هل أضرار القيلولة اليومية أكثر من فوائدها؟

شخص نائم (Public Domain)
شخص نائم (Public Domain)
TT
20

هل أضرار القيلولة اليومية أكثر من فوائدها؟

شخص نائم (Public Domain)
شخص نائم (Public Domain)

يرى البعض أن النوم فترة القيلولة يوميا يحسن الحالة المزاجية ويقوي الذاكرة، ويزيد الإنتاجية، بينما يعدّها آخرون أنها قد تُعيق النوم ليلاً.

ووفقاً لموقع «كونفرزيشن»، قالت الأستاذة المساعدة في الصحة النفسية بكلية الطب بجامعة وارويك البريطانية تالار مختاريان، إن القيلولة سلاح ذو حدين، فإذا أُحسن استخدامها، فهي طريقة فعالة لإعادة شحن الدماغ، وتحسين التركيز، ودعم الصحة العقلية والجسدية. أما إذا أخطأت في استخدامها، فقد تسبب شعوراً بالخمول والتشوش، وصعوبة في النوم لاحقاً، ويكمن السر في فهم كيفية تنظيم الجسم للنوم واليقظة.

وأضافت أن معظم الناس يعانون من انخفاض طبيعي في اليقظة في وقت مبكر من بعد الظهر، عادةً بين الساعة الواحدة ظهراً والرابعة عصراً ولا يعود هذا فقط إلى تناول غداء دسم، فساعتنا البيولوجية، أو إيقاعنا اليومي، تُنشئ دورات من اليقظة والتعب على مدار اليوم، ويُعد هدوء ما بعد الظهر المبكر جزءاً من هذا الإيقاع، ولهذا السبب يشعر الكثيرون بالنعاس في ذلك الوقت.

ولفتت إلى أن الدراسات تشير إلى أن القيلولة القصيرة خلال هذه الفترة، والتي يفضل أن يتبعها التعرض لضوء ساطع، يمكن أن تُساعد في مُواجهة التعب، وتعزيز اليقظة، وتحسين الوظائف الإدراكية دون التأثير على النوم ليلاً.

شخص نائم (د.ب.أ)
شخص نائم (د.ب.أ)

وقالت إن هذه القيلولة تسمح للدماغ بالراحة دون الانزلاق إلى نوم عميق، مما يسهل الاستيقاظ بشكل منعش.

ولكنها لفتت إلى أن هناك مشكلة وهي القيلولة الطويلة جداً التي قد تؤدي إلى شعور أسوأ عند الاستيقاظ، ويرجع ذلك إلى «خمول النوم» أي الخمول والارتباك الناتج عن الاستيقاظ خلال مراحل النوم العميق.

وقالت إنه بمجرد أن تتجاوز القيلولة 30 دقيقة، ينتقل الدماغ إلى مرحلة نوم الموجة البطيئة، مما يُصعّب الاستيقاظ.

وكانت الدراسات أظهرت أن الاستيقاظ من النوم العميق قد يُشعر الشخص بالخمول لمدة تصل إلى ساعة وقد يكون لهذا آثار خطيرة إذا حاول القيام بمهام أو اتخاذ قرارات مهمة، وإذا أُخذت القيلولة في وقت متأخر جداً من اليوم، فقد تُضعف «تراكم ضغط النوم»، وهو الدافع الطبيعي للجسم للنوم مما يصعبه ليلاً.

متى تكون القيلولة ضرورية؟

بالنسبة للبعض، تعد القيلولة ضرورية، حيث غالباً ما يُعاني العاملون بنظام ساعات متغيرة (المناوبات) من تقطّع النوم بسبب عدم انتظام جداول العمل، ويمكن أن تُعزز القيلولة المُناسبة قبل المناوبة الليلية اليقظة وتُقلّل من الأخطاء.

وبالمثل، قد يستفيد الأشخاص الذين يُعانون بانتظام من عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً سواءً بسبب العمل أو رعاية الأطفال أو غيرها من القيلولة لتوفير ساعات نوم إضافية تعوض عن نقص نومهم.

وقالت مختاريان إن مع ذلك، يُعدّ الاعتماد على القيلولة بدلاً من تحسين النوم الليلي حلاً مؤقتاً وليس حلاً مستداماً، وغالباً ما يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن بتجنب القيلولة تماماً؛ لأن النوم النهاري قد يُضعف رغبتهم في النوم ليلاً.

ولفتت إلى أن البعض يستخدم القيلولة أداةً لتحسين الأداء حيث يُدمج الرياضيون القيلولة في جداول تدريبهم لتسريع تعافي العضلات وتحسين سرعة رد الفعل والقدرة على التحمل.

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب تركيزاً عالياً، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية وأطقم الطيران، يستفيدون من القيلولة القصيرة للحفاظ على التركيز وتقليل الأخطاء المرتبطة بالإرهاق.

ووجدت وكالة «ناسا» للفضاء أن قيلولة لمدة 26 دقيقة يُمكن أن تُحسّن أداء موظفي عمليات الرحلات الجوية الطويلة بنسبة 34 في المائة، واليقظة بنسبة 54 في المائة.

كيف نحصل على قيلولة صحيحة؟

للحصول على قيلولة فعالة، يُعدّ التوقيت والبيئة المحيطة عاملين مهمين، حيث تمنع القيلولة لمدة تتراوح بين 10 و20 دقيقة الخمول، والوقت المثالي لها هو قبل الساعة 2 ظهراً، فالقيلولة المتأخرة جداً قد تُؤخّر جدول النوم الطبيعي للجسم.

وأفضل القيلولة تكون في بيئة باردة ومظلمة وهادئة، تُشبه ظروف النوم الليلي، ويُمكن لأقنعة العين وسماعات الرأس العازلة للضوضاء أن تُساعد، خاصةً لمن ينامون في أماكن مُشرقة أو صاخبة.

وعلى الرغم من فوائد القيلولة فإنها ليست مُناسبة للجميع، فالعمر ونمط الحياة وأنماط النوم الأساسية تُؤثر جميعها على ما إذا كانت القيلولة مُفيدة أم مُعيقة.

والقيلولة الجيدة تعتمد على التخطيط الجيد؛ معرفة متى وكيف، وما إذا كان ينبغي أن ننام أصلاً.


مقالات ذات صلة

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

صحتك فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز مراقبة نبضات القلب في مستشفى ببرلين (رويترز)

المخاطر أضعاف الرجال... 8 عوامل تزيد من احتمالية إصابة النساء بأمراض القلب

وجد الباحثون التابعون لمركز سانيبروك للعلوم الصحية في تورونتو أن هناك 8 عوامل محددة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

اختبار منزلي لحاسة الشم قد يكشف عن الإصابة بألزهايمر

طوّر باحثون أميركيون اختبار شم منزلياً مبتكراً للكشف عن مرض ألزهايمر، قبل سنوات من ظهور الأعراض التقليدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك اتباع الأطفال نظاماً غذائياً صحياً يمكن أن يجعلهم أقل عنفاً (رويترز)

نظام غذائي يجعل الأطفال أقل عنفاً... تعرَّف عليه

أظهرت دراسة جديدة أن اتباع الأطفال نظاماً غذائياً صحياً، يشمل تناول كميات أكبر من الأسماك والخضراوات واللحوم الحمراء والبقوليات والمكسرات، يجعلهم أقل عنفاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)

«فوائد مبالغ فيها»... مُكمِّل غذائي شائع للرياضيين قد يكون بلا قيمة

كشفت دراسة جديدة أن مكملاً غذائياً شائعاً في الصالات الرياضية لبناء العضلات قد لا يكون ذا قيمة فعلية.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)
فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)
TT
20

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)
فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)

استكشف كثير من الدراسات العلاقة بين وزن الجسم والأمراض المختلفة والوفيات، فقد أشار معظم هذه الدراسات إلى أضرار الوزن الزائد على الصحة، وتسببه في أمراض خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول وأمراض القلب والسكري.

ومع ذلك، فقد كشفت دراسة جديدة، نشرها موقع «ذا كونفرسيشين»، عن أن فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة في بعض الحالات.

وأوضحت الدراسة أن فقدان أكثر من 10 كيلوغرامات من الوزن يمكن أن يزيد في الواقع من خطر الوفاة المبكرة لدى مرضى السمنة المفرطة الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.

واستندت هذه الدراسة إلى بيانات أكثر من 8 آلاف شخص، تُوبعوا لمدة 9 سنوات في المتوسط مع التركيز على أوزانهم ونمط حياتهم والأمراض التي عانوا منها.

حقائق

أكثر من مليار شخص

يعانون من السمنة في جميع أنحاء العالم

وكتب الفريق في نتائج دراستهم: «في حين أنه من المعروف أن كلاً من السمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، تزيد من خطر الوفاة المبكرة، فقد وجدت نتائجنا أن فقدان الوزن - الذي يهدف إلى تحسين الصحة - لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ومن أمراض القلب والأوعية الدموية أيضاً، قد يكون له تأثير ضار على الصحة، وأن الأمر قد يصل للوفاة».

وعلى الرغم من أن السمنة تُسهم في مشكلات القلب والأوعية الدموية، فإن الدراسات قد أظهرت سابقا أيضاً زيادة خطر الوفاة المبكرة لدى مرضى قصور القلب المزمن ذوي الوزن النحيف، ولدى مرضى الشريان التاجي الذين يتذبذب وزنهم بين الارتفاع والانخفاض.

يذكر أن هناك أكثر من مليار شخص يعانون من السمنة في جميع أنحاء العالم.