صناعة المحتوى الرقمي تعزز قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المنطقة

صناعة المحتوى الرقمي تعزز قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المنطقة
TT

صناعة المحتوى الرقمي تعزز قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المنطقة

صناعة المحتوى الرقمي تعزز قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المنطقة

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولاً متسارعاً في قطاع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مدفوعاً بالاستثمارات الحكومية الكبيرة في التعليم والبنية التحتية، إلى جانب اهتمام القطاع الخاص بتوظيف الكفاءات الماهرة.

ومع ذلك، باتت صناعة المحتوى الرقمي تلعب دوراً متزايداً في نشر المعرفة العلمية والتكنولوجية، مما يسهم في تعزيز الوعي العلمي وجذب مزيد من المواهب الشابة لهذه المجالات.

إلى جانب إقبال القطاع الخاص على القوى العاملة الماهرة، والدافع لذلك على الأغلب خطط الرؤية الوطنية وتحوُّل المجتمع تدريجياً نحو تقدير الخبرات العلمية والتكنولوجية.

وعلى الرغم من صحة هذا القول، فإن هناك عاملاً رئيسياً آخر يعزز نموذج النمو التقليدي هذا في الشرق الأوسط ويغيره، لا سيما بين الشباب، ألا وهو صناعة المحتوى الرقمي، الذي يسرع الوصول إلى المعارف المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وإتاحتها للجميع، مما يزيد الانخراط بها والاهتمام بمشاركتها لدى مناطق جغرافية جديدة وبين الجماهير العربية.

وشهدت الفترة الماضية وجود نشطاء عرب، يبسطون المفاهيم العلمية والرياضية المعقدة عبر مقاطع فيديو صغيرة الحجم وبسيطة تتضمن روح الدعابة والبعد الثقافي، ويعرض هؤلاء المبدعون التجارب والابتكارات ويشاركون التطبيقات الفعلية للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بطرق تحظى بقبول الشباب العربي.

ويساعدهم في ذلك تطبيق «تيك توك»، الذي يسهل الوصول إلى محتوى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتفاعل معه من خلال خوارزميته المختلفة التي تربط المستخدمين بصناع محتوى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بناءً على اهتماماتهم.

وتشجع خواص مثل مقاطع الفيديو القصيرة والثنائيات والتحديات داخل التطبيق على المشاركة، مما يتيح للمستخدمين اكتشاف معارف جديدة، إلى جانب تطبيقها وتجربتها والتعاون المباشر في ذلك.

ومن خلال المزج السلس بين التعليم والترفيه، في وقت يساعد «تيك توك» في إلهام جيل جديد من المتعلمين الفضوليين ذوي الخبرة الرقمية الذين يعتبرون العلوم والتكنولوجيا جزءاً من حياتهم اليومية.

وتشكل هذه التجربة المجتمعية لتسخير المعرفة أساس موجز «تيك توك» الخاص بقطاع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، الذي أُطلق في الشرق الأوسط قبل بضعة أسابيع، وكانت السعودية أول سوق تستفيد منه.

إذ صُمم لعرض محتوى عالي الجودة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مع خضوعه لمراجعة دقيقة على يد فرق وشركاء مثل «كومن سينس نيتووركس وبوينتر للتحقق من صحته وملاءمته».

كما جرى تحسين هذه التجربة إقليمياً بالتعاون مع شركاء محليين، مثل شركة «مجرة» العاملة في تقديم محتوى مفيد وموثوق عبر الإنترنت باللغة العربية، لضمان استيفائها أعلى معايير الدقة العلمية.

ولا يقتصر التأثير المتحقق على مشاركة المحتوى فحسب، بل يصل لأبعد من ذلك، كما هو الحال في السعودية، وفقاً لدراسة أجرتها شركة «ريدسير برايمري ريسيرش أند أناليسيس» يرى نحو 48 في المائة من المستخدمين في «تيك توك» منصة لمشاركة المعرفة تساعدهم على تنمية مهاراتهم وهواياتهم الشخصية.

ويعمل المبدعون الإقليميون على زيادة عدد المشتركين في المحتوى الذي يقدمونه، من خلال إثارة فضولهم وتشجيعهم على التفاعل. وهم كذلك يقدمون نماذج يحتذى بها، إذ يلهمون الشباب العربي للعمل في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وعندما يرى هؤلاء الشباب أشخاصاً يتحدثون لغتهم ويشاركونهم ثقافتهم وشغفهم بالعلوم والتكنولوجيا تزداد ثقتهم بإمكانية الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في قطاع العمل.

وهو ما يسهم أيضاً في جذب المزيد من الأفراد من خلفيات متنوعة للانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وبالتالي معالجة هذا الخلل والتفاوت الموجود منذ عقود.

وستسهم هذه الطفرة في المحتوى الرقمي الخاص بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في إحداث تغييرات عميقة في الشرق الأوسط. إذ إنها تساعد في خلق جيل جديد من المهتمين بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في العالم الرقمي وتوفر المزيد من المواهب لقطاعات التكنولوجيا والابتكار، مما يعزز التنوع الاقتصادي ويدفع عجلة التقدم التكنولوجي من داخل المنطقة.

وفي نهاية المطاف، فإن صعود النشطاء العرب في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على منصات مثل «تيك توك» لا يقتصر على كونه توجهاً رائجاً فحسب، بل هو عامل محفز لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً وتقدماً على الصعيد التكنولوجي في الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

بوتين يعلن خططاً لعقد قمة تجمع روسيا والدول العربية

العالم العربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه سلطان عمان هيثم بن طارق في الكرملين بموسكو اليوم (أ.ف.ب)

بوتين يعلن خططاً لعقد قمة تجمع روسيا والدول العربية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الثلاثاء)، خططاً تُعدها موسكو لعقد قمة بين روسيا والدول العربية خلال العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم العربي الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الدكتور بدر عبد العاطي في مقر الخارجية السعودية بالرياض الاثنين (واس)

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض

استضافت الرياض الاجتماع الوزاري السابع للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين السعودية ومصر، الذي ناقش التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا افتتاح مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة (وزارة العمل المصرية)

مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة يدعو إلى «التكامل» ومواجهة تحديات المنطقة

دعا مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة إلى «تعزيز آليات التعاون والتكامل بين الدول العربية لمواجهة تحديات المنطقة».

أحمد إمبابي (القاهرة)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال استقبال وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين (وام)

محمد بن زايد يستقبل وزير الخارجية العراقي ويبحث معه القضايا المشتركة

استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري خلال لقاء وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

عبد العاطي في الجزائر وتونس... زيارة ثنائية تحمل رسائل سياسية

زار وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الخميس والجمعة، كلاً من الجزائر وتونس، في زيارة ثنائية حملت رسائل سياسية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

«روتانا ساينز» تطلق آفاقاً جديدة لمستقبل الإعلانات في السعودية

«روتانا ساينز» تطلق آفاقاً جديدة لمستقبل الإعلانات في السعودية
TT

«روتانا ساينز» تطلق آفاقاً جديدة لمستقبل الإعلانات في السعودية

«روتانا ساينز» تطلق آفاقاً جديدة لمستقبل الإعلانات في السعودية

تشهد السعودية مرحلة تحول استثنائي تحت مظلة رؤية 2030 التي تعيد تشكيل كافة جوانب الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية، هذه الرؤية الجريئة تعزز مكانة المملكة، وتدفعها لتتصدر قائمة الدول التي تضع معالم المستقبل، وترسم طريق التقدم والابتكار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تعتبر «روتانا ساينز» من القوى الرائدة في هذا التحول في قطاع الإعلام والإعلان من خلال الابتكار، واستخدام آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الإعلانات الخارجية. وقد بدأت ذلك بإطلاق أكبر الشاشات الرقمية في العالم على برج المملكة، وبرج رفال في العاصمة الرياض، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال الإعلان الرقمي، ويضع المملكة في طليعة الابتكار التكنولوجي.

من خلال أربع واجهات رقمية مميزة (اثنتين لكل برج)، وبمساحة تتجاوز 48 ألف متر مربع من أحدث تقنيات الليد، تقدم «روتانا ساينز» للمعلنين فرصة استثنائية للتواصل مع جمهورهم بطريقة لا تُنسى. هذه الواجهات الرقمية المثبتة على معالم بارزة ومرتفعة فوق أفق العاصمة تمنح العلامات التجارية فرصة لتكون مرئية من مسافة تتجاوز 5 كيلومترات. وبفضل حجمها الكبير، تُحدث هذه الشاشات تأثيراً بصرياً قوياً، وتُلفت أنظار السكان من بين الزحام التقليدي للإعلانات، مما يعزز تأثير الإعلان على نطاق واسع.

تتمثل القوة الحقيقية لأبراج الرياض الرقمية في قدرتها على جذب جمهور واسع، ومتعدد الخلفيات، وتحفيز المستخدمين لإنتاج محتوى يعزز من انتشار الحملة، ويخلق لحظات لافتة تنتشر بسرعة. كل حملة تُصوّر وتُشارك على منصات التواصل الاجتماعي تُوسّع نطاق وصولها بشكل كبير، مما يُساعد على ربط العلامات التجارية بجمهور عالمي مُتفاعل رقمياً.

أحد أبرز الأمثلة على إمكانيات هذه الشاشات هي حملة «شبكة سابقة» لـ«موبايلي» التي استفادت من الواجهتين الشمالية والجنوبية لبرج المملكة بمساحة 30.9 ألف متر مربع. وبهذا أصبحت «موبايلي» أول شركة اتصالات تستغل هذه الفرصة الإعلانية الثورية بالكامل، مما يُظهر القوة الإبداعية الضخمة لهذه الشاشات، وقدرتها على تقديم حملات مبتكرة، وغير تقليدية.

وأعرب نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات لـ«روتانا ساينز» حسن زيني عن فخره بدعم إدارة «موبايلي» التي ابتكرت نهجاً غير تقليدي دفع الإبداع إلى آفاق غير محدودة. وجاءت الحملة بالتزامن مع عرض ضوء الليزر الأزرق المتحرك الذي ربط برج المملكة ببرج الفيصلية في الجنوب، وبرج مجدول في الشمال، وقد أظهر تنفيذ هذه الحملة الإمكانات لهذه الواجهات الرقمية، وقدرتها على إحداث تأثيرات إبداعية استثنائية في مجال الإعلان.

من جهته قال هشام هندي، الرئيس التنفيذي لتسويق ومبيعات الأفراد في شركة «موبايلي»، إن هذا الإطلاق الفريد يعبر عن التزام الشركة الراسخ خلال السنوات الماضية بتوفير تجربة متميزة، وموثوقة، وسلسة لعملائها في مختلف أنحاء المملكة.

وبالمثل، تسعى «روتانا ساينز» إلى إعادة تعريف مشهد الإعلانات في المملكة من خلال صيغ مبتكرة وجديدة تساهم في خلق تجارب فريدة للعلامات التجارية، ومن خلال شراكاتها الاستراتيجية تلعب «روتانا ساينز» دوراً في دعم نمو وازدهار المملكة، متماشية مع رؤية 2030 وأهدافها الطموحة في تعزيز التحول الرقمي في مجال الإعلانات.