الرائدان السعوديان في محطة الفضاء الدولية: نعيش حلماً ولحظة تاريخية

السعوديان علي وريانة في محطة الفضاء الدولية
0 seconds of 40 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:40
00:40
 
TT
20

الرائدان السعوديان في محطة الفضاء الدولية: نعيش حلماً ولحظة تاريخية

الرائدان ريانة برناوي وعلي القرني داخل محطة الفضاء الدولية
الرائدان ريانة برناوي وعلي القرني داخل محطة الفضاء الدولية

أكد رائدا الفضاء السعوديان، ريانة برناوي وعلي القرني، أنهما يعيشان حلماً ولحظة تاريخية بعد وصولهما إلى محطة الفضاء الدولية، مع رائدين آخرين، عند الساعة السادسة والربع مساء الاثنين بتوقيت السعودية، عقب رحلة استغرقت حوالي 18 ساعة.

وقال رائد الفضاء السعودي علي القرني من داخل المحطة: «بحمد الله وصلنا... نحن هنا للقيام بتجارب علمية تعود بالنفع على البشرية بإذن الله».

وقالت زميلته ريانة برناوي: «بدعم قيادتنا الرشيدة... نحن الآن نعيش حلماً لم نتوقع أن يصبح حقيقة... وهذه الرحلة تمثل السعوديين والوطن العربي بأكمله... وأيضاً فرصة لنكتشف الفضاء».

كانت رحلة طاقم مهمة «AX-2» قد انطلقت منتصف ليل الأحد-الاثنين، والتحمت مركبة «دراغون2» التي تقلهم، بالمحطة الدولية عند الساعة الرابعة والربع عصراً.

الصاروخ لحظة انطلاقه من فلوريدا (أ.ف.ب)
الصاروخ لحظة انطلاقه من فلوريدا (أ.ف.ب)

وحملت «دراغون 2»، على متنها 4 رواد فضاء، هم؛ ريانة برناوي، أول رائدة فضاء سعودية، وعلي القرني، أول رائد فضاء سعودي يتجه للمحطة الدولية، والأميركيَّان بيغي ويتسون، وجون شوفنر، في مهمة تستمر 10 أيام.

ويجري الرواد خلال المهمة 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، تُسهم في التوسع العلمي والأبحاث بجميع تخصصاتها، ويكون لها مردود في تطوير كثير من البرامج والأبحاث. كما تشمل مهامهم التواصل مع جمهور منتقى على الأرض للترويج لأبحاث الفضاء وعمل المحطة الدولية.

وتعد هذه الرحلة منعطفاً تاريخياً في قطاع الفضاء السعودي، كونها ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء، الذي أُطلق في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتأتي تأكيداً لتوجهات المملكة الجادة نحو الاستفادة من هذا القطاع في كل مجالاته، باعتباره قطاعاً مستقبلياً عملاقاً تتقاطع فيه رؤى عالمية نحو الاستدامة والتكنولوجيا والأبحاث العلمية.

الرواد الأربعة في لقطة أخيرة قبل انطلاق مهمتهم (أ.ب)
الرواد الأربعة في لقطة أخيرة قبل انطلاق مهمتهم (أ.ب)

ويهدف برنامج السعودية لرواد الفضاء إلى تأهيل كوادر وطنية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في إجراء التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالقطاع.

اختبارات شاملة لريانة وعلي

وخضع رائدا الفضاء ريانة برناوي وعلي القرني لجملة من الاختبارات، شملت قياس المؤشرات الحيوية عن طريق الدم لدراسة تغييرات المؤشرات الحيوية في الدم التي تُبين أنسجة الدماغ الوظيفية في مهمات الفضاء قصيرة المدى؛ لتحديد ما إذا كانت هذه الرحلات آمنة للدماغ، وكذلك تجربة قياس الحدقة، لقياس الضغط داخل الجمجمة، باستخدام جهاز أوتوماتيكي لقياس الحدقة في مهمة الفضاء قصيرة المدى؛ لقياس أي تغييرات في الضغط داخل الجمجمة.

أقارب ريانة برناوي وعلي القرني يودعونهما قبيل انطلاق المهمة (أ.ف.ب)
أقارب ريانة برناوي وعلي القرني يودعونهما قبيل انطلاق المهمة (أ.ف.ب)

وتضمنت الاختبارات أيضاً قياس قطر غلاف العصب البصري، وتجربة الإرواء الدماغي، وتعديلات وضع الدماغ في الجاذبية الصغرى، وتجربة علوم الخلايا، وتجارب توعوية وتعليمية في الجاذبية الصغرى.

«السعودية نحو الفضاء»

ويجسد الشعار الرسمي للمهمة العلمية للمملكة إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، الشكل الدائري في أعلاه «علم السعودية» وفي جانبي العلم عبارة «السعودية نحو الفضاء» يقابلها اسما رائدي الفضاء، مع انتشار النجوم في بطن الدائرة.

ويعبر هذا الشكل عما تحمله المهمة العلمية للمملكة من أهداف سامية لتمكين الإنسان، وحماية كوكب الأرض، وفتح آفاق جديدة من خلال مجموعة الأبحاث التي سيجريها رواد الفضاء في مجالات الصحة واستدامة البيئة، فيما سيزيّن الشعار الزي الرسمي لطاقم الرحلة؛ إذ جرت العادة في جميع الرحلات الفضائية أن يكون هناك شعار رسمي لكل رحلة قبل مغادرة الطاقم كوكب الأرض إلى الفضاء.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً رائدة الفضاء ريانة برناوي الشهر الجاري (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً رائدة الفضاء ريانة برناوي الشهر الجاري (واس)

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استقبل، في وقت سابق من الشهر الحالي، رواد الفضاء: ريانة برناوي، وعلي القرني، ومريم فردوس، وعلي الغامدي، قبل انطلاق المهمة العلمية للمملكة إلى محطة الفضاء الدولية، مؤكداً في حديثه لرواد الفضاء أنهم يمثلون قدرات الشعب السعودي وطموحاته في الإسهام بالابتكارات وأبحاث الفضاء، لإيجاد حلول مستدامة لخير البشرية.

كما أشار إلى الآمال الكبيرة المعقودة على رائدة الفضاء ريانة برناوي ورائد الفضاء علي القرني؛ كونهما سفيريْن وممثليْن لبلدهما في محطة الفضاء الدولية.

اقتصاد الفضاء

ويمثل قطاع الفضاء قوة اقتصادية للدول في تفرعاته، التي تشمل تطوير وتوفير المنتجات والخدمات الفضائية للمستخدمين النهائيين، كما أنه يشكل سلسلة طويلة من القيم المضافة من الجهات الفاعلة في البحث والتطوير من خلال الشركات المصنعة للأجهزة والمعدات الفضائية، إلى مقدمي المنتجات والخدمات الفضائية التي تُقدّم للمستخدمين النهائيين.

طاقم مهمة «AX-2» بعد صعودهم إلى مركبة «دراغون» التي ستقلهم إلى محطة الفضاء الدولية («سبيس إكس»)
طاقم مهمة «AX-2» بعد صعودهم إلى مركبة «دراغون» التي ستقلهم إلى محطة الفضاء الدولية («سبيس إكس»)

ووفقاً لتقرير ستانلي مورغان لعام 2018، يبلغ حجم اقتصاد الفضاء في العالم 360 مليار دولار، بينما من المتوقع أن يصل إلى 1.1 تريليون دولار في عام 2040، ونحو 2.7 تريليون دولار بحلول عام 2050.


مقالات ذات صلة

رصد كوكب جديد بضِعف كتلة الأرض

يوميات الشرق الكوكب المُكتشَف تبلغ كتلته ضِعف كتلة الأرض في مدارٍ أوسع من مدار زحل حول نجمه (جامعة ولاية أوهايو)

رصد كوكب جديد بضِعف كتلة الأرض

رصد فريق دولي من علماء الفضاء كوكباً جديداً يتفوق على الأرض بكتلة مضاعفة، ويدور في مدارٍ أوسع من مدار كوكب زحل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل (ناسا)

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رواد الفضاء تشين دونغ وتشين تشونغروي ووانغ جيه يلتقون بالصحافة قبل مهمة الفضاء «شنتشو - 20» المقبلة (رويترز)

​الصين تعلن عن أفراد طاقم جديد سيُرسَل إلى الفضاء غداً

أعلنت الصين الأربعاء عن الطاقم الذي سيتوجّه إلى محطة تيانغونغ الفضائية هذا الأسبوع

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق الكوكب يفقد كميات معدن ومواد ضخمة من سطحه بسبب درجات الحرارة المرتفعة (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

اكتشاف كوكب بحجم عطارد يتفكك بسرعة هائلة

أعلن علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، عن رصد كوكب يبعد نحو 140 سنة ضوئية عن الأرض، ويعاني من عملية تفكك سريعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم لقطة تُظهر محطة الفضاء الدولية (رويترز)

ساعتان ذريتان إلى محطة الفضاء الدولية الاثنين لاختبار نظرية النسبية

أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية، الاثنين، بنجاح، مجموعة تضم ساعتين ذريتين إلى محطة الفضاء الدولية بهدف قياس الوقت بدقة عالية جداً واختبار نظرية النسبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الجينوم... ثورة في علاج الصرع والأمراض النادرة لدى الأطفال

الجينوم... ثورة في علاج الصرع والأمراض النادرة لدى الأطفال
TT
20

الجينوم... ثورة في علاج الصرع والأمراض النادرة لدى الأطفال

الجينوم... ثورة في علاج الصرع والأمراض النادرة لدى الأطفال

أثبتت دراسة دولية رائدة أجراها باحثون من جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن» و«مستشفى غريت أورموند ستريت» للأطفال في لندن، أن التسلسل الجيني السريع يمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في تشخيص وعلاج الصرع لدى الأطفال، والأمراض النادرة الأخرى. وتأتي هذه الدراسة ضمن جهود الطب الدقيق لتوفير رعاية صحية أكثر تخصيصاً رغم الحاجة الماسة لاستثمارات عاجلة لضمان الوصول العادل وأنظمة تبادل بيانات آمنة على مستوى العالم.

مسار أسرع للتشخيص

استخدم الباحثون تقنية التسلسل الجيني السريع (rGS) rapid genomic sequencing عبر أنظمة الرعاية الصحية في المملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة وأستراليا. وقاموا بتحليل عينات الدم للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بالصرع، ما أدى إلى تحقيق تشخيص وراثي في 43 بالمائة من الحالات خلال أقل من ثلاثة أسابيع. ولعبت هذه النتائج دوراً حاسماً؛ إذ أثرت بشكل مباشر على قرارات العلاج في 98 بالمائة من الحالات، حيث ساعدت في اختيار الأدوية المضادة للصرع الأكثر فاعلية أو تجنب العلاجات التي قد تسبب آثاراً جانبية ضارة.

وتعتمد تقنية التسلسل الجيني السريع على فك شفرة الجينوم الكامل للمريض مرة واحدة لتحديد الطفرات المرتبطة بأكثر من ألف جين معروف بدوره في الصرع. وأوضحت الدكتورة إيمي ماكتاج، المحققة الرئيسية في المملكة المتحدة من الجامعة لندن ومستشفى غريت أورموند ستريت والمشاركة في الدراسة، أن الكشف المبكر لا يمنح الأسر الإجابات فحسب، بل يوفر للأطباء الأدوات اللازمة للتدخل السريع وتحسين النتائج العلاجية.

انطلاقة «الطب الدقيق»

كما أكدت الدكتورة كاثرين هاويل، الباحثة الأولى في الدراسة من معهد مردوخ لأبحاث طب الأطفال في ملبورن، أن تحديد التشخيص الجيني يمثل الخطوة الأولى نحو تقديم خدمات الطب الدقيق. وأشارت إلى أن أكثر من 70 بالمائة من الأمراض النادرة التي يقدر عددها بنحو عشرة آلاف مرض ناجمة عن عوامل وراثية، وهناك بالفعل أكثر من 600 جين مرتبط بالعلاجات المتوفرة. وأوضحت هاويل أن التقدم في تقنيات الجينوم، وخاصة التسلسل السريع، قد زاد من معدلات التشخيص بشكل كبير، مما يساعد في توجيه الإدارة السريرية والعلاج والتنبؤ بمسار المرض.

نشرت الدراسة في مجلة npj Genomic Medicine في 27 فبراير (شباط) 2025، وأكدت الحاجة الملحة لتوسيع نطاق الوصول إلى الاختبارات الجينومية؛ إذ إن الوصول إلى هذه التقنيات لا يزال محدوداً وغير متكافئ، ما يمنع العديد من الأطفال من تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب. تجدر الإشارة إلى أن الأمراض النادرة تؤثر على واحد من كل 17 شخصاً حول العالم، مما يجعل تحسين هذا الجانب أمراً حيوياً.

ويعد اتحاد الشراكة الدولية لصحة الطفل الدقيقة (IPCHiP) نموذجاً للتعاون العالمي في مجال الطب الدقيق. فقد تم تعيين هذه الشراكة أخيراً كمشروع محرك من قبل التحالف العالمي لعلم الجينوم والصحة (GA4GH) Alliance for Genomics and Health Global مما يؤكد أهميتها في دمج البحث العلمي مع الممارسة السريرية على مستوى دولي.

وأشار البروفسور ستيفن شيرير، رئيس الأبحاث في مستشفى الأطفال المرضى في كندا والمشارك الرئيسي في الدراسة، إلى أهمية دمج البحث العلمي في الممارسة السريرية لتسريع اكتشافات علم الجينوم وتحسين النتائج الصحية للأطفال.

كما أكد البروفسور جون كريستودولو، من معهد مردوخ لأبحاث صحة الطفل، أن فريقهم يعمل على إنشاء شبكة بيانات دولية لتحليل المعلومات السريرية والجينومية معاً، مما سيسهم ليس فقط في تحسين تشخيص الأمراض النادرة لدى الأطفال، بل سيفتح أيضاً آفاقاً لتطبيق هذه التقنية في الأمراض الشائعة مثل أمراض القلب والسرطان.

وقد أثبتت دراسة سابقة نشرت في مجلة The Lancet Neurology في 11 سبتمبر (أيلول) 2023، أن التسلسل الجيني السريع أسفر عن معدل تشخيص بلغ 43 بالمائة للأطفال المصابين بالصرع، مما أدى إلى تقديم علاجات أكثر استهدافاً وفاعلية.

تحديات وآفاق مستقبلية

وعلى الرغم من النتائج الواعدة فلا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تطبيق هذه التكنولوجيا على نطاق واسع. فالاختبارات الجينومية باهظة التكلفة والوصول إليها غير متكافئ بين مختلف الدول والمناطق. لذلك يدعو الخبراء إلى بذل جهود عالمية لتعزيز دقة التشخيص وتوسيع نطاق الوصول إلى هذه التقنيات، مع تأمين أنظمة تبادل بيانات آمنة تعزز التعاون الدولي. وبالنظر إلى المستقبل تسعى الشراكة الدولية لصحة الطفل الدقيقة إلى توسيع استخدام الاختبارات الجينومية لتشمل حالات أخرى تستفيد من التشخيص المبكر. ومن ضمن الخطط المستقبلية التركيز على الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من نقص التوتر العضلي، وهو حالة يمكن أن تؤدي إلى صعوبات في التغذية وحركة الرأس.

ويعد تسريع التشخيص الجيني خطوة ثورية في مجال الطب الجينومي للأطفال؛ إذ يوفر أملاً جديداً لتحسين الرعاية والعلاجات المقدمة للأطفال المصابين بالصرع والأمراض النادرة. ومع تكاتف الجهود الدولية وتوفير الاستثمارات اللازمة لضمان وصول عادل لهذه التقنيات يُمكن للطب الدقيق أن يحقق نقلة نوعية في تحسين حياة ملايين الأطفال حول العالم.