حين يتحدث الطبيب الافتراضي بلهجتك... هل يُطيَّب الخاطر ويُشفَى الجرح؟

الذكاء الاصطناعي التوليدي يطرق باب الصحة النفسية في العالم العربي

حين يتحدث الطبيب الافتراضي بلهجتك... هل يُطيَّب الخاطر ويُشفَى الجرح؟
TT

حين يتحدث الطبيب الافتراضي بلهجتك... هل يُطيَّب الخاطر ويُشفَى الجرح؟

حين يتحدث الطبيب الافتراضي بلهجتك... هل يُطيَّب الخاطر ويُشفَى الجرح؟

في زمن تتسارع فيه نبضات العلم أسرع من دقات قلب المريض، ويقف فيه الطب النفسي على عتبة تحوُّل غير مسبوق، بين حاجة ملحَّة إلى مزيد من الأيدي البشرية، وإغراء الانفتاح على عقول اصطناعية لا تنام، يطلُّ ابتكار جديد يطمح إلى أن يكون أكثر من مجرد تقنية. إنه الصديق الذي يصغي بلا ملل، والمستشار الذي لا يُحرجك بالسؤال، والرفيق الذي يزورك في لحظات العزلة، وكل ذلك بلغتك ولهجتك، وبإيقاع يلامس روحك قبل عقلك.

تصميم بحثي نسائي سعودي

إنه الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، ولكن هذه المرة ليس قادماً من وادي السيليكون أو مختبرات الشركات العملاقة؛ بل هو مولود في قلب جامعة سعودية، على أيدي فريق بحثي نسائي يؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من نبض الثقافة المحلية، لا من قوالب مستوردة.

أزمة صامتة... وحلول ذكية

في منطقتنا العربية، تظل الصحة النفسية ساحة صراع بين الحاجة الملحَّة والمخاوف الصامتة. فالأرقام التي لا تُعلن، والحكايات التي تُروى همساً، تكشف عن معاناة أوسع بكثير مما يظهر على السطح.

كم من شخص يبتسم أمام الكاميرا، بينما ينهار في ليل غرفته! وكم من شاب أو سيدة يخفون جروحهم العاطفية خلف ستار القوة، خشية أن تُفسَّر معاناتهم بأنها ضعف أو قلة إيمان؟

العائق الأكبر ليس نقص الموارد العلاجية أو قلة الاختصاصيين فقط؛ بل تلك الوصمة الاجتماعية التي تجعل طلب المساعدة النفسية أمراً يثير الحرج أكثر من المرض نفسه. ومع قلة مراكز الدعم، وازدحام العيادات، وارتفاع التكلفة، تتسع الفجوة بين من يحتاج إلى المساندة ومن يحصل عليها فعلاً.

هنا يطل الذكاء الاصطناعي التوليدي كجسر غير مرئي، ولكنه حقيقي في أثره. جسر يربط من يعاني في صمت بالمعلومة الصحيحة، والنصيحة الملائمة، أو حتى الإحالة السريعة لمختص، وكل ذلك بعيداً عن العيون والأحكام المسبقة.

انه لا يسألك عن اسمك، ولا يطلب منك تبرير دموعك، ولا يُقاطعك بنصائح جاهزة؛ بل يمنحك مساحة آمنة وسرِّية، تتحدث فيها بحرية تامة، لتجد من يصغي إليك في أي ساعة، وفي أي مكان، دون خوف من أن يُساء فهمك أو يُساء الحكم عليك.

برنامج «دَوِّن»... بداية الحكاية

في فبراير (شباط) 2025، أشرقت من جدة إشارة علمية جديدة تحمل بصمة عربية، حين نشرت المجلة الدولية للتقنيات التفاعلية عبر الهاتف المحمول (International Journal of Interactive Mobile Technologies – iJIM) دراسة بحثية بعنوان: «Dawwen: An Arabic Mental Health Mobile App Based on Natural Language Processing».

لم تكن هذه الدراسة مجرد ورقة بحثية تضاف إلى أرشيف المجلات العلمية؛ بل كانت إعلاناً عن ولادة فكرة يمكن أن تغيِّر طريقة تعاملنا مع الصحة النفسية في العالم العربي.

فكرة لأربع باحثات سعوديات

وراء هذه الفكرة 4 باحثات من كلية الحاسوب وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبد العزيز في جدة: أروى والي، وهنا المقرّبي، وسارة الفقي، ومريح جخدار.

4 عقول نسائية اجتمعت على قناعة واحدة: أن التكنولوجيا يجب أن تنطق بلغتنا، وتفهم مشاعرنا، وتخاطب وجداننا، لا أن تكتفي بترجمة جمل جاهزة مستوردة من ثقافات أخرى.

قدَّم الفريق نموذجاً أولياً لتطبيق ذكي يحمل اسم «دَوِّن»، صُمم ليكون أكثر من مجرد برنامج على شاشة الهاتف. يستخدم التطبيق تقنيات معالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing – NLP) لتحليل النصوص التي يكتبها المستخدم -سواء أكانت اعترافات صامتة، أم فضفضة عابرة، أم رسائل غارقة في الحزن- ثم يرد بطريقة إنسانية تراعي السياق العاطفي والثقافي للكلمات.

لكن قوة «دَوِّن» لا تكمن في فهم الجمل فقط؛ بل في قراءة ما بين السطور: التقاط الإشارات الخفية في النص، والتمييز بين القلق العابر والاكتئاب المزمن، وبين الحزن المؤقت والاستغاثة الصامتة. وبناءً على ذلك، يمكن للتطبيق تقديم توصيات شخصية، أو إحالة المستخدم إلى مصادر دعم متخصصة، أو حتى اقتراح خطوات عملية للتعامل مع حالته.

إنه ليس طبيباً افتراضياً فحسب؛ بل مساحة آمنة للتعبير الحر؛ حيث يجد المستخدم من يُصغي إليه دون أن يحكم عليه، أو يطلب منه ما لا يستطيع قوله. وربما لهذا السبب، فإن «دَوِّن» يبدو أقرب إلى دفتر أسرارك الذكي، ولكنه دفتر يعرف كيف يرد، ومتى يصمت، ومتى يوجهك برفق إلى من يستطيع مساعدتك في العالم الحقيقي.

لغة من القلب... وخصوصية كاملة

لم يكن تصميم «دَوِّن» مجرَّد تمرين برمجي أو مجرد مشروع تقني بارد؛ بل انطلق من إدراك عميق لطبائع الناس في العالم العربي، وحساسية الحديث عن النفس والمشاعر في ثقافتنا. فالتطبيق لا يكتفي باستخدام العربية الفصحى الراقية؛ بل يملك القدرة على التحدث بلهجات محلية محببة للأذن -سواء أكانت خليجية أم مصرية أم شامية- فيجعل الحوار أكثر دفئاً، ويكسر الحاجز النفسي بين المستخدم والآلة.

هذا الإحساس القريب من القلب لم يأتِ مصادفة؛ بل كان جزءاً من فلسفة التصميم منذ اللحظة الأولى. فالفريق أراد أن يشعر المستخدم بأن الطرف الآخر لا يترجم مشاعره؛ بل يفهمها كما هي، وبالنبرة التي كان سيحكي بها لصديقه أو قريب روحه.

تصريحات الباحثات

وفي تصريح خاص، تقول الباحثة أروى والي: «أردنا أن نصمم أداة تجعل المستخدم يشعر بأنه يُسمَع ويُفهَم بلغته وثقافته، وأن الدعم النفسي ليس امتيازاً للنخبة ولا حكراً على اللغات الأجنبية. الخصوصية كانت أولوية قصوى في كل خطوة من خطوات التطوير؛ لأننا ندرك أن كلمة واحدة يُبوح بها المستخدم قد تحمل أثقل أسراره».

ولهذا السبب، جُهِّز التطبيق بطبقات حماية مشددة تضمن سرية البيانات، دون أن تُثقِل على المستخدم بخطوات معقدة أو رسائل تنبيهات مزعجة. فالغاية أن يجد من يكتب إلى «دَوِّن» ملاذاً آمناً يفضفض فيه بحرية، وهو مطمئن بأن ما يقوله سيبقى بينه وبين ذاكرة رقمية صُمِّمت لتحفظ؛ لا لتفضح».

ذكاء يتعلم منك... لا عنك

لم يُصمَّم «دَوِّن» ليكون مجرد دفتر رقمي يدوِّن ما تكتبه ثم يتركه حبيس الشاشة؛ بل جاء كمنصة ذكية قادرة على فهم ما وراء الكلمات، وقراءة نبض المشاعر في سطورك. فهو لا يكتفي بحفظ ما تقول؛ بل يحلِّله، ويفرز ما إذا كان مجرَّد انزعاج عابر يمكن تجاوزه ذاتياً، أو علامة على أزمة أعمق تحتاج إلى تدخل مختص قبل أن تتفاقم.

واعتمد تدريب النموذج على بيانات عربية متخصصة في الصحة النفسية؛ ما مكَّنه من التقاط الفروق الدقيقة التي قد لا يلاحظها حتى بعض البشر. الفارق بين عبارتين مثل: «أنا متعب»، و«لم أعد أحتمل»، قد يبدو بسيطاً لغوياً، ولكنه في الواقع مؤشِّر حاسم على مستوى الخطر العاطفي الذي يعيشه الشخص.

هذه القدرة على التمييز ليست رفاهية تقنية؛ بل قد تكون خط الدفاع الأول عن حياة إنسان. فالتطبيق لا يكتفي بالتشخيص؛ بل يهيِّئ الرد المناسب: نصيحة صغيرة تبعث الطمأنينة في الحالات البسيطة، أو توجيه عاجل لمصادر مساعدة في اللحظات الحرجة.

وبهذا، يصبح «دَوِّن» ليس مجرد ذكاء صناعي يحاكي اللغة؛ بل هو عقل افتراضي يتعلَّم من تفاعلك، ويطوِّر فهمه لأسلوبك الشخصي، ليعرف متى يصغي في صمت، ومتى يمدُّ يده الرقمية لينقذك.

بين التقنية والإنسان

رغم الحماس الذي تثيره هذه التطبيقات، فإن الفريق البحثي يؤكد أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مساعداً وليس بديلاً عن المعالج النفسي أو الطبيب. فالخوارزمية مهما بلغت دقتها، تظل تفتقر إلى التعاطف الإنساني الكامل، وإلى القدرة على قراءة لغة الجسد ونبرة الصوت في الواقع المباشر. هنا يبرز دور «دَوِّن» كخط أول للدعم النفسي، يخفف الضغط عن العيادات، ويشجع الناس على طلب المساعدة مبكراً، ولكن دون أن يلغي دور البشر.

تحديات الطريق

رغم الأمل الكبير الذي يحمله «دَوِّن» ومنصات الذكاء الاصطناعي المشابهة، فإن الطريق أمامها ليس مفروشاً بالورود؛ بل هو مليء بعوائق تحتاج إلى وعي ومعالجة متأنية:

* القبول المجتمعي: ما زال هناك من ينظر إلى فكرة الحديث مع «آلة» عن أسراره ومشاعره نظرة ارتياب أو حتى سخرية. فكيف يثق إنسان بكيان بلا قلب في أمر يخص قلبه؟ هذا الحاجز النفسي لا يُزال بالتقنية وحدها؛ بل يتطلب تثقيفاً مجتمعياً، وتجارب ناجحة يراها الناس ويلمسون أثرها، حتى تتحول الفكرة من غريبة إلى مألوفة.

* الأمان والخصوصية: في عالم أصبحت فيه البيانات سلعة، تُعدُّ أسرار الصحة النفسية أثمن ما تجب حمايته. لذلك، فإن وضع بروتوكولات صارمة ومشفَّرة لحماية بيانات المستخدمين ليس خياراً؛ بل ضرورة وجودية. كلمة واحدة يكتبها شخص قد تكشف هشاشته أو معاناته، وحمايتها واجب أخلاقي قبل أن يكون قانونياً.

* التكامل مع النظام الصحي: أقوى تطبيق ذكاء اصطناعي يظل محدود الفاعلية إذا بقي معزولاً عن شبكة الدعم الواقعية. ربط «دَوِّن» بمراكز دعم رسمية ومستشفيات وعيادات متخصصة، يضمن أن تكون الاستجابة للحالات الطارئة سريعة وفعَّالة، ويحوِّل التكنولوجيا من أداة مساعدة إلى جزء حي من منظومة الرعاية الصحية.

المستقبل باللهجة التي تطمئن قلبك

إذا كُتب لمشروع «دَوِّن» أن يغادر قاعات البحث الجامعي إلى هواتف الناس في كل بيت، فقد نشهد تحولاً نوعياً في علاقة الفرد العربي بالصحة النفسية. تخيَّل ملايين المستخدمين يفتحون هواتفهم في لحظة قلق أو وحدة، ليجدوا «طبيباً افتراضياً» يرحب بهم بعبارة مألوفة: «كيف حالك اليوم يا صديقي؟»، أو: «شلونك؟»، أو حتى: «طمني عنك».

هذا الحوار البسيط، بصوت ولهجة مألوفة، قد يكون الشرارة الأولى التي تدفع شخصاً لطلب المساعدة في وقتها، بدلاً من الانسحاب في صمت. ومع مرور الوقت، قد يتوسع الأثر ليشمل:

- منصات دعم جماعي ذكية، تتيح لمستخدمين من بيئات متشابهة مشاركة تجاربهم تحت إشراف مختصين.

- روبوتات محادثة للأطفال والمراهقين، مصممة للتعامل بلغة تناسب سنهم، وتساعدهم على التعبير عن مشاعرهم بأمان.

- دمج كامل مع التطبيقات الوطنية، مثل: «صحتي»، و«موعد»، بحيث يصبح الدعم النفسي جزءاً من الرعاية الصحية المتكاملة، لا خدمة معزولة.

وربما يتجاوز الأمر ذلك، فنرى مستقبلاً تُدمج فيه تقنيات الواقع المعزز (AR) أو الواقع الافتراضي (VR)، ليجلس المريض وجهاً لوجه مع مستشار افتراضي في بيئة رقمية دافئة، يتحدث ويستمع كما لو كانا في غرفة واحدة.

بهذه الخطوات، قد يتحول «دَوِّن» من مجرد تطبيق إلى ثقافة جديدة في التعامل مع النفس والمجتمع؛ حيث يصبح الحديث عن المشاعر أمراً طبيعياً؛ بل وصحياً... باللهجة التي تطمئن القلب، وتعيد له سلامه.

هل تفتح القلب لكيان بلا قلب؟

في نهاية المطاف، يبقى السؤال معلَّقاً في فضاء المستقبل: هل نحن مستعدون لفتح قلوبنا لكيان بلا قلب، على أمل أن يكون أكثر إصغاءً من البشر؟

قد يبدو الأمر غريباً اليوم، ولكنه ينسجم مع روح «رؤية السعودية 2030» التي وضعت الابتكار والتقنية في قلب خططها؛ ليس فقط لتطوير الاقتصاد؛ بل لبناء مجتمع أكثر صحة وتماسكاً. فإذا كان هدف الرؤية أن تجعل المملكة مركزاً عالمياً للتقنيات المتقدمة، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية هو جزء من هذا الطموح... طموح يضع الإنسان في المقدمة، ويجعل التقنية وسيلة لتمكينه؛ لا لاستبداله.

ربما، كما قال جبران خليل جبران: «القلب يعرف ما لا تعرفه العقول».

لكن في عصر الذكاء الاصطناعي، قد نضيف: «والعقل إذا صدق في الإصغاء، قد يوقظ في القلب ما ظنه نائماً».

فإذا استطاعت الخوارزميات أن تمنحنا لحظة إنصات صادقة؛ بلا أحكام ولا تسرُّع، فقد تكون هذه هي الخطوة الأولى نحو جسر يعيدنا إلى جوهر إنسانيتنا... لا الذي يبعدنا عنها.


مقالات ذات صلة

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

يوميات الشرق الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائمًا جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الآثار طويلة المدى للتوتر تُسهم في زيادة القلق واجترار الأفكار واضطرابات النوم (بيكسلز)

«اليوم الخفي»... طريقة تساعدك على إعادة شحن طاقتك وسط الزحام

من الشائع جداً أن تشعر كأنك تُستهلك من اتجاهات مختلفة بفعل الرسائل النصية، ورسائل البريد الإلكتروني، وقوائم المهام، خاصةً خلال موسم الأعياد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عندما تختار الأطعمة التي تؤثر إيجابياً على مزاجك فأنت بذلك تغذي التواصل القوي بين الأمعاء والدماغ (بكسلز)

أنت ما تأكله… كيف تحسن مزاجك من خلال الطعام؟

ربما سمعت المقولة الشهيرة: «أنت ما تأكله».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الـ«إل-ثيانين» يساعد على زيادة مستويات «غابا» و«الدوبامين» في الدماغ (بكسلز)

يخفض القلق ويحسّن النوم والتركيز ويعزز المناعة... تعرف على سحر الـ«إل ثيانين»

يُعد الـ«إل-ثيانين» من أكثر المكملات الطبيعية شيوعاً لدعم الاسترخاء وتحسين النوم وتقليل القلق من دون التسبب في النعاس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق كلب يرتدي أغطية للأرجل للحماية من المطر في نيويورك (أ.ف.ب)

دراسة: امتلاك كلب يعزز الصحة النفسية للمراهقين

كشفت الأبحاث أن وجود كلب في المنزل قد يُعزز الصحة النفسية للمراهقين، ويضيف العلماء أن هذا قد يُعزى جزئياً إلى مشاركة الميكروبات.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

كيف يؤثر المشي بعد تناول الطعام على السكر في الدم؟

كلما أسرعت في المشي بعد تناول الطعام زاد تأثيره على مستويات السكر بالدم (بكسلز)
كلما أسرعت في المشي بعد تناول الطعام زاد تأثيره على مستويات السكر بالدم (بكسلز)
TT

كيف يؤثر المشي بعد تناول الطعام على السكر في الدم؟

كلما أسرعت في المشي بعد تناول الطعام زاد تأثيره على مستويات السكر بالدم (بكسلز)
كلما أسرعت في المشي بعد تناول الطعام زاد تأثيره على مستويات السكر بالدم (بكسلز)

يساعد المشي بعد تناول الطعام في خفض مستويات السكر بالدم، حيث تقوم العضلات بتكسير الطعام واستخدامه مصدراً للطاقة. ويُعدّ خفض مستويات السكر في الدم بعد الوجبات، أمراً بالغ الأهمية، خصوصاً بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

مستوى السكر في الدم ينخفض عند المشي

يساعد المشي بعد تناول الطعام في خفض مستويات السكر بالدم، حيث تستخدم عضلاتك الغلوكوز مصدراً للطاقة أثناء ممارسة الرياضة.

يحتاج جسمك إلى الغلوكوز (نوع من السكر) للحصول على الطاقة. يأتي الغلوكوز من الكربوهيدرات الموجودة في الطعام الذي تتناوله؛ مثل الفواكه والخضراوات والحبوب. كما يوجد في كثير من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على سكر مضاف.

أثناء عملية الهضم، يدخل الغلوكوز إلى مجرى الدم، ويفرز البنكرياس هرموناً يُسمى الأنسولين لمساعدة خلايا الجسم في امتصاص الغلوكوز واستخدامه مصدراً للطاقة.

ومع ذلك، إذا تناولت كمية من الكربوهيدرات تفوق قدرة جسمك على الاستفادة، أو إذا لم يستجب جسمك للأنسولين كما ينبغي، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.

ارتفاع سكر الدم قد يسبب:

- ضبابية الرؤية.

- جفاف الفم.

- العطش الشديد.

- الرغبة المتكررة في التبول.

- الصداع.

- ضعف العضلات.

ارتفاع سكر الدم على المدى الطويل قد يُسبب تلفاً دائماً في الأعصاب والكلى والقلب والأوعية الدموية والعينين. وقد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

كم من الوقت يجب أن تنتظر قبل المشي بعد تناول الطعام؟

تُشير الأبحاث إلى أنه كلما أسرعت في المشي بعد تناول الطعام، زاد تأثيره على مستويات السكر في الدم، يُفضل المشي خلال أول 29 دقيقة من تناول الطعام.

قد تبدو هذه النصيحة مفاجئة، خصوصاً إذا كنت قد تعلمت الانتظار 30 دقيقة بعد تناول الطعام قبل ممارسة الرياضة، فالنشاط البدني يُعيد توجيه الدم بعيداً عن الجهاز الهضمي إلى العضلات، مما قد يُسبب تقلصات أو غثياناً.

ومع ذلك، من المرجح أن تحدث الآثار الجانبية السلبية لممارسة الرياضة، بعد تناول الطعام مع الأنشطة عالية الكثافة. ولحسن الحظ، ليس عليك المشي بسرعة لخفض سكر الدم بعد تناول الطعام. وتشير الأبحاث إلى أن توقيت المشي بعد تناول الطعام، له تأثير أكبر على مستويات السكر في الدم من شدة النشاط.

ما مدة المشي المطلوبة؟

لستَ بحاجةٍ لقضاء وقتٍ طويلٍ في المشي بعد تناول الطعام، للمساعدة في خفض مستويات السكر بالدم. تُظهر الأبحاث أن الآثار الإيجابية لممارسة الرياضة بعد تناول الطعام على مستوى السكر بالدم، يمكن ملاحظتها بمجرد دقيقتين من المشي.

يمكن أن يساعد المشي لمسافاتٍ قصيرة - حتى لو كانت 10 دقائق - بعد تناول الطعام في ضبط مستويات السكر بالدم.


هل يساعد ماء القرنفل في تنظيم السكر وتقليل الالتهابات؟

ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)
ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)
TT

هل يساعد ماء القرنفل في تنظيم السكر وتقليل الالتهابات؟

ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)
ما فوائد ماء القرنفل؟ (بكسلز)

يحتوي ماء القرنفل على مركب اليوجينول المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهاب، لكنه يقدم فوائد محدودة للتحكم في مستويات السكر وتقليل الالتهاب.

ويعرض تقرير لموقع «فيريويل هيلث»، أحدث الأبحاث حول ماء القرنفل، ومخاطره المحتملة، وأفضل الخيارات الغذائية الطبيعية المدعومة علمياً، للحفاظ على صحة الأمعاء وتنظيم السكر في الدم.

هل يمكن لماء القرنفل أن يساعد في التحكم في السكر وتقليل الالتهاب؟

يحتوي القرنفل على مركب اليوجينول، وهو مركب نباتي معروف بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهاب. ويشير بعض الدراسات الأولية إلى أن اليوجينول قد يساعد في تنظيم التمثيل الغذائي للغلوكوز عبر خفض مستويات السكر، وتحسين الكولسترول، وحماية الكبد والكليتين من الأضرار الناتجة عن ارتفاع السكر في الدم.

ومع ذلك، لا يزال الخبراء غير مقتنعين. وقالت جولي ستيفانسكي، وهي متحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم الحمية: «من المبالغة القول إن مضغ القرنفل أو شرب الماء الذي نُقع فيه القرنفل سيمنحك نفس الفوائد الموجودة في المركبات الموجودة بالقرنفل نفسه».

ورغم أن القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة تساعد في تحييد الجذور الحرة الضارة، فإنه ليس الخيار الأفضل بالضرورة لتقليل الالتهابات.

ماذا تقول الأبحاث الفعلية عن القرنفل؟

تم إجراء معظم الأبحاث الحالية على الحيوانات، أو في المختبر باستخدام تركيزات عالية من القرنفل، وليس باستخدام ماء القرنفل أو التوابل الكاملة.

وفي حين أظهرت تجربة بشرية صغيرة أولية، انخفاضاً طفيفاً في مستوى السكر مقارنةً بالعلاج الوهمي، لم يكن الفرق كبيراً بما يكفي ليُعدّ ذا أهمية سريرية. ومع ذلك، أظهرت دراسة أخرى في 2019، أن الأشخاص المصابين وغير المصابين بالسكري الذين تناولوا 250 ملغ من مستخلص القرنفل يومياً لمدة 30 يوماً، سجّلوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات السكر في الدم.

ورغم ذلك، وبما أن معظم الدراسات استخدم مستخلصات مركزة، فمن غير المرجح أن شرب ماء القرنفل، أو مضغ القرنفل نفسه، يؤثر بشكل كبير على مستوى السكر في الدم.

هل هناك مخاطر عند تناول القرنفل؟

بالنسبة للبالغين الأصحاء، من غير المحتمل أن يسبب شرب ماء القرنفل أو مضغ القرنفل، مشاكل صحية.

وقالت غريس ديروشا، المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم الحمية: «فكّر في القرنفل بوصفه مكوّناً يعطي نكهة إضافية، وليس علاجاً سحرياً».

لكن عند التركيزات العالية، خصوصاً على شكل زيت، قد يشكل القرنفل مخاطر صحية كبيرة على الكبد والكليتين، وزيادة النزيف، وحدوث نوبات صرع أو غيبوبة. وهو سميّ بشكل خاص للأطفال، حيث إن أقل كمية قد تؤدي إلى نوبات صرع وتلف الكبد.

وينبغي أيضاً أن تحذَر الحوامل والمرضعات، إذ لا توجد بيانات كافية حول تأثير القرنفل أو زيت القرنفل عليهن، والخطر الحقيقي يكمن في استخدام ماء القرنفل، أو القرنفل، بديلاً للعلاج الطبي الموثوق.

خيارات غذائية أفضل للتحكم في السكر وتقليل الالتهاب

يوجد كثير من الأطعمة الطبيعية واللذيذة الغنية بالفوائد، التي تساعد في تقليل الالتهاب ودعم مستويات السكر الصحية.

وقالت ديروشا: «ماء القرنفل قد يمنحك مضادات أكسدة ونكهة لطيفة، لكن الفوائد الحقيقية للسكر والالتهاب تأتي من الأطعمة الكاملة المدعومة بالأبحاث».

أمثلة على خيارات صحية مدعومة علمياً

-الخضراوات الورقية الغنية بالألياف: مثل الكالي والبروكلي، تساعد في إبطاء امتصاص السكر بالدم.

-التوت الغني بمضادات الأكسدة: يسهم في مكافحة الالتهاب ودعم الصحة الأيضية العامة.

-الحبوب الكاملة: توفر الألياف اللازمة للحفاظ على استقرار السكر في الدم.

-الأطعمة الغنية بـ«أوميغا-3»: مثل السلمون والجوز وبذور الكتان، تساعد في تقليل الالتهاب.

وأضافت ديروشا: «اتباع نظام غذائي على الطريقة المتوسطية، الذي يركز على الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون، هو الأكثر فاعلية في دعم التحكم في السكر وخفض الالتهاب على المدى الطويل».


صيحة جديدة... هل تناول 7 جزرات صغيرة قبل الخلود للفراش يحسّن النوم؟

إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)
إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)
TT

صيحة جديدة... هل تناول 7 جزرات صغيرة قبل الخلود للفراش يحسّن النوم؟

إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)
إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر (رويترز)

يحتاج الكثير منا إلى مزيد من النوم، مما يُغرينا بتجربة حلول سريعة، مثل شرب كوب من الحليب الدافئ، أو تناول جزر صغير قبل النوم.

يُعد تناول سبع جزرات صغيرة أحدث صيحة شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحسين النوم. فبينما يُعزز الجزر الصغير عملية الهضم ووظائف الخلايا، يُشير الخبراء إلى أن هذا التوجه من غير المرجح أن يُحسّن نومك، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

هل تناول سبع جزرات صغيرة يُحسّن النوم؟

لا يوجد دليل علمي يُثبت أن تناول سبع جزرات قبل النوم يُساعد على النوم بشكل أفضل، وفقاً لديبي بيتيتبين، أخصائية تغذية مُسجلة ومتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية في تشارلستون.

وأضافت بيتيتبين أن تناول سبع جزرات لن يُحفز «استجابة فسيولوجية سريعة» عند النوم.

ومع ذلك، فإن إدراج الجزر في نظام غذائي متوازن يُمكن أن يُحسّن جودة النوم بشكل غير مباشر. فقد وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين تناولوا المزيد من الفاكهة والخضراوات خلال النهار ناموا بشكل أفضل ليلاً.

وقالت بيتيتبين: «إذا كان الناس يرغبون في نوم أفضل، فإن الأدلة أقوى بكثير على أهمية اتباع أنماط غذائية صحية بشكل عام بدلاً من الاعتماد على طعام واحد مُحدد».

لماذا يرتبط الجزر بنوم أفضل؟

يدّعي البعض أن العناصر الغذائية في الجزر يُمكن أن تُحسّن النوم. يحتوي الجزر على مركبات نباتية مضادة للأكسدة تُسمى الكاروتينات، وتحديداً ألفا كاروتين وبيتا كاروتين، والتي تُحوّلها أجسامنا إلى «فيتامين أ». قد يُعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص «فيتامين أ» من اضطرابات النوم.

مع ذلك، نادراً ما يُعاني الأشخاص في الولايات المتحدة من نقص «فيتامين أ»، نظراً لتوفره في العديد من أنواع الطعام المختلفة. وصرحت بيتيتبين بأنه بمجرد تلبية احتياجات الجسم من «فيتامين أ»، فإن تناول المزيد من بيتا كاروتين لن يُحسّن النوم.

وتابعت بيتيتبين: «مع أن تصحيح النقص يُمكن أن يُعزز الوظائف الحيوية الطبيعية، إلا أن ذلك لا يعني أن تناول المزيد من الجزر يُحسّن النوم».

ألياف قد تُعزز النوم

إضافة الجزر إلى نظام غذائي متوازن قد تُسهم أيضاً في تحسين النوم لغناه بالألياف. وقد وجدت دراسة أُجريت عام 2016 صلة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والنوم العميق والمُنعش.

تحتوي سبع حبات من الجزر الصغير على نحو 3 غرامات من الألياف. ونظراً لعدم حصول معظم الناس على ما يكفي من الألياف، فإن تناول المزيد من الجزر يُعدّ بداية جيدة.

مع أن تناول بضع حبات من الجزر الصغير لن يُؤذي معدتك على الأرجح، لكن لا تُفرط في تناوله. فتناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف بسرعة قد يُؤدي إلى عسر الهضم أو آلام المعدة.

لكن هل يجب تناول الطعام قبل النوم؟

بغض النظر عن الجزر، فإن ما تتناوله قبل النوم يُمكن أن يُؤثر على جودة نومك. تناول وجبة دسمة وثقيلة قبل النوم قد يُؤثر سلباً على جودة النوم، ولكن تناول وجبة خفيفة في المساء لن يؤثر على نومك على الأرجح.

كما أن تناول وجبة خفيفة في المساء يمنعك من النوم جائعاً، مما قد يُفاقم من جودة النوم، وفقاً لما ذكره توماس مايكل كيلكيني، وهو دكتور في تقويم العظام، ومدير معهد طب النوم في مستشفى جامعة نورثويل ستاتن آيلاند. لكن لا تتوقع أن يكون الجزر مُساعداً طبيعياً على النوم.

وأضاف: «للأسف، لا توجد أي دراسة مُوثقة تُؤكد أن اتباع نظام غذائي مُعين يُحسّن جودة النوم بشكل كبير. بشكل عام، يُعدّ الالتزام بنمط حياة صحي مع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة، واتباع قواعد نظافة النوم، أفضل وصفة لنوم جيد».