أقنعة «ضوئية» وعصيّ عالية التردّد للعناية بالبشرة

أجهزة التجميل المنزلية لها محاسنها ومساوئها

قناع ضوئي للتجميل المنزلي
قناع ضوئي للتجميل المنزلي
TT
20

أقنعة «ضوئية» وعصيّ عالية التردّد للعناية بالبشرة

قناع ضوئي للتجميل المنزلي
قناع ضوئي للتجميل المنزلي

يتحدّث أطبّاء الجلد عن أجهزة العناية بالبشرة التي تستحقّ الاهتمام.

يذهب محبّو الجمال هذه الأيّام إلى ما هو أبعد من الأمصال والكريمات المرطّبة عندما يتعلّق الأمر ببشرتهم. فقد نجحت التقنية في اختراق عالم العناية بالبشرة، والجميع من الأقارب إلى المشاهير، باتوا يتحدّثون عن العلاج بالضوء الأحمر وجلسات تنظيف الوجه المنزلية.

عصا بالضوء الاحمر
عصا بالضوء الاحمر

أجهزة العناية بالبشرة

تشير التوقعات إلى أنّ سوق أجهزة العناية بالبشرة، بما فيها من أقنعة وعصيّ، ستنمو من 5 مليارات دولار في عام 2022 إلى 14 مليار دولار تقريباً بحلول 2032. ولكن هل يمكن عدّ هذه الأدوات، التي يبدأ سعرها من 100 دولار، استثماراً رابحاً؟ يتحدّث طبيبا الجلد آزاده شيرازي وماريزا غارشيك في مجلة «فورتشون»، عن سلبيات وإيجابيات هذه الأجهزة وما إذا كانت فعلاً بجودة العلاجات العيادية.

ما أجهزة العناية بالبشرة، وما المشكلات التي تعالجها؟

يقول شيرازي إنّ «أجهزة العناية بالبشرة توفّر اليوم تقنيات متطوّرة كانت فيما مضى متوفرة في عيادات أطباء الجلد حصراً». وتستخدم هذه الأجهزة التيّارات الطفيفة، والتعديل الحيوي الضوئي، وتقنيات موجات الراديو لتنشيط إنتاج الكولاجين، ومعالجة حبّ الشباب، وتقليل ظهور التجاعيد وتصحيح الندوب. ولكن ّجدارة هذه الأجهزة لا تزال قيد التشكيك.

يربط شيرازي شعبية أجهزة العناية بالبشرة بوسائل التواصل الاجتماعي وتنامي الاهتمام بالعناية بالبشرة الذي بدأ خلال الجائحة، ومن دون أن ننسى طبعاً عامل الراحة لفكرة إجراء علاجات العناية بالبشرة في المنزل بدل الاضطرار لزيارة طبيب الجلد. ويضيف أنّ «هذه الأجهزة المنزلية مصممة لتكون محمولة وصديقة لمستخدمها، لتتيح له دمجها بسلاسة في روتين بشرته المنزلي».

جهاز منزلي بالليزر لازالة الشعر
جهاز منزلي بالليزر لازالة الشعر

أجهزة تجميل منزلية

لا تزال أجهزة العناية بالبشرة في المنزل، وأبرزها عصا «سولاويف 4 في 1 أدفانسد سكين كير واند» Solawave 4 - in - 1 Advanced Skincare Wand (169 دولاراً)، و«نيو فيس ترينيتي» مجموعة المبتدئين NuFace Trinity Starter Kit (395 دولاراً)، و«د. دنيس غروس سبكترا لايت فيسوير برو» Dr. Dennis Gross DRx SpectraLite FaceWare Pro (455 دولاراً)، جديدة في الأسواق.

عندما تشترون واحدة منها، ستقرأون تعابير كـ«تيارات طفيفة» و«علاج مصابيح الليدLED».

وفيما يلي معاني هذه المصطلحات والمكاسب التي تقدّمها.

• التيارات الطفيفة Microcurrents

تشرح غارشيك أنّ «أجهزة التيارات ذات الشدة الطفيفة تستخدم مستوى منخفضاً من الطاقة الكهربائية لتنشيط عضلات الوجه والمساعدة في نحت وشدّ الوجه. ولأنّها تساعد في شفاء الجروح وتخفيف الالتهاب، يُعتقد أيضاً أن التيارات الطفيفة تعزّز إنتاج الكولاجين والإيلاستين لتساهم في شد وتمتين البشرة. ولكنّ هذه المعلومات لا تزال بحاجة لمزيد من البحث». تساعد التيارات الطفيفة في تعزيز الدورة الدموية، وتقليل ظهور الخطوط الرفيعة والتجاعيد.

تنشيط إنتاج الكولاجين

• التعديل الحيوي الضوئي في أقنعة الليد LED photobiomodulation. ابتكرت وكالة «ناسا» الفضائية العلاج بالضوء الأزرق والضوء الأحمر ليساعدا في شفاء وتعافي الجروح.

يساعد الطول الموجي للضوء الأحمر في تليين التجاعيد، وينشّط إنتاج الكولاجين، ويعزّز الدورة الدموية. تقول شيرازي إنّ «علاج الضوء الأحمر في أقنعة الليد يعمل باستخدام تقنية التعديل الحيوي الضوئي، ظاهرة تنشط خلالها عناصر مختلفة في خلايانا بفعل موجات ضوئية طولية مختلفة. يمكن تشبيه العلاج بالضوء الأحمر بقهوة الصباح؛ حيث إنه يساعد في إيقاظ الخلايا من خلال تنشيط المصوّرة الحيوية، مصنع طاقة الخلايا». يساعد هذا التنشيط المصوّرة الحيوية في البدء بعملها في تصحيح الخلايا والمساهمة في نموّها.

بدوره، يساعد الضوء الأزرق في تنظيف البشرة من حبّ الشباب بقتله للبكتيريا.

• تقنية موجات الراديو

تستخدم أجهزة العناية المنزلية بالبشرة موجات الراديو لتنشيط إنتاج الكولاجين. ويقول شيرازي: «إذا كان همّكم الأوّل شدّ البشرة، يمكنكم استخدام جهاز لموجات الراديو لتوصيل الطاقة الحرارية التي تلعب أفضل دور في تمتين البشرة».

تنشط إنتاج الكولاجين وتعالج حبّ الشباب والتجاعيد وتصحح الندوب

قصور أجهزة العناية المنزلية

تعد أجهزة العناية المنزلية بالبشرة بمكاسب مغرية، ولكنّ كثيراً منها لا يزال يحتاج إلى سنواتٍ من البحوث. تشدّد غارشيك على ضرورة «إدراك أنّ أدوات وأجهزة العناية بالبشرة لا تحلّ محلّ الروتين المنزلي اليومي أو الإجراءات التي تجري في العيادات».

ويجب أيضاً التنبّه إلى مسألة مهمّة أخرى وهي ضرورة التقيّد الحرفي بالتعليمات في أثناء الاستخدام لأنّكم تشغّلون هذه الأجهزة من دون مساعدة خبير متدرّب. على سبيل المثال، توصي إحدى الأدوات الشهيرة مستخدميها باستعمالها بداية لمدّة خمس دقائق لثلاث مرّات في الأسبوع لاختبار تفاعل البشرة معها.

ومن هنا، تنبّه غارشيك إلى أفضلية تفادي بعض الأجهزة المنزلية التي تقدّم مكاسب محدودة قد يقابلها ضررٌ بالغ في حالات سوء الاستخدام، كأدوات تنظيف المسام أو علاجات تجديد الشباب.

إذن، هل تستحقّ هذه الأجهزة إنفاق أموالكم عليها؟ إذا كان الاهتمام ببشرتكم يشكّل جزءاً أساسياً من روتينكم الصحي العام، إذن، فقد تودّون الاستثمار في واحدٍ من هذه الأجهزة. تشرح غارشيك أنّ الأمر يتوقف على هاجسكم الأساسي، مشيرة إلى أنّ «استخدام هذه الأجهزة قد يؤدّي فعلاً إلى تحسّن مؤقت وبعض المكاسب على المدى الطويل في حال الالتزام بالاستخدام. لهذا السبب، إذا كنتم تملكون الميزانية وتفكرون جدياً باستخدام أحد هذه الأجهزة، يمكنكم اقتناؤه، ولكنّ المكاسب التي ستحصلون عليها من العلاجات العيادية أفضل بكثير».

وأخيراً، يوصي طبيبا الجلد بشراء جهاز خضع للاختبارات العيادية وحاز على ترخيص إدارة الغذاء والدواء. ويختم شيرازي قائلاً: «استشارة طبيب جلدية أو خبير العناية بالبشرة من شأنها أيضاً أن تساعد في تحديد نظام العناية بالبشرة الصحيح، الذي قد يشمل استخدام جهاز منزلي معيّن، بناءً على الاهتمامات والأهداف الفردية».


مقالات ذات صلة

5 طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين

صحتك يعاني كثير من المراهقين من مشكلات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والضغط النفسي (رويترز)

5 طرق فعّالة لتعزيز الصحة النفسية للمراهقين

نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن عدد من الأطباء النفسيين قولهم إن هناك 5 طرق يمكن للآباء اتباعها مع أبنائهم المراهقين لتعزيز صحتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأطعمة فائقة المعالجة تُضاف إليها مواد صناعية لجعلها جذابة وسهلة الاستهلاك (جامعة «جونز هوبكنز»)

الأغذية المُصنّعة ترفع معدلات الوفاة المبكرة عالمياً

حذّرت دراسة عالمية من أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة والمقرمشات والمشروبات المحلاة، يرتبط بارتفاع خطر الوفيات المبكرة على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بعض المشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا (رويترز)

من بينها «الشغف»... مشاعر جوهرية قد تؤدي إلى تدمير حياتك

الحياة مليئة بالتحديات، والتي ينبع بعضها عن مشاعر تسيطر علينا وتؤثر على نفسيتنا وقد تؤدي إلى تدمير حياتنا، على الرغم من أن بعضها يبدو إيجابياً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «براون» أن جزيئات الذهب النانوية قد تُستخدم يوماً ما للمساعدة في استعادة البصر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

أظهرت دراسة دولية جديدة أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد خطر الوفاة المبكرة، مما أثار دعوات متجددة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الأطعمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تصمم طائرة «صامتة» أسرع من الصوت

الصين تصمم طائرة «صامتة» أسرع من الصوت
TT
20

الصين تصمم طائرة «صامتة» أسرع من الصوت

الصين تصمم طائرة «صامتة» أسرع من الصوت

تدرك بكين أنه يتعين عليها الهيمنة على مجال الطيران التجاري ـ والطائرات الأسرع من الصوت المفتاح لتحقيق ذلك.

مشروعات صينية مستقبلية

وقد كشفت شركة «كوماك» الصينية العملاقة العاملة بمجال الطيران، خططها للطائرة «سي 949»، التي تفوق في سرعتها سرعة الصوت، ومصممة لتحلق لمسافة أبعد من الطائرة «كونكورد» بنسبة 50 في المائة، بينما تصدر دوياً صوتياً أقل صخباً عن صوت مجفف الشعر.

ومن المقرر إطلاق هذه الطائرة للمرة الأولى عام 2049، بالتزامن مع الذكرى المئوية لقيام جمهورية الصين الشعبية - مما يضع بكين في موقع يُمكّنها من منافسة مشروعات الطائرات الأسرع من الصوت الأميركية، مثل طائرة «ناسا إكس ـ 59» و«أوفرتشر» من شركة «بوم سوبرسونيك»، في خضم سباق لإعادة رسم ملامح مجال السفر الجوي العالمي.

في هذا الصدد، شرح بليك شول، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بوم سوبرسونيك» أن: «أهم ما بالأمر أنه يكشف أن مجال الطيران الأسرع من الصوت تحول إلى سباق قائم بالفعل، وأن الصين مهتمةٌ به. وترمز الطائرات المتقدمة إلى التفوق التكنولوجي، وليس من قبيل الصدفة أن تسعى الصين إلى الفوز بهذا التاج».

وفي إطار ورقة علمية نشرت الشهر الماضي في دورية «Acta Aeronautica Sinica»، التي تخضع لمراجعة النظراء، طرح مهندسون من «كوماك» تفاصيل طائرة بسرعة 1.6 ماخ، قادرة على الطيران لمسافة 4225 ميلاً، مما يتجاوز المسافة التي تقطعها الطائرة «كونكورد» البالغة 2796 ميلاً.

تصميم ديناميكي فريد

ويكمن السر في تصميمها في بدن الطائرة ذي «الانحناء المعكوس». في علم الديناميكا الهوائية، يشير هذا المصطلح إلى شكل منحنى غير تقليدي في جسم الطائرة أو الأجنحة، وجرى عكس الشكل التقليدي لجناح الطائرة (الذي عادةً ما ينحني للأسفل من الأمام إلى الخلف).

وفيما يخص طائرة «سي 949»، من شركة «كوماك»، يصف هذا المصطلح بشكل محدد الجزء الأوسط المقعر من جسم الطائرة ـ أي المنحني إلى الداخل بدلاً من الخارج. وأفادت الشركة بأن هذا الانحناء يُضعف من شدة الموجات الصدمية. ويتكامل هذا الشكل الفريد مع مقدمة طويلة حادة تُقسم موجات الضغط، بالإضافة إلى انتفاخات ديناميكية هوائية قريبة من المحركات، لتقليل الاضطرابات الناتجة عن خروج العادم. واللافت أن الطائرة لا تحتوي على قمرة قيادة تقليدية.

التشابه مع «إكس ـ 59»

وإذا بدا لك شكلها الطويل المشابه للسهم مألوفاً، فربما شاهدت طائرة «ناسا إكس ـ 59»، التي تتسم بتصميم مشابه للغاية. وبحسب دراسة بحثية نقلتها صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، أجرى الفريق بقيادة كبير خبراء الديناميكا الهوائية لدى شركة «كوماك»، وو داوي، بإجراء محاكاة أظهرت أن خصائص «سي 949» الديناميكية ستخفض ضوضاء الانفجار الصوتي إلى 83.9 وحدة ديسيبل (وحدة تقيس الصوت المدرك)، ما يعادل صوت مجفف شعر. وتمثل هذه النسبة 5 في المائة فقط من ضجيج الـ105 ديسيبل، الذي تُحدثه طائرة الكونكورد. أما طائرة «ناسا»، فسجلت 75 ديسيبل، ما يقارب صوت غسالة أطباق ـ مما يعني أن «سي 949» أعلى صوتاً قليلاً. من جهتها، تأمل «كوماك»، كما تأمل «ناسا»، في أن يُسهم تقليل الضوضاء في رفع الحظر المفروض على الطيران فوق الصوتي فوق اليابسة منذ عام 1971. وأعلنت الشركة أن ضجيج الإقلاع، سيكون ضمن الحدود الدولية المسموح بها للمطارات القريبة من المدن. وتسعى الشركة الحكومية لأن تصبح منافساً عالمياً لـ«بوينغ» و«إيرباص»، وهي تدرك أن النجاح التجاري يعتمد على ذلك.

نظم ذكاء اصطناعي

وعلى غرار «إكس 59»، تتميز «سي 949» بأنف طويل للغاية وهياكل معدلة لتفتيت الموجات الصدمية، لكنها تضيف أنظمة ذكاء اصطناعي لا تتوفر في طائرة «ناسا». وتُشير الدراسة إلى أن نظام التحكم بالطيران المدعوم بالذكاء الاصطناعي (fly-by-wire) يتولى ضبط الأسطح الهوائية للطائرة 100 مرة في الثانية، لمواجهة عدم الاستقرار الناتج عن السرعة العالية.

وتعتمد «سي 949» على محركين نفاثين من نوع الدورة التكيفية أي المحركات النفاثة التي توفر الدفع، وبإمكانهما التبديل بين وضعين: أحدهما اقتصادي في استهلاك الوقود، عند ارتفاع 52 ألف قدم بسرعة 1.7 ماخ، والآخر عند الارتفاعات المنخفضة بسرعة 1.6 ماخ ضمن نمط «الضجيج المنخفض».

ومثل «إكس ـ 59»، يبلغ طول أنف الطائرة 30 متراً ـ ما يقارب نصف طول الطائرة ـ لتوزيع وتشتيت الموجات الصدمية، بينما يوجد محركها فوق هيكل الطائرة لتوجيه الصوت نحو الأعلى.

من جهته، قال مدير برنامج «إكس ـ 59» لدى شركة «لوكهيد»، ديف ريتشاردسون: «يتعلق الأمر برمته بالهندسة الدقيقة، وليس التكنولوجيا الخارقة. إنها طريقة مدروسة لتحويل صوت الانفجار إلى خفقة مكتومة».

وتأمل «لوكهيد» في أن يثمر تصميمها عن طائرة تجارية تحمل 44 راكباً، بطول 61 متراً. وفي هذا الصدد، أقر ريتشاردسون بوجود عقبات بالطريق، موضحاً أن «توسيع (إكس ـ 59) يتطلب محركات يمكنها التحليق بسرعة 1.8 ماخ، دون الحاجة إلى حراقات لاحقة ـ مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة».

وسيتعين على المهندسين الصينيين كذلك تطوير محركات جديدة، مثلما تفعل شركة «بوم سوبرسونيك».

من جهتها، تستخدم طائرة «كويست»، التابعة لـ«ناسا» نظام قمرة قيادة افتراضي، عبر عرض كاميرات عالية الدقة الرؤية الأمامية على شاشات داخلية، بدلاً من النوافذ الزجاجية التقليدية التي يرى منها الطيار، وهو ما يُلغي أي بروز قد يضخم صوت الانفجار. وفي الوقت الذي لم تُصرّح «كوماك» بعد إذا ما كانت «سي 949» ستستخدم هذا النوع من القمرة، فإنه يبدو الخيار الوحيد الممكن بالنظر إلى التصميم. ومن المقرر أن تعتمد طائرة «أوفرتشر»، من «بوم سوبرسونيك» الأسلوب ذاته، مثلما فعلت مع نموذجها الأولي «بوم سوبرسونيك إكس بي ـ 1»، الذي استخدمه شول والفريق المعاون له في اختبار «أوفرتشر»، وفكرتهم حول الطيران الأسرع من الصوت دون دوي. وتحرص «أوفرتشر» على تجنب هذه الأشكال الديناميكية الهوائية المتطرفة، وتعتمد في سبيل ذلك على ظاهرة جوية تُعرف بقطع ماخ (Mach Cutoff). على ارتفاع 18 ألف متر، يعتمد أسلوب «التحليق دون دوي» على درجات الحرارة واتجاهات الرياح لدفع الموجات الصدمية للانحناء نحو الأعلى، ما يمنعها من الوصول إلى الأرض. ومع أن الصوت يحدث، فإنه لا يصل حتى مستوى «خفقة باهتة»، كما في «سي 949» أو «أطس ـ 59». واستعرضت الشركة ذلك بالفعل عبر رحلتين فوق صوتيتين، فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا، قبل شهور قلائل. عن ذلك، أكد شول أن الأمر: «ليس سحراً، بل حسابات رياضية فحسب»، ويسعى شول إلى تقديم رحلات بسرعة 1.7 ماخ بأسعار مماثلة لدرجة رجال الأعمال بحلول عام 2029. وأضاف: «لا نحتاج إلى مواد جديدة، بل إلى هندسة أذكى».

* مجلة «فاست كومباني»

ـ خدمات «تريبيون ميديا»