لماذا لا يجب عليك ارتداء العدسات اللاصقة أثناء الاستحمام؟

التعرض القصير للماء يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى مما قد يؤدي إلى ألم شديد (رويترز)
التعرض القصير للماء يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى مما قد يؤدي إلى ألم شديد (رويترز)
TT

لماذا لا يجب عليك ارتداء العدسات اللاصقة أثناء الاستحمام؟

التعرض القصير للماء يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى مما قد يؤدي إلى ألم شديد (رويترز)
التعرض القصير للماء يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى مما قد يؤدي إلى ألم شديد (رويترز)

يعاني الكثير من الأشخاص من ضعف نظر حاد يجبرهم على ارتداء عدساتهم اللاصقة حتى خلال تأدية المهام اليومية البسيطة. وينسى العديد من الناس إزالة العدسات عند الدخول إلى الحمام بهدف الاستحمام، وهو أمر ليس بجيد للعينين.

قال الدكتور جيمس كيلي، طبيب العيون ومؤسس مركز «كيلي فيجن»، لصحيفة «هافينغتون بوست»: «الاستحمام بالعدسات اللاصقة محفوف بالمخاطر. فماء الصنبور غير معقم، وقد يحتوي على كائنات دقيقة ضارة، تماماً مثل المسطحات المائية الطبيعية».

وأكد أن التعرض القصير للماء يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى، مما قد يؤدي إلى ألم شديد، وندوب دائمة، وفقدان البصر، وقرحة القرنية، وغيرها من التأثيرات السلبية.

وقالت الدكتورة ماريا مونتيرو، المديرة المساعدة للخدمات السريرية في مستشفى أوربيس فلاينغ للعيون: «ارتداء العدسات اللاصقة أثناء الاستحمام ليس بنفس خطورة السباحة بها، ولكنه لا يزال غير موصى به... يمكن للماء أن ينقل بكتيريا وطفيليات ضارة، مثل الزائفة الزنجارية والأكانثاميبا، قد تتراكم تحت العدسات».

إذا التصقت هذه الكائنات بالعدسات اللاصقة، فقد تُصاب بعدوى خطيرة في العين، مثل التهاب القرنية الجرثومي، الذي قد يُسبب فقدان البصر إذا لم يُعالج على الفور. ومما يزيد الطين بلة، أن تشخيص هذه الحالات وعلاجها قد يكون صعباً للغاية، خاصةً إذا لم تكن تعيش بالقرب من اختصاصي مُلِمٍّ بمجموعة مُسببات الأمراض المُحتملة.

يُوضِّح الدكتور توماس ج. ستوكرمانز، طبيب عيون وكاتب طبي: «قد توجد الأوالي الشوكميبة أو الفيروسات الغدية في المسابح ومياه البحر وأحواض الاستحمام الساخنة والدُّش... وتُسبب بكتيريا السيراتية الذابلة ما يعرف بالعفن الوردي الذي يُمكن العثور عليه في الحمامات. كما يُمكنها البقاء على قيد الحياة في الماء الساخن، مثل أحواض الاستحمام الساخنة والدُّش».

وأضاف أن بكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) توجد أيضاً في المسابح، وكذلك في المياه العذبة في الطبيعة وبالمسابح وأحواض الاستحمام الساخنة التي لا تحتوي على كمية كافية من الكلور.

أشار كيلي إلى أن «الناس فقدوا أعينهم بسبب العدوى المنقولة بالماء». وأضاف: «أفضل طريقة هي إزالة العدسات اللاصقة قبل الاستحمام. إذا كنت مضطراً لارتدائها، فأبقِ عينيك مغمضتين قدر الإمكان واستخدم دموعاً اصطناعية خالية من المواد الحافظة بعد ذلك لطرد أي ملوثات محتملة».

هل العدوى هي الخطر الوحيد؟

هناك مخاطر أخرى للاستحمام بالعدسات اللاصقة تتجاوز هذه العدوى المؤلمة التي قد تُسبب العمى.

قال كيلي: «يمكن أن يُغير الماء شكل العدسات اللاصقة اللينة، مما يجعلها غير مريحة أو أقل فاعلية».

إذا استحممت بالعدسات اللاصقة، فقد تنتفخ العدسات ويتغير شكلها، مما يجعلها غير ملائمة للعينين ويصعب إزالتها، مما قد يسبب عدم الراحة، وتشوش الرؤية، والجفاف.

وليست الرطوبة وحدها هي التي تسبب تشوه العدسات.

شرح ستوكرمانز: «العدسات اللاصقة مصممة لتكون داخل الغشاء الدمعي، الذي يحتوي على تركيز معين من الأملاح، يُسمى الأسمولية... يمكن للماء ذي الأسمولية المختلفة أن يُشوه العدسات، مما يؤثر على ملاءمتها. هذا الأمر قد يُهيج سطح العين أو يُتلفه».


مقالات ذات صلة

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

صحتك تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

أظهرت دراسة دولية جديدة أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد خطر الوفاة المبكرة، مما أثار دعوات متجددة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الأطعمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)

دواء مضاد للإنفلونزا يقلل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة

وجدت دراسة سريرية أميركية أن جرعة واحدة من الدواء المضاد للفيروسات «زوفلوزا» (Xofluza) تخفض فرصة انتقال فيروس الإنفلونزا بين أفراد الأسرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)

لا آكل قبل الظهر... هل يتسبب في ضرر بدني؟

تشير التقارير إلى أن نحو واحد من كل خمسة أشخاص يتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن يستعيد كل الوزن الذي فقده، أو حتى أكثر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات (رويترز)

متى يكون النسيان خطيراً؟

مثل أي عضو آخر في الجسم، يتغير الدماغ مع التقدم في السن. لكن النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)

«بقعة زرقاء» في الدماغ قد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية

كشفت دراسة جديدة أن هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا، وقد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)
تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)
TT

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)
تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)

أظهرت دراسة دولية جديدة أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد خطر الوفاة المبكرة، مما أثار دعوات متجددة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الأطعمة.

وتحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على مواد كيميائية وألوان صناعية ومُحلِّيات تُستخدم لتحسين مَظهر الطعام أو طعمه أو ملمسه، ومواد حافظة حتى يصبح صالحاً لفترات طويلة، ونسب عالية من الملح أو السكر، ما يسبب زيادة كبيرة في سُعراتها الحرارية. ومن أمثلة هذه الأطعمة اللحوم المصنّعة والمعجنات المعبّأة وحبوب الإفطار والشوربة سريعة التحضير ورقائق البطاطا والبسكويت والآيس كريم والزبادي بنكهة الفواكه والمشروبات الغازية.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة الجديدة في 8 دول هي: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل وكندا وكولومبيا وتشيلي والمكسيك.

ووجدت أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في تناول الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر وفاة الشخص قبل بلوغه سن 75 عاماً بنسبة 3 في المائة.

وقال الباحثون إن هذه الأطعمة ضارة بالصحة لدرجة أنها متورطة في ما يصل إلى واحد من كل سبع حالات وفاة مبكرة تحدث في بعض البلدان.

ومن أبرز الدول المتأثرة بهذا الضرر، الولايات المتحدة، والتي تتسبب هذه الأطعمة بـ124 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً بها، وإنجلترا التي يرتبط استهلاك هذه الأطعمة فيها بأكثر من 17 ألف حالة وفاة سنوياً.

وقال إدواردو أوغوستو فرنانديز نيلسون، الباحث الرئيسي في الدراسة، والتابع لمؤسسة أوزوالدو كروز في البرازيل، إن الإضافات مثل المُحلِّيات والنكهات تضر الصحة وليس فحسب المستويات العالية من الدهون والملح والسكر.

وأضاف: «في حين أن 4 في المائة من الوفيات المبكرة في كولومبيا، و5 في المائة في البرازيل، و6 في المائة في تشيلي، تُعزى إلى استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، فإن هذه النسبة تصل إلى 10.9 في المائة في كندا، و13.7 في المائة في الولايات المتحدة، و13.8 في المائة في إنجلترا. وهي نسب مُقلقة بكل تأكيد».

وخلص الباحثون إلى أن «الوفيات المبكرة الناجمة عن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة تزداد بشكل ملحوظ وفقاً لنسبة هذه الأطعمة من إجمالي الوجبة التي يستهلكها الفرد. ويمكن أن يؤثر تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة بشكل كبير على الصحة».

وحثّ المؤلفون الحكومات في جميع أنحاء العالم على اتخاذ تدابير جريئة لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك تشديد التنظيم الخاص بتسويق وبيع الأطعمة فائقة المعالجة في المدارس وأماكن العمل، فضلاً عن فرض الضرائب على هذه المنتجات للحد من مبيعاتها.

وتضيف هذه النتائج إلى مجموعة الأدلة المتزايدة التي تربط الأطعمة فائقة المعالجة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض محددة، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الكلى المزمنة.