العلاج غير الدوائي للأرق أكثر فعالية من «الحبوب المنوِّمة»

يرتبط الأرق غير المعالج بزيادة خطر الإصابة بالحالات النفسية (جامعة رايس)
يرتبط الأرق غير المعالج بزيادة خطر الإصابة بالحالات النفسية (جامعة رايس)
TT
20

العلاج غير الدوائي للأرق أكثر فعالية من «الحبوب المنوِّمة»

يرتبط الأرق غير المعالج بزيادة خطر الإصابة بالحالات النفسية (جامعة رايس)
يرتبط الأرق غير المعالج بزيادة خطر الإصابة بالحالات النفسية (جامعة رايس)

أوصت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة فليندرز الأسترالية الأشخاص الذين يعانون من الأرق اللجوء إلى الخيار غير الدوائي، بدلاً من تناول الحبوب الدوائية التى تعالج مشكلات النوم، والتى تعرف بالحبوب المنوِّمة، مؤكدين أنه ينبغي على المزيد من الناس التحول إلى العلاج «الأول» الموصى به للأرق.

وصنفت نتائج الدراسة المستفيضة، «العلاج السلوكي المعرفي» المصمم خصيصاً للأرق على أنه الحل الأكثر فعالية على المدى الطويل لحالة النوم الشائعة، ويدعو خبراء جامعة فليندرز المزيد من الأطباء وعلماء النفس للمساعدة في الترويج له.

وعادة ما يتناول الأشخاص الأقراص المنومة عند إصابتهم بالأرق بسبب الإجهاد أو السفر أو الاضطرابات الأخرى. في حين يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على إدارة تأثير أفكار المريض ومعتقداته ووجهات نظره على مشاعره وسلوكياته، وعادة ما يركز هذا النوع من العلاج النفسي على التعامل مع التحديات اليومية لدى المريض، ومساعدته في السيطرة عليها.

وقال زميل الأبحاث في جامعة فليندرز، الدكتور ألكسندر سويتمان: «تعد مشاكل النوم من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي يلجأ إليها المرضى للطبيب في أستراليا. ولا تزال الحبوب المنوِّمة هي الخيار الأساسي لعلاج الأرق، على الرغم من وجود الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن العلاجات السلوكية أكثر فعالية على المدى الطويل». وأضاف في بيان صادر الثلاثاء: «يعد العلاج السلوكي المعرفي العلاج الأول الأكثر فعالية والموصى به للأرق لأنه يعالج الأسباب الكامنة وراء الأرق طويل الأمد دون أدوية وقد أثبتت مئات الدراسات العلمية فعاليته».

وأوضح: «تحسين الوصول إلى هذا العلاج السلوكي غير الدوائي في النظام الصحي من شأنه أن يخفف من الصعوبات التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم المنهك الشائع هذا».

تعد مشكلات النوم من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي يلجأ إليها المرضى للطبيب (بلوس)
تعد مشكلات النوم من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي يلجأ إليها المرضى للطبيب (بلوس)

ويرتبط الأرق غير المعالج بزيادة خطر الإصابة بالحالات النفسية وارتفاع ضغط الدم والحوادث والإجازات المرضية، ويتسبب في تكاليف اقتصادية واجتماعية عالية من خلال انخفاض جودة الحياة وتراجع الإنتاجية وزيادة استخدام موارد الرعاية الصحية.

الباحثون من جامعة فليندرز نشروا بالتعاون مع معهد ساكس في أستراليا دراستهم التى عملوا عليها لمدة 5 سنوات في مجلة «طب النوم السريري». وقال دوغ ماك إيفي، الأستاذ الفخري بجامعة فليندرز، والمؤلف المشارك: «يلعب الأطباء دوراً محورياً في نظام الرعاية الصحية الشامل في أستراليا».

ويضيف: «غالباً ما يكونون نقطة الاتصال الأولى مع المرضى الذين يتعاملون مع النظام الصحي، ويقومون بفحص وتقديم الرعاية لكثير من الحالات الصحية، ويعملون كـ(حراس البوابة) للإحالة إلى الخدمات الطبية المتخصصة. ونتيجة لذلك، كان الأطباء العامون في قلب برنامج ترجمة الأرق الخاص بنا لتحسين الوصول إلى العلاج السلوكي المعرفي».

ومضى إلى القول: «نحن نحث المزيد من الأطباء العامين وعلماء النفس على الوصول إلى موارد تدريب العلاج السلوكي المعرفي، وتقديم العلاج السلوكي المعرفي القائم على الأدلة للأشخاص الذين يعانون من أعراض الأرق بدلاً من الأدوية».

وتضمن البحث تعاوناً مستمراً مع معهد ساكس، وجمعية النوم الأسترالية، ومؤسسة صحة النوم، والجمعية النفسية الأسترالية، والكلية الملكية الأسترالية للأطباء العامين ومجموعات أخرى.

من جهتها قالت خبيرة النوم الدكتورة جيني هايكوك، التي كانت دراساتها للدكتوراه في جامعة فليندرز جزءاً من الدراسة التي استمرت لنصف عقد: «كان معظم الأطباء العامين الذين تمت مقابلتهم على دراية بمخاطر الاستخدام طويل الأمد لحبوب النوم، ولكن في الوقت نفسه لديهم القليل جداً من المعرفة بالعلاج السلوكي المعرفي وكيفية وصول مرضاهم إليه».

وأضافت: «يبدو أن هناك استعداداً للتغيير، لذا فأنا متفائلة بأن كثير من مرضى الأرق سيكونون بمقدورهم الحصول على أفضل رعاية مع زيادة الوعي بالعلاج السلوكي المعرفي بين الأطباء العامين ومرضاهم».

وهو ما شدد عليه البروفيسور روبرت آدامز، طبيب الجهاز التنفسي والنوم بجامعة فليندرز، «بأن فرص التعليم والتدريب الجديدة ستساعد في إحداث هذا التحول».

وختم قائلاً: «نحن نشجع المرضى وشركائهم على سؤال أطبائهم عن العلاج السلوكي المعرفي والانضمام إلى دعوتنا إلى الحكومة لإيجاد طرق لتحسين وصولنا إلى التدخلات غير الدوائية».

تجدر الإشارة إلى أن الأرق المزمن ينتشر بين الشباب البالغين في أستراليا بنسبة تصل إلى ما بين 10 و15 في المائة وفق الدراسة المنشورة.


مقالات ذات صلة

صحتك الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أفادت الدراسات بأن الكركمين يؤثر على معدل حيوية الخلايا وتنظيم دورة الخلية للخلايا الدهنية (موقع ايفري دا هيلث)

الكركمين... فاعلية مذهلة لعلاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية

يُظهر الكركمين فعالية واعدة في علاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية التنكسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بطانة الرحم المهاجرة حالة صحية شائعة ومؤلمة (رويترز)

«بطانة الرحم المهاجرة» تزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة

أظهرت دراسة جديدة أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من أمراض المناعة الذاتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية قد تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان (رويترز)

ممارسة مرضى السرطان للرياضة تقلل الآثار الجانبية للعلاج

يمكن للتمارين الرياضية أن تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
TT
20

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض، حيث يتم طرح أسئلة مثل: هل التغييرات البسيطة تُحدث فرقاً؟ إجابة عن ذلك، قدم أطباء الأعصاب 10 نصائح بسيطة للحفاظ على صحة أدمغتنا والاعتناء بها مدى الحياة، وفقاً لصحيفة «الغارديان»:

اعتنِ بصحتك بشكل عام

تقول الدكتورة سوزان أوسوليفان، استشارية طب الأعصاب في المستشفى الوطني لطب وجراحة الأعصاب في لندن: «جميع الأمور المعقولة التي تنطبق على صحة الجسم تنطبق على صحة الدماغ».

وتضيف: «عندما تبلغ العشرين من العمر، يُمكنك أن تُفلت من العقاب. قد لا تنام ليالي متواصلة وما شابه. لكنك لا تُفلت من العقاب عندما تصل إلى منتصف العمر. مع كل عام أتقدم فيه في العمر، يصبح نمط حياتي أكثر صحة».

وتركز جميع استشاراتها، إلى حد ما، على خيارات نمط الحياة، كما تقول: «أعمل مع الكثير من الأشخاص المصابين بأمراض الدماغ التنكسية، وهي ليست ناجمة عن نمط الحياة. لكن كل شيء يتحسن بممارسة قدر معتدل من التمارين الرياضية، وتناول طعام صحي، والنوم الجيد، سواءً كانت أمراضاً جسدية أو دماغية أو نفسية».

ابتعد عن التدخين والكحول

يشرح توم سولومون، أستاذ علم الأعصاب بجامعة ليفربول: «إذا كنت ترغب في إتلاف دماغك، فدخن كثيراً». وبالمثل، «الإفراط في تناول الكحول ليس جيداً... الأدلة الإجمالية تشير إلى أن الكحول ضار، وخاصةً للدماغ»، كما يفيد الطبيب.

وتتخذ الدكتورة فاي بيجيتي، طبيبة أعصاب في مستشفيات جامعة أكسفورد، موقفاً حازماً: «أجد أن الأشخاص غير المدمنين على الكحول، ولكنهم يشربون كمية صغيرة من الكحول يومياً على مدى عقود، قد يواجهون مشاكل أيضاً».

مارس الرياضة 3 مرات أسبوعياً

يفيد الدكتور ريتشارد دافنبورت، استشاري طب الأعصاب في إدنبرة، إن هناك صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ: «يؤثر ذلك على مستويات عديدة: النفسية، والأيضية، والفسيولوجية».

ويضيف سولومون: «ما يفيد الأوعية الدموية يفيد الدماغ أيضاً. الكثير من حالات الخرف ناتجة عن تلف الأوعية الدموية. النشاط البدني مفيد للأوعية الدموية لأنه يحافظ على ضغط الدم منخفضاً».

ويوصي بممارسة نشاط يُخفف من ضيق التنفس ولو قليلاً لمدة 20 - 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات.

الوقوف على ساق واحدة

تقول بيجيتي: «هناك دراسات تُظهر أن النشاط البدني يُساعد حقاً في إطالة عمر الدماغ. أنصح الناس بإدراج تمارين الساق الواحدة في روتينهم، لأن المشي يعتمد بشكل كبير على توازن الساق الواحدة، ويصبح الحفاظ على هذا التوازن أمراً بالغ الأهمية مع التقدم في السن. تُطلق التمارين الهوائية مادة كيميائية مُغذية للدماغ تدعم الخلايا العصبية لدينا».

وتتابع: «يُعد الجمع بين ذلك وتمارين المقاومة التي تُقوي العضلات أمراً بالغ الأهمية، حيث وجدت العديد من الدراسات أن زيادة كتلة العضلات تُقلل من التدهور المعرفي، حتى لدى أولئك الذين شُخِّصوا بالفعل بالخرف».

الابتعاد عن الزبدة

حاول اختيار «مضادات الأكسدة والدهون غير المشبعة، وتجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء»، كما يقول سولومون.

أما بيجيتي، فتوضح: «أكبر دليل على ذلك هو النظام الغذائي المتوسطي»، مضيفةً: «لقد وُلدتُ في اليونان، لذا ربما أكون متحيزة». وتقول إن نصيحتها غالباً في هذا الشأن بسيطة: «عند الطهي، يجب أن يكون مصدرك الأساسي للدهون زيت الزيتون بدلًا من الزبدة. هذا ما أفعله... كما أن تناول بعض أحماض أوميغا 3 مع الأسماك الزيتية له أدلة قوية على صحة الدماغ أيضاً».

وتؤكد أهمية تناول النباتيين لمكملات فيتامين «ب 12».

شرب الماء بدلاً من القهوة

يقول سولومون: «نرى أشخاصاً يعانون من صداع بسيط أو مزمن... الأشياء التي تُقلل من خطر الصداع متشابهة إلى حد كبير. ممارسة الرياضة بانتظام. الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب لترين من الماء على الأقل يومياً. التوقف عن تناول الكافيين تماماً. عدم تفويت وجبات الطعام. النوم في وقت مناسب. عادةً ما نقول للناس: (إذا التزمتم بهذا النظام الغذائي لمدة ثلاثة أشهر، فسيقل الصداع)... ومعظم هذه الأمور مفيدة أيضاً لصحة دماغكم بشكل عام».

الاهتمام بالنوم

تفيد بيجيتي: «يبدأ النوم الجيد في بداية النهار، وليس في الليل عندما تشعر بالتوتر من عدم الحصول على نوم جيد. حاول الاستيقاظ في الوقت نفسه تقريباً كل يوم. إذا كنت بحاجة إلى مزيد من النوم في عطلات نهاية الأسبوع، فعوض ذلك بـ60 إلى 90 دقيقة، أو دورة نوم إضافية. لا تجعل عادات نومك غير منتظمة، لأن دماغك حينها لن يعرف متى يُنتج الهرمونات المناسبة».

وضع حدود لاستخدام الهاتف

نعيش حالة من الذعر حيال تأثير التكنولوجيا على أدمغتنا، ولكن كما توضح بيجيتي، لا يؤكد العلم إدماننا على هواتفنا. ومع ذلك، فهي تقصر تصفحها لحسابها على «إنستغرام» على مرتين يومياً، وتتجاهل جميع مجموعات «واتساب».

وتتابع: «أقترح على الناس محاولة وضع روتين أو جدول زمني للتواصل والانفصال يناسبهم. التشتيت قضية أساسية عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا. أُفضل أن يستخدم الناس التكنولوجيا عمداً برغبتهم، بدلاً من اللجوء لها لتجنب القيام بعمل شاق، واستخدامها لسد بعض الفجوات... عندما يستخدمها الناس كأسلوب للتجنب، أعتقد أنها قد تُشعرهم بالسوء».

اختر «هوساً صحياً»

يقول الدكتور ريتشارد ريستاك، أستاذ علم الأعصاب في مستشفى جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة :«ابحث عن هوس صحي رائع، اهتم بشيء ما... وابذل جهداً ذهنياً كبيراً لتعلم المزيد. يمكنك ربط ذلك بالتفاعل الاجتماعي، وهو أمر بالغ الأهمية».

عالج مشاكل السمع والبصر

يقول دافنبورت: «يُعد الصمم إحدى السمات التي حُددت بوصفها عامل خطر مهماً للإصابة بالخرف. وينطبق الأمر نفسه على البصر. أي شيء يُقلل من تفاعلك مع العالم الخارجي من المرجح أن يكون ضاراً». ويضيف أن هناك أدلة أقل على آثار ضعف البصر، «ولكن إذا تدهورت رؤيتك، فستتوقف عن القيادة، وقد تتوقف عن الخروج كثيراً، وكل هذه الأمور تبدأ في التسبب في العزلة الاجتماعية... حافظ على حواسك؛ تأكد من قدرتك على السمع والرؤية».

ويضيف دافنبورت أن «حاسة الشم غالباً ما تكون من الأعراض المبكرة لبعض الأمراض التنكسية. لا أحد يُشير إلى أن فقدان حاسة الشم يؤدي إلى هذه الأمراض. ربما يكون مجرد عرض مبكر، وخاصةً في مرض باركنسون».