء كثيرة!».

لنبدأ من تجنُّب التوضيب في الدقيقة الأخيرة. جميعنا يطارد الوقت. وهو قهّار يتسرّب من الأيدي. مع ذلك، يُنصح بجمع أغراض السفر على مهل، قبل وقت غير قليل من موعد الرحلة، وتفادي تكديسها تحت الضغط. ورقة وقلم يساعدان في إعداد القائمة، والهاتف أيضاً، فيُستحسَن كتابة المطلوب حَمْله. ولأنّ الرأس يسبق الجسد في بلوغ الوُجهة، يمكن تصوُّر ملابس النهار والليل بحسب جدول الأعمال. في الصباح ألبُس كذا، وفي المساء سأرتدي كذا. تُجهَّز الملابس وفق المُخطَّط قبل توضيبها.

يُستحسن إعداد قائمة بالأغراض المُراد توضيبها من خلال الورقة والقلم (غيتي)

الطقس مسألة مهمّة. معرفته الدقيقة تتيح تحديداً أفضل للملابس. وهذه خطوة تسبق إعداد القائمة، المُفترض تقسيمها إلى مجموعات: ثياب، أحذية، أكسسوارات، أدوات النظافة، أجهزة إلكترونية وشواحن... التنبُّه إلى الاكتفاء بالضروري فقط يقلِّص احتمال الاتجاه إلى الوزن الزائد. جيد أيضاً توفير المال.

يُنصح بالتحايل في اللباس، فيُنسَّق البنطال الواحد على أكثر من قميص، ما يخفّف العدد. وماذا عن عَكْس القطع، فيمكن ارتداء قميص أو كنزة على بنطال ما، ثم ارتداؤهما على بنطال آخر، فتتحقق الاستفادة القصوى بأقل توضيب للملابس؟ الفكرة جيدة، ويمكن تطبيقها بذكاء، ما يشتّت الانتباه إلى تكرار الملابس لحُسن تنسيقها في أوقات متباعدة.

الحقيبة الموضَّبة على مهل تقلّل احتمالَي الفوضى والنسيان (شاترستوك)

بعد تحضير القائمة، يُنصح بتوضيبها بحقيبة خفيفة الوزن يَسهل جرّها. ترتبط الحقائب بالوُجهة، فأسفار المطارات تشترط عجلات والتحلّي بميزة مقاومة للصدمات، بينما أسفار رحلات الغوص والاكتشاف تقتضي حقائب تعاند الماء وعوامل الطبيعة، لتمتاز حقائب رحلات السيارة بالطراوة بما يسهّل تخزينها في الصندوق. لا ينصح خبراء بشراء الحقيبة الغالية والمميزة الشكل، بل خفيفة الوزن وعالية الجودة، فتنجو من قسوة المعاملة أحياناً.

حان وقت التوضيب. البداية من ضرورة فصل الملابس النظيفة عن أخرى متّسخة قد يحتاج المسافر إليها، خصوصاً الجوارب. لا بأس بتحميل كيس لوضع الملابس المتّسخة في رحلة العودة إلى الديار. يمكن طيّ الملابس غير القابلة للتجعُّد، وأيضاً البناطيل، ووضعها في أسفل الحقيبة، لتُمدَّد عليها القمصان أو الملابس سهلة التجعُّد. عموماً، يُنصَح بتفادي النوع الأخير، واستبداله بصوف أو قطن، إلا للضرورة. على أزرار القمصان أن تُغلق، وينبغي فور بلوغ الوُجهة تفريغ الحقيبة مما يَسهل تجعُّده، مع نصيحة يطبّقها البعض: تشغيل الدوش الساخن وإغلاق الباب على مسافة من هذه الملابس المُجعّدة بعد تعليقها، فتستعيد نعومتها بالبخار. هذا لمَن لا يفضّلون الكيّ، وإلا فلتُكوَ القطعة لتعُد كما كانت.

توضيب الحقيبة مسألة تصيب البعض بالقلق رغم حماسة السفر (شاترستوك)

يُفضَّل تقليل عدد الأحذية واستبعاد الضخمة منها، مع وضعها في أكياس خاصة، لتفادي التهامها مساحة مقدَّرة من الحقيبة، واقتحام حيّز الملابس لدى أول ارتطام خارجي. ثم توضع الملابس الداخلية والجوارب، لتليها أدوات العناية بالنظافة، ويُستحسن حصرها في حقيبة صغيرة تُستعمل في كل رحلة، وتحتوي قنانيَ بلاستيكية بحجم 100 مليلتر، تُزوّد بالشامبو المفضّل أو غسول الوجه ومزيل المكياج مثلاً، عوض حَمْل القناني الكبيرة، خصوصاً في أسفار مدّتها أيام، مع إمكان تفادي توضيب مستلزمات شخصية توفرها الفنادق مثل الصابون، أو ما يمكن شراؤه بسهولة مثل معجون الأسنان. أما فرشاة الشعر مثلاً والشواحن، فيمكن الاستفادة من زوايا الحقيبة وأماكنها غير المُستَغلَّة لمنحها حيّزها.

من المفيد الانتباه إلى أدق التفاصيل لئلا يحدث نسيان الأشياء (شاترستوك)

المطلوب التنبّه إلى عدم وضع أغراض ثمينة مثل مال ومجوهرات، أو مهمّة مثل أوراق ثبوتية وعقود عمل، في حقيبة الشحن. مهما بلغ الأمان، لا بدّ من حسبان هامش الخطأ المُترافِق مع الحظّ السيئ. من الضروري الاحتفاظ بها تحت الأنظار، في حقيبة اليد أو الظهر. وهذه أيضاً، من الأفضل الانتباه لحجمها ووزنها، وما المسموح والممنوع في داخلها، وفق قيود شركة الطيران، فلا يتسبّب أي تجاوُز بوزن زائد أو إرغام موظّف الشركة، حاملَها، على تفريغ ما لا يرغب في التخلّي عنه.

بجانب الدواء وضرورات الإسعافات الأولية، يُنصح أيضاً باستعمال حقيبة اليد لتوضيب الملابس الأساسية. المهم، عدم تخطّي الوزن المسموح به، أو الحجم المخوَّل للمسافر حمله على الطائرة.

من النصائح، إقفال حقيبة الشحن أو تغليفها، خصوصاً لاحتوائها ما يخشى المسافر ضياعه أو سرقته. ويمكن أيضاً وضع علامة لافتة مثل شريط ملوّن، أو اسم صاحبها، وأي دلالة تسهّل تسلّمها بعد بلوغ الوُجهة، لا سيما في وضعية تشابُه الحقائب. في الذهاب رحلة ممتعة، ولدى الوصول إقامة سعيدة.


مقالات ذات صلة

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

سفر وسياحة وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» (WTM) في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

جوسلين إيليا (لندن)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر (الشرق الأوسط)

«طيران الرياض»: 132 طائرة إجمالي طلبياتنا من «بوينغ» و«إيرباص»

قال نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر لـ«الشرق الأوسط» إن إجمالي عدد طلبيات الطائرات وصل إلى 132 طائرة.

عبير حمدي (الرياض)
خاص واجهة جدة البحرية

خاص الخطيب: السعودية تؤدي دوراً محورياً في تطوير السياحة العالمية المسؤولة والمستدامة

شدَّد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب في حديث مع «الشرق الأوسط» على أن المملكة تلعب دوراً محورياً في قيادة تطوير السياحة العالمية المسؤولة والمستدامة وتقديمها.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق «شيبارة» يضم 73 فيللا عائمة فوق الماء وشاطئية (واس)

«شيبارة»... طبيعة بحرية خلابة في السعودية تستقبل زوارها نوفمبر المقبل

يبدأ منتجع «شيبارة» الفاخر (شمال غربي السعودية)، رابع منتجعات وجهة «البحر الأحمر»، استقبال الزوار ابتداءً من شهر نوفمبر المقبل لينغمسوا في تجربة سياحية فاخرة.

«الشرق الأوسط» (تبوك)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.