س: ابني المراهق يعاني من حب شباب حاد ويريد تجربة دواء «أكيوتين». سمعت أن بعض الأشخاص يتناولون جرعات صغيرة من الدواء لتقليل الآثار الجانبية. هل طريقة هذا العلاج فعّالة؟
دواء حبّ الشباب

ج: عندما يُصاب المراهقون (والبالغون) بحب شباب حادّ ومؤلم يُسبب ندوباً، ويجعلهم يشعرون بالخجل، وعندما تقاوم هذه الحالة العلاجات الأخرى، غالباً ما يصف أطباء الجلد «الإيزوتريتينوين» (isotretinoin)، وهو دواء فموي يُعرف باسم «أكيوتين» (Accutane) التجاري، كما كتبا إريكا سويني (*).
ويعمل الإيزوتريتينوين عن طريق تقليص الغدد الدهنية في الجلد ومنع خلايا الجلد من التكتل، وهذان التأثيران قد يسدا المسامات، كما يقول الدكتور جون باربييري، الأستاذ المساعد في الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة هارفارد. ما قد يُخفف الالتهاب الذي يُسبب الاحمرار والتورم والألم.
آثار جانبية مزعجة
ويضيف باربييري أن معظم الأشخاص الذين يتناولون الإيزوتريتينوين يتمتعون ببشرة صافية على المدى الطويل. لكن الآثار الجانبية للدواء قد تكون مزعجة وشديدة في بعض الأحيان. وتشمل هذه الآثار جفاف الجلد والشفتين والعينين، ونزيف الأنف، والصداع، وآلام العضلات، وآلام المفاصل، والاكتئاب، والتهيج، وارتفاع الكوليسترول. وفي بعض الحالات، كما ذكر باربييري، قد يعود حبّ الشباب.
«جرعات دقيقة»
بالنسبة لأولئك الذين عانوا من آثار جانبية، أو القلقين بشأنها، أو إذا عاد حب الشباب لديهم بعد العلاج، فقد يصف أطباء الجلد جرعات أقل من الإيزوتريتينوين، التي غالباً ما يشار إليها باسم «الجرعات الدقيقة»، وفقاً للدكتورة سارة بيركنز، الأستاذة المساعدة في طب الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة ييل.
* ما هي الجرعة الدقيقة؟ أوضحت بيركنز أنه لا يوجد تعريف موحد للجرعة الدقيقة من الإيزوتريتينوين. وقالت إن الكمية التي تتناولها تعتمد على وزنك، وشدة حب الشباب لديك، ومدى تحملك للدواء عند تناوله.
ووفقاً لباربيري، فإنه على سبيل المثال، إذا كان وزنك 130 رطلاً (الرطل 453 غراماً)، فقد تتراوح الجرعة القياسية بين نحو 30 و60 مليغراماً يومياً. أما الجرعة الأقل فقد تتراوح بين نحو 10 و30 مليغراماً يومياً، أو قد يوصي الطبيب بتناول حبة دواء منخفضة الجرعة 3 مرات فقط أسبوعياً.
* إطالة فترة العلاج. وسواء تناولت جرعة كاملة أم جرعة صغيرة، فإن الهدف هو الحصول على نفس الكمية الإجمالية من الإيزوتريتينوين بنهاية العلاج، كما ذكرت الدكتورة هيذر دبليو جوف، أستاذة الأمراض الجلدية في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوث ويسترن في دالاس. ولكن قد يستغرق الأمر وقتاً أطول مع الجرعة الأقل. وأضافت جوف أن العلاج القياسي يستغرق عادةً من 4 إلى 6 أشهر، بينما قد تتطلب الجرعة الصغيرة 8 أشهر إلى عام أو أكثر. وأضافت جوف أن الوصول إلى الجرعة التراكمية يقلل من خطر عودة حب الشباب بعد العلاج.
هل الجرعات الصغيرة مناسبة لكِ؟ قال بيركنز إن السبب الرئيسي وراء اقتراح أطباء الجلد استخدام جرعات صغيرة من الإيزوتريتينوين هو المساعدة في تقليل الآثار الجانبية.
وأضاف باربييري أن الجرعات الصغيرة يمكن أن تساعد أيضاً في علاج حب الشباب الذي يعود بعد دورة علاجية قياسية بالإيزوتريتينوين.
وأضافت بيركنز أن هذه الجرعات قد تكون مناسبة أيضاً لمن يعانون من حب الشباب الخفيف إلى المتوسط الذي لم يختفِ بعلاجات أخرى.
* تنبيهات للحوامل. يجب عليكِ تجنب تناول أي جرعة من الإيزوتريتينوين إذا كنتِ حاملاً أو قد تصبحين حاملاً قريباً. يمكن أن يسبب الدواء عيوباً خلقية خطيرة، والإجهاض، وولادة جنين ميت. يجب على كل من يرغب في تناول الإيزوتريتينوين التسجيل في برنامج «iPLEDGE» التابع لإدارة الغذاء والدواء الأميركية. وأوضحت جوف أن هذا النظام يراقب وصفات الإيزوتريتينوين ويضمن استخدام المريضات المحتمل حملهن لوسائل منع الحمل وتقديم نتائج سلبية لاختبارات الحمل قبل البدء في تناول الدواء. كما يُلزم النظام هؤلاء المريضات بإجراء اختبارات حمل منتظمة أثناء تناول الدواء.
فحوصات دورية
قد يرفع الإيزوتريتينوين مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وقد يرفع أيضاً إنزيمات الكبد، لذا يُجري أطباء الجلد فحوصات دم دورية لمراقبة هذه المستويات. وأفادت بيركنز أن هذا الفحص قد يُصبح مُرهقاً إذا كنت تتناول جرعة أقل. ولأنك ستستمر في تناول الدواء لفترة أطول من الجرعة الاعتيادية، فقد تحتاج إلى مراقبة منتظمة لمدة عام أو أكثر.
مع ذلك، أشار باربييري إلى أن كلاً من النظامين الاعتيادي والمنخفض الجرعة يُمكن أن يُحقق نتائج ممتازة. بينما شرحت جوف المُفاضلة بين أسلوبي العلاج باستخدام تشبيه رحلة برية؛ إذا كان عليك القيادة لمسافة 160 كيلومتراً، فستصل إلى هناك بسرعة إذا قدت بسرعة 160 كيلومتراً في الساعة، ولكن قد يكون ذلك محفوفاً بالمخاطر. وأضافت: «أو يُمكنك القيادة بسرعة 8 كيلومترات في الساعة. وستصل إلى هناك، ولكن سيستغرق الأمر وقتاً أطول مع مخاطر أقل».
* خدمة «نيويورك تايمز»

