دراسات: أخذ قيلولة طويلة تزيد خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن

كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)
كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)
TT

دراسات: أخذ قيلولة طويلة تزيد خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن

كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)
كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)

مع اقتراب موعد التوقيت الصيفي، يستعد الكثيرون لفقدان ساعة من النوم، وغالباً ما يعوّضون ذلك بأخذ قيلولة. يميل كبار السن بشكل خاص إلى أخذ قيلولة أكثر من الأفراد الأصغر سناً، وهو اتجاه يُعزى إلى التغيرات الجسدية والمعرفية، وزيادة وقت الفراغ بعد التقاعد، وتأثير الأدوية على النوم ليلاً. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في أخذ القيلولة لدى كبار السن قد يكون مرتبطاً بتراجع القدرات المعرفية في المستقبل، وفق تقرير لصحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» الأميركية.

تشير الدراسات إلى أن ما بين 20 و60 في المائة من كبار السن حول العالم يأخذون قيلولة منتظمة خلال النهار، مع ارتفاع النسب في المناطق التي تُعدّ فيها القيلولة مقبولة ثقافياً، مثل الصين وأجزاء من أميركا اللاتينية. بينما يمكن أن تساعد القيلولة الأفراد الأصغر سناً على تعويض النوم المفقود، فإن كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة دون سبب واضح (مثل السهر لوقت متأخر) قد يعانون مشاكل صحية كامنة. قد يشمل ذلك اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي.

تسلّط أبحاث يوي لانغ، الأستاذة المساعدة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، الضوء على وجود صلة بين القيلولة المتكررة والمطولة وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر وضعف الإدراك. وجدت دراسة لانغ عام 2022 أن كبار السن الذين يأخذون قيلولة أطول وأكثر تكراراً كانوا أكثر عرضة للإصابة بألزهايمر. وبالمثل، أظهرت دراسة أجرتها عام 2019 أن الرجال الأكبر سناً الذين يأخذون قيلولة لأكثر من ساعتين يومياً كانوا أكثر عرضة لمشاكل الإدراك مقارنة بمن يأخذون قيلولة أقل من 30 دقيقة. ولا يزال السبب الدقيق للعلاقة بين القيلولة والتدهور المعرفي غير واضح.

فحصت دراسة عام 2021 أجراها الباحث في جامعة ستانفورد جو واينر، أنماط النوم لدى كبار السن ووجدت أن كلاً من «قصيري النوم» (الذين ينامون ست ساعات أو أقل) و«طويلي النوم» (الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر) كانوا أكثر عرضة لأخذ قيلولة أطول. أظهرت كلتا المجموعتين نتائج صحية أسوأ، بما في ذلك انخفاض الإدراك، وزيادة أعراض الاكتئاب، وارتفاع خطر الإصابة بألزهايمر. يقترح واينر أن هذه الأنماط تعكس صعوبة الدماغ في الحفاظ على دورات نوم واستيقاظ صحية، وهي مشكلة شائعة في الشيخوخة.

يوصي الخبراء بأخذ قيلولة قصيرة تتراوح بين 20 و30 دقيقة، ويفضَّل أن تكون قبل الساعة 3 مساءً، لتجنب تعطيل النوم ليلاً. تنصح الباحثة لانغ بعدم إجبار النفس على أخذ قيلولة إذا لم يكن هناك شعور بالنعاس، لكنها تشجع كبار السن على استشارة الطبيب إذا كانوا يعانون نعاساً مفرطاً خلال النهار، حيث قد يشير ذلك إلى مشاكل صحية كامنة. بينما يمكن أن تكون القيلولة مفيدة إذا تمت باعتدال، فإن الإفراط فيها أو أخذ قيلولة طويلة لدى كبار السن قد يتطلب عناية طبية إضافية.


مقالات ذات صلة

صحتك الأمهات الجدد يجب عليهن شرب كميات وفيرة من الماء يومياً خلال فترة ما بعد الولادة (أ.ب)

بعد الولادة... 8 طرق بسيطة تساعد الأمهات الجدد على التعافي بشكل أسرع

ينصح الخبراء الأمهات الجدد دائماً بإعطاء الأولوية لصحتهن بعد الولادة واتباع جميع التعليمات الطبية للتعافي السريع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طاهٍ يعدّ حشوة مكونة من المكسرات والزبيب (رويترز)

6 فوائد صحية تدفعك لتناول الزبيب كل صباح

تبرز الكثير من الأطعمة التي يُنصح بتناولها على معدة فارغة لفوائدها الصحية، بما في ذلك تحسين الهضم وتعزيز المناعة، ومن بينها الزبيب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لقطع شوكولا (أ.ف.ب)

طعمه لذيذ ونتيجته مذهلة... بسكويت شوكولاته داكنة للرشاقة

قدَّم فريق بحثي من جامعة بييمونتي الشرقية في إيطاليا نتائج أولية لدراسة تهدف إلى تطوير بسكويت داكن يحتوي على مادة مُرّة تستهدف التحكم في الشعور بالجوع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تظهر هذه الصورة المجهرية التي التُقطت في مارس 1988 خلايا بشرية مصابة بسرطان الدم النقوي الحاد (أ.ب)

دراسة تحذّر: مكمّل شهير لإطالة العمر قد يُعزّز نموّ سرطان الدم

حذَّر علماء السرطان في جامعة روتشستر الأميركية، من مكوّن شائع في مشروبات الطاقة قد يُحفِّز نمو أنواع اللوكيميا النخاعيّة، التي تصيب نخاع العظم والدم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
TT

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)

كشفت دراسة صينية عن أدلة قوية تشير إلى أنَّ الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الأخرى.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة تيانجين، أنّ هذه الدراسة تضيء على الوحدة بوصفها عامل خطر نفسياً - اجتماعياً مستقلاً قد يُسهم في فقدان السمع؛ ونُشرت النتائج، يوم الخميس، في دورية «Health Data Science».

ويُعدّ فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً على مستوى العالم، إذ يؤثّر في أكثر من 1.5 مليار شخص. ورغم أنّ العوامل الفسيولوجية والسلوكية المرتبطة بهذه الحالة موثَّقة جيداً، فإنّ دور العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الشعور بالوحدة، لم يحظَ بالاهتمام الكافي. وهدفت الدراسة إلى التحقق مما إذا كانت الوحدة مجرّد نتيجة لفقدان السمع، أم أنها أيضاً عامل يُسهم في تطوره.

واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات نحو 491 ألف مشارك، وتابعوهم على مدى زمني متوسط بلغ 12.3 عاماً. وقيس شعور الأفراد بالوحدة في بداية الدراسة من خلال سؤال واحد قائم على التقييم الذاتي، في حين حُدّدت حالات فقدان السمع الجديدة عبر السجلات الصحية الإلكترونية.

وأظهرت النتائج أنّ الأفراد الذين أفادوا بشعورهم بالوحدة كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع بنسبة 24 في المائة مقارنة بغيرهم، حتى بعد ضبط التحليلات وفق عوامل متعدّدة؛ مثل: العمر، والجنس، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والسلوكيات الصحية، والأمراض المصاحبة، واستخدام الأدوية التي تؤثّر في الأذن، والعزلة الاجتماعية، والاكتئاب، والاستعداد الوراثي.

وكانت العلاقة بين الوحدة وفقدان السمع أكثر وضوحاً في حالات فقدان السمع الحسّي العصبي، وهو النوع المرتبط بتلف القوقعة أو الأعصاب السمعية. كما بدت هذه العلاقة أقوى لدى النساء مقارنة بالرجال.

وأشار الباحثون إلى أنّ الاستعداد الوراثي لفقدان السمع يزيد من خطر الإصابة، لكنه لم يُضعف تأثير الوحدة، مما يدلّ على أنّ للوحدة تأثيراً مستقلاً يعمل عبر مسارات مختلفة.

ويرجّح الفريق البحثي أنّ عدة آليات قد تفسّر هذه العلاقة، منها الالتهابات الناتجة عن الوحدة، وارتفاع ضغط الدم، والاستجابات الهرمونية المرتبطة بالتوتر، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة والسلوكيات غير الصحية المرتبطة بالوحدة؛ مثل: التدخين، وقلّة النشاط البدني، وسوء التغذية، واضطرابات النوم.

وتؤكد النتائج وجود علاقة وثيقة بين المشاعر الاجتماعية، مثل الوحدة، وبين مشكلات صحية جسدية، مما يدعو إلى التعامل مع الوحدة بكونها قضية صحية عامة، وليست مجرّد حالة عاطفية.

وأضاف الفريق أنّ هذه النتائج تفتح المجال لتضمين البرامج الاجتماعية والنفسية ضمن استراتيجيات الوقاية من فقدان السمع، إلى جانب التركيز على الرعاية السمعية التقليدية. وإذا أثبتت الدراسات المستقبلية أنّ تقليل الشعور بالوحدة يمكن أن يحدّ من خطر فقدان السمع، فقد يُمهّد ذلك لتدخلات وقائية جديدة تستهدف الصحة النفسية والاجتماعية للحفاظ على حاسة السمع.