«فريند» قلادة ذكية تستمع دوماً... أفضل صديق لك

تجلب الصُحبة وتكسر العزلة أثناء الترحال والسفر

«فريند» قلادة ذكية تستمع دوماً... أفضل صديق لك
TT

«فريند» قلادة ذكية تستمع دوماً... أفضل صديق لك

«فريند» قلادة ذكية تستمع دوماً... أفضل صديق لك

كان آفي شيفمان، المختص بتطوير التكنولوجيا، بحاجة إلى صديق عند شعوره بالعزلة أثناء ترحاله لوحده في اليابان. وكان منغمساً في عملية بناء «تاب»، وهو نوع جديد من الأجهزة التقنية القابلة للارتداء التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثات معرفية، وشخصية أيضاً، مع مرتديها. وأثناء السفر، تحول مشروعه من روح العصر المتشبعة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى حالة عاطفية أكثر غموضاً... «لقد أردت أن يكون هناك شخص معي حقاً أثناء سفري»، كما يقول شيفمان.

«فريند» جهاز حوسبة شخصي

وهكذا تحول «تاب» Tab، الذي أُعلن عنه لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وبدعم تمويلي قدره 1.9 مليون دولار، إلى «فريند» Friend (صديق)، وهو رفيق ذكاء اصطناعي يعتقد شيفمان أنه يمكن أن يكون، كما يوضح الاسم، نوعاً جديداً من الأصدقاء.

«فريند» جهاز حوسبة شخصي جديد يعمل بنظام «تشات جي بي تي» ChatGPT ونماذج ذكاء اصطناعي أخرى، بمبلغ غير معلن من التمويل (وتبلغ قيمة مشروعه 50 مليون دولار).

قلادة الصُحبة

بعد نحو عام ونصف من التطوير وإعادة تموضع كبيرة إلى حد ما، تم إطلاق الجهاز رسمياً الثلاثاء الماضي. وسيباع الجهاز مقابل 99 دولاراً، وتشحن الدفعة الأولى بحلول يناير (كانون الثاني) 2025.

الجهاز نفسه مبسط قدر الإمكان. يقول شيفمان: «إنه في الأساس ميكروفون بلوتوث فاخر يعمل دائماً». وصُمم هذا الجهاز ليُلبس حول الرقبة مثل قلادة معلقة، وهو عبارة عن حجر أبيض مستدير بحجم كرة تنس الطاولة.

يشير الضوء المتوهج بالداخل إلى وقت تشغيله، والذي وفقاً لشيفمان، يكون مثالياً طوال الوقت. مع عمر بطارية يصل إلى 15 ساعة. ويسمع الجهاز كل ما يقوله مرتديه، وأي ضوضاء أخرى يكون بالقرب منها، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لمعالجة كل ذلك.

وهو يقترن بالهاتف الذكي ولكنه لا يتطلب خدمة خلوية خاصة به، ولا يحتوي على تخزين داخلي. ويتم تشفير كل ما يسجله ودفعه إلى السحابة، ويمكن للمستخدمين الوصول إلى هذه البيانات أو تعديلها أو حذفها حسب الرغبة.

ميكروفون بلوتوث واقتران هاتفي

يمكن للمستخدمين التحدث إليه مباشرة عن طريق لمس الضوء الموجود على الجهاز، وسوف يستجيب الذكاء الاصطناعي على الفور عبر رسالة نصية تُرسل إلى هاتف المستخدم. كما يمكنه إرسال رسائل غير مُطالب بها بناءً على ما يسمعه وما تعلمه من خلال الاستماع إلى مرتديه بمرور الوقت. يقول شيفمان: «كلما تحدثت إليه أكثر، بنيت علاقة معه... وهذا هو الهدف الكامل للمنتج حقاً».

ويعتقد شيفمان أن «فريند» يقوم بما يفعله الصديق الحقيقي، لكن بواسطة الذكاء الاصطناعي: إنه يستمع إليك ويرد عليك ويشاركك بعض تجاربك ويستخدم هذا السياق لإثراء تفاعلاتك.

ويضيف: «عندما يكون لديك رفيق مجسد مثل هذا، فهو يستمع دائماً، ومن السهل التحدث إليه، وينتهي بك الأمر حقاً إلى القيام بأشياء معه. يمكنك مشاهدة فيلم معه أو لعب لعبة فيديو، وهو يستمع إلى كل ما يتم الحديث عنه؛ إنه يتدخل بشكل استباقي».

ملبوسات ذكية لكسر العزلة

تقدم منتجات الذكاء الاصطناعي الأخرى في السوق تجربة أكثر عملية، وغالباً ما تهدف إلى تحسين الإنتاجية. ويقوم جهاز آخر قابل للارتداء يعمل بالذكاء الاصطناعي تم الإعلان عنه أخيراً من «ليميتليس» Limitless بأداء مهمة مماثلة للاستماع إلى كل ما يسمعه مرتديه، ومعالجته بالكامل، والعمل كنوع من أنواع مساعدي الذاكرةmemory assistant.

ولا يهتم شيفمان بهذا النوع من المنجزات العملية جداً، على الأقل ليس بشكل مباشر. فهو يرى «فريند» كوسيلة لمواجهة بعض الشعور بالوحدة والعزلة الذي يشعر به الناس. ويقول: «لقد وجدت أن الأشخاص الذين يفهمونه ويحبون المنتج أكثر من غيرهم هم من الفتيات المراهقات وكبار السن – أي الأشخاص الذين لا تتوقع منهم أن يحبوا بعض أدوات الذكاء الاصطناعي على الأقل».

إن تقليل شعور الناس بالوحدة، وكسر عزلتهم، يمكن أن يكون له تأثيرات متتالية. «بمعنى ما، فإن وجود صديق مقرب قادر على منحك الاستقرار العاطفي والوضوح هو تعزيز أعمق للإنتاجية من أي نوع آخر من الأدوات التي يمكنني صنعها» كما يقول شيفمان.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

مشروع من «غوغل» لإدارة حركة المرور باستخدام الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا يتوفر مشروع «الضوء الأخضر» في أكثر من 12 مدينة حول العالم بما في ذلك بنغالورو وبوسطن وريو دي جانيرو وسياتل (شاترستوك)

مشروع من «غوغل» لإدارة حركة المرور باستخدام الذكاء الاصطناعي

سيقلل المشروع وقت الانتظار عند الإشارات الحمراء باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على تطوير حلول لمشاكل الازدحام المروري.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أظهرت بيانات حديثة ارتفاع التأثير المالي لاختراقات البيانات في عام 2024 بشكل كبير (شاترستوك)

ارتفاع تكلفة اختراقات البيانات في 2024 إلى 4.88 مليون دولار

شمل تقرير «آي بي إم» السنوي تكلفة اختراقات بيانات 604 منظمات في جميع أنحاء العالم.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد شعار مجموعة أعمال «ميتا بلاتفورمز» في بروكسل (رويترز)

أرباح «ميتا» تفوق التوقعات بفضل الذكاء الاصطناعي والإعلانات

حققت شركة «ميتا بلاتفورمز» نتائج مالية أفضل من توقعات السوق لإيرادات الربع الثاني يوم الأربعاء وأصدرت توقعات متفائلة للمبيعات للربع الثالث

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الاقتصاد جناح «توبي» في منتدى «عالم تجربة العميل» بالرياض (حساب الشركة على «إكس»)

أرباح «توبي» لتقنية المعلومات تقفز 79 % خلال الربع الثاني   

قفز صافي أرباح شركة «العرض المتقن للخدمات التجارية (توبي)» بنسبة 79.6 في المائة إلى 58.7 مليون ريال (15.6 مليون دولار)، خلال الربع الثاني من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا   يُصاب ما بين 30 و50 % من مرضى السرطان القنوي الموضعي بمرحلة شديدة التوغل من السرطان (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الورم قبل تحوله إلى سرطان الثدي

يمكن أن يساعد الأطباء في تقييم مرحلة سرطان الثدي وبالتالي المساعدة في تقليل العلاج المفرط.

نسيم رمضان (لندن)

دور المتغيرات الجينية في اضطرابات النمو العصبي

دور المتغيرات الجينية في اضطرابات النمو العصبي
TT

دور المتغيرات الجينية في اضطرابات النمو العصبي

دور المتغيرات الجينية في اضطرابات النمو العصبي

اكتشف العلماء جيناً من المحتمل أن تسبب متغيراته اضطرابات النمو العصبي لدى مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وتعد نتائج الدراسة خطوة أولى مثيرة، نحو تطوير علاجات مستقبلية للاضطرابات التي لها آثار مدمرة على التعلم والسلوك والكلام والحركة.

وتنجم اضطرابات النمو العصبي عن ضعف النمو وتطور الدماغ، أو الجهاز العصبي المركزي. وفي حين يُعتقد أن معظم هذه الاضطرابات وراثية، وتسببها تغييرات في الحامض النووي «دي إن إيه» (DNA)، فإن نحو 60 في المائة من الأفراد الذين يعانون من هذه الحالات لا يعرفون حتى الآن تغير الحامض النووي المحدد الذي يسبب اضطرابهم.

تغيرات جينية محددة

في الدراسة الجديدة التي قادتها جامعة أكسفورد، ونشرت في مجلة «نتشر» (Nature) في 11 يوليو (تموز) الحالي، برئاسة نيكولا ويفين الأستاذ المشارك في معهد البيانات الضخمة، ومركز علم الوراثة البشرية بجامعة أكسفورد، في المملكة المتحدة، أشار الباحثون إلى أن جميع الجينات تقريباً المعروفة بتورطها في اضطرابات النمو العصبي مسؤولة عن صنع البروتينات. ومع ذلك اكتشف الفريق أن الجين «RNU4-2» يصنع بدلاً من ذلك جزيء الحامض النووي الريبي «آر إن إيه» (RNA) الذي يلعب دوراً مهماً في كيفية معالجة الجينات الأخرى في الخلايا.

وتقدر الدراسة أن هذه التغييرات المحددة في جين «RNU4-2» يمكن أن تفسر 0.4 في المائة من جميع حالات اضطرابات النمو العصبي على مستوى العالم، ما قد يؤثر على مئات الآلاف من العائلات في جميع أنحاء العالم.

وفي حين أن الدراسات السابقة نظرت فقط إلى الجينات التي تصنع البروتينات، فإن البيانات الواردة من مشروع 100 ألف جينوم الذي استخدمه الفريق، تعني أنه يمكن تسلسل الجينومات كلها، ما يسمح بتحليل التغييرات في الجينات التي لا تصنع البروتينات، مثل الجين «RNU4-2» أيضاً.

كما وجد الفريق طفرات في الجين لدى 115 شخصاً مصاباً باضطرابات النمو العصبي، وكان لدى كثير منهم المتغير نفسه الذي يضيف قاعدة إضافية واحدة في موقع مهم في الحامض النووي الريبي.

تأثيرات طبية وعلمية

ويعتمد هذا الاكتشاف على العمل المشترك في جامعتي مانشستر وأكسفورد، لفهم تأثير اختلافات الحامض النووي (دي إن إيه) في جزء الجينوم البشري الذي لا يشفر مباشرة للبروتينات، والذي كان يسمى في السابق «الحامض النووي غير المرغوب فيه» بسبب وجوده غير المعروف.

وتهدف هذه النتيجة إلى تحويل الاختبارات والأبحاث الجينية السريرية، وتوفير سبل تشخيصية جديدة، والأمل للعائلات المتضررة من اضطرابات النمو العصبي. ويعد التعاون بين العلوم الحسابية وعلم الجينوم والأبحاث السريرية أمراً بالغ الأهمية للاكتشافات المستقبلية.

وأكد البروفسور نيكولا ويفين أهمية هذا الاكتشاف، من خلال ملاحظة الحجم الصغير نسبياً لجين «RNU4-2» مقارنة بجينات ترميز البروتين المشاركة في اضطرابات النمو العصبي. ومع ذلك فهو متورط في كثير من الأحيان تقريباً، ولا يَعِد هذا الاكتشاف بإنهاء الرحلة التشخيصية لكثيرين فحسب؛ بل يُظهر أيضاً قوة التعاون العلمي العالمي والتحليل الجينومي الشامل، في فهم الاضطرابات الوراثية المعقدة ومعالجتها.

التصلب الجانبي الضموري

وفي دراسة أخرى، حدد الباحثون طفرة جديدة في الجين «ARPP21» التي يمكن أن تكون السبب وراء الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي تنكسي مدمر.

وعلى وجه التحديد، رصدوا طفرة مشتركة في الجين الذي يرمز للبروتين الرابط للحامض النووي الريبي «آر إن إيه» (RNA) تم العثور عليها في إجمالي 10 مرضى مصابين بالتصلب الجانبي الضموري من 7 عائلات غير مرتبطة، في منطقة في جنوب شرقي منطقة لاريوخا في إسبانيا، شمال شبه الجزيرة الأيبيرية.

وقد جاء التحقيق بعد ملاحظة عدد كبير من حالات التصلب الجانبي الضموري في تلك المنطقة؛ خصوصاً الحالات العائلية التي تجاوزت بشكل كبير العدد المتوقع، بناءً على معدلات الإصابة المعتادة. ونُشرت الدراسة في مجلة «علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي» (Journal of Neurology, Neurosurgery & Psychiatry) في 2 يوليو الحالي، لمجموعة من الباحثين من أمراض الأعصاب العضلية، ومجموعة البيولوجيا العصبية للخرف في معهد سانت باو للأبحاث، ووحدة الذاكرة في مستشفى سانت باو في إسبانيا، بقيادة الدكتور ريكارد روخاس غارسيا، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة.

وأوضح الباحثون أن كثيراً من المرضى كانوا من مدن قريبة، مما أثار الاهتمام. وتُظهر الإحصاءات أن 5- 10 في المائة من حالات التصلب الجانبي الضموري لها تاريخ عائلي، وفي 30 في المائة من هذه الحالات لا يمكن تحديد السبب الوراثي حتى بعد دراسة موسعة. وكان هدف الباحثين هو تحديد جينات جديدة مرتبطة بالتصلب الجانبي الضموري، في الحالات التي كانت فيها الاختبارات الجينية سلبية.

وقام العلماء بإجراء تسلسل الجينوم الكامل على مجموعة مكونة من 12 مريضاً بمرض التصلب الجانبي الضموري من هذه المنطقة الفريدة، منهم 5 لديهم تاريخ عائلي للمرض. وتم توسيع الدراسة لتشمل أفراد الأسر المتضررة، وحالات إضافية من منطقة أوسع؛ لكن لم يتم العثور على الطفرة المحددة في جين «ARPP21» في الجينات الأخرى المسببة للمرض، ما يشير بقوة إلى أن «ARPP21» هو جين جديد مسبب لمرض التصلب الجانبي الضموري.

وقال الدكتور أوريول دولز إيكاردو، من معهد أبحاث الطب الحيوي، في سانت باو، برشلونة، إسبانيا، والباحث المشارك في الدراسة إن الطفرة الجديدة ستفتح الأبواب لأبحاث علاجات شخصية جديدة، ودراسة وظيفة البروتين في المرض، وتساعد أيضاً في تشخيص التصلب الجانبي الضموري بدقة أكبر، وإن هذا الاكتشاف له آثار عالمية؛ حيث يمكن للفرق البحثية في جميع أنحاء العالم مراجعة قواعد بياناتهم، للبحث عن هذه الطفرة في أماكن أخرى.

ويؤكد الاكتشاف أهمية البحث المستمر في مناطق جغرافية محددة، لاكتشاف عوامل وراثية جديدة، مما يتيح تشخيصاً أفضل واستشارة وراثية للعائلات المتضررة، ويفتح آفاقاً جديدة للبحث في وظيفة البروتين وعلاقته بالمرض.