تحذير... سجائر المنثول تُضاعف خطر الوفاة

تُستخدم هذه النكهة لجعل التدخين أكثر قبولاً خصوصاً بين الشباب

المنثول مركَّب يُضفي نكهة النعناع على الدخان (رويترز)
المنثول مركَّب يُضفي نكهة النعناع على الدخان (رويترز)
TT
20

تحذير... سجائر المنثول تُضاعف خطر الوفاة

المنثول مركَّب يُضفي نكهة النعناع على الدخان (رويترز)
المنثول مركَّب يُضفي نكهة النعناع على الدخان (رويترز)

حذّرت دراسة أميركية، أجريت على نحو مليون شخص، من أنّ تدخين السجائر المُنكهة بالمنثول يرتبط بمضاعفة خطر الوفاة، خصوصاً فيما يتعلّق بأمراض القلب.

وأوضح الباحثون من الجمعية الأميركية للسرطان، أنّ سجائر المنثول ليست فقط أكثر جذباً للمدخنين الجدد، ولكنها أيضاً تُضاعف صعوبة الإقلاع وتؤدّي إلى ارتفاع خطر الوفاة، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «توباكو كونترول».

مادة المنثول مركَّب يُضفي نكهة النعناع على الدخان، ما يمنح إحساساً منعشاً ويقلّل من تهيّج الحلق عند التدخين، ويسهل استنشاق الدخان بعمق. وتُستخدم هذه النكهة لجعل التدخين أكثر قبولاً، خصوصاً بين الشباب، لكنها في الوقت عينه تُضاعف صعوبة الإقلاع عنه.

واستندت الدراسة إلى بيانات نحو مليون شخص من المدخنين، إذ سُجِّلت بيانات التدخين لديهم لعامين، ثم جرت متابعتهم لـ6 سنوات لرصد حالات الوفاة.

ووجد الباحثون أنّ المدخنين الحاليين، سواء من مستهلكي سجائر المنثول أو السجائر التقليدية، يواجهون خطر وفاة أعلى بمرّتين مقارنةً بغير المدخنين. ومع ذلك، فإنّ الإقلاع عن التدخين قلَّل بشكل كبير من خطر الوفاة من كِلا النوعين من السجائر.

وبيّنت الدراسة أنه حتى بين الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين، كان ثمة ارتفاع بنسبة 12 في المائة لخطر الوفاة لأي سبب بين المدخنين السابقين لسجائر المنثول، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 16 في المائة لخطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية، و13 في المائة لخطر الوفاة بسبب أمراض القلب التاجية، و43 في المائة لخطر الوفاة من أمراض قلبية أخرى، مقارنةً بمدخني السجائر التقليدية.

ورغم التأثيرات السلبية الإضافية لسجائر المنثول، فإنّ جميع أنواع السجائر تؤدّي إلى زيادة خطر الوفاة، مما يؤكد أن الإقلاع عن التدخين هو الحلّ الوحيد لتقليل المخاطر الصحية.

وأكد الباحثون أنّ النتائج توضح أهمية الإقلاع عن التدخين في خفض معدلات الوفيات، حتى بالنسبة إلى المدخنين السابقين لسجائر المنثول؛ مما يستدعي توفير برامج دعم مجانية وفعالة لمساعدة المدخنين على الإقلاع.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة من الجمعية الأميركية للسرطان، الدكتورة بريتي باندي: «يُشكّل المنثول في السجائر تهديداً للصحة العامة؛ إذ يُسهّل بدء التدخين ويجعل الإقلاع عنه أكثر صعوبة». وأضافت عبر موقع الجامعة: «مع هذه النتائج الجديدة التي تكشف عن تأثيرات فريدة في معدّل الوفيات، فقد حان الوقت لتنظيم هذه المنتجات لإنقاذ الأرواح، لا سيما أنّ سجائر المنثول تُشكّل حصة كبيرة في أسواق عدد من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة والدول منخفضة الدخل ومتوسّطته».

ووفق الباحثين، فإنّ حظر سجائر المنثول، وزيادة الضرائب على جميع منتجات التبغ، وسَنّ قوانين صارمة لمكافحة التدخين؛ هي سياسات ضرورية للحماية من مخاطره الصحية.


مقالات ذات صلة

وفاة أكثر من 300 شخص في أنغولا جراء تفشي الكوليرا

أفريقيا أم تحتضن ابنها خلال انتظارها وصفة طبية داخل مستشفى في لواندا بأنغولا (أرشيفية - رويترز)

وفاة أكثر من 300 شخص في أنغولا جراء تفشي الكوليرا

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي وباء الكوليرا في أنغولا أدى إلى وفاة 329 شخصاً، محذَّرة من أن خطر انتقال العدوى في البلاد ودول الجوار «مرتفع للغاية».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك العلاج الكيميائي الأولي المُركّز عادة ما يستمر من أربعة إلى ستة أشهر (رويترز)

من الإرهاق إلى الجلطات الدموية... آثار جانبية قد تفاجئك لعلاج السرطان

بعد أكثر من عام من إعلان الملك البريطاني تشارلز عن تشخيص إصابته بالسرطان، أصدر القصر بياناً يفيد بأنه عانى من آثار جانبية جراء علاجه، كانت شديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حالات سرطان الفم ترتفع بسرعة خارج عوامل الخطر العادية وتشكل مصدر قلق حقيقي (رويترز)

دراسة: المشروبات السكرية تزيد خطر الإصابة بسرطان الفم

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن هذه المشروبات المحلاة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا وزارة الصحة والسكان بمصر أطلقت عدداً من الحملات التوعوية والوقائية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

خطة مصرية طموحة للقضاء على الدرن بحلول عام 2030

أعلنت مصر عن خطة وصفتها بـ«الطموحة» للقضاء على مرض الدرن بحلول عام 2030، تتضمن تطوير مستشفيات الصدر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك النظام الغذائي النباتي يُبطئ تطوّر مرض الكلى المزمن (جامعة ستانفورد)

نظام غذائي يُحسِّن صحة مرضى الكلى

أظهرت دراسة أسترالية أنّ اتّباع نظام غذائي غني بالأطعمة النباتية المتنوّعة، يمكن أن يحقّق فوائد صحية كبيرة للأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

دراسة تربط بين السكري من النوع الثاني والإصابة ببعض أنواع السرطان

السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)
السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)
TT
20

دراسة تربط بين السكري من النوع الثاني والإصابة ببعض أنواع السرطان

السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)
السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)

بدءاً من عام 2021، قدّر الباحثون أن نحو 10.5 في المائة من سكان العالم البالغين مصابون بداء السكري، 90 في المائة من الحالات هي من النوع الثاني.

وتُعتبر السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني، ويمكن أن تزيد من احتمالية إصابة الشخص ببعض أنواع السرطان.

أفادت دراسة جديدة عُرضت في المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) أن الإصابة الجديدة بداء السكري من النوع الثاني قد تزيد من خطر إصابة الشخص ببعض أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم والبنكرياس والكبد، وفقاً لموقع «ميديكال نيوز توداي».

ما العلاقة بين داء السكري من النوع الثاني والسرطانات المرتبطة بالسمنة؟

في هذه الدراسة، حلّل الباحثون بيانات من مشاركين في البنك الحيوي البريطاني. تمت مطابقة أكثر من 23 ألف مشارك في الدراسة مصابين حديثاً بداء السكري من النوع الثاني مع أكثر من 71 ألف مشارك آخر غير مصابين بهذه الحالة، بناءً على مؤشر كتلة الجسم (BMI) والعمر والجنس، بمتوسط ​​متابعة 5 سنوات.

بحث العلماء أيضاً عن حالات الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة، بما في ذلك: سرطان الأمعاء (القولون والمستقيم)، سرطان بطانة الرحم، سرطان المريء، سرطان المرارة، سرطان الكلى، سرطان الكبد، الورم السحائي (ورم في الجهاز العصبي المركزي)، الورم النقوي المتعدد (سرطان الدم)، سرطان المبيض، سرطان البنكرياس، سرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، سرطان المعدة، سرطان الغدة الدرقية.

وقال أوين تيبينغ، الباحث في جامعة مانشستر، والمؤلف الرئيسي المشارك لهذه الدراسة، لموقع «ميديكال نيوز توداي»: «أظهرت الأبحاث أن معدل الوفيات المرتبطة بالسرطان آخذ في الازدياد لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ونسعى إلى المساعدة في تحديد ما إذا كان داء السكري من النوع الثاني هو المسبب للسرطان، أم أن زيادة حالات السرطان لدى المصابين به ناتجة عن السمنة».

وأوضح تيبينغ: «يمكن أن يساعد هذا في وضع تدابير وقائية جديدة محتملة للسرطان، وتحديد ما إذا كان ينبغي على مرضى السكري الخضوع لفحص السرطان».

وتابع: «قررنا دراسة داء السكري من النوع الثاني والسرطانات المرتبطة بالسمنة، لأن هناك أدلة قوية على وجود علاقة سببية بين السمنة و13 نوعاً من السرطان على الأقل، ولكن هذا ليس واضحاً تماماً بالنسبة لداء السكري من النوع الثاني».

وأشار الباحث إلى ارتباط «داء السكري من النوع الثاني والسمنة بأنواع سرطانية متشابهة، وغالباً ما تتعايش هذه الحالات، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان داء السكري من النوع الثاني هو المسبب للسرطان، أم أنه ناتج عن السمنة المصاحبة له».

نتائج الدراسة

وفي ختام الدراسة، وجد تيبينغ وفريقه أن داء السكري من النوع الثاني، حديث الظهور، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان مرتبط بالسمنة بنسبة 48 في المائة لدى الرجال، وزيادة احتمال الإصابة به بنسبة 24 في المائة لدى النساء.

وأوضح تيبينغ: «تكمن أهمية هذا في أن داء السكري من النوع الثاني قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل مستقل عن السمنة، وليس فقط بسبب السمنة، أي في الحالات التي يتمتع فيها الشخص المصاب بداء السكري بقيمة مؤشر كتلة جسم صحية».

بالإضافة إلى ذلك، وجد العلماء صلة بين داء السكري من النوع الثاني حديث الظهور وزيادة خطر الإصابة بثلاثة من أنواع السرطان المرتبطة بالسمنة التي خضعت للدراسة.

ازداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 27 في المائة لدى الرجال و34 في المائة لدى النساء، وازدادت احتمالات الإصابة بسرطان الكبد أربع مرات تقريباً لدى الرجال وخمسة أضعاف لدى النساء. وتضاعف خطر الإصابة بسرطان البنكرياس تقريباً لدى النساء وزاد بنسبة 74 في المائة لدى الرجال.