لماذا يهدد الاكتئاب محبي السهر أكثر من غيرهم؟

محبو السهر يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب (رويترز)
محبو السهر يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب (رويترز)
TT
20

لماذا يهدد الاكتئاب محبي السهر أكثر من غيرهم؟

محبو السهر يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب (رويترز)
محبو السهر يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب (رويترز)

كشفت دراسة بريطانية جديدة أن محبي السهر يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب.

وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد أجريت الدراسة على 546 طالباً جامعياً طُلب منهم الإجابة عن استبانة إلكترونية عن أنماط نومهم، ومدى ميلهم إلى التفكير في المشاعر والأفكار السلبية، وما إذا كانوا يعانون من أعراض الاكتئاب، وأيضاً عن تعاطيهم للكحول.

وتم تقسيم المشاركين إلى 3 مجموعات، الأولى تضم 38 مشاركاً فقط كانوا يفضلون الاستيقاظ والنوم مبكراً، فيما ضمت المجموعة الثانية 252 مشاركاً من محبي السهر، وتضمنت الثالثة 256 مشاركاً يتمتعون بدورة نوم واستيقاظ متوسطة.

ولأن متوسط ​​أعمار المشاركين كان نحو 20 عاماً، لم يكن هذا التوزيع للأنماط الزمنية للنوم مفاجئاً، فالأشخاص في نهاية سنوات المراهقة يميلون إلى الوقوع في النمط الزمني المسائي المحب للسهر، بينما يغلب النمط «الصباحي» في مراحل لاحقة من الحياة.

ووجدت الدراسة أن محبي السهر يعانون من أعراض اكتئاب أعلى بكثير من أقرانهم الذين يفضلون النوم والاستيقاظ مبكراً، وأولئك الذين يتمتعون بدورة نوم واستيقاظ متوسطة.

ولفتوا إلى أن السبب في ذلك قد يرجع لفكرة أن السهر ليلاً يجعل الشخص أكثر عُرضة للتفكير في المشكلات والمشاعر السلبية.

كما أن مواعيد العمل أو الدراسة قد تحرم محبي السهر من الحصول على قدر كاف من النوم، مما يؤثر على حالتهم النفسية فيما بعدُ.

ساهرون في مهرجان موسيقي بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا (أ.ف.ب)
ساهرون في مهرجان موسيقي بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا (أ.ف.ب)

وأوضح الباحثون أيضاً أن المصابين بالاكتئاب يجدون صعوبة في إيجاد الدافع للنهوض من السرير صباحاً، ويُصعّب الاسترخاء والنوم في نهاية اليوم وسط سيل من الأفكار السلبية. وقد وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يسهرون في المساء أظهروا مستويات أعلى بكثير من اجترار الأفكار.

وأشار الفريق إلى أن شرب محبي السهر للكحول قد يفاقم هذه المشكلة، حيث إنه عامل خطر معروف للإصابة بالاكتئاب.

وسبق أن ذكرت دراسة نشرت عام 2023 أن الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر أكثر عُرضة لخطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 19 في المائة، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون مبكراً.

وأشار الباحثون إلى أن السبب في ذلك قد يرجع لحقيقة أن محبي السهر يكونون أكثر عُرضة لاتباع نمط حياة غير صحي، إذ يميلون لتناول الأطعمة غير الصحية التي تسبب زيادة الوزن والإصابة بالسكري.


مقالات ذات صلة

كيف تتوقف عن التفكير المفرط؟ 6 طرق لاستعادة السيطرة على مشاعرك

يوميات الشرق عندما يُسبب حدثٌ مُزعجٌ تفكيراً مُفرطاً في عقلنا فإن عملية إيقاف هذا النظام لا تحدث فجأةً (رويترز)

كيف تتوقف عن التفكير المفرط؟ 6 طرق لاستعادة السيطرة على مشاعرك

يعرف كل شخص قلق بطبيعته شعور وقوع حدث يدفع عقله المُفكّر إلى حالة من الجنون حيث يحس بانزعاج عميق ومُنهك وكأن الحدث يُسيطر عليه

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك هناك عبارات ينبغي أن نتجنب قولها للشخص المكتئب (رويترز)

عبارات تجنب قولها للشخص المكتئب

قال موقع «سايكولوجي توداي» إن هناك 3 عبارات ينبغي أن نتجنب قولها للشخص المكتئب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق التأمل قد يساعدنا في فهم سبب غضبنا ومعالجة المشاكل الكامنة (رويترز)

التنفيس عن الغضب لا يقلّل منه... فما الحل الأفضل؟

تبدو فكرة التنفيس عن الغضب منطقية ومفيدة بالنسبة للعديد من الأشخاص. وتشير الحكمة التقليدية إلى أن التعبير عن الغضب يمكن أن يساعدنا على إخماده.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المغني الشهير جاستن بيبر (رويترز)

في منشور صريح... جاستن بيبر يكشف عن شعوره بأنه «محتال» و«غير مؤهل»

كشف المغني الشهير جاستن بيبر أنه يشعر باستمرار بأنه «محتال» أثناء حديثه مع متابعيه عن معاناته مع متلازمة المحتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق عارضة أزياء ترتدي حذاء في الكواليس قبل بداية أحد العروض بميلان (أ.ف.ب)

كيف يؤثر ما ترتديه على شعورك؟

يربط العديد من الناس مظهرهم الخارجي وطريقة ارتدائهم للملابس بحالتهم النفسية. فهل يمكن لما ترتديه حقاً التأثير على شعورك؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إذا شعرت بأن تربية الأبناء تُشكّل عبئاً على صحتك... فجرّب هذا

يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
TT
20

إذا شعرت بأن تربية الأبناء تُشكّل عبئاً على صحتك... فجرّب هذا

يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)

كشف طبيب أميركي مؤخراً تحذيراً أثار ذهول ملايين الناس، مُدّعياً أن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة، ويوضح في تقرير أن المخاطر تكمن في التأثير الضار للتوتر، والعزلة الاجتماعية، والضغوط المالية، وفقاً لما جاء في موقع «سايكولوجي توداي».

وفي مقال نُشر في مارس (آذار) 2025 في مجلة «نيويوركر» بعنوان «نهاية الأطفال»، يتناول الكاتب منظوراً عالمياً؛ إذ يُجري مقابلات مع آباء وأمهات من عدد من البلدان.

هل أصبحت تربية الأبناء أكثر إرهاقاً مما كانت عليه في السابق؟

يقول الطبيب، الذي يعمل مع الآباء والأطفال على حد سواء، ويكتب عن تربية الأبناء، يُمكنني فهم الضغوط والإحباطات. نعم، يبدو أن مُسببات التوتر قد ازدادت؛ فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن الأمهات العاملات يُخصصن وقتاً أطول لرعاية الأطفال مُقارنةً بالأمهات ربات البيوت في الأجيال الماضية.

كما اتضح أن الأمهات الحاصلات على شهادات جامعية يقضين وقتاً أطول مع أطفالهن مُقارنةً بالأمهات غير الحاصلات على شهادات جامعية. كما أن الآباء أقل عُرضة للعيش بالقرب من العائلة المُمتدة. علاوة على ذلك، كلما طال انتظار الناس لتكوين أسرة، غالباً في ظل متطلبات الحياة المهنية، قلّت احتمالية تكوينها.

ولكن ماذا لو لم تكن الأمور قاتمة كما قد تبدو؟ هناك أمور يمكننا القيام بها كعائلات ومجتمعات لتخفيف الضغط على الآباء.

في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ليس من الواضح ما ستكون عليه الوظيفة الجديدة.

وعندما نفكر في العالم المعقّد الذي نعيش فيه الآن، ومدى صعوبة التعامل مع الضغوط والمتطلبات، يجب أن نتذكر أيضاً أن لدينا أدوات لم تكن متاحة لأجدادنا؛ وهي مهارات اليقظة والتعاطف، وخاصةً التعاطف مع الذات. وقد وجد العديد من الأطباء ومعلمي التأمل أن التعاطف مع الذات من أهم الأدوات التي نمتلكها لبناء المرونة.

طريقة بسيطة للآباء لممارسة التعاطف مع الذات

للإجابة عن هذا السؤال، لستَ بحاجة إلى الجلوس بهدوء وإغلاق عينيك للتأمل، وهو أمر قد يكون صعباً مع الأطفال النشطين. إنها ممارسة يمكنك القيام بها عند توصيل الأطفال إلى مباراة كرة قدم، أو لقاء للعب، أو منافسات رياضية. يمكنك القيام بها حتى عندما يتشاجرون، أو تتجادل أنت وشريكك. دوّن هاتين النقطتين عندما تسنح لك الفرصة.

توقف للحظة، فحياتك مليئة بالأحداث، وقد تحتاج إلى بعض الدعم، واسأل نفسك: ما الذي أحتاج إليه؟ من الإجابات المحتملة:

أن أريح نفسي عاطفياً؟

أن أهدئ نفسي جسدياً؟

أن أشجع نفسي؟

أن أضع حدوداً؟

أن أهتم بنفسي؟

أن أتخذ إجراءً أو أُحدث تغييراً؟

في النهاية، تذكر جيداً أن الاهتمام بنفسك يُفيد الآخرين أيضاً.