كيف يؤثر سكر الدم على صحة الدماغ؟

شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
TT

كيف يؤثر سكر الدم على صحة الدماغ؟

شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)
شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

يحتاج عقل الإنسان إلى كم كبير من الطاقة لكي يتمكن من التفكير والتصرف واختبار مختلف المشاعر. وبالنسبة لمعظمنا، تأتي هذه الطاقة في شكل سكر الدم (الغلوكوز)، والذي يتم نقله إلى الدماغ وتستخدمه خلايا المخ.

وفي حين أنه من المعروف جيداً أن مستويات السكر في الدم المرتفعة جداً والمنخفضة جداً يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية حادة وكبيرة على وظائف المخ، إلا أن هناك الكثير من الأبحاث التي نشرت مؤخرا والتي تشير إلى أن مشاكل السكر طويلة الأمد قد تلعب أيضاً دوراً مهماً في حالتنا العقلية وخاصة حالتنا الإدراكية.

وفي هذا السياق، تحدث الدكتور أوستن بيرلموتر، أستاذ الطب الباطني في جامعة ميامي، مع موقع «سايكولوجي توداي»، عن كيفية تأثير سكر الدم على صحة الدماغ والمشاكل التي يسببها للمخ، وفقا لما توصل إليه العلم.

وقال بيرلموتر: «يستخدم دماغك ما يقرب من 20 إلى 25 في المائة من سكر الدم الموجود في جسمك كطاقة له. وعندما يكون سكر الدم مرتفعاً جداً أو منخفضاً جداً، فإن الشخص يواجه خطرا عاليا لحدوث تغيرات حادة في حالته العقلية، وفي الحالات القصوى، قد يصل الأمر إلى دخول الشخص في غيبوبة».

وتابع: «يؤدي انخفاض سكر الدم بشكل غير طبيعي إلى نقص واضح في الطاقة اللازمة لتشغيل الخلايا العصبية لدينا، وضعف إشارات الناقل العصبي. وقد يؤدي ذلك إلى تلف الميتوكوندريا، والذي يصيب الشخص في النهاية بالتعب والضعف ومشاكل النمو والسكتات الدماغية وفقدان البصر أو السمع».

وأضاف: «أما ارتفاع سكر الدم فيرتبط بخلل في وظائف المخ وقمع نموها، وحتى الموت في الحُصين (جزء من الدماغ مفتاح الذاكرة طويلة المدى). على سبيل المثال، قد يزيد مرض السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة تزيد على 50 في المائة، كما أنه قد يضاعف خطر تشخيص المريض بمشكلة تتعلق بالصحة العقلية مثل الاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات».

هذا بالإضافة إلى تسبب مرض السكري في زيادة الالتهابات بالمخ، وتلف الأوعية الدموية، بحسب بيرلموتر.

وكشفت دراسة جديدة نشرت الشهر الماضي، أن أكثر من 800 مليون بالغ حول العالم مصابون بمرض السكري. ومن المذهل أن أكثر من 80 في المائة منهم لا يعرفون أنهم مصابون به.


مقالات ذات صلة

أظافرك قد تتوقع طول عمرك

صحتك أظافرك هي علامة واضحة على عمرك البيولوجي (رويترز)

أظافرك قد تتوقع طول عمرك

إذا كنت تتساءل عن عدد السنوات التي من المرجح أن تعيشها، فإن أظافرك قد تحمل الإجابة عن هذا الأمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك إصابة بعض المرضى بعدم انتظام ضربات القلب البطيني ايمكن أن يؤدي إلى الموت القلبي المفاجئ (الشرق الأوسط)

8.7 مليون دولار للتصدي للوفيات الناتجة عن عدم انتظام ضربات القلب

دعمت المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، معهد ديبيكي للقلب والأوعية الدموية في مستشفى هيوستن ميثوديست، بمنحة قدرها 8.7 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك سائح أجنبي ينظر إلى قائمة الطعام التايلاندي داخل أحد المطاعم في بانكوك (إ.ب.أ)

بأقل جهد... 8 طرق لإنقاص الوزن بسرعة وأمان

أعطى العلماء ثماني نصائح لإنقاص الوزن بسرعة وأمان، وبأقل جهد ممكن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا أعراض الانسحاب التي يعاني منها مدمنو التكنولوجيا تشبه تلك التي يعاني منها مدمنو المخدرات (رويترز)

أعراض انسحاب إدمان التكنولوجيا شبيهة بتلك الخاصة بالهيروين

قال متخصص إدمان بريطاني إن أعراض الانسحاب، التي يعاني منها مدمنو التكنولوجيا، تشبه تلك التي يعاني منها مدمنو المخدرات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لدى الإنسان عُمران: زمني وبيولوجي (رويترز)

«ثلاثية صحية» تبطئ الشيخوخة وتخفض خطر الإصابة بالسرطان

أظهرت دراسة حديثة أن هناك «ثلاثية صحية» يمكن أن تبطئ الشيخوخة وتقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 61 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بيرن)

مراوح التهوية تقضي على البكتيريا في دورات المياه

تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)
تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)
TT

مراوح التهوية تقضي على البكتيريا في دورات المياه

تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)
تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)

أظهرت دراسة صينية أن استخدام مراوح التهوية يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة في دورات المياه العامة بعد عملية تدفق المياه في المرحاض.

وأوضح الباحثون من جامعة الصين لعلوم الأرض أن استنشاق هذه الجسيمات الضارة قد يؤدي إلى تشنجات في البطن، وغثيان، وإسهال، وقيء. وقد نُشرت النتائج يوم الاثنين في دورية «Risk Analysis».

وتُستخدم مراوح التهوية لتحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة، من خلال طرد الهواء الملوث وإدخال هواء نقي من الخارج. وتساعد هذه المراوح في تقليل تركيزات الملوثات والجراثيم في البيئة، ما يُعزز صحة الأفراد الذين يوجدون في الأماكن المغلقة، مثل المكاتب والمنازل ودورات المياه العامة.

وأُجريت الدراسة في دورة مياه بمبنى إداري في الصين؛ حيث تم تحليل انبعاثات الجسيمات البكتيرية بعد استخدام مرحاض القرفصاء والمرحاض المزود بشطّاف، تحت ظروف مختلفة من التدفق والتهوية.

وكشفت النتائج أن تدفق مياه المرحاض يؤدي إلى انتشار تركيزات غير صحية من البكتيريا في الهواء، تتجاوز الحدود المقبولة التي حددتها المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

التهوية الفعالة ليست مجرد عامل مريح بل هي عنصر أساسي للحد من المخاطر الصحية (الشرق الأوسط)

كما أظهرت النتائج أن مراحيض القرفصاء تُطلق تركيزات أعلى من البكتيريا؛ حيث كانت جسيمات المكورات العنقودية الذهبية (S.aureus) أعلى بنسبة 42-62 في المائة، وبكتيريا الإشريكية القولونية (E.coli) أعلى بنسبة 16-27 في المائة، مقارنة بالمراحيض المزودة بشطّاف.

ووجد الباحثون أن التدفق الأول للمرحاض الفارغ يؤدي إلى انخفاض تركيزات البكتيريا بنسبة تصل إلى 43 في المائة، مقارنة بالتدفق الثاني عند وجود فضلات. والأهم من ذلك، اكتشف الباحثون أن استخدام مروحة التهوية يُقلل خطر التعرض للبكتيريا بمعدل 10 أضعاف، ما يُقلل احتمال انتقال العدوى.

تحسين التهوية

وقال الباحثون إن هذه النتائج توفر دليلاً علمياً على أهمية تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه العامة لتقليل انتشار الجسيمات البكتيرية الضارة.

وأضافوا أن تحسين أنظمة التهوية عبر تعزيز كفاءة مراوح الشفط ومعدلات تبادل الهواء يُمكن أن يقلل بشكل فعَّال من تركيزات البكتيريا والمخاطر الصحية المرتبطة بها.

وأشار الفريق إلى أن النتائج يمكن أن تُسهم في تشجيع صناع القرار على وضع إرشادات جديدة للصحة العامة، مثل إلزامية تشغيل مراوح التهوية في الأماكن العامة والمرافق المشتركة، خصوصاً في المستشفيات والمدارس والمكاتب.

ونوه الفريق بأن التهوية الفعالة ليست مجرد عامل مريح، بل هي عنصر أساسي للحد من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام المراحيض العامة.